لستُ مستشارًا نفسيًا، لكني وقَّعتُ لنفسي نيابة عن أهل الاختصاص إذنًا بأن أقول لكل من يراسلني في عارضٍ نفسي ألمَّ به، أو اضطراب شعوري طال أمده أو تكرر عوده: اقرأ هذا الكتاب، وطبِّق ما فيه، وكذا كل مقبل على مرحلة مهمة في حياته.
(للكتاب ترجمة أخرى في جرير، بعنوان: العقل قبل المزاج)
((وأبْدِلْهُ دارًا خيرًا مِن دارِه، وأهْلًا خيرًا من أَهلِه، وزوجًا خيرًا من زوجِه)).
قال ابن حجر (١٤٠/٣): "وظاهرٌ أن المراد بالإبدال في الأهل والزوجة إبدال الأوصاف لا الذوات؛ لقوله تعالى: {ألْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} ...".
وانظر: نهاية المحتاج (٤٧٨/٢).
#فقه_الشافعية
"وإن اختلاطَ الزوجين قبل العقد لا يُفيد في استطلاع أحوالهما وأخلاقهما؛ لأن كلًّا منهما يجتهد في إظهار أحاسن الأخلاق ومكارم الصفات ليُحَبَّب فيه، وكثير منهم ومنهنَّ بمعزل عن الأخلاق الصحيحة والضرائب الحميدة، فيكون ذلك من باب الغش والتغرير، وكلاهما حرام شرعًا وعقلًا". (ص١٣٣)
استعيذوا بالله من جرح خواطر طلاب العلم والتضييق عليهم، الطالب الذي يطلب اقتراح موضوع بحث ليس شرطًا أن يكون (ضعيفًا/ جاهلًا/ ...)؛ فما زال أهل العلم يفيد بعضهم من بعض، وبعض المشاريع الكبرى في تاريخنا .. دلَّ أصحابها عليها: كلمة في مجلس علم، أو إرشاد أستاذ، والعلم رحم بين أهله.
رجل عليه سيما الصالحين، رآني مضطبعًا في السعي فأقبل متبسمًا وقال: إن الاضطباع سنة في الطواف فقط، فقلت: وفي السعي أيضًا عند الشافعي، فأشار بيده كالمعتذر ومضى.
قلت في نفسي: أكثر الله في الأمة من أمثاله الذين ينزلون مسائل الاجتهاد منزلتها، ولا يقعدون لإخوانهم في مراصد الجدال فيها.
لِمتعجِّل الانتقال من الورقات إلى جمع الجوامع وما وازاه؛ هذه الكتاب طائرة سريعة تنقلك سليم القُوى، كاملَ المؤَن إلى أقصى مباحث الجمع.
ومؤلفات هذا العلامة -أسكنه الله الفردوس- على قِلَّتها: عُصارة نقية دانية لمعتمدات الفن.
المعاصي إذا اعتيدت خفَّت كراهيتها، ألا ترى أن أكثر الناس يتركون الصلوات المكتوبات فلا يشتدُّ كراهتها كما يشتدُّ كراهة الإفطار في نهار رمضان بغير عذر؛ لأن ذلك غير معتاد. (ص١٦٧)
«إذا سمع أحدُكم النداء والإناءُ على يده فلا يَضَعْهُ حتى يَقضيَ حاجتَه منه»:
قال ابن القيم: "هذا الحديث أعلّه ابن القطان بأنه مشكوك في اتصاله ... وذهب الجمهور إلى امتناع السحور بطلوع الفجر، وهو قول الأئمة الأربعة وعامة فقهاء الأمصار، وروي معناه عن عمر وابن عباس". (٢/ ٢٤-٢٥)
لا والله لا تكفي لمن أراد أن يكون طالب علم بحق، وأن يفهم مآخذ الفقهاء ومنازعهم، وابن عثيمين -رحمه الله- هو من وصف رسالته بأنها "تفتح الباب للطالب"، ولم يقل أنها تغلق باب غيرها.
لا أتقصَّد أحدًا بقولي هذا، لكني والله أخاف على المبتدئ في الطلب من أخطاء سابقيه التي أكلت من أعمارهم.
لن يبرأ الحنابلة من التقصير -في نظر العبد الفقير الشافعي- حتى يقوم فاضل متقن منهم -وهم كُثر- بعقد مجالس في التعليق على هذه الرسالة، ولا يقصر في تصوير ما فيها من المسائل، وتحرير القواعد والضوابط، وإغناء التراجم باللطائف، وسيرى كيف تشع أنوار الحنبلية في قلوب الطلاب وعقولهم.
"وأما النار فلا ترى أيضًا؛ لأنه لا لون لها في فلكها، وأما المرئية عندنا فى الحطب والفتيلة وسائر ما يحترق فإنما هي رطوبات ذلك المحترق تستحيل هواءً فيه نارية، فتكتسب ألوانًا بمقدار ما تعطيها طبيعتها، فتراها خضراء، ولازوردية، وحمراء، وبيضاء، وصفراء"❗
(ابن حزم في الفصل)
أسئلة طلاب الدراسات العليا حول معرفة المعتمد واصطلاحه ومصادره، تكاد تريني أن المداخل المقررة عليهم تراعي الشروط الفنية المجيزة لها أكثر من مقصود تصنيفها، فصارت وظيفتها تثقيفية لا تأصيلية.
وعلى كل؛ فهذا الكتاب خير لهم وأنفع؛ لأنه صُنِّف لطالب العلم ليكون على بصيرة مما ينقل ويعتمد.
إن كان الذين عادوا لبحث ما يرونه معايب #الشيخ_عبدالله_السويلم -رحمه الله- هم أنفسهم المتحدثون عن سعة رحمة الله وجنته إذا هلك ملحد؛ لأنه اخترع نظرية تسخين الكوكيز بالطاقة الشمسية؛ فنحن لا نعيش في آخر الزمان، بل في حفرة من حُفره، نسأل الله أن يخرجنا منها!
أصارحكم أني من عام ١٤٢٦هـ وأنا ضايقة أخلاقي من كل سؤال أو فتوى فيها: "ما قولكم في من يقول كذا وكذا"، والأصل أنها من أسئلة السعاة والنمامين والفارغين، وبعضها من اصطناع المجيب نفسه ليخرج ضغينته على مخالف له.
أساتذتي وأصدقائي الكرام..
هذا بحث محكم منشور لأخيكم، عنوانه:
(اختلاف اللغات واللهجات بين مشاهد الربوبية وموارد السخرية)
عجَّلت بنشره لأمر لا أملكه، لكنه سيثرى باطلاعكم وملاحظاتكم، شكر الله لكم.
"قيل لطفيلي مرة: كيف علمك بكتاب الله؟ قال: أنا من أعلم الناس به، فقيل له: ما معنى قوله: ﴿واسْألِ القَرْيَةَ الَّتِي كُنّا فِيها﴾، فقال: معناه: واسأل أهل القرية، قيل له: وما الدليل على ذلك؟ قال: كما تقول: أكلت سفرة فلان، وإنما تريد أكلت ما فيها" :)
[تقطيع #اللحم للضيوف والآكلين]:
"ولا تُبادِر إلى قَطْعِ اللحوم ولا إلى التَناوُلِ أيضًا قَطُّ مِنْ عَجَلِ".
"ومنها: ينبغي ألا يبادر إلى قطع ما يُقَدَّمُ للضيفان من اللحم إذا أوتي به صحيحًا كالخروف ونحوه، إلا إذا أَذِنوا له في ذلك". (ص٢٩)
#فقه_الشافعية
ولأن الشيخ أحمد -سلمه الله- قصر بحثه على الإمام أحمد وشيوخه وأصحابه، فإني أرى تكميل كتابه بكتاب العلامة بداه الشنقيطي -رحمه الله-، ومع أن الثاني ليس فيه غير النقل ومن كتب غالبها مشهور، لكنك ستقف على زوايا في نقله تشعر أنك تبصرها أول مرة، ألهمنا الله رشدنا، ووقانا الصوارف عن الحق.
وغالبًا يُكْثِرُ مَسَّ لِحْيَتِهْ
عندَ اهتمامِهِ بأمرِ أُمَّتِهْ
وربما بـ عودٍ أو بـ مِخْصَرِهْ
نَكَتَ في الأرضِ لـ هَمٍّ أَضْمَرَهْ
#صلى_الله_عليه_وسلم
الكتاب كالمكلَّف:
"ولقد كنت أطالع شرح المنهاج لشيخ الإسلام الشمس الرملي، فإذا وقفت على موضع عرضته عليه فيتلقَّاه بالقبول، ويتأمله، فإما يجيب عنه بإنصاف من غير انتصار لنفسه، وإما يبادر لإصلاحه ببِشْر وسرور، ويقول: يا ولدي، الكتاب كالمكلَّف؛ فما دام صاحبه لا يرتفع عنه القلم"! ص٤٥
مقدمة نفيسة في فقه ما يتعلق بالصحبة والصحابة رضي الله عنهم ولعن شانئهم، أحسن الدكتور الجليل في إفرادها وتقريبها، والمقترح أن تجد موضعًا في دروس المساجد والمساحات وغيرها، صيانة للعقول والقلوب ببث العلم الصحيح.
"إجماعُ الصحابة حُجَّةٌ يجبُ اتِّباعُه، ويلزم الانقياد له، وتحرم المخالفة عليه، وهذا لا خلاف فيه في الصدرِ الأولِ وفقهاء الأمصار وأئمة العلم في سائر الأعصار، وإنما حَدَثَ الخلاف عند قوم من المعتزلة والرَّافضة، وهم مختلفون في ذلك على طُرُقٍ". (القاضي عبدالوهاب المالكي)
هذا الفصل النفيس من كتاب تعليمي للصغار (مختصر الإفادات لابن بلبان الحنبلي ص ٤١٧-٤١٨)، وهي بضاعتنا التي لم تذهب، وإنما ذهبت عقول بعضنا لتعود بإنسانية تدافع عن الشذوذ، ورحمة تحفظ حق الانحراف!
"وذكر القزويني في "عجائب المخلوقات": أن من تصبَّح بوَجْهِ قردٍ عشرة أيام؛ أتاه السرور، ولا يكاد يحزن، واتسع رزقه، وأحبَّتْه النساء حُبًّا شديدًا، وأُعجِبْن به. وفيما قاله نظرٌ ظاهر"‼️(حياة الحيوان، ٤٧٨/٣)
غبت عنه أسبوعين، وجئته وقلبي يسبقني إليه، وما إن اطمأن حتى استسلم لإرهاقه ونام وأنا لا أكاد أرفع عيني عنه؛ فكيف بمن وجد ابنه بعد فقْدٍ جثة تحت أنقاض بناء؟!
اللهم الطف بعبادك المظلومين، واشف صدورهم وصدورنا في كل من أرخصَ دم المظلوم والضعيف.
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مسائل وفوائد ملتقطة من #حاشية_الباجوري على شرح ابن قاسم الغزي، سأنشرها من وقت لآخر أسفل هذه التغريدة، مبتدئًا بكتاب #الصيام؛ لمناسبة دخول شهر #رمضان ، أسأل الله أن يكتب بها النفع في الدارين لكاتب وقارئ. 👇
#فقه_الشافعية
قال الماوردي: أصول المكاسب: الزراعة، والتجارة، والصنعة. وأيُّها أطْيَب؟ فيه ثلاثة مذاهب للناس، أشبهها مذهب الشافعي: أن التجارة أطْيَب. قال: والأشبه عندي: أن الزراعة أطيب؛ لأنها أقرب إلى التوكل.
قلت: 👇
(روضة الطالبين للنووي، ٢٨١/٣)
#فقه_الشافعية
"واعلم أن وجوب السنن يخالف وجوب الفرائض، فوجوب الفرائض يجب اعتقادًا وعملًا، ووجوب السنن هو أن يجب اعتقادًا لا عملًا، فإذا قيل في غسل الجمعة مثلًا أنه واجب وجوب السنن كان معناه أنه يجب اعتقاد كونه سنة، وإن كان لا يجب فعله، فاعلم ذلك". (٢٨١/١)
#فقه_الشافعية
لا تكاد تجد في الردود والاقتباسات ما يدل على بحث وتأنٍّ، ونصح لأهل الإسلام وشفقة، وإنما سخرية وتبديع وتسابق على براءة الجاهل مما يجهل، مع أن فرضه السكوت إذ لم يعلم.
ولست أجزم بحكم، لكني أقول للمهتم: ابدأ البحث من هنا👇، وواصل وصلك الله بالحق.
(مختصر قيام الليل لابن نصر، ص٢٢٦)
🎥| جانب من صلاة التراويح في أول أيام
#رمضان بمسجد "المُجادِلة" 🕌🧕
• يؤمها الشيخ فهد سالم الكندري
• للنساء والفتيات فوق 9 سنين
• طيلة أيام شهر #رمضان
@fahdalkandri
| #نديب_قطر | #قطر 🇶🇦
زوَّرتُ في نفسي أن هذا الكتاب مختصر لـ(المجموع)، وكأنه أراد أن يودع فيه خلاصة تحريره للمذهب، وكتمت الأمر مدة لعدم علمي بأحد نص عليه، حتى وجدت ابن الملقن يقول عنه في (عمدة المحتاج، ٢٣٣/١): "كتاب نفيس، وصل فيه إلى أثناء صلاة المسافر، وكأنه مختصر (شرح المهذب)"!
#فقه_الشافعية
انتقد بعض الفضلاء كثرة استعمال المؤلفين في مقدماتهم لبيت المُلحة الشهير:
وإنْ تَجِدْ عَيْبًا فَسُدَّ الخَلَلا
فَجَلَّ مَنْ لَا عَيْبَ فيهِ وعلا
ورأى أن التجديد مطلوب.
ولأجل التجديد الذي طالب به؛ فإني أقترح بديلًا ؛) هو قول العمريطي في ختام (التيسير نظم التحرير):
ونعم يا فلهاوزن، عليك بفقهاء الحجاز والعراق من التابعين أهل القرون الفاضلة (واخد بالك من كلمة الفاضلة؟)، ألقِ بهم في محارق التزييف السياسي لعيون الحجَّاج، فحمَلة الوحيين ليسو أصلًا في تاريخنا ولا فرعًا!
ما كنت أحسب التعزز بشياطين الاستشراق بالغًا هذه الدركة!
إن شجاعة الحجاج بن يوسف الثقفي في القضاء على عش الفتنة بمكة، ورفضه القاطع لكل من يتخذ من الدين سنداً يبرر به التمرد على الدولة، كان سبباً كافياً لأن يقدح فقهاء الحجاز والعراق في دينه وإيمانه، فاتهموه بفظائع هي في الواقع مخترعة، ومحض هراء.
- يوليوس فلهاوزن
لو وقفتَ على رأس البهيمة ناصحًا مُشفقًا، وأعظمتَ قدْرَها، وكففتَ عنها كل يدٍ مؤذية، وأخذتَ بها في أسلم طريق، وهيأت لها أحسن مراح؛ فإنها لن تشعر بهذا ولن تقدِّره قدرَه؛ فهي لا ترى الإحسان في غير علف وماء.
وهكذا البهيمة التي تقارن بين من جاء بعلم هداية القلوب، وبين مخترع الصابون.
#يا_بني، إياك أن ينغمس خاطرك في نعيم #العلم، ولسانك في التغنِّي بلذَّتِه، ثم تنسى حُجَّة الله عليك به!
قال الإمام أبو بكر المرُّوذي:
"وبلغني أن أعرابيًّا رأى سلَّام بن أبي مطيع وهو يتكلم، فرآه يَفهَم ويُفهِم، فقال: ما أشدَّ حسابَ هذا الرجل يوم القيامة". (٣٠١)
رأيت شيوخًا ضرب الواحد منهم سورَ العلم على عشرة كتب عانى كل حرف فيها، وإذا شاء أنْفَذَك في رَحِمِ العلم، ثم أنشأك حاذقًا من صيارفته.
ورأيت رجالًا لهم مع كل كتاب قصة، لكنهم كدلَّال يُنفِّق كل سلعة، ويزيِّن كل واردة، فلا تدري ما تحوز وما تجوز.
فلا تُلقِ دلوَ الانتصاح في كل بئر.
هذا الشرح مع اختصاره وقصور أصله المشروح .. نفيس آخِذٌ بيد الطالب في أتقن مسالك معرفة المصطلح والاتصال بكتبه، فقد أحسن الشارح -نفع الله به- انتزاع الأمثله المبينة، وانتقاء المقالات الضابطة، والتنبيهات الفاتحة، ومهما درستَ من شروح النظم فإني أوصيك بسماعه.
"قال ابن مسعود رضي الله عنه:
لا بُدَّ للناس من #أمير يحكم بينهم، ولولا ذلك لأكَل بعضهم بعضًا.
ولا بُدَّ للناس من شراء #المصاحف وبَيْعِها، ولولا ذلك لقَلَّ كتاب الله.
ولا بُدَّ للناس من #معلم يُعلِّم أولادهم ويأخذ على ذلك أجرًا، ولولا ذلك لكان الناس أُمِّيين". (ص٧٥-٧٦)
"لا بد للفيلسوف من دماغ كبير الحجم، دقيق البناء، ولا نعرف فيلسوفًا لم يَبْدُ ذلك في رأسه". (ص١٢٩)
لا تخبروا جماعة إعلانات الزيْف، فيستغلوا موضة التفلسف ويعلنوا عن منتَج لتكبير الرأس!
[كلامٌ للتذوُّق لا للتحليل العلمي]
{ألقىٰه علىٰ وجههۦ فٱرتد بصیرا}
"إذا وجد المُحب رائحة المحبوب قويت حواسه، وانتشرت الحرارة الغريزية في أقطار البدن فحللت الأجزاء التي كانت قد حجبت حصول النور الباصر إلى العين، ومنعت وصوله إليها، فوجد في العضو قوة لم تكن، وعاودته الصحة كما كانت".
التشوُّف لإبطال الإجماعات، واستخراج المخالف بالمناقيش ليس شرفًا علميًا يغامر الباحث في طلبه لذاته؛ فمجرد اتفاق الكثرة الكاثرة على قول، مع علو رتبتهم واختلاف مآخذهم إذا صادَف مع التوفيق حُسْن تفقُّه .. حاجِزٌ عن المخالفة ما لم تفرضِها ضرورة مقصد شرعي أو ثبوت قادِح معتبَر في نقله.
"وبلغني أن ألبان الخيل تُسكِر، والناس يشربون شيئًا يقال له: المرقِّد، إذا أرادوا التعالج ببطءٍ أو كيٍّ أو قطع جارحة، وهو بمنزلة المُسكِر ... وليس جميع هذا بشيءٍ محرَّم؛ لأن القصد بالمُسكِر إلى الشراب خاصة ...". (كتاب الأشرِبة لابن قتيبة، ص٨٦)
#الصلاة_الإبراهيمية:
"النعمة العظيمة بهذه البعثة العميمة كانت بسبب دعوة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ... {ربنا وابعث فيهم رسولًا منهم ...} فلما أحسن إبراهيم عليه السلام بهذا الدعاء جازاه الله عن نبيه ﷺ بعظيم من الجزاء، وهو الصلاة والدعاء في كل صلاة بالبركة عليه وعلى آله".
"واعلم أنَّ المشتغلين بفنِّ القراءات وتوجيهها يلوح لهم من خصائص اللغة العربية ودلائل إعجاز الكتاب العزيز ما لا يلوح لغيرهم، ويحصل لهم من البهجة ما يعجز اللسان عن بيانه، فينبغى لمن سمت هِمَّتُه أن يُقدم على ذلك بعد أن يقف على الفنون التى يَلْزَم أن يُوقَف عليها من قبل". (ص١٥٤)
إذا وقع المبتدئ في شرَك من يصدُّه عن مذاهب الفقه، وينفث فيه وسوسة في أصوله، ويرغِّبه في الإقلال من علوم اللغة، ولا يريه من أبواب التوحيد والعقيدة إلا مسائل الحكم على العباد بالكفر أو البدعة، ولا من علوم الحديث إلا قواعد جرح وتعديل المعاصرين؛ فقد تمَّ له البلاء، وغلبت به الشقوة!
من شروط المجتهد: الإسلام، ولم يذكره كثير من الأصوليين لبداهته، ولعدم وقوع الاجتهاد من الكافر في زمنهم.
ثم جدَّ في زماننا ما استدعى ذكره، من دعوى بعض أهل الكفر والنفاق رتبة الاجتهاد، ولأجل ذلك قال الشيخ محمد حسن هيتو -سلمه الله- في حاشية كتابه "الاجتهاد وطبقات مجتهدي الشافعية":
وإن مغازلة الكتب لعشاقها أشدُّ وقعًا وأبعد أثرًا من مغازلة النساء لصاحبهن؛ فإن المرأة صارِفتك عن غيرها، حاجبة بصرِك عن سواها، وأما الكتب فتتداعى إليك، وكل كتاب يزيِّن لك صاحبه، ويغريك بمُفارِقه؛)
يعرف بعض طلاب العلم كيف يحبِّب شيخه إلى الناس، فلا ينقل عنه إلا ما يزيدُ في أعينهم معدنَ الحق ظهورًا، ووجهَ العلم صَباحة ومَلاحة.
ويعرف غيرهم كيف يُنفِّر من شيخه الخاصة والعامة، بنقل زلَّة يُعرَض عنها، أو غريبة يُراجَع فيها، وهو يرتقبُ شكرَها!
لا أعلم عين المقصود بالقصص الكاذبة ولا بفتوى العلماء في كلام الشيخ سلمه الله، ولا أظنه قصد فن القصص والرواية الأدبية، إذا سلِم من الخلل.
قال ابن حجر في التحفة (٣٩٨/٩):
"ومنه [أي من كلام النووي] يؤخذ حِل سماع الأعاجيب والغرائب من كل ما لا يتيقن كذبه بقصد الفرجة، بل وما يتيقن
.
أفتى العلماء:
بحُرمة كتابة القصص الكاذبة
وأنَّ في القصص الثابتة
في القرآن والسنة النبوية..
والتاريخ الإسلامي ..
ما يكفي ويغني عنها ..
#معرض_الكويت_الدولي_للكتاب
لم أكُن أتفاءل بمستقبل الناشئ في الطلب من أقراني إذا أفرط في حماسه للجدال العلمي وإظهار نفسه ومزاحمة الشيوخ على الكلام وكثرة الاستدراك وتكلف الاستشكال، ولم تكذبني الأيام.
لهذا أقول لكل ناشئ: وزِّع طاقتك العلمية على بقية عمرك؛ لئلا تُرهَق في المبادئ ثم تلتمس راحة ليس بعدها عوْد!
هلَّا قرأ بعض أهل اللحى والشهادات الشرعية فصلًا في ذم فضول الكلام، وآخر في فتنة القول بغير علم، ثم التزم مضمونهما في مثل هذه الأيام؛ فسلِم من أن ينطق بكلمة تخذيل أو ظلم أو أذى لإخوانه المؤمنين، وهو يظن أنه يشخِّص الداء أو يصف الدواء!
وقيل لعبد الملك بن مروان وهو يحاربُ مصعبًا: إن مصعبًا قد شربَ الشراب.
فقال عبد الملك: مصعب يشرب الشراب؟ والله لو علم مصعب أن الرِّيَّ من الماء ينقصُ مروءتَهُ ما رويَ منه! (١٢٠)
اللهم لا تحرمنا فضل الإنصاف وأهله!
سُئل شيخنا العلامة عبدالرشيد المولوي -أعلى الله منزلته في الدارين- الليلة عن مسألة في السياسة الشرعية، فقال: "هذه يُسأل عنها فحول العلماء، نحن رُضَعَاء مقلِّدون"!
وأرجو أن لا يُطلع الأحبة شيخنا على تخوُّض الصغار فيها في مواقع التواصل؛ فدمعته غالية على محبِّه والعارف بقدره وفضله.
قال سفيان بن وكيع: سمعت سفيان بن عيينة يقول: دعانا سفيان الثوري يومًا فقدم إلينا تمرا ولبنا خاثرا فلما توسطنا الأكل، قال: قوموا بنا نصلي ركعتين شكرا لله، قال سفيان بن وكيع: لو كان قدم إليهم شيئا من هذا اللوزينج المحدَث لقال لهم: قوموا بنا نصلي التراويح:)
(الجليس الصالح الكافي)
"(وَرْدُ المعْرِفة) أهل بغداد تقوله لاحمرار الوجه لمَسَرَّة الفَهْم.
وقال حكيم لتلميذه: أَفَهِمْتَ؟ قال: نعم، قال: كذبتَ؛ لأن دليل الفهم السرور". (٣٦٥/١)
تفقَّدوا (وَرْدَ المعرفة) في وجوه طلابكم:)
فضل الزوجة المواسية:
"... أن رجلا أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، إن لي امرأة إذا أتيتها مهمومًا قامت إلي فأخذت بطرف ردائي ومسحت على وجهي، ثم قالت: إن كان همك الدنيا فقد صرفها الله عنك، وإن كان همك الآخرة فزادك الله همًّا! فقال رسول الله ﷺ: ((هذه لها أجر الشهداء ورزقهم))".
فتح جيلي عيني القراءة على كتابات الشيخ سليمان وما فيها من مواعظ وتبصير وبث للحمية الدينية، ثم كبر جيلي وسار في طريق العلم فتلقاه الشيخ مشرف بمراجع العلوم وأبحاثها ودروسها وقرَّبها إليهم، وقال ألا تنهلون؟!
رحمهما الله، وأحسن إليهما، وأعلا منزلتهما في جنات النعيم.
أخونا الشيخ مشرف الشهري وأخونا الشيخ سليمان الخراشي رحمة الله عليهما كانا معنا العام الماضي وهم الآن تحت أطباق الثرى فلا تنسوهما في هذه الليالي العشر من الدعاء .
#الغيرة:
قال في (المنهاج) -في شروط وجوب الحج-:
"وفي المرأة: أن يخرج معها زوج، أو محرم ...".
قال في (التحفة، ٢٤/٤):
"ولو فاسقا؛ لأنه مع فِسْقِه يغار عليها من مواقع الريب.
وبه يُعلم أن من عُلِمَ منه أنه لا غَيْرَة له كما هو شأن بعض من لا خلاق لهم .. لا يُكتفى به".
#فقه_الشافعية
"وعبَّر المفسرون عن "أقنى" بعبارات مختلفة ... لا تقتضيها اللفظة، والوجه فيها بحسب اللغة: أكسبَ ما يُقتنى، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أقنى: أقنع.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والقناعة خيرُ قُنْيَة، والغِنى عَرَضٌ زائل، فلله دَرُّ ابن عباس رضي الله عنهما".
(ابن عطية)
لمناسبة الجدل القائم في تقييم بعض الشعراء، أرى أن هذه الرسالة المختصرة (في نحو أربعين صفحة) نافعة جدًا، وتمثِّل الحد الأدنى الضروري في (النقد الأدبي) الذي يقصِّر كثير من طلاب العلم في تحصيله!
أخي طالب العلم!
اضمم هذا الكتاب إلى ما تعرفه من موسوعات العصريين في علوم الشريعة واللغة؛ ففيه تأريخ ودراسة وتحليل لجهود أئمة الإسلام وأعلامه في طرائق التعليم، ومناهج التربية.
#كتاب_أنصح_به
مثال لأدبٍ مُضيَّع في الناس، وكم رأيت من أولي الغفلات ونقص المروءات من لا يعجبه الحديث عن نعمة واصلة إليه أو فضل متجدد إلا عند فاقده، والعاجز عنه، ومُكابِدِ مشقَّة تحصيل أدنى مراتبه!
أودعنا هذا الشرح فنًّا من العلم خطيرًا، وبابًا من الأدب كبيرًا لم يعمل غيرنا من الشارحين فيه قلمًا، ولا أفاض فيه قِدْحًا ولا زلَمًا. وهو أنا ذكرنا عقب شرح أكثر الأبيات من أين أخذ معناها، وعلامَ أُسس مبناها من أشعار الجاهلية والمخضرمين، ومن بعدهم من المُحْدَثين ..
#كتاب_أنصح_به
إلى كل أخ يلاحق إخوانه على صهوة الجِدال في كل مسألة، راميًا بزعمه إلى حل الإشكال وتثبيت الحجة، ولا يقنع بقول صاحبه: هذه مسألة محتمِلة، والخلاف فيها ثابت، ولا ينبغي صهْر الودِّ بنار المِراء.
قال الإمام أبو بكر الآجري:
والفرق بين (تأمَّل) و(فتأمَّل) و(فليُتَأمَّل) ..
أن (تأمَّل) إشارة إلى الجواب القوي ،
و(فتأمَّل) إلى الضعيف ،
و(فليُتأمَّل) إلى الأضعف ،
ذكر هذا الإمام الدماميني .
مطلب الأيقاظ : ٤٨-٤٩
#فقه_الشافعية
#شافعيات
"... يُروى عن إسماعيل بن مسلم، قال: قالت لي أعرابية بمكة: أراكَ تطلبُ الأدبَ، فهل لك في بيتٍ وُجِدَ في صخرةٍ، فَزُبِرَ، فإذا هو:
وما سادَ من لم يَعْفُ عن ذنْبِ صاحبٍ
وإنْ كـانَ فـي إجـرامـهِ يـتـعـمَّـدُ". (ص٢٦١)
١٤٠٦هـ، كنت في الرابعة، وخرجت إلى البقالة دون إذن، ورأتني أمي -حفظها الله- من الشباك بعد بحث وأنا أعبر الشارع وأراقب الكيس بدلًا من الطريق الخطر.
وبعد ضربة ممزوجة بحرارة خوفها سألتني: تقطع الشارع وعينك بالكيس؟ قلت: شريت حلاوة بقر وقال لي راعي البقالة انتبه للبقر لا تناطَح بالكيس!
[متابعة سفَه المشاهير والمفاخرين بالثراء]:
"وكذلك النظر إلى دُور الأغنياء وتجمُّلِهم مباحٌ في نفسه، ولكن يهيِّج الحرصَ، ويدعوا إلى طلب مثله، ويلزم منه ارتكاب ما لا يحلُّ في تحصيله، وهكذا المباحات كلها إذا لم تُؤخذ بقدْر الحاجة".
إن شئتَ أن تبكي ذاهبًا من الدنيا .. فابكِ (بساطة) العيش، ووفرة الرضا، وقُرْب منال الفرح، فقد عشتَ حتى اصطنعوا لك همومًا ومطالبَ لا أصل لها يثبُت، ولا فرع يُرى!
"العالِم الحقيقي لا يقارف معصية إلا على سبيل الهفوة، ولا يكون مُصِرًّا على المعاصي أصلًا؛ إذ العلم الحقيقي: ما يعرِّفه أن المعصية سُمٌّ مهلك، وأن الآخرة خيرٌ من الدنيا، ومن عرف ذلك لا يبيع الخير بما هو أدنى ... فالمؤمن مُفَتَّن توَّاب، وهو بعيد عن الإصرار والإكباب".
"قوله تعالى: {لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا} ... وهو أصل في جواز ترك إظهار النعمة وكتمانه عند من يُخشى حسدُه وكيْدُه، وإن كان الله قد أمر بإظهاره بقوله تعالى: {وأمَّا بنعمةِ ربِّكَ فحَدِّث}".
(أحكام القرآن للجصاص ١٦٧/٣، وانظر: إلكيا الهراسي ٢٢٩/٢).
#يا_بني،
"الإنسان مرشَّح طول عمره لاقتناء الفضائل، والاستكثار من المعارف، ويجب أن يكون أبدًا بحال من الفضل يُستكثَر في مثل سِنِّه أن يبلُغ إليها، أو يُعجَب من كثرة تدرُّبه بالزمان القصير في الأمور التي يُحتاج فيها إلى الزمان الطويل". (ص٧٩)
[من فاته الاجتهاد أو غُلِب عليه]:
قال الشافعي في القديم: من شهِد العشاء والفجر #ليلة_القدر فقد أخذ بحظِّه منها. هذا نصُّه في القديم، ولا يُعرف له في الجديد نصٌّ يخالفه، وما نصَّ عليه في القديم ولم يتعرَّض له في الجديد بما يخالفه ولا بما يوافقه؛ فهو مذهبه بلا خلاف.
#فقه_الشافعية
لم أجد ما يشفي في أصل تسمية الطعمية، وفي (المعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية):
"طعامية Taamiye: المخصَّص المالي أو العيني الذي كان يُدفع للفقراء والدراويش في الزوايا؛ بغية سدِّ رمق العيش".
ولعل اسم "الطعامية" سرى إليها من جهة أنها أكلة يتبلَّغ بها الفقير والمتعجِّل وغيرهما!
"مات [ابن قاضي شهبة] ليلة الجمعة ثاني عشر ذي القعدة سنة أحدى وخمسين وثمانمائة فجاة، وعظُم تأسُّف الناس عليه. وكان قبل موته بيوم ذك�� موت الفجاة، وأنه راحة للمؤمن وأَخْذَة أَسَف للكافر، وقرَّر ذلك تقريرًا شافيًا"!
(نظم العقيان للسيوطي، ص٩٤)
"إن ابن تيمية، وابن القيم كلاهما من أكابر أهل السنة والجماعة، ومن شيوخ مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وإن ابن تيمية كان شيخ الإسلام في عصره، وهذا لا نزاع فيه ...".(ص٤٤٠)
أنا أقول دائمًا لإخواني: إن الذي يصد كثيرين عن البحث المستوفي، واطراح القطع لا سيما في مقابل الجمهور، هو مهابة قول عصري مشتهر، لا رعاية مذهب سائد، فضلًا عن النص.
وهذا نموذج من بحث أكاديمي قرر صاحبه اتفاق المذاهب الأربعة على قول، ثم نقضه بجرة قلم لأن فتوى بعض المعاصرين على خلافه!
"ولقد عجبت لأهل المصائب كيف لا يستعينون على مصائبهم بالصبر، ويذكرون ما يُؤمِّلون من الثواب، فإنه سيأتي على صاحب المصيبة يوم يتمنى فيه ما تمنَّى الأعمى في مصيبته.
قالوا: وما تمنَّى الأعمى في مصيبته؟ ...". 👇
(الوجل والتوثُّق بالعمل لابن أبي الدنيا، ص٥٢)
عن أبي هريرة قال: «أول من سمعته يقول: السكين رسول الله ﷺ، إنما كنا نسميها المُدْيَة».
أخرجه ابن أبي عاصم في الأوائل (٤٩)، وهو في الصحيحين من حديث طويل.