كتبَ بعضُ الأدباءِ في رسالةٍ إلى صديقٍ له : إنَّ شِدَّةَ الحِجَابِ تُنْغِلُ أديمَ المَودَّة !
__
ومعنى هذا : أنَّ المحبَّةَ قد تَضْمَحِلُّ عندما يَجِدُ أصحابُكَ مَشَقَّةً في الوصولِ إليكَ باستمرار ..
إلى الكُتَّاب، يقول لكم بول أونيل: عند كتابة الفقرة الأولى يجب أن تمسك بالقارئ من رقبته، وفي الفقرة الثّانية لا بدَّ أن تغرس أصابعك في قصبته الهوائيّة، ثمَّ عليك بإبقائه قبالة الحائط حتى نهاية السّطر الأخير!
قال رجلٌ لعبدالله بن عُمَر - رضي الله عنهما - وعزّاه : أعظمَ اللهُ أجرك . فقال ابن عُمَر : نسألُ اللهَ العافية ! وهذا من فقهه . وكان الشّافعيُّ - رحمه الله - يقولُ بدلَ هذا : آجركَ اللهُ من غيرِ أن يَبْتَلِيَك !
كان إبراهيم بن المهدي ذا رأيٍ لغيره ، ضعيف الرأيِ في أمرِ نفسه . فقيل له في ذلك ، فقال : لا تُنكِرُوه ؛ فإنِّي أنظرُ في أمرِ غيري بطِباعٍ سليمةٍ مستقيمةٍ ، وأنظرُ في أمرِ نفسي بطِباعٍ مائلةٍ إلى الهوى ..
خلال سنوات عمري المبكّرة ، والأشدّ حساسيّة ، نفحني والدي نصيحةً أُقلِّبُها في عقلي منذ ذلك الحين ، قال لي : كلّما شعرتَ برغبةٍ في انتقادِ أحدٍ ، تذكَّر أنَّ النّاس في هذا العالم ، كلّهم ، لا يتمتعونَ بالمزايا التي لديك !
..
مفتتح رواية : غاتسبي العظيم .
اِقرأ ( أخبار أبي تمّام ) لأبي بكر محمد بن يحيى الصُّوليِّ ، قبل أن تقرأ شعرَ أبي تمّام . واقرأ ( أخبار البُحتري ) للصُّوليِّ أيضًا قبل أن تقرأ شعر البُحتري . واقرأ ( المُتنبّي ) لأبي فِهر محمود شاكر قبل أن تقرأ شعر المُتنبّي ؛ وهكذا مع سائر الشُّعراء .
قيل لإبراهيم بن أدهم : لقد أسرعَ إليكَ الشّيبُ في رأسك . قال : ما شيّب رأسي إلّا الرُفقاء ! ويقول أبو فراس الحمداني :
وما إن شِبتُ من كِبَرٍ ولكن
رأيتُ من الأحبَّةِ ما أشابا !
ثِقَلُ المعروفِ على نفسِ الكريم ..
قال أبو سعيد سفيان الثُوري : قال لي منصور بن المعتمر : إنّ الرّجلَ ليسقيني الشّربةَ من الماء ، فكأنّما يكسرُ بها ضلعًا من أضلاعي !
ليست الشخصيّة النبيلة والمتسامية مسألة حظوةٍ أو حظّ، وإنّما هي النتاج الطبيعيّ للجُهْد المستمرّ في التفكير الصحيح، كما أنّها نتاج الترابُط الثابت مع الأفكار السامية. وبالمقابل فإنّ الشخصيّة المقيتة والهمجيّة هي بالطريقة ذاتها، نتاج مراكمة الأفكار المعيبة والانغماس فيها.
جيمس آلن
نصيحةٌ من عربيٍّ قديم :
لا تُشْرِفَنَّ يَفَاعًا إنَّهُ طَرِبٌ
ولا تَغَنَّ إذا ما كُنْتَ مُشتاقا !
..
لا تُشْرِفَنَّ يَفَاعًا : أي إذا كنتُ راجعًا من سفرٍ فلا تعلو جبلًا لترى أرضَ أحبابِكَ ؛ فإنّهُ يزيدُ الشَّوقَ ويكثرُ الحنين .
انبذ ما أتاكَ سهلًا ؛ فأكثره غُثاء ..
قال أبو نواس لأبي العتاهية في قصةٍ : لكنّي رُبَّما قلتُ دونَ عشرةِ أبياتٍ [ في اليومِ الواحد ] ؛ فأتعطّلُ من أجلها عن أشغالي !
تدليلُ البناتِ من عملِ السَلَف..
دخلَ فرقد السّبخي على الحسن، فرأى ابنةً للحسنِ حَالِيةً، فقال: يا أبا سعيد! أَتُحَلِّي ابنتَك ذَهَبًا؟ فغضِبَ الحسنُ وقال: يا فُرَيْقِد! أتأمرني أن أجعلَ بنتي طَحَّانَةً؟!
ممّا نصحَ بهِ الرّافعيُّ طهَ حسين في كتابِهِ " تحتَ رايةِ القرآن " قوله : ... ولكنَّا نرجو أن يهديَه اللهُ فيكونَ من أُمَّتِهِ ويعودَ إليها ، فإنَّهُ إنْ لم يَكُنْ بها لا يَكُنْ بغيرِها ، وإنَّها إنْ لم تَكُنْ بهِ تَكُنْ بغيرِه !
النّاسُ صنفان: الذين يقرؤون، والآخرون! عبدالكريم بكّار
اِعرف شخصًا قارئًا، وشخصًا لا يقرأ؛ وقارن.
سترى حينها أنّ القرّاءَ ليسوا بشرًا؛ بلْ هم شيءٌ فوقَ ذلك :)
- ولا أحطُّ من قدرِ أحد؛ ولكن من بابِ (أفعل التفضيل) ؛ وفي كلٍّ خير إن شاء الله!
قال عبد الرّحمن بن حسّان بن ثابت يهجو قومًا :
إنِّي وجدتُ من المكارمِ حَسْبكُم
أن تَلْبَسوا حُرَّ الثّيابِ وتَشبَعُوا
وإذا تُذُوكِرَتِ المكارِمُ مَرَّةً
في مجلسٍ أنتم بهِ فَتَقَنَّعُوا !
كتب جبران خليل جبران إلى مَيّ زيادة : ليس بين عناصرِ النّفسِ عنصرٌ أمرُّ من القنوط ، ليس في الحياة شيءٌ أصعبُ من أن يقولَ المرءُ لنفسِه « لقد غُلِبتَ » ، والقنوط يا مَيّ جَزرٌ لكلِّ مدٍّ في القلب ، والقنوط يا مَيّ عاطفةٌ خرساء !
ثمّة مثل ألماني يقول : " إذا أغويت رجلاً نظيفًا فسوف يؤدي لك خدمات عشرة كانوا أنجاسًا " ، من يتردّى من القمّة يكون أكثر خطرًا من ساكني القاع ..
عبد الله الهدلق
يقول حمزة شحاته: الجحيم هو الحاجة إلى الآخرين!
وهذا معنى صحيح؛ ومَن جرَّبَ النّاسَ عَرَف.
ولذلك كان الغنى بالله تعالى عن خلقه هو النّعيم، والرّاحةُ الكبرى، والسّعادةُ التي يبحثُ عنها الأشقياء..
ماتت امرأة بكر بن عبد الله المُزني ، فاشتدَّ جزعه فنهاه الحسن ، فقال : يا أبا سعيد إنّها كانت مواتية وكانت وكانت ، فقال الحسن : فلا تَيْأَسَنْ ؛ فعند الله خير منها . فتزوّج أختها ، فمر به الحسن ، فقال : يا أبا سعيد هذه خير من أختها :)
كنتُ بالبصرة مع جماعة من أصحابنا، فوقف علينا صاحب مرقعة فقال: من منكم ابن خفيف؟ فأشاروا إليَّ. فقال: تأذن لي أن أسألك مسألة؟ فقلتُ: لا. قال: ولِمَ؟ فقلتُ: لأنّ النبي ﷺ ما خيّر بين أمرين إلّا اختار أيسرهما؛ وأيسره أن لا تسألني، ولا أحتاج أجيبك!
..
أبو عبد الله بن خفيف ٣٧١هـ
يا ريحُ ويحكِ بلِّغي تسليمنا
مَن ليس يأتينا لهُ تسليمُ
مُرِّي به فتعلَّقي بثيابِهِ
ليكونَ فيكِ من الحبيبِ نسيمُ !
..
بلا نسبة في كتاب الرّيح لابن خالويه