لحظة الوداع من أشد اللحظات الإنسانية اختباراً للمشاعر البشرية، لأنها اللحظة الحقيقية التي تبقى، التي انشغل بها الشعراء، وهذا ما يبرر حضورها في الشعر الفصيح والعامي ، كالقصيدة :
وأخيراً ليس لي غير الوداع
همسة حرى على جمر التياع
لم أجد يا حلو في كل البقاع
لوعة أعنف من وقت
يقول هرمان هسة الأديب الألماني في كتابه أنت جواب السؤال :
أرى في الفن لغزاً أزليَّاً، شأنه في ذلك شأن الحياة، لغزاً نحاول الإلمام به، وتقليبه على كل وجوهه، لكننا نعجز عن سبر أغواره، أو إدراك من أيّ بنبوع صاف ينهل.
الأدب الوجيز، أو الأدب الوامض، نمط من الكتابة التي غزت الأجناس الأدبية جميعها، وباتت سمة واضحة في تشكيلها، وربما كانت تمظهراته الكبرى تبرز في نمطين منتشرين في المنشورات الورقية، والنشر الإلكتروني عبر الشبكة، هما: القصيدة الوجيزة/ قصيدة الومضة، القصة القصيرة جدا.
الشعر ابن الدهشة لذلك لا يمكن أن تطوره وتفتح أزاهيره ورؤاه إلا ذات مبدعة لا تستكين لمقولات معلبة جاهزة و تحديات الشعر في عصرنا تكمن في قدرته على ارتياد مناطق جديدة بكر تنأى به عن الأماكن التي استباحتها مخيلة الشعراء عبر سنين طويلة.
سعت بالدعوة الكريمة لحضور ملتقى قراءة النص ٢٠بمناسبة اليوبيل الذهبي لنادي جدة الأدبي مسيرة خمسين عاما.
كل الشكر والود لأدبي جدة ممثلا برئيس النادي أ. د. عبد الله السلمي.
#ملتقى_النص20
#أدبي_جدة
لاشك أننا أمام تحديات كبرى في مواجهة فساد الذائقة التي بات الترويج لها أكبر من أن ينكر،وهنا المسؤولية تقع على الكاتب والناقد، فلاشك أن رفع سوية التلقي تبدأ من الكاتب الذي يسهم في تقديم منتج أدبي ينمي الذائقة ويرفع من سويتها،ثم دور الناقد الذي يشير إلى الجيد ويميزه من الرديء بجرأة
العنوان بتقنياته المتعددة بات يتمتع بأهمية بالغة، حيث يعد أخطر البؤر النصية التي تحيط بالنص، إذ يمثّل العتبة التي تشهد عادة مفاوضات القبول والرفض بين القارئ والنص، فإما عشق ينبجس، فتقع لذة القراءة، وإما نكوص، ليتسيّد الجفاء مشهدية العلاقة.
ثمة تساؤلات حيرى لدى كثير من المشتغلين في الحقل النقدي، لعل من أبرزها التساؤل عن صلاحية المناهج التقليدية في قراءة النص الأدبي، ويأتي في الطليعة منها المناهج السياقية، ولا سيما منها المنهج التاريخي والمنهج الاجتماعي والمنهج النفسي، هل ماتت المناهج السياقية؟
حقيقة العلاقة بين الفكر واللغة تتأتى من طبيعة نظام كل منهما،فاللغة إنما هي تواضع مجتمعي،وطرائق التعبير من خلال تلك الموافقة الاجتماعية على طبيعة اللغة وفهمها بين الناس،ولذلك تختلف اللغة في التعبير بين شخص وآخر،ولو اشتركا في الموضوع ذاته
وذلك ناتج عن طبيعة الفكر الحامل لتلك اللغة
المقدمة في القصة أو الرواية لابد أن تكون قادرة على الجذب ومتصفة بعنصر التشويق وكما يقول إدغار آلان بو(إن البداية هي التي تحدد نجاح القصة أو إخفاقها) ذلك أن البداية هي البوصلة التي تحدد الاتجاه الذي يوجه ذهن المتلقي إلى ما يريده المبدع.
يمكن القول إن تعامل النقد مع النصوص الأدبية قد مرّ بمرحلتين حاسمتين، الأولى هي ما أطلق عليه بمرحلة المنهاج السياقية( المنهج التاريخي، والاجتماعي، والنفسي) والمرحلة الثانية وهي المرحلة النصية التي تشكلّت مع بزوغ شمس اللسانيات الحديثة مع فرديناند دوسوسير في مفتتح القرن العشرين...
المثقف الورقي في حالة من التراجع أمام صعود المثقف الرقمي بخطاباته القصيرة المؤثّرة، ولغته المكثّفة، والتي تقدّم الأفكار المبسّطة والعميقة، وتجعل المتلقّي في حالة استثمارٍ قصوى للوقت؛ حيث صار قادرًا على تخزين المعلومة والعودة إليه متى شاء، أو متابعتها أينما كان.
الذكاء الاصطناعي يحاكي لكنه ابدا لايبدع ولايحس ولايشعر ولايحب ولايعاني وتلك ميزة الإنسان في عصر الآلة
هل يمكن لبرامج الذكاء الاصطناعي كتابة الشعر العربي العاطفي؟
الصراع بين الثقافتين العلمية والأدبية ما زال قائماً في المجتمعات كلها، ومنها مجتمعاتنا العربية مما يشكل صراعاً وقطعية معرفية تمنع تكامل هاتين الثقافتين اللتين تشكلان عصب الحياة ، من هنا فإن محاولة التوفيق بينهما عبر طرح مصطلح الثقافة الثالثة التي تجمع ما بين هاتين الثقافتين.
أحبُّكِ بيتاً تواريْتُ فيه
وركناً جميلاً أويْتُ إليه
أحبّكِ كيف اتّجهْتُ أراكِ
بذاتي كقلبي أُداري عليه
فأنتِ ابتسامي وأنْتِ أماني
وأنتِ هواي وكُلّي لديه
منذ شاعرنا الأول امرئ القيس ومروراً بمن حضر أو غاب بمنأى عن الخارج الذي يحيط به، أو الحياة التي يحيا بين جنباتها، وكذلك لم ينس ذاته في أشد الظروف حلكة وأكثرها تعقيداً، فبقدر ما ينغمس في الحياة، ويحس بإحساسها ويتفاعل معها يضيء داخله، ويعري ذاته، ويسلط الضوء على ما يشعر به.
"المجد عوفي إذا عوفيت والكرم"
لملك بيته و مسكنه في القلوب ولقصور من الطمأنينة بناها في قلوب أبنائه وسيجها بالحب والعطف والرعاية فجعل الوطن ينافس السحاب لسلامة مشتقة من سلمان الذي زرع الوطن حدائق جمال وألق نقول
المجد عوفي إذا عوفيت والكرم
#خادم_الحرمين_الشريفين
مع الإشارة إلى أن حركة النقد في تطور مستمر ودائم فما يعد منهجا جديدا اليوم يضحي غدا منهجا قديما، وليس مهما تطبيق منهج بعينه على إبداع معين بقدر ما يعنينا عدم لي عنق النص ومحاولة تطويعه قسرا على النص الأدبي لأن المناهج ولدت في الأساس لتفسير النص وكشف أبعاده.
عني كثير من شعراء التفعيلة بطريقة الشكل الهندسي للقصيدة فحولوا قصائدهم من قصائد تقرأ إلى قصائد يمكن إدراكها أيضاً بالعين مما أفضى إلى مضاعفة وسائل التلقي، والكشف عن بعض خفايا النص،وما كمن من مدلولاتها فالرسم الهندسي للألفاظ،والرسومات والألوان المصاحبة يوسع من دائرة الحوار.