تعال،
تعال، لا يَهُمّ من أنت،
ولا إلى أي طريق تنتمي،
تعال لا يهمّ مَن تكون،
تعال ولو كنتَ كافرًا أو مجوسيًّا أو من عبّاد الأصنام، تعال فلا مكانَ لليأس هنا،
تعال حتى لو فسخت توبتَك ألف مرة،
تعالَ.. تعالَ..
نصف العمر ضاعَ طلبًا لإعجاب الآخرين،
ونصفهُ الآخر ضاعَ بالتوجّس منهم.
اترك هذه اللعبة!
لقد أخذت منك كثيرًا، ولعبتَهَا كطفلٍ بما يكفي، و حانَ أوانُ التوقفِّ عنها.
- مثنوي 460
العقل عقلان،
أولهما مُكتسبٌ نتعلّمُه كما يتعلم الصبيّ من الكتاب والعلوم والفكر. وبها يزيد عقلك على عقول الآخرين، لكنك تصير من حفظها ثقيلًا !
أما العقل الآخر، فهو هِبةٌ من الله تعالى، إنما مَنبَعُهُ من قلبِ الروح.
جِد صحبةً تغسل قلبك وتطهّره من معارف التمَظهُر، لأن هذه معارفُ لا تدلّكَ الطريق.
أنت محتاجٌ لمعرفة تُمَيّزُ الجذرَ عن الفرعِ، وتستدلُّ بالفرعِّ إلى الجذرِ.
- مثنوي 1125
إن رأيت شرارةً تطفرُ من نارٍ،
فأطفئها ! لتعود للعدم الذي جاءت منه.
أما إن مددتها بكبريتِ الجوابِ، و تعبير المجاراة والردّ..
فإنها ستجد الطريق مرة بعد مرة، ويغدو من العسير إعادتها للعدم.
نمشي في نورِ الشمسِ، لأنها بعيدة !
نتدفأ بها، ونميّز حسنًا وقبيح،
ينضج الثمر ويصير مرّه حلوًا،
ولو أنها اقتربت لما قدّمت لنا أيَّ نفعٍ،
بل لاحترقَ العالمُ والخلق!