(فمَن زُحزِحَ عنِ النَّارِ وأُدخِلَ الجنَّةَ فقد فاز)
يا ربِّ قد أشرفَتْ نفسي وقد علِمَتْ
عِلمًا يَقِينًا لقد أحصَيتَ آثاري
يا مُخرِجَ الرُّوحِ من جِسمي إذا احتُضِرَتْ
وفارِجَ الكَربِ زَحزِحني عنِ النارِ
الله يرزقني زوج بعقليتك وشخصيتك ووجه حسن — شوفوا يا إخوان أهمية اللغة، قالت (عقليتك) وقالت (شخصيتك) لكنها لما جت للوجه قالت (وجه) ما قالت (وجهك)
فالكلام ظاهره المدح لي وباطنه الذم لوجهي، تعلموا اللغة عشان محد يلعب عليكم
يا شين الي يتكلم في غير مجاله، يجيك يطقطق على لهجات الحجاز ويقول مهي عربية
معترض على تلاتة؟ طيب اسمع السموأل الأزدي الجاهلي:
وأتاني اليقينُ أني إذا مِتُّ
وإن رمَّ أعظُمي مَبعُوتُ
أي: مبعوث
مستغرب من وي؟ طيب شوف القاموس المحيط: [وَيْ: كلمةُ تعجُّب، تقولُ وَيْكَ ووَيْ لِزَيدٍ]
فكرة قائمة مقهى:
القهوة تسمَّى باسمها
فإذا أُضيف إليها الحليب سُمّيت ممزُوجة
فإذا كان نصفها حليبًا سُمّيت مشجُوجة
فإذا كان أكثرها حليبًا سُمّيت مقتولة
فإذا كانت القهوة باردة سُمّيت مشمُولة
أما (الموكا) وشبيهاتها فتسمَّى بالمصروفة؛ لأنها انصرفَت عن معنى القهوة
والتفسير يأتي ⬇️
يقولون: ياسر الحزيمي لا يقول إلا البديهيّات
وينسى هؤلاء أن البديهيّات نافعة وكثيرًا ما تُنسى، ولا يدرون أن من أساليب البلاغة مجيء الكلام على خلاف مقتضى الظاهر لاعتبارات ومقاصد، مثل:
ماذا ترى في مُحِبٍّ ما ذُكِرتَ لهُ
1- إلا بكى
2- أو شكا
3- أو حنَّ
4- أو طَرِبا
يرى خيالَكَ في الماءِ الزُّلالِ إذا
رامَ الشرابَ فيَروى وهْوَ ما شَرِبا
معلومة
الغَيرة عند الناس اليوم تُستعمل بمعنى الحسَد فيقولون (يغار مني) وهذا خطأ وفساد في اللغة، وأظنه جاء من ترجمة (jealous) إذ هي عندهم تجيء بالمعنيين، ووجهُ الفساد أن الحسد شيء لم يزل مذمومًا وأما الغَيرة فأمرٌ محمُود ولا خير في من لا يغار
سُمِّي البليغُ بليغًا لأنه يبلغُ كُنهَ ما في نفسِه، فيُصيبُ ما خفيَ من معانيه بما ظهرَ من ألفاظِه، وإكبارهُ لغُموض ما في النفس وحُسن ما فيها، فلو كان قبيحَ النفس أو جاهلًا بها لم يكن حسَنَ البَلاغة، فإذا أجاد في اللفظِ والمعنى كان كمن يصيدُ بأحسن آلةٍ أثمنَ صيدٍ وأبعدَه
لعل بعضهم لم يفهم، القفص الصدري ليست عربيّة، القفص الصدري مترجمة من الإنجليزية (rib cage) فهي ليست من صميم كلام العرب بل هي نقل عن غيرهم
ولهذا أرى استبدالها بالحيازيم أفضل وأقرب إلى فصاحة العربية، لا تسوي فلّة وتقول: والقفص الصدري وش؟ هههههه
أهبل منسلخ
أبياتٌ من نظمي
وذي وَحشةٍ لم يلقَ في الناسِ صاحبًا
يُؤانِسُهُ إلا جفا وتنكَّبا
قليلُ سُكونِ النفسِ لم يُلفِ هَدأةً
من الليلِ إلا باتَها مُتقلِّبا
إذا ما دعَتْهُ النائباتُ أجابَها
فقال لها: أهلًا وسهلًا ومرحبا
مُجيبٌ إلى البلوى سريعٌ كأنهُ
يرى كلَّ مَكرُوهٍ إليهِ مُحبَّبا
قال الشافعي: (لسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا وأكثرها ألفاظا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسانٌ غير نبيّ)
ولهذا كان العُلماء إذا سُئلوا في باب اللغة المعجمية يقولون: لا أعرفه أو لم أسمع به، ولا يقولون هذا خطأ أو هذا غير عربيّ
وش الاشياء اللي تحسن الكتابة الأدبية؟ أي نصائح؟ — خالِط الأدب حتى يخالطك، واستزِد من جيِّده حتى تُجيده، وتضلَّع من عواليه كما تتضلَّع من الماء، ومن أراد أن يأتي بالكلام الحسَن فلا بد أن يكون في صدره أحسنُ منه
دين الذبّات وشريعة الميمز
بعض الناس يعيش عشان يذبّ، ينتشي بضحك الناس على خفة دمه، ما يهم لو كان فيها غِيبة أو سخرية أو إيذاء لمسلم أو حتى انحراف فكري وأخلاقي، المهم نجيب الضحك واللايكات
بهذا أفهم كيف أن (كثرة الضحك تُميت القلب)
هذي المشكلة نشأت من الظن بأن الأدب منفصل عن غيره، ولو عُلِم أنه ما هو إلا تعبيرٌ عن خلَجات النفوس وتقييد لشوارد العقول لَزال هذا الإشكال، ولو عُلِم أن مادة (ش ع ر) أصلُها العِلم وأن الشاعر سُمِّي بالشاعر لأنه يفطِن لِما لا يفطِنُ لهُ غيرُه لَزال أيضا
لعمرُكَ ما ضاقَت بِلادٌ بأهلِها
ولكنَّ أخلاقَ الرجالِ تضِيقُ
قال الأصمعيّ: دخلتُ على الخليل بن أحمد وهو جالس على حصيرٍ صغير، فأشارَ عليَّ بالجُلوس، فقلت: أُضيِّق عليك! فقال: مَهْ! إن الدنيا بأسرِها لا تسَعُ مُتباغِضَين، وإن شِبرًا في شِبر يسَعُ مُتحابَّين
وصاحَبتُها ما لو صَحِبتُ بمِثلِهِ
على ذُعْرِها أُرْوِيَّةً لَاطمَأنَّتِ
يقوله في امرأته، والأرويّةُ الظبية، وهي مضرب المثل في النفور والذعر والبُعد عن الإنسان، ومعناه: لقد أحسنتُ إليها وأكرمتُها وصاحَبتُها صُحبةً لو صاحبتُ بمِثلها ظبيةً خائفةً نافِرة لَاطمأنّت لي وسكنَتْ إليّ
تُر�� هل علِمتُمْ ما لقيتُ من البُعدِ
لقد جلَّ ما أُخفِيهِ منكُمْ وما أُبدي
1- فِراقٌ
2- وَوَجْدٌ
3- واشتِياقٌ
4- ولَوعةٌ
تعدَّدَتِ البَلوى على واحِدٍ فَرْدِ!
رعَى اللهُ أيامًا تقضَّتْ بِقُربِكُمْ
كأني بها قد كنتُ في جنَّةِ الخُلدِ
صباح الخير
لا يزال الرجل جِلفًا غليظًا حتى يأخذ بِحظِّهِ من الأدب، ورُوي عن أم المومنين المُبرَّأة رضي الله عنها: (رَوُّوا أولادَكُمُ الشِّعر تَعذُبْ ألسِنَتُهُم)
خذها على البسيط
كم تبصر العين في المركاز من بطَلٍ
شاكي السلاح ومن قرمٍ أخي كرَمِ
ومن أديبٍ بنظمِ الشعرِ مُضطلِعٍ
ومن فقِيهٍ بنورِ الهديِ مُتَّسِمِ
وكلَّ ذي خفَّةٍ تحلو بشاشتُهُ
فلستَ يومًا تراهَ غيرَ مُبتسِمِ
فقل لمن لام في المركاز لو نظرَتْ
عيناك حقًّا إلى ما فيهِ لم تلُمِ
ما معنى "إنّا" في الأبيات الأربعة؟
شكَوتُ إلى الحَبيبِ أنينَ قَلبي
إذا جَنّ الظّلامُ، فقال: إنّا
فقلتُ لهُ: أظنُّكَ غَيرَ راضٍ
بما كابدتُ فيكَ، فقال: إنّا
فقلتُ: أتَرتَضِي إن ناءَ قلبي
بأثقالِ الغرامِ؟ فقال: إن نَا
فقلتُ: فإنّكُم لَوُلاةُ أمرٍ
على أهلِ الغَرامِ، فقال: إنّا
الحمد لله على نعمة السعودية، ما فارقتها إلا حننتُ إليها، ولا رأيت غيرها إلا عرفتُ فضلَها على سائر البلدان
سقى اللهُ أرضًا لو ظفِرتُ بِتُرْبِها
كحلتُ بهِ من شِدَّةِ الشوقِ أجفاني
أما الممزُوجة فهي واضحة
وأما المشجُوجة فلأنّها شُجّت، أي: كُسِرت قُوّتُها بالحليب
وأما المقتُولة فلأنَّ الحليب قد غلب على القهوة فأفقدها قوّتها فصارت كالمقتولة
وأما المشمُولة فالعرب تسمِّي الشرابَ البارد بالمشمُول، أي: ضربَتْهُ رِيحُ الشمال فصار باردا
بل هي كلِمةٌ عجيبة في تعدُّد معانيها
فقد استعملها العرب في التعجُّب والتحريض والتنبيه والتحسُّر، وكُنِّيَ بها عن الوَيْل
فانظُر مثلًا إلى تحريض نساء قُرَيش لرجالهِنّ يوم أُحُد:
وَيهًا بني عبدِ الدَّارْ
وَيْهًا حُماةَ الأدبارْ
ضَرْبًا بكلِّ بَتَّارْ
ولو سمعت قول عمر الفاروق رضي الله عنه: (كان الشِّعرُ عِلمَ قَومٍ لم يكن لهم علمٌ أصحُّ منه) لعلِمت أن الشعر عِلمٌ قائمٌ بذاته، وأن علوم العربية المليئة بالمباحث العقليَّة لم تنشأ إلا عن استمدادٍ منه واستقراءٍ له، وأن الشعر مُستودَعُ العلُوم وجامِعُها ومعدِنُها الذي منه تُستخرَج
- تنزيل العالم بالخبر منزلة الجاهل، كمَن يُسيء إلى أبيه فتقول له: هذا أبوك!
فهو لا يجهل أن هذا أبوه، ولكن سوء أدبه جعله مثل الجاهل به
- وتنزيل غير المُنكِر منزلة المُنكِر، وهذا إذا كان المخاطَب يعترف بالخبر ولا ينكره، ولكنه لا يعمل بمقتضاه
وهذا الذي ذكرناه قليلٌ من كثير، وإني لا أحب القهوة ولكني أحب للعربيّ أن يكون لِسانُهُ عربيَّا، فأنشد:
مَن سرَّهُ العيشُ ولذَّاتُهُ
فلْيجعلِ البُنَّ لهُ سُلَّما
تُودِّعُني والدمعُ يجري كأنهُ
لَآلٍ وهَتْ من سِلكِها تتحدَّرُ
وتسألُني: هل أنتَ بي مُتَبدِّلٌ؟
فقلتُ: نعَمْ، سُقْمًا إلى يومِ أُحشَرُ
فقالت: تصبَّر! لا تمُتْ بي صَبابةً
فقلتُ لها: هيهات! ماتَ التصَبُّرُ
الكمَد: حزنٌ وهمٌّ لا يُستطاعُ إمضاؤه
والكمَد: مرضُ القلبِ من الحُزن
وقيل: الكمدُ حُزنٌ قارَبَ المَوت
كم يستغِيثُ بنا المُستضعَفُونَ وهُمْ
قتلى وأسرى فما يهتزُّ إنسانُ
لِمِثلِ هذا يذوبُ القلبُ مِن كمَدٍ
إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
أغرى صِحابي بِتَقرِيعي وتأنِيبي
طُولُ اصطِباري على هَمٍّ وتعذِيبِ
أيِستُ من كل مطلوبٍ أُؤمِّلُهُ
وأصبحَ الموتُ من أغلى مطالِيبي
إذا اشتهيتُ فزادي غيرُ مُحتمَلٍ
وإن ظمِئتُ فَوِرْدي غيرُ مَشرُوبِ
وهذا الذي قلته على افتراض كون المنتقِد عالمًا بكل ما يقوله الحزيمي من قبل أن يسمعه، ولا أظنه كذلك
والخلاصة: لا يهم أن تكون عالمًا أو جاهلًا بكلام الحزيمي وأقواله، المهم أن تكون عاملًا بالخير الذي يُراد ويُقصَد، وفوقَ كُلِّ ذي عِلمٍ علِيم
بكرة تبدأ الدراسة
تطبيق المصحف الذهبي أرسل لي هذا الحديث (ومن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ عِلمًا سهَّلَ اللهُ لهُ بهِ طرِيقًا إلى الجنَّة)
صحِّحوا النِّيَّات، وأخلِصُوا العمَل لله، وساعِدوا إخوانكم وأعينوهم على طريق الجنة
وفقنا الله جميعا
بعض الناس لو قلت له: (العسل حلو) لكذّبك، ولو أريتَهُ العسَل لقال: هذا لون الخراء، ولو شمَّ رائحة العسل لَاحتجَّ بأن الليمون حامض ورائحته طيّبة، ولو أنه ذاق لَعرَف
لا تكن كهذا المجادل