لا شاعر يخادعك كجرير، تأخذك بدايات قصيدته الدامغة إلى الرقة ثم تنثني ليظهر الهجاء والسباب
أَقلي اللومَ عاذِلَ وَالعِتابا
وقولي إِن أَصَبتُ لقد أَصابا
أَجدَّكَ ما تذَكَّرُ أَهل نجدٍ
وَحَيّاً طالَ ما انتَظَروا الإِيابا
بلى فَارفضَّ دمعكَ غير نزر
كما عيَّنتَ بِالسرب الطبابا
قال #قيس_بن_الخطيم
وما بعض الإقامة في ديارٍ
يهان بها الفتى إلا بلاءُ
وبعض خلائق الأقوام داءٌ
كداء البطن ليس له دواءُ
يريد المرء أن يعطى مناهُ
ويأبى الله إلا ما يشاءُ
وكل شديدةٍ نزلت بحي
سيأتي بعد شدتها رخاءُ
اتركوا مساحات الصغار للصغار ومواطئ الفُجور للفجرة، وما كان النفاق أبين كما كان في الخصومة وفجارها، ولا تغرنكم الأسماء والمسميات فكم مِمَنْ عَظُمَ اسمه تضاءل كلما قَرُبْتَ منه وحُقِر، وإن رأس الخُلُقِ التغافل وإن من المروءة الإنصاف، فكيف وإن كان لأخيك، ألا أبعد الله الساقطين
قصيدة نهاك عن الغواية من أجمل المراثي في أدبنا، قالها بهاء الدين في رثاء ولده
يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني
أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
وَلَم أَرَ في سِواكَ وَلا أَراهُ
شَمائِلَكَ المَليحَةَ أَو حِلاكا
مساحة كبيرة من الحب للعربية وآدابها لدى الإخوة الدارسين للأدب العربي في جامعة شيكاغو، تشعر بهذا الحب عبر إطراقهم واهتمامهم وتساؤلاتهم وحسن دعوتهم، شكراً للصديق تشاد موبري الذي دعاني لإلقاء محاضرة حول تأثير المكان على اللغة والشعر
أدب المترفين قاتل للمتعة وتغيب عنه الدهشة، فلا طرق الحادثات يدنيك ولا قعقعة الخطوب تستبيك، حال من الفراغ المرصوف والقوام الموكوف، تبحث عنه فيه فلا تجده وعن المعنى فلا ترده، لا سامح الله كاتبا تجمل بأدب أشوه، لا هو أحسن صنعته ولا اتخذ من الأولين أسوة.
نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفل الملوك هنا كطفل الحاشية
ونغادر الدنيا ونحن كما ترى
متشابهون على قبور حافية
أعمالنا تُعلي وتخفض شأننا
وحسابنا بالحق يوم الغاشية
#أبوالعتاهية
الشاعر الكبير جرير رغم قسوة الهجاء في شعره فإنه طوى في داخله نفسا رقيقة فكان يقول كلما مرت به جنازة " أحرقتني هذه الجنائز", رثى زوجه أم حزرة بأبيات غاية في الرقة والعذوبة
رحل زمن الكورونا وعاد الإخوة في فوكس أكاديمي للتدريب بشكل أكبر، هذه الأكاديمية دربت وخرجت الكثير من العام��ين في مجال الإعلام، وقد قدمت الأسبوع الماضي ورشة للمتدربين في قسم التقديم، فسعدت بتفاعلهم ومشاركتهم ونقاشهم وعقلهم، فوكس أكاديمي كما عودتني بقيادة الأستاذ عمار شهاب مساحة
قل للذي بصروف الدهر عيّرنا
هل حارب الدهر إلا مَن له خطرُ
أما ترى البحر تعلو فوقه جِيفٌ
ويستقرّ بأقصى قعرِه الدرر
فإن تكن نشِبتْ أيدي الزمان بنا
ونالنا من تمادي بؤسِـهِ الضررُ
ففي السماء نجوم لا عدادَ لها
وليس يُكسف إلا الشمسُ والقمر
#شمس_المعالي_قابوس
قالوا امرؤ القيس أوّل من استوقف وبكى فى الدّمن ووصف ما فيها وهو أوّل من شبّه الخيل بالعصا واللّقوة والسّباع والظّباء والطير فتبعه الشعراء على تشبيهها بهذه الأوصاف، وقال عمر رضي الله عنه: امرؤ القيس سابق الشعراء خَسَفَ لهم عين الشعر فافتقر عن معانٍ عور أصح بصر
قال أبو عمرو بن العلاء لجرير: إنك لعفيف الفرج كثير الصدقة، فلم تسب الناس؟ قال: يبدءوني ثم لا أغفر لهم، وكان جرير يقول: لست بمبتدىء ولكنني معتد، أي أنه يسرف في القصاص، وأشد ما كان من شعره كان لنمير وفيه
فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيرٍ
فلا كعباً بَلَغتَ وَلا كِلابا
رأَيتُ المنايا خَبط عَشواء من تُصب
تُمتهُ وَمن تُخطئ يُعَمَّر فيَهرَمِ
وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كثيرَةٍ
يُضَرَّس بأَنياب وَيوطأ بِمنسِمِ
وَمن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بِفضلهِ
عَلى قَومهِ يُستَغنَ عنه وَيُذمَمِ
ومن يجعل المعروف مِن دون عرضه
يفِرهُ وَمن لا يتَّق الشتمَ يُشتمِ
#زهير
كن على خير، نقي السريرة، طاهر النفس، ولا تظن أنك متروك هملا في الدنيا، ولا كتابك منسيٌ في الٱخرة، واعلم أن درب الحياة الدنيا قصير والأمر جلل وأنك مُدْرَك مجازى بأعمالك فأحسن عملك يحسن الله جزاءك، اللهم لا تجعل أقوالنا فوق أعمالنا، ولا تجعل أسوأ أعمالنا ما قرب من آجالنا
قال ابن فضل الله في المسالك
زلزلت مصر حتى رجفت أرجاؤها، فقال محمد بن قاسم بن عاصم #صناجة_الدوح شاعر الحاكم
بالحاكم العدل أضحى الدين معتليًا
نجل الهدى وسليل السادة الصلحا
ما زلزلت مصر من كيد يراد بها
وإنما رقصت من عدله فرحا
وكانت أيام الحاكم من سنة ٣٨٦ إلى سنة ٤١١
حَيِّ الغَداةَ بِرامَةَ الأَطلالا
رَسماً تَحمل أَهلُهُ فَأَحالا
قصيدة لجرير ينقض بها قصيدة الأخطل (كذبتك عينك) وقد روي عن جرير أنه قال: ما غلبني الأخطل إلا في هذه القصيدة (كذبتك عينك)
أما الأخطل فقد عجب من بيت جرير
ما زلت تحسب كل شيء بعدهم
خيلا تشد عليكم ورجالا
وقال: من أين
الدكتور عوض العولقي
@MohMohawad
قدم أكثر من مشروع وفكرة لخدمة التراث الأدبي والثقافي العربي، قدم لنا المنصفات وغيرها وسيقدم عبر القناة أيضاً ثلاثية الأسد وجمع بها نصوص لبشر بن عوانه وجحدر وال��تنبي، فله الشكر والفضل على ما قدمه من وقت وجهد لخدمة العربية
عاب رجل رجلا عند بعض الأشراف فقيل له: قد استدللت على كثرة عيوبك بما تكثر من عيوب الناس، لأن طالب العيوب إنما يطلبها بقدر ما فيه منها، أما سمعت قول الشاعر
لا تهتكن من مساوي الناس ما ستروا
فيهتك الله سترا من مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا
ولا تعب أحدا منهم بما فيكا
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته
يبقى الإله ويودى المال والولد
لم تغن عن هرمزٍ يوماً خزائنه
والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياح له
والإنس والجن فيما بينها ترد
أين الملوك التي كانت لعزتها
من كل أوبٍ إليها وافد يفد
حوض هنالك مورود بلا كذبٍ
لابد من ورده يوماً كما وردوا
المتنبي من أهم الشعراء وأكثرهم جدلاً، كان ناقما على كافور وعلى صروف الدهر التي رأى أنها لم تمكنه من الولاية والسلطة رغم أنه وعبر شعره وكلماته ملك سلطة أرعبت الولاة والأمراء وبقي في الذاكرة الأدبية العربية أميرا من أمراء الشعر
قالوا قديما
ومن عاش في الدنيا فلا بد أن يرى
من العيش ما يصفو وما يتكدر
وقال المهلبي
قلْ لمنْ أبْصَرَ حَــالَاً مُنْكَــرَهْ
ورأَى من دهره ما حَيَّرَهْ
ليسَ بالمنكر ما أَبْصَــرْتَــهُ
كُلُّ مَــنْ عاشَ رأى مَا لَمْ يَرَهْ
وصلنا هذا العام إلى #ام_هارون أعاننا الله على ما سيكون
وصلني الكريم
@BANDER295
بكتاب "المعلقات لجيل الألفية" وهو من الكتب الرائعة التي تقدم كنوز الأدب العربي بما يليق ويستحق، ولم أسعد بهدية كهذه التي أنعشت الذاكرة، شكراً للصديق الأستاذ بندر الحربي والشكر لمن قدموا جهدهم لخدمة العربية في
@Ithra
و
@QafilahMagazine
قال النابغة الجعدي:أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قولي
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال عليه الصلاة والسلام: إلى أين المظهر يا أبا ليلى؟ قلت:إلى الجنة،قال: أجل إن شاء الله
النعمان بن المنذر ملك الحيرة لسبع وعشرين سنة،كان صيته عظيماً في حياته، وبعد مقتله على يد كسرى كانت معركة ذي قار التي خلدها التاريخ،رثاه لبيد بن ربيعة بقصيدة بها الشطر(ألاكل شيء ماخلا الله باطل)وهو ما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم "أصدق كلمة قالها شاعر"
بيني وبينك ألف واش ينعبُ
فعلام أسهب في الغناء وأطنبُ
صوتي يضيع ولاتحس برجعه
ولقد عهدتك حين أنشد تطربُ
واراك مابين الجموع فلا أرى
تلك البشاشة في الملامع تعشبُ
رحم الله الدكتور #غازي_القصيبي
قال عمر بن عبد العزيز يوما لجلسائه: أخبروني من أحمق الناس؟
قالوا: رجل باع آخرته بدنياه
فقال ألا أنبئكم بأحمق منه؟
قالوا: بلى
قال: رجل باع آخرته بدنيا غيره
قال جرير: ما غلبني الأخطل إلا في هذه (يعني قصيدته كذبتك عينك) وفيها
كذبتكَ عينك أَم رأَيتَ بِواسِطٍ
غلَسَ الظلام من الرَبابِ خيالا
وتَعَرَّضَت لك بِالأَبالِخِ بعد ما
قَطَعَت بِأَبرَقَ خُلَّةً ووصالا
وتَغَولَت لِتَروعَنا جنِّيةٌ
والغانِيات يرينك الأَهوالا
وكم طرقتني نكبةٌ بعد نكبةٍ
ففرجتها عنّي وما مسني ضرُّ
ولولا سناني وَالحسام وهمَّتي
لما ذُكرت عبسٌ ولا نالها فخر
وها قد رحلتُ اليوم عنهم وأَمرنا
إِلى من لهُ في خلقه النهيُ والأَمر
سيذكرني قومي إِذا الخيل أَقبلت
وفي اللَيلَةِ الظَلماء يُفتَقَدُ البَدرُ
#عنترة_بن_شداد
تعتبر قصيدة عبيد بن الأبرص (أقفر من أهله ملحوب) من أكثر النصوص التي أثارت جدلاً بين النقاد بسبب ما شابها من اختلالات كبيرة في الوزن، ولذلك أسقطها بعضهم من المعلقات واعتبروا أن وجودها ضمن جواهر الأدب العربي سقطة لا يمكن القبول بها
بلادُ العُربِ أوطاني
منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ
إلى مصـرَ فتطوانِ
لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ
سنُحييها وإنْ دثرَتْ
ولو في وجهنا وقفتْ
دهاةُ الإنسِ و الجانِ
هذه أنشودة كتبها الزعيم الدمشقي فخري البارودي،ترنم بها الصغار حتى كبروا ليجدوا الغوغاء يمارونهم في إخوتهم العرب
وسائل التواصل ربما تكون جزء من حقيقة الحياة ولكنها بالتأكيد ليست الحياة أوحقيقتها،قديما كنا نتحدث عن سلسلة من التدليس وأحيانا التزوير في ما نقلته بعض كتب التاريخ، الآن الواقع يزور والشخوص تلون عبر وسائل التواصل الحديثة،المحزن أن البعض يعيش جزء من الواقع وحياة من الوهم وهو لايعلم
أسَفي على الأحرارِ قَلّ حِفاظُهم
إن كان يُغني الحُرَّ أن يتأسّفا
لا يُبْعِدَنَّ اللّهُ إلاّ مَعْشَراً
أضْحَوْا على الأصنامِ منكُم عُكَّفا
فعجبتُ من أن لا تميدَ الأرضُ من
أقطارها وعجبتُ أن لا تُخسفا
فتربصُوا فاللّهُ مُنْجِزُ وعْدِهِ
قد آن للظّلماءِ أن تتَكشّفَا
#ابن_هانئ_الأندلسي
الإنهيار الثقافي يمثل حالة السقوط الأهم لأي أمة ونهاية لوجودها الفريد، فلا ماض متصل ولا أمل منتظر،كان لدينا فرع لعرب الغرب وافتتحنا فروعا للصهاينة العرب وعرب بني عثمان وعرب فارس، وقريبا نفتتح فرعا جديداً لعرب ماو تسي تونغ وعرب بوتين
تدور الحادثات بنا تمور
وترمينا الفواجع والشرور
قال النعمان بن المنذر لكسرى عن العرب
(واما حكمة ألسنتهم فان الله تعالى أعطاهم في اشعارهم ورونق كلامهم وحسنه ووزنه وقوافيه مع معرفتهم الأشياء وضربهم للأمثال وابلاغهم في الصفات ما ليس لشيء من ألسنة الأجناس)
وبسبب الشعر والوصف كاد أن يقتل النابغة الذبياني
أصبحت وسائل التواصل روضة لتبادل المعارف والأفكار والآراء ونقلها، يقول عنترة
أو روضة أنفاً تضمن نبتها
غيث قليل الدِّمن ليس بمعلم
جادت عليها كل بكر حرة
فتركن كل قرارة كالدرهم
سحاً وتسكابا فكل عشية
يجري عليها الماء لم يتصرم
وخلا الذباب بها فليس ببارح
غرداً كفعل الشارب المترنم
ذكر ابن جني أن من العرب من يقول:
إذا اعیاش جاراتش فاقبلي على ذي بيتش
ونقل الحريري قول المجنون
فعيناش عيناها وجيدش جيدها
سوى أن عظم الساق منش دقيق
كما قرأ بعض العرب قول الله تعالى: ( وجعل ربك تحتك سريا) ، (وجعل ربش تحتش سريا)
وهذا حال من نطق بعض العرب، اصطلح على تسميته بالكشكشة
لا تأس على ما فات من مكاسب الدنيا ولا تحزن من خيباتها،فأفراحها سريعة الإنقضاء وأحزانها موعودة بانكفاء
أَلا إِنّما الدنياعليكَ حصارُ
ينالُك فيها ذِلّةٌ وصغارُ
ومالك في الدنيا من الكدِّ راحةٌ
ولالك فيها إِن عقلت قرارُ
وماعيشُها إِلا ليالٍ قلائِلُ
سراعٌ وأيامٌ تمر قصارُ
#ابوالعتاهية
مما جاء في كتاب الأغاني للأصفهاني (وهو مما لا يستدل به) أن نابغة بني ذبيان كان حَكمًا في الشعر، وكانت تُضرب له قبّة من أدَم (من جلد، وقيل هو أحمر) بسوق عكاظ يجتمع إليه فيها الشعراء، فدخل إليه حسّان بن ثابت وعنده الأعشى، وكان قد أنشد الأعشى شعره، ثم حضرت الخنساء، فأنشدته قصيدتها
لا تلق دهرك إلا غير مكترث
مادام يصحب فيه روحك البدن
فما يدوم سرور ما سررت به
ولا يرد عليك الفائت الحزن
مما أضر بأهل العشق أنهم
هووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا
تفنى عيونهم دمعا وأنفسهم
في إثر كل قبيح وجهه حسن
#المتنبي
ثم قال أنشدني فأنشدته قولي:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له
بوادر تحمي صفوه أن يتكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال عليه الصلاة والسلام: أجدت لا يفضض الله فاك