حصَل لي موقِف بعد صلاة فجر اليوم مع أحدهم جعلَ عيني تمتلئ بالدمع فعلا:(
استشعرت فيه حينها رحمة الله ولطفه في تلك الرسائل الخفيّة الّتي تظهر مع مناسباتٍ شتّى فتغسِل القلبَ من حُزنِه، وتُطفئ عنه حرّ الهمّ والتفكير.. حينَها
تستشعر معية الله وتتحسّس لطفه في تلك التفاصيل.
ما حدَث هو:
أجيبوا السؤال؛ لعلّ إجابةً منكم تكون سببًا -بعد الله- لإصلاح قلب، وحمل نفسٍ على المداومة على صلاة الليل:
- كيفَ يجعل المرء قيام الليل دأبًا دائمًا كلّ ليلة؟ *حتى لو كان قبل النوم.
رؤيةُ صِغار هذا الجيل من كلّ أقطار العالم وطلّاب الحلَقات وهم ينشؤون على حِفظ القرآن وحُسنِ تلاوته وتجويده؛ يُنعِشُ قلبي، يعطيني الأمل، يجعلني متفائلًا بخيريّة هذه الأمّة حتّى لو تكاثَرت الفِتن♥️
أتَدرِي أيّ شيءٍ أفسد لنيتك؟
أن تعمل العَمل ممّا يُتقرّب به لله وقلبُك منصرفٌ فيه لتحصيل منفعة دنيوية فحسب!
فتتصدق لأجل الرزق، وتستغفر لأجل الفرج.. تكون العلاقة مع الله مُرتبطة بالدّنيا، إن أعطيت غفلت، وإن منعت أقبلت.
ياصديقي اجعل الله في قلبك أولا؛ تأتيك التفاصيل الدنيوية راغمة!
إذا تمنّيتَ شيئًا فتمنّ أن يفتح الله عليك باب الدعاء واليقين؛ فأهل الدعاء هم أقرب الناس لتحقيق الإيمان والتوكل، وأكثرهم حظوةً بالطمأنينة، فكلّ ندبَةٍ في خواطرهم يجدون جبرها بسؤال الله، وكلّ حزن يسرّى عنهم بمناجاة الله، وكلّ رغيبة وحاجة يتوجهون بها إلى الله؛ فما أطيبَ عيشهم!
ما هو حالُك مع النافلة؟
"ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببتُه:
1) كنت سمعه الذي يسمع به،
2)وبصره الذي يبصر به،
3)ويده التي يبطش بها،
4)ورجله التي يمشي بها،
5)ولئن سألني لأعطينه.
6)ولئن استعاذني لأعيذنه"
هذا الفضل؛ فأين المواظبة؟
تحت هذه التغريدة سأضع كُل أسبوع مقالة متميّزة، وسأحرِص أن تكون بلغة بيانيّة عالية؛ حتى نستفيد منها أسلوبها وحكمتها.
- مَن سيقرأ المقالات المُختارة قراءة متأنّية نقديّة يرفع يده🖐
أو يعمل تفضيل للتغريدة♥️
⏳ المدّة: خمس أشهر.
الصديق: أحمد البشر. صاحب صوت شجي تبارك الله، واقترحت عليه تسجيل منظومة فقال لي: اقترح علي شيئًا جيدا؛ وأبشر.
اقترحوا علينا حتى نقيم الحجة عليه :)
حتى تتحمسون للاقترحات هذا صوته:
والّذي وجدتّه في قلبي أني ما أتممتُ تفوّيض شيء من أموري إلى الله إلّا وجدتّ طمأنينةً في داخِلي وإعانة في السّعي للأسباب، ولا يجزع قلبي لو صُرف عنّي ما أردتّ؛ لأني قد فوضت أمري لمن يدبّر أمري.
صدق الله: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" اللهُ يكفينا💛
فإذا وجدتّ نفسك تُغالِب المعاصي فتنهزم أمامها، فاستعِن على تركها بعبادات السرّ؛ فهي كفيلةٌ -بعد توفيق الله- بزيادة إيمانك، وتعظيم مقام الله بقلبك والخوف منه، لذلك؛ فإنّ أصحاب عبادات الخفاء لا ينهزمون أمام شهوة، ولا يُصِرّون على ذنب!
يقول صاحبي:
يُدهشني القرآن في كل مرّة أقرؤه؛ يمسّني طائفٌ من هم، أو تنزل بي كربة، فأفزع إليه مضاعِفاً مقدار حزبي فأجِدُ القرآن يواسيني.. يلملم شتاتي، ويُسكن الأوجاع في قلبي.
نحنُ نحتاج القرآن كثيراً، نحتاجه لنتعبّد الله بحرفه، لنتدبّر آياته، ولتعيش قلوبنا طمأنينته..
تأتي أوقات تُحس فيها أن علاقتك مع الله تسنّمت أعلى درجاتها؛ تذوق فيها لذّة الحياة مع الله، تشعر فيها أنّ جنتك في قلبك، ونعيمك في التقرب لربّك، يغمُرك الرضا، تملؤك السكينة، ثقل الدّنيا قد انزاح عن صدرك لأن غاياتها تضاءلت بعد ما صار الله أعظم فيه من كل شيء.
اللهم دوام هذا الشّعور💭
أرغب بتحسين أُسلوبي في الكتابة، وتكوين ملَكة رفيعة في البَيان، فما سبيلُ ذلك؟
هذه أوراق كتبتها للإجابة على هذا السؤال في عام ٢٠١٨ م
ولأننّا في موسم إجازة فأعيد نشرها لِمَن رَغِب.
{ فَتَزِلّ قدمٌ بعد ثبوتها..}
مخيفةٌ هذه الآية!
أن تَرِق ديانتك بعد قوّتها، وأن ترى ما كان باطلًا حقّا، وأن تُفتتن دون أن تعلم..، فهذا كلّه موطئ زلل!
اللهمّ بتثبيتِك لقلوبنا لا بقوّة إيماننا، فلا تُزغ قلوبنا يا الله
أكاد أجزم أن أكثر ما يُكسِب إشراقة الروح، وبشاشة الملامح، ونضارة الوجه، وطلاقة المحيا، ليست فيتامينات أو مكملات أو مساحيق تجميل.. بل هُوَ الحُبّ الآمِن والاستقرار بجوار حبيب نحبّه ويحبنا.
وأعظمه وأبلغه ما كان مع الله! وربّما يكون هذا من أسرار وضاءة وجوه الصالحين.
من المشاهد المؤثّرة عندي:
عندما أذّن بلال رضي الله عنه يوما في المدينة بعد وفاته ﷺ بأعوام وعندما وصل«أشهد أن محمداً رسول الله» بكى وضجت المدينة بالبكاء؛ لأنّهم تذكّروا أذانه في وقت النبي ﷺ.وهي تُروى ببعض كتب السّيَر.
- أعطونا مشهد من سيرة النبي ﷺ أو أصحابِه معه أثّرَ فيكم🌿؟
قد تشعُر بالتيهِ وأنّك لن تُدرك ما تتمنى وتؤمّل، بينما يؤخّرُك ﷻ عن المأمول القريب حتّى إذا حانَ وقت العطاء كان بعينِك أجمل وأكمل!
نجِد ذٰلك بقصة يوسفﷺ فلو أنه خرج من البلاء بحينِه، لكان خروجه زمن قوة العزيز وما وصل إلى ملك مصر
"ولو نالوا الذي أرادوه لتمنوا الذي أراده الله لهم"
هل استشعرت يوما نعمة اليقين بالله؟
تسعى إلى حاجة من الدنيا فلا تدركها، فتشعر بأغصان قلبك ذوت، وأوراقه قد انتثرت ذابلة تسفّها رياح الكرْب.. ثم ينتشِلُك من لجّة كربك، وعتمة يومك؛ أنكَ بذلت الأسباب، ودعوتَ الله، وأحسنت به الظنّ، فسواءٌ عندك المنعُ والعطاء؛ لأنك اطمأننت لاختيار الله
نظرتُك لأيّ إساءة على أنها تهديدٌ لكرامتك، وأنها تتطلّب منك ردًّا حازمًا؛ ستصنع لك العداوات، وتُتلِفُ أعصابك ، وتبدّد وقتك، وتُضاعف خصومك!
تحلّم لتكون من الّذين أثنى عليهم ﷻ بقوله: «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما».
دخلت منزلنا فوجدت أختاي الصغيرتين مع والدتي تقرؤهما سورة المجادلة لتسميعها في دار التحفيظ، ثم صوتٌ يصدر من غرفة أختي الأكبر منهما فاستبنته صوت الحذيفي تستمع له قبل الحفظ، وأخي الصغير منضم لبرنامج للإتقان؛
انضمامهم ل��حاضن القرآن وجدت له أثرا في سلوكهم وتفوقهم وارتفاع اهتماماتهم!❤️
لاحِظ تعبير النبي ﷺ عن فتن آخر الزّمان:
"فتنٌ يرقّق بعضها بعضا"
أي أن الفتنة الأخيرة تهوّن في القلب ما كان قبلها، ويخفّف بعضها بعضا..
فإذا رأيتَ قلبك يأتي ما كان يُنكِر، ويتساهلُ بما كان يستعظم دون برهان بَيّن؛ فاعلَم أنّكَ مفتون!
فيا الله {اصرِف عنا مُضِلات الفتن}
إذا استحضرت أن قلبك بين أصبعين من أصابع الرحمٰن، وأن هدايتك بمشيئته، وزيغك بقدرته، وأن من كانوا أعلم منك بالله، وأتقى منك له، أضلّتهم مزلات الشبهات، أو تمكنت الشهوات من قلوبهم، فصاروا إلى أكوام الضلال، فإنّك تقولها بقلب ملؤه الوجف والرجاء والخوف:
(اللهم يا مقلب ثبت قلبي على دينك)
واعلَم أنّكَ إذا انتقيت خليلًا اجتمَع له مع حُسن المعدنَ: مخافة الله؛ فإنّه محالٌ عند الخِلاف أن يتّخِذ من خصوصيّاتك وأحاديثِك نِبالاً يرميكَ بِها؛ لذلك: أحسِن اختيار خلطائك؛ يهنأ قلبك معهم وتصفو بهم حياتك.
من عجيبِ ما رأيتُه فيمَن يُقبِل على حفظ القرآن، أنه كلما زاد محفوظه انعكس على أخلاقه، فإذا أتَمّ حِفظه؛ طابَ سَمتُه، وتقوّم سلوكه، وسمَت أخلاقه.
وكيف لا يكون كذلك، وربّه بكِتابِه يُربّيه، وبنور وحيه يُزكيّه، وبحفظ حروفه وحدودِه يجتبيه ويصطفيه[إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم]
إذا آثَرت قيام ليلة شاتية على دِفء فراشك، فليَهنك هذا:
(إن الله ليضحك إلى رجل قام فى ليلة باردة من فراشه ولحافه فتوضأ، ثم أقام الصلاة.ويقول للملائكة:ما حمل عبدي على هذا؟ فيقولون:ربنا! رجاء ما عندك، وشفقة مما عندك. فيقولﷻ فإني قد أعطيته ما رجا،وأمنته مما يخاف، ورزقته ما يتمنى).
أعذبُ دمعة تَخرُج من الإنسان، دمعةُ فرحة لحاجةٍ ناجيتَ الله به طويلاً، فتحمِلك الأقدار لها بأحداث تتيقّن أنّ عناية الله ولطفه كان معك بأدق تفاصيلها، فتسيحُ دمعاتك
فرحاً وحياءً وحبا؛ لعطاء الله تفرح، ولضعف يقينك تستحي، ولحبّه يفيض قلبك..♥️
مراقبةُ النيّة، وإدراكُ صعوبةِ معالجتها وإخلاصها لله ﷻ دأب الصالحين..
كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله:
"اللهمَّ إني أستغفرك مما زعمتُ أنّي أريدُ به وجهكَ، فخالط قلبي منه ما قد علمت"
"وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضرّاء مضرة ولا فتنة مضلة"
لاحظ تقييد الشوق!
أي شوقي إليك يا ربي ليس بسبب ضرٍ مسني فأريد الخلاص منه، ولا فتنة أخشاها فأريد النجاة منها بالموت. لا، بل شوقٌ لا يشوبه شيء من هذا ولا ذاك، شوقٌ لأجل الشوق فقط❤️ *
لو سألتَ حافظاً للقرآن عن أعظم إنجاز أضاف له في حياته، فسيقول: إتقان القرآن الكريم.
وأن تنتزع روحه عن جسده أحب من انتزاع القرآن من صدره؛
ذلك أن حفظ القرآن ليس مجرد أحرف في الصدر، بَل هِي حياةٌ أخرى داخل حياته، ومستراحاً يوميّاً وسط مكدّراتِه «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا »
استأذنتْ هالة بنت خويلد
(أخت خديجة) -بعد وفاة خديجة- على رسول الله ﷺ ..
فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك، وقال:اللهم هالَة..
-قال ابن الأثير :
"كأنه طار لُبُّهُ لمّا سمع صوت أخت خديجة"
وقال ابن حجر : "اهتز لذلك سرورًا..وفيه أن من أحب شيئًا أحب محبوباته
وما يشبهه، وما يتعلق به"
بعض المجالس تخرُج منها بدروس وَعِظات تتحسّس أثرها فيك عُمراً طويلا!
وهو ما حصَل في جلسَتي هذا الصّباح مع جدّي وعمّتين لوالدي..
واللهِ يا أصدقاء كانت ��معاتي تتهامل من الموقف فأغلقت عيني حتى لا يرونها لكنها ساحت على وجهي؛ الكلام الّذي سمعته أكبَر من إدراكي!
وسأحكيه لكم -باختصار- :
من أبوابِ الحُزن الواسعة: خوفُ الإنسانِ من المستقبل؛ يخافُ ألا يُرزَق، ويخافُ مخبّآتِ القدر، وتسلّط البشَر. وليسَ ثمّة ما يمسحُ هذه المخاوِف من قلبِ الإنسان: كحُسن التوكّل، وقوّة اليقين؛ أعني اليقينَ الذي يكون بصِدق ما قاله ﷺ لصاحبه في شدة الكرب والخوف: {لا تحزَن إنّ الله معنا}
"وفوضت أمري إليك..."
تدعوا بها مستحضرًا معناها قبل النوم فتجد ألا شيء من المستقبل يستحقّ الخوف والقلق، تَبيت ولا أحد سوى الله في قلبك، لأنك فوضت له أمرَك، وأوكلت إليه شأنك، ليصنعك على عينه، ويدبرك بلِطفه،
وبعدها؛
يحفّك شعور يُحيل المخاوف في دربِك أمنا، وحرّ الهموم بردا وسلاما..
قال النووي -رحمه الله -:
(من المسائل الغريبة الّتي تدعو إليها الحاجة أنه إذا قرأ القارئ نحو {وقالت اليهود يد الله مغلولة} أن يخفض بها صوته كذا كان النخعي يفعل)
[التبيان]
وهُنا تطبيق جميل من صلاة الفجر للشيخ عبدالله الجهني🤍
لحافظ القرآن:
جرّب أن تصلّي الليل بالسور التي ترغب بإتقانها؛ سَتجِد أنّ ما تقرأه في ورد الليلِ راسخٌ في صدرِك، ستذوق لذّة اسفتاحِ الآي من الصّدر وختمِ السورة تلو السورة، سَتحمدُ الله على كلّ لحظة جلستَ فيها على إتقان محفوظك.. استعينوا على تدبّر قرآنكم وثباته بصدوركم بصلاة الليل♥️
وهل يبلغ المرء نعيم الرّضى إلا بعد وخزات الآلام، أو يعرِف لذة المعيّة حتى يتجرّع مرارة التّيه، أو يذوق برد المناجاة إلا بعد حرّ المعاناة، أو يستشعِر قَرار الآخرة إلا بفيح مصائب الدّنيا.
إنها العِثار التي يقدرها الله في دُروبنا لتدلّنا إليه، وتعرفنا عليه، وتردّنا إليه الردّ الجميل
حتى كلِمة المواساة تنوي بها تفريج كربة مُسلِم؛ يُفرّج الله عنك بها كربة من كُرَب يوم القيامة!
يُروى عن جلال الدين الرومي قوله:
ساهم في ترميم القلوب، فهي أيضًا بيوت يُذكر فيها اسم الله.
إني لأقرأ القرآن فأنظر فيه آية آية؛ فيحار عقلي فيها، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يُهْنيهم النوم ويسيغهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتكلمون كلام الرحمن؟ أما لو فهموا مايتلون وعرفوا حقه وتلذذوا به، واستَحْلوا المناجاةبه؛ لذهب عنهم النوم فرحا بما رزقوا ووفقوا
-ابن أبي الحواري ت٢٣٠هـ
أُحِسّ أن أكثر عبادةٍ كان معها إجابة دعوتي، وراحة قلبي، وتيسّر أموري، وشعوري بالحبّ العظيم لِرَبي هو تَعاهُد قلبي بيقينِه بـ"حسن الظن بالله" فالحمدُ للهِ الّذي ما أحسنتُ الظنّ به، إلا أفاضَ عليّ الجميل، وتابَع عليّ الإحسان، وجادَ لي بالعطاء♥️
استمعت في محاضرة للشنقيطي:(أن الإنسانَ يصل في درجات رفيعة من الإيمان إلى التّلذُّذِ بالابتلاء)!
فأيّ يقين سكَن قلوبهم حتّى يجدون اللذّة بالبلاء كما يجدها غيرهم بالرخاء!
إذا اتّصل القلبُ بربّه، وصدق في يقينه وتفويضه، صارَ إلى أحوالٍ من الرضا لا يُدركها من حُرِم قلبه حُسْن العبودية
إذا ابتُليتَ بالإصرار على معصية وكنتَ ذا قلبٍ يَقِظ؛ فإنّك ستَجدُ مَعرّتها في قلبك! تتابعُ النّكَتاتُ السوداء عليه؛ حتى تجد منها ضعفًا في المسير إلى الله، وحرمانًا من لذة الطاعات، واستيحاشا من المُصلحين، وضعف تعظيم الله..
ومن هُنا كانَ مدافعتها من بداياتها فرضًا لازما لأجل ثباتك!
إذا تعسّر عليك شيءٌ من مرغوباتك وبذلت لأجله الأسباب، فما على قلبك إلا أن يُحسن الظنّ بالله؛ لأنك قمت بواجبك، وفعلت ما بوسعك ولم يتأخّر العطاء إلا لحكمة علِمها الله وغابت عنك..هذا الشعور إن سكَن قلبَك سكّنه؛ فحملك على أن تطمئنّ، وألا تيأس أو تقلق، وأن تزيدَ قُربًا من الله ويقينا.
قد تشعُر أنك تائهٌ ضللتَ الطريق لحاجتِك ولن تصِل، بينما طول الطّريق لتبلغ قرّة عينٍ أعلى مما كنت تؤمّل!
نجِدُ ذٰلِك في قصة يوسف عليه السلام، فلو أنهُ خرج من السّجن قبل تمام سنواتِه، لكان خروجه زمنَ قوة العزيز وما وصل إلى ملك مصر!
"ولو نالوا الذي أرادوه لتمنوا الذي أراده الله لهم"
التّفكير الزائد بقرارٍ مّا؛ يُسبّب القلق، فيُؤثّر على اتّزانِك وحكمتك عند القرارات.. ومن جَبَلهُ الله على البالَ الهادئ أو وطّن نفسه عليه، فقَد وُهِبَ عظيمًا!
في شتّى شؤون حياتِك:
{لا تسمح لشيءٍ أن يأخُذ أكثر من حجمِه}
واللهِ أنّ المرءَ يتكدّر خاطره إذا شعر أنّه جَرَح أو أساء دون قصد منه فكيفَ يتقصّد بعضهم الإساءات بهذا الضمير البارد!
- فِطرةُ الضّمير باعثةٌ على الرّحمة، حاجزةٌ عن الظّلم؛ فحافِظ عليها!
كم مرّة تزيّنَت لك المعصية فصرفَك عنها رجاء أن تكون ممّن ﴿خافَ مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى﴾
كم مرّة تيسّرت لك ذنوبُ الخلوة، وانعدم الرّقيبُ من البشر، فيصدّك عنها استحضارك﴿بأن الله يرى﴾ !
كم مرّة كانتِ الجنّتين العاليتين تحقّر بعينك كل لذة عابرة﴿ولمن خاف مقام ربه جنّتان﴾
وانقطع الرّجاء إلّا منك يا الله..!❤️
قال ابْنُ تيمية -رحمه الله-:
أما قول السائل: ما السبب في أن الفَرَجَ يأتي عند انقطاع الرجاء عن الخلق ؟
فيقال: سبب هذا تحقيقُ التوحيد : توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية.
إنْ تمنّيتَ شيئًا فتمنّ أن يفتح الله عليك باب الدعاء واليقين؛ فأهل الدعاء هم أقرب الناس لتحقيق الإيمان والتوكل، وأكثرهم حظوةً بالتوفيق، فكلّ ندبَةٍ في خواطرهم يجدون جبرها بسؤال الله، وكل حزن يسرّى عنهم بمناجاة الله، وكلّ رغيبة وحاجة يتوجهون بها إلى الله؛ فيا لله ما أطيبَ عيشهم!
سأحكي لكم في سلسلة تغريدات قصّتي، مع: ( ورم سرطانيّ ) ؟!
أنا مُنفرِدٌ في مكتبتِي في هذه الليلة الهادئة، الممتلئة بضجيج عَقلي، وأمامي أحلامي الممتدّة، وآمالي العَريضة، وأمنياتي المُنتظرة،
المداوة على قراءة القرآن تؤثّر في صاحبها من جوانب كثيرة قد لا يشعر ببعضها؛ يُهذّب سلوكا، ويزيد إيمانا، ويفصح لسانا، ويَشرح جَنانا..!
تَجِد القرآن هاديًا في كل سبيل وخُلق «يهدي للتي هي أقوم»، ومثبتًا عند كلّ فتنة «ليثبّت الذين آمنوا»، ومسلاة عند كل ضيق «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»
من أجل المنازل التي يترقى إليها المسلم في علاقته مع ربهﷻ (الأنس بالله)؛أن يكون الله في قلبه أحب من كل شيء، وتكون لذة طاعته ومناجاته أعظم اللذائذ إليه، ومن أقرب ما يُتبلّغ به لهذه المنزلة: عبادات الخفاء، من صلاة الليل، وصدقة النهار وأعمال السر.
ولابن القيم:
غرس الخلوة يُثمر الأنس
سأل رجلٌ العلامة ابن باز -رحمه الله- فقال: لو كانت النعل الثانية بعيدة عني خطوة أو خطوتين، أفأمشي إليها بنعلٍ واحدةٍ؟ فقال الشيخ:
"إن استطعت ألّا تخالف السنة ولو بخطوة واحدةٍ فافعل"
لا أعدّها فتوى عينٍ لذلك السائل فحسب، بل موعظة لكلّ مسلم:
لا تخالف السنّة ولو بخطوة واحدة!
إذا تهيّأت لَك المعصِية، ويسّرت لك شاشة جوالك الوصول إليها، وغابت عنك عُيون النّاس،
فتذكّر"ولِمَن خَافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنّتان"
قال مجاهد: (مقام ربّه) هو الرجل يهم بالذنب، فيذكر مقام ربه فينـزع.
أنّي قُدّمت لصلاة الفجر، ومِن البارحة وأنا أتأمل في آيات الرّزق، فاستفتحت الصلاة بآيةِ: "الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع"
وبعد السلام جاءني شابّ كأفضل ما يكون الشباب عليه منطقًا ورزانه فسلم علي ثم قال:
لا يُوجد مجالِس تُجاري بجمالها حِلق أهل القرآن، المُعلّم مُحتسب، والطالبُ راغب، والمطلوب سماوي..
حِلَقٌ متراصّة، وأعدادٌ كبيرة مقبِلةٌ على مصاحفها من بعد العصر لا يُفارقونها إلا لسماع صوت المؤذّن للمغرب..
من مسرّات القلب رؤية أهل القرآن،
اللهمّ كثّرهم وانفع بِهم البِلاد والعباد.
ترىٰ في منامِك الكابوس المُزعِج، فترى بعد استيقاظِك أنه مجرد وهمٍ انقضى ومرّ سريعا.. كذٰلك المؤمن حينما يضعُ أول قدم له في النّعيم.
مهما كان بؤسه في الدّنيا فسيقول لربّه:
« ما مرّ بي بؤسٌ قط »
غمسةٌ واحدة في الجنّة أنسته كل شدّة في الدنيا، بالله أي نعيم شاهده فأنساه إياها♥️
أحب لطف الله الّذي يظهر في آيةٍ أسمعها من خلال تقليب مذياع، أو حديثٍ مع صاحب، أو فكرةٍ تُشعل الهمّة، أو طمأنينة تحلّ على القلب بلا مقدّمات فتُطفئ حرارته..
أستشعر معية الله وأتحسّس لطفه في تلك التفاصيل.
ثم دمعت عينه هو، وحدّثته عن رحمة الله، ولعل الله أراد به خيرا وعلم منه صدق النية، بدءًا من نصيحة صاحبه، ثم استفتاحي بهذه الآية، ثم نصيحتي له.
لكن الموقِف الّذي وعظه وعظني أيضا، وربّما حتى أكثر، وأنا أحوج لهذا منه، وأسأل الله أن يصلح حالنا جميعا.
أ.هـ
إن من لذائذ الحياة التي لا تقدَّر بثمن أن تُصاحب من تثق بمروءته وتركن إلى مودته، تجري معه على سجيتك البسيطة؛تحدثه من غير قلق، وتكاشفه بآرائك دون حذر، وتخالفه وأنت في غاية الاطمئنان، لا تتبع ممازحته شرحًا أو اعتذارا، وتزل في حضرته وقد أمنت مغبة هضم المحاسن وجور الأحكام*.
كتبتُ في تَغريدة:
إنّ الأمنياتِ إذا ألحّت أوجعَت!
فرَدّ أحدهم عليها بقولِه:
وإنّ الله إذا أعطى جَبَر.
فكانَ هذا الردّ من أبلَغ وأجمل الردود الّتي لا أنساها في تويتر💛
• نظام العمل ⚖️
📂 تمّ بحمد الله الفراغ من هذه النسخة لنظام العمل والمعمول بها في المحاكم العمالية وتضمّ :
- التّحديث بآخر التعديلات .
- فهارس ( إجمالية | تفصيليّة ) .
- إمكانيّة التصفّح والوصول بالروابط الذكيّة .
للتحميل:
مع بقيّة المميزات :
في كل مجتمع عائلي تجد أشخاصا محل قبول بين الجميع، مهما احترقت قلوب من حولهم بالضغينة والتنافس المذموم، فنارُهم خامِدة، وقلوبهم صافية، وإذا خاطبهم جاهلٌ بسوء قالوا سلاما.. أولٰئك هم الّذين ينطبق عليهم قوله ﷺ"هين لين سهل، قريب من الناس"فهنيئا لهم العزّ في الدنيا، والثواب في الآخرة
يحدثُني عمي عن شيخه ابن باز أنه في طوافِه يدعو كثيراً بـ «اللهمّ أصلح فساد قلبي»
فتّشتُ في سر هذِه الدعوة فوجدتها أول دعوة ذكرها الله ﷻ عن الراسخين في العلم كما في أول آل عمران «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا»
من فَقه عن الله دينه وعرف حال القلب؛ لزم هذه الدعوة وسعى في أسبابها
فقال: أنا لا أصلي الفجر إلا بعد الاستيقاظ، وإنه قد ضاق علي الرزق، وافتتحت شركة ذات نشاط متميّز إلا أني لم أجد إقبالا من الناس، فشكوت ذلك لصديقٍ البارحة فقال لي: إني كنت أعاني مما تعاني، وإني لزمت الفجر جماعة وأقبلت على الله بالدعاء حتى انقلب حالي تماما لأنك: "في ذمة الله"!،
وما فُتِح على العبد بابُ توفيق وطمأنينة أعظم من باب الدعاء واليقين؛ فأهل الدعاء هم أقرب الناس لتحقيق الإيمان والتوكل، وأكثرهم حظوة بالاطمئنان، فكلّ ندبَة بخواطرهم يَجبِرونها بسؤال الله، وكل حزن يسرّى عنهم بمناجاة الله، وكلّ رغيبة وحاجة يتوجهون بها إليه ﷻ ؛ فيا لله ما أهنأ عيشهم!
قيل لعتبة بعد موت عاشقها:
ما ضرك لو أمتعتيه بوجهك؟
قالت: «منعني خوف العار، وشماتة الجار، ومخافة الجبار، وإن بقلبي أضعاف مابقلبه غير أني أجد ستره أبقى للمودة، وأحمد للعاقبة، وأطوع للرب وأخف للذنب"
إذا رافق العفة مخافة الله سكنت سويداء القلب؛ فصمدت أمام كلّ شعور مهما بلغ إلحاحه🌿
من الإجابات الخالدة في ذِهني من صِغَري، عبارةٌ سمعتها من جدتي -شفاها الله-
حينما سألتها:
- لِمَ جدّي محبوبٌ عند كل النّاس؟
فقالت:
"حبيب الله محبوب ياوليدي"♥️
وكلامها هُنا موافق للسنة: «فيحبّه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض»
ماذا عنكم؟ ما هي العبارات التي رَسخت في أذهانكم؟
كُنت أستمع لمحاضرة للشنقيطي، فأوصى فيها الشيخُ بدعوة جليلة بمعناها:
"اللهُمَّ أشغلنا بكَ عن كلِّ شيء، حتىٰ تكفينا كل شيء وترضىٰ عنا في كلِّ شيء".
ثم قال بما معناه:
اِسأل الله أن يشغَلَك الله به عن كلّ شيء، فإذا شغَلك اللهُ عمّا سواه؛ كفاك عن كلّ شيءٍ عداه.
الشيخ محمد الشنقيطي ممّن إذا سمعتَه يَعِظ حسبتَه يخشَى الله، وكلماته تبلُغ بأثرها سويداء القلب؛ فلا يعود بعدها كما كان.. أنا لا أدعو للاستماع إليه فحسب، بل إلى تعاهد مسموعاته، مثل:
قال الإمام البخاري حين بلغه خبر وفاة الدَّارمي:
إن عِشتَ تُفجعُ في الأحبة كلهم
وبقاءُ نفْسِك لا أبا لكَ أَفجَعُ!
ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
ومعنى البيت غاية بالجمال، وهو أنّك إن عِشت طويلا فستفجع بأحبّتك إذا ماتوا، لكن الفاجعة الأشدّ أن تبقى وحيدًا دونَهم بعد موتِهم!
ما أجمله من شعور، حينما يُرسل الله إليك بشائر العطاء والفَرج في رؤيا منام، فتأنسُ بها، وتطمئنّ لها، وتعيش على الأمل حتى تشرق في واقعك مثل فلقِ الصّبح.
ذكَر النووي في كتاب الأذكار عن عائشة أنها كانت إذا أرادت النوم قالت: اللهم إني أسألك رؤيا صالحة صادقة غير كاذبة نافعة غير ضارة.