هل يرد الدعاء القدر؟
في رمضان من كل عام أتذكّر تلك الحادثة الكئيبة التي واجهت، سنة ٢٠١٢ وفي آخر فصل دراسي لي رسبت بمادة، وكنت وقتها قد قُبلت في وظيفة وكانوا بانتظار الوثيقة لأباشرها، لكن أنا رسبت، كيف؟! في تاريخي الدراسي كلّه لم يسبق لي أن رسبت، قالوا لي مقدّر ومكتوب.
(سلسلة | Thread)
لماذا "يجب" أن تنام أكثر من ٧ ساعات؟
كتاب مُخيف، يقول لك: النوم ضروري جدًا، أكثر مما تتخيل، والأمر مثبت علمياً، إذا ما أخذت النوم على محمل الجد فحياتك الذهنية والجسدية في خطر.
الكتاب لماثيو ووكر، برفيسور علم الأعصاب في جامعة بيركلي، كتاب مدهش وخلاصة أبحاث ٢٠ سنة
مؤخراً قرأت:
"لا تعامل الله بالقلق، عامله باليقين ليعاملك بالمعجزات"
وتذكّرت قصتي هذه، قررت أن أكتبها وأضعها بين أيديكم وهي رسالة لمن يشعر باليأس تجاه شيء ما، لا يرد القدر إلا الدعاء.
ادعوه وتضرعوا له سبحانه، بشرط أن تكونوا على يقين بالإجابة.
بالتوفيق للجميع🙏🏻
لا يوجد تبرير لسوء الخُلق إطلاقاً، لا نفسيّة سيئة ولا مزاج متعكّر ولا غيره، والمُحترم الخلوق مهما مرّ بظروف صعبة يبقى محترم وخلوق.
"إن الكرام وإن ضاقت معيشتهم
دامت فضيلتهم والأصلُ غلّابُ".
بدون مبالغة، أحد أثرى وأجمل اللقاءات هذا الوقت.
ومن أراد أن يشاهد لقاء تتجلّى فيه أحداث السيرة وقصص الصحابة وعظمة التراث وكيف تتقاطع مع حياتنا وعلاقاتنا الآن فليشاهد هذا اللقاء.
دراية الرجل واطّلاعه على التراث والثقافة المعاصرة وطريقة فهمه لها شيء مدهش جدًا.
تزعجني فكرة التبرير لسيء الخُلق بأنه "طيّب القلب"، ومؤمن بأن سليقة الإنسان وظاهره تُفصِح عن مكنونه وخباياه في معظم الأوقات.
من يكون خيّر من الداخل سيتصرف بخير ويتعامل بخير وينطق بخير.
ودي أقول شيء "يقرقع" بخاطري من فترة، وللأستاذ أحمد بن زيد كل الاحترام والتقدير وليس المقصود شخصه، وقبل كل شيء إجابتي على سؤال نهاية الفيديو: بقول لعيالي إن شاء الله إني كنت شخص عادي، وعادي جدًا، ولأن عندي حياة واحدة قررت أعيشها بشكل عادي كذلك.
صدقاً ما العيب في العاديّة؟
قد
أحب فكرة أنه الأخلاق العالية تتطلب مجاهدة وتضحية، اللطيف جاهد عشان ما يكون فظّ وكريه، الكريم ضحى عشان ما يكون بخيل، والهادي جاهد نفسه عشان ما تفلت ويغضب بسرعة.
ولهذا هي "عالية" وتعلو بأصحابها فوق فوق.
أحد مراحل الوعي، والنضج تتمثّل فيما ذكره جلال أمين في سيرته الفريدة ماذا علمتني الحياة: لقد عرفت عيوبي وقبلتها، ولم أعد أعذّب نفسي بأن أتمنى أن أكون شخصًا آخر، أو أن أحصل على ما أعرف أن من المستحيل تحقيقه، أصبحت مستعدًا لأن أقبل بسهولة أن هناك من هو أفضل مني في هذا الأمر أو ذاك.
تقاطعنا بعد ما سوّت ريتويت وتفضيل للتغريدة، واختار الله أن تكون نصيبي وشريكة حياتي 💍.
بشهر العسل قررنا نوثّق السبب، ونحتفي بالكتاب اللي فيه العبارة اللي جمعتنا.
دعواتكم لنا يا أصدقاء ♥️.
أحد مراحل الوعي، والنضج تتمثّل فيما ذكره جلال أمين في سيرته الفريدة ماذا علمتني الحياة: لقد عرفت عيوبي وقبلتها، ولم أعد أعذّب نفسي بأن أتمنى أن أكون شخصًا آخر، أو أن أحصل على ما أعرف أن من المستحيل تحقيقه، أصبحت مستعدًا لأن أقبل بسهولة أن هناك من هو أفضل مني في هذا الأمر أو ذاك.
يميل الإنسان دائماً لمقارنة أوضاعه وأحواله في الحياة مع من هم بعمره، ونسمع كثيراً أسطوانة التذمر: اللي كبري توظفوا، تزوجوا، تملكوا بيوت، وغيرها، وينسى الإنسان التوقيت الإلهي، المقدّر إن صح القول.
"ثم إن لكل شخصٍ مسلكه في هذه الحياة، فلا أنت بمتأخرٍ عن أحد ولا أنت بسابقٍ له"
أتصوّر أن الذكاء العاطفي أهم مهارة يجب أن يتقنها الإنسان، لأنها تتقاطع مع كافة شؤون حياته، بسائر علاقاتك، خاصها والعام منها، أن تكون واعي وحذق تجاه مشاعرك وذاتك ومشاعر الآخرين وذواتهم.
الذكاء العاطفي مهارة لجعلك فارق في أي علاقة تدخلها، شخص يُذكر فتُذكر معه مواقف ولحظات فارقة.
أستغرب حقيقة ممن يصفون أنفسهم بالصّريحين، وأنهم لا يجاملون، ويتباهون بذلك.
المجاملة لطف وعطاء، الفاروق عمر كان يقول: إن العطاء ليس مالًا فقط، وإنّما نحفظُ ماء الوجوه، ونُطيّبُ الخواطر، ونُراعي الكرامات، فإن إراقة ماء وجه إنسان كإراقة دَمه".
خلّوا صراحتكم لكم ومع أنفسكم!
في سائر علاقاتك، صداقة أو غيرها، فتّش عن تعامل الشخص مع أهله، ووالديه خصوصاً، بتعطيك تصوّر شبه كامل عن طبيعته وأخلاقه، وأنا مؤمن بأن اللي ما فيه خير لأهله ما فيه خير للناس.
أحد أمتع الحلقات في اليوتيوب للمغامسي، تجلى فيها بشكل رائع، سرد تاريخي/أدبي يبدأ من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى سقوط الدولة العباسية.
الجزء (١)
الجزء (٢)
قصص، شعر، ومواقف عظيمة جداً، للمرة الثالثة أشاهدها.
بدون مبالغة أنا أقول أنه يجب الاستماع لهذا، بالأخص الآباء والأمهات وكل تربوي فاضل ومسؤول، هذا يمسّ ديننا وهُويّتنا وثقافتنا وانتماءاتنا.
اللغة العربيّة مسؤولية الجميع، حتى لا نندم بعد سنوات ونواجه انفصال وأزمات هُويّة!
أحد أفضل الأشياء اللي تقدمها بالحياة، لأي شخصٍ كان، ألّا تجعله ينتظر، أياً كان ما عندك له، لفظاً كان أو محسوساً، التعليق يوتّر الإنسان، يشلّه، لا تجلعه يعيش هذه اللحظات، حتى لو كان الرد سيؤلمه، بالتأكيد وقعه أخف من الانتظار وتبعاته.
وصيّة العام الجديد:
تذكّر أنّ عليك السعي والنتيجة قدرٌ مكتوب، ولا تُبالغ في الاستعداد لأي وجهةٍ أو هدف وتنسى متعة الطريق، ثُمّ تكون كالذي "بالغ في تجهيز قاربه حتى جفّ البحر".
من أدعية أبي حيان التوحيدي:
"اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الرضا إلا عنك، ومن الذل إلا في طاعتك، وأسألك أن تجعل الإخلاص قرين عقيدتي، والشكر على نعمك شعاري ودثاري"
أحد أقبح التصرفات الحديث بسوء عن شخص يقف معك في حيز مكاني واحد وبينكم اختلاف لغوي، أنت تظن أنه لا يفهم ولن يدرك، وهو صحيح لا يفهم تماماً، لكنه يدرك ويشعر، يشعر بسوء الكلمات.
اللغة لا تُسمع فقط، إنما تُحسّ أيضاً.
ودائماً، الموقف الذي لا تتمنى حدوثه لك، لا تضع الآخرين فيه.
معظم العلاقات الإنسانيّة فيها نسبة من الانزعاج والأذى، ومفهوم طلب الصفاء الدائم من الناس مستحيل.
وتساؤل الجاحظ: "نفسُك التي هي أخصُّ النفوس بك لا تعطيك المقادة في كل ما تريد، فكيف بنفس غيرك؟" يلزم يكون حاضر معك في كل وقت، ومفاهيم مثل: إذا ما كان لك كذا اتركه أفكار سطحية تافهة.
ما أتصوّر يفوز أي أسلوب أو تعامل مع الناس خالي من اللطافة واللطف، سواء كان هذا التعامل في حدود العمل والعلاقات الرسميّة أو حتى في أقرب علاقة لك.
تلطّف وترفّق بتعاملاتك، بطلبك، بسؤالك، حتى بهواشك وعتابك خلك لطيف.
"لو سارَ ألفُ مُدَجَج في حاجةٍ
لم يقضِها إلّا الذي يترفّقُ"
��لتوق لشيء ما، لقاءً كان أو حدثاً أو سفراً أو غيرها، هو أحد بواعث السعادة في الحياة، كتب أديب لصديقه:
"إني رأيتُ أن تُحدِّدَ لي ميعادًا لزيارتك، أتقوَّتَه إلى وقتِ رؤيتك، ويؤنِسُني إلى حين لقائك."
لجأت إلى الله سبحانه وتعالى في رمضان ٢٠١٢، لم أفوّت الدعاء في صلاة التروايح والقيام، وكنت أجلس في المسجد من بعد الفجر حتى طلوع الشمس وأنا أتضرع بالدعاء، يا رب إن كان هذا قدري فهذا دعائي، اللهم استجب لي وغيّر قدري.
كنت أحفظ أكبر قدر ممكن من أسمائه الحسنى في كل يوم، وأتضرع بها.
ترى طبيعي والله يتراجع الشخص عن شيء معيّن في حياته بعد ما تبيّن له أشياء ما كانت واضحة، أو لاح له فشل، أو تقفّلت بوجهه، وترى هذا تفوّق ونجاح وشجاعة، ليست هزيمة أبداً، الخطأ في الاستمرار.
"فإذا الطريقُ أمامنا مسدودةٌ
ليس إنهزاماً أن نعود إلى الوراءْ"
تصالح مع فكرة أن بعض الصداقات قد تكون "مرحليّة"، حتى الأقدم والأطول عمرًا منها قد يذبل ويموت، الإنسان يتغيّر ويتطور وقد يتجاوزك أحدهم، لا بأس حقه، أو أنت تتجاوزه، خلاص مرحلة وانتهت، وأعتقد من الخطأ أن تبذل وتدفع نفسك تجاه صداقة ميؤوس منها ومنتهية الصلاحيّة لمجرد أنها قديمة أو أنك
أتصوّر أنّ العمل أو الدراسة مثلاً، تمثّل مفهوم السعي في الأرض، اللي حنا مأمورين فيه، يعني واجبك تجاه البشرية، ولا يستقيم أنّ الناس تترك كل هذا وتتمنى الجلوس في البيت طوال الوقت والعمر، ومثل ما قال عمر بن عبدالعزيز: لو أنّ الناس كلما استصعبوا أمرًا تركوه ما قام للناس دنيا ولا دين.
تابعت هالحلقات وكل ما يتعلق بالصحة النفسيّة والجسديّة غالباً، والجميع، باختلاف تخصصاتهم أجمعوا على الرياضة والحركة، الخمول أكبر مدمر للصحة الجسديّة والنفسيّة.
رياضة تعني نوم زين، ونوم زين يعني صحة جسديّة ونفسيّة حلوة، والدائرة هذي تكمّل بعضها وتستمر.
استقبلت رسالة لطيفة من صديق شافني بالحلم أمس، تذكرت ما كتب محمد آيت حنّا:
عندما تحلم بشخص ما -مهما كان الحلم وأيّا كان الشّخص- عليك أن تُخبره.
من المهم أن يعرف الإنسان أين كان يتسكّع في الليلة الماضية!
صباح الخير 🌞
مما يُستملح في موضوع الزواج والعلاقات بشكل عام، رسالة جلال أمين لأخيه حسين حين قرر الارتباط بزوجته چان: أجد أن كل تعليقاتها ذكيّة، وتطوّر تفكيري بدلاً من أن ترجع به إلى الوراء، أضف إلى ذلك أنني لم أكن في حياتي (relaxed) وأشعر بأنني طبيعي ١٠٠٪ أكثر مما أشعر به معها.
أحبّ الوضوح، وأرتاح مع أصحابه، وبالمناسبة، اللغة أهم أداة تميّز البشر عن غيرهم، نسمع ونتحدّث، ما نملك قدرات سحرية نقرأ المتخفّي أو ما بين السطور ونحاول نفهمك.
جدًا أقدّر الناس اللي تعرف تسرد وتعبّر عن مشاعرها برشاقة ولطف، الأثرياء لغوياً، اللي طلبهم شاعر كبير كالمتنبي بقوله "برِّد حشاي إن استطعت بلفظةٍ" وترجّاهم نزار لمّا قال "قُل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً".
قرأت مرة أنّ لخيبة الأمل معنًى آخر، ليس مجرد الفشل في تحقيق ما نريد، بل أن نحقق ما نريد ثم نكتشف لاحقاً أنه لم يكن بقدر التوقعات.
نعم للسعي والطموح، لكن يجب أن ينطلق الإنسان من فكرة أنّ الحصول على شيء لا يعني السعادة التامة، كما أنّ عدم الحصول لا يعني التعاسة المطلقة.
قرأت عدّة كتب في مجال الصحة النفسيّة، ومؤخرًا وبسبب ازديادها سمعت كثير من حلقات البودكاست، لكن أكثر ما عجبني وشدّ انتباهي كتابين، محتوى عميق ورصين، والأهم من هذا أنها وبالرغم من صعوبة الموضوع مكتوبة بسرد ممتع وترجمات سلسة.
(سلسلة | Thread)
أما قبل: هذه السلسلة لن تخبرك كيف تكون سعيداً، ولا أحد يستطيع.
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، أما بعد: وعاشوا سُعداء للأبد،
هكذا عنون المؤرخ يوفال نوح في كتابه العظيم والشهير جداً والمترجم مؤخراً للعربية تاريخ السعادة منذ آدم وحواء وحتى يومنا هنا.
ليش من لا يشكر الناس لا يشكر الله؟
الجاحظ أجاب بعبقرية وقال: "من كفر بِنِعم الخلق كان لنِعم الله أكفر، لأن الخلق يعطي بعضهم بعضاً بالكلفة والمشقة، والله يعطي بلا كلفة"، ولهذا من لا يشكر من يعطونه بتعب وكلفة لن يشكر الله سبحانه الذي يعطي بلا كلفة.
جزء من التربية ينمو ذاتياً، قد تأتي البذرة من الوالدين والبيئة المحيطة بلا شك، لكن الأكيد أن الشخص بذاته، بسبب إدراك، ثقافة، أو تجربة معيّنة، يختار أن يتطبّع ويتخلّق بخلق ما.
ذاتياً هو من يقرر أن يفوق أقرانه أو ينحط عنهم.
الإنسان بطبيعته معرّض للسقوط والانكسار والخيبات، لكن حدّة السقوط تتفاوت من شخص لآخر، نقل ابن قتيبة في عيون الأخبار قول لطيف لابن عبّاس: صاحب المعروف لا يقع، فإن وقع وجَدَ متكأً.
وهنا حافز لكل إنسان أن يكون صاحب معروف، يحسن لأهله، أصدقاؤه، وكافّة الخلق من حوله، حتى يجد ذاك المتكأ.
أجزم أنّ هذا المقطع أو جزء منه على الأقل، سيحرّك شيء فيك ويلمس داخلك، الشعر يحكينا ويعبر عنّا، فكيف بالمتنبي وهذا الإلقاء وهذه التّمثّلات المدهشة؟
وصَدَقَ من قال: إن أبا الطيّب ينطقُ عن خواطر الناس!
"لا حيَّ ينجو من العَطَبْ."
أحد الأفكار البديهيّة اللي صاغها لبيد بن ربيعة بجمال، ويعجبني كيف قرن فكرة أن يبقى الإنسان حيَّ بالتعرض للانكسار وخيبات الأمل، وأن هذه الأعطاب كلها دلالة الحياة.
شعار ديسمبر:
وإذا تأخر مطلبٌ فلربما
في ذلك التأخير كل المطمعِ
يا رب لي ظنٌ جميلٌ وافرٌ
قدّمته أمشي به يسعى معي
كل الذين يرجون فضلك أُمطروا
حاشاك أن يبقى هشيماً مربعي
اتصلت -متأخر- بقريب مسوي عملية جراحيّة أتحمّد له بالسلامة وببداية المكالمة اعتذرت عن تأخيري وتقصيري وقلت: توّي داري بالخبر، قال: ما تدري بشرّ، ويالله على عذوبة وحنيّة مثل هالتعابير اللي تزخر فيها لهجتنا ولغتنا.
هذا الكتاب مُثري جدًا ومدهش جدًا.
كتاب المرحلة دون أي مبالغة.
هو المحتوى الحقيقي، وهو المكسب.
تأمل الفصول فقط وبإمكانك تخيّل أي محتوى مذهل يحويه هذا الكتاب.
باشرت عملي في ذي القعدة، قابلت ماجد، كان بهيّ الطلّة، سَمح المحيا، ولولا الحياء لعادني استعبار كما قال لجرير، والله لولا الحياء لبكيت وضممته، أحببت هذا الرجل محبّة هائلة، تمنيّت أنني صرّحت بها يوماً ما.
تميم، قررنا ننجّحك ونعطيك ب، راضي؟
راضي؟ عفواً سعادة العميد تشاورني؟
عن الباء أحدّثكم، باء نجاحي، ومن ثم اكتشافي لاحقاً لبائية جرير في هجو الراعي النميري، وبائية المتنبي، وشوقي، كيف أحببت الباء لهذه الدرجة؟ كيف غيّر حياتي حرف واحد تماماً؟
كنت أردد طوال الطريق للجامعة والذي يبلغ قرابة الأربعين كيلو: اللهم سخّرهم لي يا حيّ يا قيوم.
وصلت ودخلت على مكتب العميد الذي كان مبتسماً ورائقاً جداً، والله أنه لم يُعرف بابتسامة طوال فترة توليه هذا المنصب إطلاقاً، كان الطلاب يعرفونه بعبوسه الدائم، فسبحان من سخّره لي تلك اللحظة.
جوهر الحياة يكمن في قدرة المرء على التقبّل والتجاوز، فكرة أن تظل حبيس لفشل تجربة ما، أياً كانت، فكرة مرعبة وضد الحياة. يجب أن يكون لديك إيمان بأنك بشر وبالتالي أنت معرض للفشل، كغيرك تماماً.
والحياة راح تمشي تأكد، لكن لا تتوقف أنت.
تذكّر جيدًا تكفى أنّ "من حُسن الأدب ألا تُغالب أحداً على كلامه، وإذا سُئل غيرك فلا تُجب عنه، وإذا حدّث بحديث فلا تنازعه إياه، ولا تقتحم عليه فيه، ولا تُرِهِ أنك تَعلمه، وتعلّم حُسنَ الاستماع كما تتعلم حُسنَ الكلام."
من كتاب العقد الفريد، لا تنساها أرجوك 🙏🏻
اتصل بي من الغد، اسمع تميم الشركة علّقت البوزيشن حقك، سننتظر معك حتى شوال، أصلاً رمضان يركد الشغل فما فيه شيء نستعجل عليه، خذ جوالي واتصل بشرني في شوال.
أكاد أجزم أن قلب هذا الرجل يفيض نقاءً وعذوبة، هكذا هي أخلاق الكبار، أي رحمةٍ إلهية هذه، وأي بوادر انفراج من الله عزّ وجلّ؟
مع كل يوم كنت أشعر بيقين داخلي، أخرج من المسجد مع لحظات الإشراق الأولى، كان النور أول ما يتسلل إلى قلبي لا عينيّ، وحين أدخل المنزل كنت أراها في كل يوم، تشع نوراً وطُهراً وهي تقرأ من المصحف، كانت أمي هناك كل يوم تنتظرني، أصعد إلى الغرفة وأنام كالطفل، قرير العين.
في بداية يومك لا تذكّر نفسك بأنك قوي كما يزعم بعض منظّري تطوير الذات، بالعكس الإنسان ضعيف، وغير قادر على تدبير شؤونه، وكّل كل أمورك لله سبحانه.
ولهذا أحب كثير ترديد: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
الإيمان فيها يبعث طمأنينة.
بالمناسبة، اسمه ماجد هذا الموظّف، عظماء من يحملون هذا الاسم، الكابتن ماجد في طفولتي، والجوهرة السوداء ماجد عبدالله، وماجد بالعربية: كثير المجد، الأصيل والشريف وذو المروءة وحسن الخلق، وماجد كان كذلك، أستطيع أن أجزم بهذا.
أحبّ تشخيص العرب لحالات القلق والخوف، والوصف بدقّه: "لعمرُك ما المكروهُ إلا ارتقابهُ، وأبرحُ مما حلّ ما يُتوقّعُ".
ومن ثم العلاج: "إذا هِبتَ أمرًا فقع فيه، فإن شدّة توقّيه أعظمُ مما تخافُ منه".
حين قرر الابن مغادرة المنزل والسفر للدراسة، وحيداً ولأول مرة، كتب له والده مجموعة من الوصايا، إرشادات الحياة كما عنونها في كتابه لاحقاً، هذه الوصايا حققت نجاحاً مُلفتاً، وتصدّر الكتاب لسنوات قائمة الكتب الأعلى مبيعاً، وصايا عفوية جميلة، أنقل لكم بعضها.
ليش الإنسان ينتظر لحظة الموت، أو تجربة قريبة من الموت ليدرك تفاهة الحياة؟ ليتمنى عودة الزمن ويحتقر كل معترك ومشكلة تتعلق بعلاقات شخصيّة أو عمل أو صفقات بيع وشراء أو غيرها، معارك أخَذَت من أيامه وراحة باله وأكلت وشربت معه؟ لماذا نحتاج لصدمات أو أمراض مميتة لندرك أنّ الجوهر
ماجد الأهدل في بودكاست مربّع:
"كيف تستشعر النِعَم إذا كنت تعتبرها بديهيات؟"
الحديث كان عن سياق القهوة وفكرة أنك تشربها يومياً فما تقدّر هالشيء، لكن الجملة لها وقع على كل شيء بالحياة، موب القهوة بس.
قرأت نصّ مدهش يفيض بالإيمان والتسليم في قصة عروة بن الزبير المشهورة لما اضطروا لقطع قدمه ورفض شرب الخمر لتخفيف الألم، في النهاية كان يشاهد قدمه أمامه وقال: اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة، لك الحمد، وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليت لطالما عافيت.
نجحت، تعدّل السجل الأكاديمي، تغيّر قدري بفضل وكرم من الله سبحانه وتعالى، أقام لي أهلي حفلاً كبيراً، الجميع فرح لي دون استثناء، اتصلت بطيّب القلب ماجد، ماجد أبشرك أنا نجحت واستلمت السجل الأكاديمي الجديد، أنا جاهز.
تخيّل عندك اختبار نهائي، أو مقابلة شخصيّة أو أي شيء من تحديات هالحياة، وبك من الهم ما الله به عليم، ثم يقول لك شخص مثل ما قال غازي القصيبي الله يرحمه:
أُعيذ وجهك أن تغزو ملامحه
رغم العواصفِ إلا بسمة الظَّفر
بتنجح وإلا لا؟
"الفرق بين الحنين والشوق، أنّ الحنين لا يكون إلا للأشياء التي لا يمكن أن تعود، والشوق لتلك التي تحتمل الرجوع؛ لذلك للحنين برودة اليأس، وللشوق حرارة الرجاء."
أحب أذكّر بأن التغاضي وتمشية الأمور وتكبير العقل ليست من الضعف في شيء، بل هي أساس القوة والله، أبدًا لا يتهيأ لك أنها ضعف، أبدًا.
أن يكون لديك قدرة على التحكم بردات الفعل، هذي قوة.
أبشركم لقيت أكثر عبارة دقيقة لوقتنا هذا، عبارة مفروض تكون بذهنك وبالخط العريض خصوصاً وقت استخدام برامج التواصل الاجتماعي، قالها غازي القصيبي الله يرحمه:
"لأنني أعلم أن الذي ينفق وقته في التوافه، لن يجد متسعاً من الوقت للعظائم."
دائماً كنت أسمع أبوي يقول: الله يجزى والدينا الجنة، فعلاً الله يجزاهم الجنة، نحن بدونهم عدم فعلياً، جاءتني أمي لتواسيني، لطالما فاخرت بي وبنجاحاتي، هي انكسرت أيضاً.
لا يرد القضاء إلا الدعاء وأنا أمك، أنت متأكد أنك مظلوم، اطلب ربك وكلك يقين بالإجابة، وانتظر قرار مجلس الكلية.
جيمس كلير صاحب كتاب العادات الذريّة قال أنه فيه معارك يوميّة صغيرة بالحياة، أدائك فيها الآن وتعاطيك معها يحدد من شكل حياتك في المستقبل.
عندك حساب ادّخار؟
تسوي رياضة؟
تقرأ؟
تحيط نفسك بصداقات وعلاقات صحيّة؟تنام زين؟
المعارك الصغيرة هذه هي اللي بتحدد حياتك مستقبلاً.
كتب طه حسين في سيرته:
"والمهم هو أن يلقى الإنسان حياته باسمًا لها لا عابسًا، وجادا فيها لا لاعبا، وأن يحمل نصيبه من أثقالها ويؤدي نصيبه من واجباتها ويحب للناس مثلما يحب لنفسه ويؤثر الناس بما يؤثر به نفسه من الخير، ولا عليه بعد ذلك أن تثقل الحياة أو تخف وأن يرضى الناس أو يسخطوا."
مهم الوعي بأن الحياة في الأصل معاناة وتعب ومشقّة، الأنبياء والرسل عانوا، مدري أي الخلفاء الأمويين اللي ملكوا الدنيا وما فيها اللي قال أحصيت أيام سعادتي فوجدتها ثلاثة عشر يوماً!
كل بني آدم ضعفاء، يجب أن يكون عندك يقين بهذا، ونتقوى بالله سبحانه ونطلب توفيقه والعون منه.
كتبت مرة أن أحد المشاهد الآسرة في السيرة النبويّة، اللي كل مرة أحاول أتخيّله يصلني سلام وطمأنينة عجيبة، مشهد أبو بكر في الغار لما سأله ﷺ: ما ظنّك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟
ما فيه كلمة تصف حجم الطمأنينة اللي عاشها أبو بكر إطلاقاً.
اللهم هذا الشعور تجاه كل مخاوفنا في الحياة.