انطلقت مجلة الفِراتْس
@alpheratzmag
بعد أشهر طويلة من العمل الدؤوب والاجتماعات المكثّفة لنقاش كل جزئية وكلمة؛ لا يبالي أحدنا بالوقت في سبيل
عملٍ متأنٍّ ننشد له ببشريتنا القاصرة الكمالَ والأصالة نقاشاً ولغةً، علّه يكون سفينة نجاة من السرعة والعُجمة التي سقطت على لغتنا لعنةً من
أبي حبيبي الطيب الكريم انتقل لرحمة الله، خمس سنين كل يوم بتخيل أني ح شوفه وبوس إيده واقعد جنبه بس رحمة الله كان أسبق، يا رب أنت أعلم بقلوبنا المنفطرة، رحمتك وصبرك، لا حول ولا قوة إلا بك، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وقفة ستكسرنا العمر كله، الصلاة الأخيرة لأهل الغوطة قبل الخروج، هل جربت أن تترك أرضًا سقيتها دمًا وعمرًا وكرامةً؟
هل جربت أن تمشي بك العربات والحياة إلى المجهول المطلق بعد أن كنت في ساحة ضوء الحرية الوحيدة الأخيرة؟
يا وطن .. أحضنك لو صرت كلك سكاكين..
أتيت إلى تركيا زائرة، وتحولت الزيارة بسبب نظام الأسد إلى إقامة جبرية طالت 7 سنوات، مات فيها أبي ولم أرَه، تزوجت وأنجبتُ ولا يعرف ابني جده ولا بلاده. سأعود مع ابني إلى سوريا رغم الأسد وأزور قبر أبي مهما طالت السنين.
#أنا_لاجئ
أبي يحارب المرض الآن بكل قوته المتبقية، أيام طويلة لا أعرف فيها إلا الفزع وكثيرا من البكاء عليه وعلى غربتي عنه وعلى عجزي، لكنني ما زلت أملك سعة لأبكي على منكوبي بيروت تفصيلا، كم عائلة باتت بلا معيل، كم أم أخ أخت فجعت، كلهم ليسوا أرقامًا لنحزن عليها إجمالًا، إنما لكل واحد قصة وغصة
اليوم للمرة الثالثة يقول لي والدي:
"والله كل يلي حوليي بيغاروا مني لأنك بنتي"
العبارة التي تشعرني بأني بلغتُ غايةَ ما قد يبلغه أيّ حي ثم لا يبالي بعد ذلك أقبلت الدنيا أم أدبرت.
من فترة لا بأس بها أكتب وأمحو ما كتبت ثم أُعرض ثم أعاود الكرة؛ شعور عارم بأن كل ما يجب أن يقال قد قيل، وزهدٌ بالكلمة والحرف في غير مكانهما، وفقدٌ حقيقي للقيمة والمعنى في دوامة لا منتهية من التدافع الذي جبلت عليه الحياة حتى خبتت جذوتها فيَّ.
اليوم أتم سنتي الرابعة في غربتي دون أن أرى أمي، ما افتقدت أحدا كما افتقدتها ولا بكيت من وجع كما بكيت من وجع بعدها، أربعٌ ما اكتملت فيها الأيام والسعادة دونها، أذكر أنني في يوم زفافي العام الماضي كنت أقلب وجوه الحاضرات وأبكي وجهها وأردد:
"أعراس ما فيها أمهات أعراس مهجورة وخرايب"
عبدالباسط الساروت ثورتنا بصوته وتقلباته وبساطته وخياراته شهيدا جميلا.
يوم أسود لثورتنا المفجوعة ببطل خطّت حنجرته ذاكرة أبنائها، يوم أسود لنا نبكي فيه الساروت ونردد معه:"لاجل عيونك يا حمص منقدم الرواح نتشابك بالأيادي ونداوي الجراح" لكن لايد لنا نتشابك بها في بلاد الآخرين اللعنة.
#ما_بروح_من_بالي أول ما وصلت على البيت ولقيت أبي واقف عند الباب عم يبكي وأخي محمد على يساره ويمينه فاضي ركضت وسألته: وين أخي جهاد؟ -ع التلفون حكوا لي أنه متصاوب- قال لي: دفّناه.
والأصعب كان منظر وصوت بكاء أمي هي وعم تبعّد النمل عن التراب بأول مرة بروح بشوف قبره.
أعود إلى الدراسة، بتخصص علم الاجتماع في
@SehirUniversite
بعد أربع سنوات ونصف منذ خرجت من سوريا وأنا أحاول رغم الضغط المادي والمعنوي والعملي أن أجد طريقًا للمقاعد الدراسية مرة أخرى، وبعد أن فشلت كل المحاولات بدءا من اسطنبول وانتهاء بالدوح�� لأسباب خارجة عن إرادة دولٍ لا إرادتي فقط.
عاش أبي وإخوتي حصارَ مخيم اليرموك وجنوب دمشق وجاعوا كما جاع الناس وأكلوا ورقَ الشجر، فقدَ أبي آنذاك نصف وزنه فلم أعرفه يومَ رأيته بعدما يقارب سنة، كانت وسائل الإعلام الأسدي تسخر من المحاصرين كما يفعل هذا الإسرائيلي، الأسديون والإسرائيليون ملّة واحدة لا يفرّق بينهما إلا غبي.
عامٌ على قيامة حلب، ورحيل آخر ثائر عنها، عام على فقد الحاضنة الحاضرة، عام على فجيعتنا بها، عام والثورة مستمرة بموت آخر مؤمن بفكرتها.
عن قيامة حلب مع الصديقة
@Linashamy
ولقد بلوتُ الناس في أطوارهم
وملِلتُ حتى ملّني الإملاءُ
فإذا المودة خلة مكذوبة
بين البرية والوفاء رياء
لو كان في الدنيا وداد صادق
ما حال بين الخلتين جفاء
فانفض يديك من الزمان وأهله
فالسعي في طلب الصديق هباء.
محمود سامي البارودي.
تلاحقني صورة أبي منذ أيام فأهرع إلى الاتصال به فيجلدني صوته المتهدج ويثقلني بوحه إذ يقول باستسلام: "نفسيتي تعبانة"، أو يقول بامتنان: "ما قصّرتِ"، استثمر بي أبي عمرَه كلَّه وفي وقت الحصاد كنتُ هنا بعيدةً عنه قارّة وحرب، ألعن الحياة وأشرب الحسرة.
يبدو أن الاكتئاب السياسي لا يُعافيه إلا نصر عسكري؛ على مدار السنين القليلة الماضية بدأ جيلنا ينحدر في هوّة اكتئاب الهزيمة أو لنقل اكتئاب ما بعد المعارك التي لم ينتصر فيها أحد، لكنها تركتنا مهجّرين ومضطربين أمام دين دماء الشهداء؛ اضطرابات حاولنا أن نحيلها إلى أسباب شخصية كلاسيكية=
يوم من أيام الله، طويل علينا ثقيل على أجساد أهالينا، يوم نخجل فيه من أننا نحن، من أننا هنا، يوم نخاف فيه من أن الناجي منّا لا يد له ليأخذ بها يد أخيه، يوم نرجع فيه إلى الله، يوم نسأل فيه عن تاريخ اللعنة التي حلّت بهذه المنطقة، عن نهاية هذه اللعنة، عن نهايتنا.
اللهم حسن الخاتمة.
صفعات من أزمة وجودية وقلق وغربة وأسئلة جدوى ننام ونصحوا عليها هذه الأيام وننطفئ وجودًا ورغبةً، وتضيق بنا سبل الحياة والعيش على اختلاف مهننا وأماكننا، لكننا - السوريين - لا نندم ولو عاد بنا الزمن عدنا، ويلعن روحك يا حافظ.
فجورُ الذباب الإلكتروني على خطيبة #جمال_خاشقجي لا يكاد يتفهمه عاقل، فجورٌ ممزوجٌ بسفالةٍ أخلاقية وحُمق وقلة أدب وبذاءة عابرة للأديان والفطرة والإنسانية، ألا قاتلهم الله جميعًا قتالًا لا رحمة فيه ولا هوادة؛ قتالًا تُلجم فيه ألسنتهم وينالون به من اللعنة ما يستحقون.
لا يمتاز هذا العيد بأنه العاشر الذي يمر دون أن أرى أهلي فقط، بل بأنه الأول الذي سأقضيه وحدي تماما في بلد آخر لا أكاد أعرف فيه أحدا؛ حيث يستحيل باب البيت الذي لا يدخله الأهل والأحباب فوهة تابوت، ويصير الجرس الذي لا تقرعه أيد تشتهي تقبيلها سوطا لا يرحم.
دعونا نتعايد بلعن الأسد.
ما المرعب أكثر من كورونا؟
سوريا المتوحشة التي أوقفت دوام المدارس والجامعات لكنها لم توقف رحلاتها من وإلى إيران، ولم تسجل حالة إصابة واحدة بكورونا، الذي لا يعلم أحد كيف سيقف انتشاره فيها والناس دون تعليمات توعية وحماية غارقة بالفقر محاصرة بالخوف وبطش الإيرانيين والأسديين والروس.
من الأمس وحتى يعلم الله سيكون أول هواجسنا إذا أوينا إلى فراشنا أننا ببيوت من ورق يكفيها هزة من أرض غادرة لتستحيل قبرًا جماعيًّا، وأنها ربما الليلة الأخيرة، وأن لعنةً ما مسّت الليل/السكن فصار هجيرة من قلق، وأن لا ملجأ من الله إلا إليه.
أكثر من 80 شهيدًا أمس في الغوطة الحبيبة، ربما الأصدق أن يقال: أكثر من 80 عائلة ثكلى، أب وأم فزعان، وإخوة ذاهلون، وأماكن فارغة إلا من رائحة الراحلين، أكثر من 80 عائلة حاقدة، والحقد لا يزول إلا بالثأر ولا يفل الدم إلا الدم.
غادرت دمشق مع أذان الفجر في يوم خميس، القرار الذي ليته ما كان ولا كنتُ، والذي ما ندمت على شيء ندمي عليه، كان وداع أهلي يومها غريبا وثقيلا وسريعا، وتمتمات أمي وأبي بالرضا والعودة تتردد برأسي مساميرَ ندم وخناجرَ أسى، من بعد ذلك الفجر لم يعد شيئًا في حياتي كما كان، ولم أعد أنا.
لم تعرف أمل عرفة كيف سيتم مونتاج الحلقة، من الواضح أنهم صوروها وهي تندب وحدها ثم صوروا الطفل الميت وحده ثم صوروا رجل الدفاع المدني الذي يضيف البودرة والدم الكاذب على الطفل في بلد آخر وبعد ذلك منتجوهم سوا بالفوتوشوب.
أمل خانم حذائك لتلبسيه مو لتفكري منه قبل ما تعتذري عن قبحك.
حقٌّ على كل ثائر أن يفرح بموت " #حفتر "؛ الموت الذي سلّطوه علينا ليظفروا، سلّطه الله عليهم ليشفي غليلنا، وينتصر لنا، بالموت قمعونا وبه أُخِذوا بلا رجعة.
هذه المجزرة وهذا التوحش بقتلنا والإصرار على التعامل معنا ككلاب بشرية نتيجة حتمية للسكوت عن دم شهداء الربيع العربي الذي وأدته الثورات المضادة مدفوعة من الإمارات لعنة الله عليها وعلى النفط.
نتيجة حتمية للموانئ المكتظة بالبوارج، للمطارات المغلقة بوجهنا ومفتوحة للموتورين والمنبتّين.
نعلم أننا غارقون بسؤال: "ماجدوى ذلك؟ ما جدوانا؟" إلا أن مهد الثورة التي صنعتنا توجب علينا أن نعود من الكفر بنا إلى الإيمان، إيمان الواقع، من أجل أهالي درعا أم اليتامى، من أجل النشامى نرفع صوتنا وننفض عنا غبار الخيبة.
#افتحوا_الحدود
#درعا
لا يستوي ألمك وأنت تعاين الحرب مع ألمك وأنت بعيد عنها، مِن بعيد تغدو الرؤية أكبر والألم أشد، وتعبك منطقي ومفهوم.
ثمة مشاهد تنخر رأسي كلَّ ليلة، أحاول تجاهلها لعلها تُنسى أو تمضي، إلا أنها تزداد تجذرًّا وتكبر تكبر حتى كأنني بها ت��صيلًا تفصيلًا؛ كأنني ما زلت هناك لاهنا، كأنني غيري.
احتمى نظام الأسد وداعموه الإيرانيون والروس بالطائرات؛ ليقتلوننا أكثر كما تفعل إسرائيل اليوم. ثم يخبرنا الله عمليّاً أن للموت بالطائرات وجوهاً كثيرة ما خطرت على قلب بشر، ولا يُستثنى منها أحد.
سبحان مَن جعل مِن الموت حزناً وشفاء للصدور.
يرى التحقيق النورَ اليوم بعد شهور من المقابلات والقراءة والترجمة، صحبة
@ObaydahAmer
، وهو عمل أول من نوعيه من حيث الشمولية والتفاصيل، عن الشبكات العلمائية جذورًا وامتدادًا اجتماعيا ودينيا وعسكريا وجغرافيا:
زمنٌ صعبٌ تدور بها الدائرة على أصحاب الحق فتقتقلهم وتنفيهم واحدًا واحدًا بلا حول ولا قوة ولا ظهير ولا نصير.
رحم الله الرئيس #محمد_مرسي ولعن قاتليه من المصريين والإماراتيين والسعوديين/السرطان الذي تفشّى في جسد الربيع العربي وبتر أعضاءه.
الليلةَ إذ تستصرخ الغوطة ندرك أننا مشلولون إلا عن الترقب والصبر والرجاء، وكما يبدو فإن العمر ليلٌ سيطول بنا ساهرين حمّالي احتراق واضطراب وألم، قلّةٌ في عالم كاذب دَعِيّ، وثائرون عرّينا كلّ أدعياء الإنسانية واكتشفنا هشاشة الحياة وجوهرها الزائل.
أذكر تمامًا أول مرة جلسنا فيها على السُّفرة بعد استشهاد أخي جهاد؛ كان مكانه فارغًا لكن صحنه موجود بكينا جميعًا ولم نأكل، في المرة التي بعدها مباشرة تداركت أختي الموقف ولم تُحضر صحن جهاد، وعندما وجدته أمي ناقصا شهقت وبكت وأبكتنا، كأني إذ أكتب الآن حاضرة في المشهد، لن تشفى ذواكرنا.
في كل سنّة بعد وفاة والدي كنّا نحسب الصحون الناقصة على طاولة الطعام.
أخٌ تزوج، أختٌ سافرت...
الآن الطاولة يتيمة؛ لا شيء فوقها سوى غبار الأسى؛ رحل أهل الدار كلهم.
قررت و
@ObaydahAmer
في رمضان هذا أن نعيد مشاهدة "التغريبة"، كل مشهدٍ نكأ جرحًا، وكل حوار حرّك أسًى راكدًا، لم تمر حلقة من دون بكاء جليٍّ لم نستطع كتمه وآخر كتمناه حياء من بعضنا وضعفنا، صفعة اليقظة على خذلان العالم وعلى أننا تُركنا لقدرنا لن يخبو ألمها ولن نصحو من هولها.
المنفى ثقب أسود يبتلع المُهجّرين من بلادهم وسياقاتهم وحواضنهم الاجتماعية، وربما خُلق ليلتم فيه المهزوزون/المنهزمون ويجترّوا هزيمتهم ويتلاوموا فيما بينهم ثم ليقعوا في وهم أنهم يفعلون شيئًا لمرحلة قادمة، خُلق ليقتلهم أملا ووهما؛ فالمنفى لعنة الثائرين/المناضلين/المقاتلين/المتمردين.
خلال سنين الغربة حرصت بشكلٍ واعٍ على ألا أكون جزء من شلّة، مع الحفاظ على مسافة واحدة من الجميع؛ فالناس -كما وجدت- طيبون فرادى متوحشون شللًا؛ فأن تكون في شلّة يعني أن تخلق لك أعداء تقتات على قصصهم وتتندّر على أفعالهم وتكسّر سعيهم سرا وعلنا ومن ثمّ تهمشهم وتهشّمهم اجتماعيا وعمليا.
مما تعلمته في حياتي أن الشلّة لا تناسبني ، فكرة الشلّة قائمة على النميمة، وعلى أن تكون لئيمًا، تجيد السخرية والانتقاص، "من الضحية التالية التي سننهشها نهشًا؟"
وعندما لا تجد الشلّة من تنهشه فستنهش نفسها، لذلك إن آذتك شلّة ما، فلا تفعل شيئًا، امنحهم وقتًا وسيأكلون بعضهم بعضًا ..
ملحمة ظهور أسماء المعتقلين الذين استشهدوا في سجون نظام الأسد ملحمةٌ تكاد تحكينا وتبكينا، وتشبهنا؛ وحيدين بوجه سجانٍ له جبروت الظلم ولنا الصبر والمصابرة، له آلة التعذيب ولنا عيون شاخصات بلا ملامح.
وعلى عجل كانت أسماء الشهداء تخرج بالآلاف وكنا لا نعي ولا نحتمل ولا نكاد نتخيل.
أنت ضد القوانين الجائرة التي ستُطبق على السوريين في تركيا=إذن أنت ضد أو غير ممتن لتركيا.
هذه الثنائية العجيبة التي انشطرت في عقول بعض السوريين والأتراك إبّان أزمة القوانين وترحيل السوريين تحوّلت لسبب أساسي يدفع بعض السوريين قبل الأتراك للتشبيح عليك واستباحة ما يمكن استباحته منك!
أثبتت لنا معركة غزة الأخيرة أن الانتصار العسكري أنجع للنفس من مئة وصفة طبية، وطلة أبي عبيدة أشفى للروح من أي جلسة علاجية.
وكثير من الأصدقاء فجرت فيهم المعركة روح الحياة من جديد فوجدوا ذواتهم، ووجدناهم مرة أخرى يكتبون ويغضبون بعد سنين من الانطفاء.
فاللهم نصرًا تشفي به الصدور.
يبدو أن الاكتئاب السياسي لا يُعافيه إلا نصر عسكري؛ على مدار السنين القليلة الماضية بدأ جيلنا ينحدر في هوّة اكتئاب الهزيمة أو لنقل اكتئاب ما بعد المعارك التي لم ينتصر فيها أحد، لكنها تركتنا مهجّرين ومضطربين أمام دين دماء الشهداء؛ اضطرابات حاولنا أن نحيلها إلى أسباب شخصية كلاسيكية=
تلبية لنداءات الواجب والحق، ووقوفًا مع الثورة وانتصارًا لأهلنا ودمائهم كأقل ما يجب نقف غدًا الساعة ١٢ ظهرًا أمام القنصلية الروسية في تقسيم/تركيا، لحظةٌ عظيمةٌ علينا جميعًا يجب ألا نستحقر فيها عملًا ولا ندّخر جهدًا.
#أنقذوا_الغوطة
عيد مبارك، وشهداء مقبولون، ودموع أمهات وآباء مجبورة بانتقام الله لها، وينعاد علينا وعليكم على أرضنا وبين أهلنا محتفلين بانتصار شعوبنا في سوريا واليمن ومصر وليبيا والجزائر والسودان وفلسطين على كل مستبد ومستعمر، ومهللين للحرية التي أمهرناها دمنا وأعمارنا حقًّا وصدقًا.
"هيهات ترجع بيك الأيام، كل السوالف صارت أحلام، مرّت ليالي عليّ ما نام"
اليوم ينام عبدالباسط شهيدًا ولا ننام نحن لعرضٍ من الدنيا ولشرخٍ من الأسى نستأنس بصوته ونتعزّى بثقل الشجن في صوته.
يناديني أبي أحيانًا "أختي"، وكثيرًا ما يقول لي أخي محمد "أمي".
وبين الكلمتين اللتين تمرّان في قلبي فتقيمان ولا تعبران أنا حزينةٌ وجودًا ومثقلةٌ مسؤوليةً وهمًّا، كيف يهجم علينا الكلام فجأة فيتركنا مذبحوين منه وله؟
في ثورتنا يختلط الشخصي بالعام احتراقًا وألمًا حدّ التماهي؛ مقطع الأب الذي يودع طفله الشهيد:"يا ريتني أنا ميت وما شربان حسرتك يا ولدي" جعلني تلقائيًّا أفتح مقطع دفن أخي جهاد وأنصت لصوت أبي يبكي بمرارة؛ وكأنني أسمعه للمرة الأولى، الحسرة التي أُشربناها ونشربها لن تمر عابرةً، لن تمر.
يقولون: لا تبعد، وهم يدفنونني
وأين مكان البعد إلا مكانيا؟
قصيدة من عيون شعر العرب لمالك بن الريب يرثي فيها نفسه، تصلح القصيدة وردًا إذ تتجاوز حدود أسبابها وبيئتها زمنًا ومكانًا؛ فمن قال إن الإنسان لا يموت إلا ميتة واحدة، كم من حيّ ميت مدفون وأين مكان البعد إلا مكانه؟
كانت حلب مفصلية في صدمة الهزيمة نفسًا وأرضًا، وفي رسم سيناريو لكل ما هو قادم.
وما بعد حلب خنجر يوسع فم الجرح ويوغره، يوغره بلا نهاية كلانهائية خيبتنا وخسائرنا.
#درعا يا جمل المحامل، يا بدايتنا بلا نهاية.
من نتائج 2018 :
أن عملك من البيت لا يعكّر صفوه إلا فضول وأنوف المتطفلين وألسنتهم المتطاولة يوميًا بحضك على الخروج من البيت مقررين عنك نمط الحياة الأفضل لك.
العمل من بيتك أفضل وسيلة لغزل وشائج ألفة وطيدة بينك وبين أهل بيتك وبيتك، وهو من أعظم ما قد تحققه بحياتك ولها.
يوم ثقيلٌ على السوريين؛ عشرات الشهداء في م��ازر بمعرة النعمان وسراقب وآلاف الخائفين تحت سطوة القصف الوحشي، وملايين يعرّش الدم على ذاكرتهم فيأكلون أنفسهم آلامًا وحسرات.
يُعيدني التحقيق إلى ٢٠١٣ حيث بدأ الحصار الجزئي على مناطق جنوبي دمشق التي انحدرتُ منها ونشأتُ فيها، وكان المنفذ شبه الوحيد للدخول إلى المنطقة هو “حاجز اليرموك” المسمى أيضا "حاجز الموت"، وعناصره مزيج من قوات جيش النظام وشبيحة فلسطينيين تفضحهم لهجتهم الحادة وهم يهينوننا ويشتموننا.
تنفرد الجمهورية بنشر النسخة العربية الكاملة من تحقيق أور أونغر وأنصار شحود، الذي يوثّق مذابح نفّذها عناصر للنظام السوري في حي التضامن بدمشق، ويذكر أسماء الجناة بعد التعرّف عليهم وإجراء مقابلاتٍ معهم
نقله إلى العربية: مهند أبو الحسن ودُمّر سليمان
ماذا كانت النفس لتفعل لو أنها لا تسمع في اليوم الأذان ؟
خمس مرات يعلو فيها الصوت مذكرًا ومنبهًا بأن "الله أكبر"؛ الله أكبر من كل وهم وحقيقة، ومن كل حزن وضيم، من كل عجز وانكسار، ومن كل ظالم متجبر، ومما نحن فيه، ومنا.
النساء السوريات في أقبية #الغوطة_الشرقية الشرقية يسطرن لنا طريقَ حرية من معاناتهن الاستثنائية، المرأة هناك أساس الصمود بحنوها على أطفالها وتصبيرها لزوجها وإخواتها، هناك تلمس النساءُ المعنى وتحصد الجدوى.
سلام على الثائرات المؤمنات بجدوى التضحية والكلمة.
#يوم_المرأة_العالمي
أكثر ما يحرك وجعي في أناشيد الثورة تلك التي تذكر أم الشهيد مهما كان السياق.
كأني بسماعها أدخل الغرفة على أمي بعد استشهاد أخي وأراها تبكي بين نسوة كثر، وآخر ما أذكره في تلك الغرفة أنني نزلت إلى قدميها أهذي وأبكي، كانت أمي -وما زالت- مكسورة تبكي بحرقة وصمت، ونبكي نحن بحرقة وضجيج.
شهرَ قُرب يرمم كوّة المسافة التي قطعناها مبتعدين ولا ندري.
شهرًا يجبر الله به النازحين والخائفين والفزعين تحت جحيم الظالم والمستعمر، ويُمسك به يدَ التائهين فلا ينتحرون أو يفقدون عقولهم.
شهرَ خير وبركة ونصر علينا جميعًا.
حسرة حياتي إني ما ودّعت بابا، من خمس سنين وأنا بحاجة حضنه الكبير لحظة لأقدر استرجع وجودي القديم فيه، وهلأ بحاجة حضن الوداع لأقدر أفهم شو صار.
اللهم أكرم أبي وأحسن إليه كما أكرمنا وأحسن إلينا، والعن الأنظمة العربية يلي حرمتنا نور عيوننا وأبسط حقوقنا، واحرقهم متل ما حرقوا قلوبنا.
بعد سبعٍ من الثورة السورية اليتيمة لم يبق لنا إلا اليُتم والشهداء والتشرد والإيمان بها، إيمانٌ يزيد وينقص؛ يزيد بالله وبالدماء وبوجوه الشهداء و الشاردين المتعبين، وينقص بالسياسيين والعسكريين والمثقفين، ينقص بعقولهم وجدارتهم بحمل الأمانة.
#ذكرى_الثورة_السورية
منتهى آمالي في الحياة كان لحظة مثل هذه أودّع بها أبي وأخي، وألمس الموت فلا يبقى فكرة مجردة تلاحقني. ذهبا وذهبت الآمال سدى، وتشابهت الأيام رغم النوازل.
رحم الله أمواتنا وآنس وحشة الفقد في قلوبنا.
لا نعرف ما نقول أو من بالتحديد نلعن بسبب ترحيل السوريين حملة الكيملك من اسطنبول إلى الشمال السوري؟
ألا يكفي أن دائرة الهجرة في بيازيد -التي كانت سجنا سابقا- هي أسوأ مكان تعاملا وامتهانا لكرامة السوري، لا بشهادتي بعد زيارتها٤مرات بل بشهادة محاميتي التركية التي مُنعت من الدخول معي
بفضل الله أحرم أبي وأمي الآن في طريقهم للحج، كان ينبغي أن أكون معهم للحج واللقاء بعد سنوات عجاف، لكنّ لعنة الدولة الحديثة وما ساقنا إليه الطغاة والمستبدون حال دون ذلك، لله الحمد على كل حال.
ولا ننسى بينما هم يلبون محرمين أن نجدد نحن البيعة ونلعن روح حافظ.
محرقة روسية حقيقية الآن في إدلب، وكلور سام يتجاوز اتفاقية خفض التصعيد، وضامن تركي يضمن صمته عن المجزرة، وصور تتابع عن أطفال وعائلات تحت الأنقاض، إدلب ملاذ المهجّرين السوريين ومأوى أهلها الأخير تلتهب بمن فيها.