يا ليتَ أنّكَ مِنْ عُمومِ قبيلتي
أو ليتَ أنَّكَ من أخصِّ قرابتي
ياليت أُمِّي في عيونك خالةٌ
أو ليت أُمَّكَ في القرابةِ عمّتي
أو ليت تجمعنا عروق عمومةٍ
أو ليت بيتك واقعٌ في حارتي
ياليت يجمعنا جوارٌ دائمًا
لو أنّ بلدتك الحبيبة بلدتي
وإذا الشدائدُ أقبلتْ بجنودِهَا
والدّهرُ من بَعد المسرّة أوجعَكْ
لا ترْجُ شيئا من أخٍ أو صَاحبٍ
أرأيت ظِلّكَ في الظلامِ مَشى معَكْ
وارفعْ يَديكَ إلى السَّماءِ ففوقِهَا
ربٌّ إذا نَاديتَه مَا ضيَّعكْ
أيها الموجوعُ صبراً .. إنَّ بعد الصّبر بشرى
أيها البــاكي بِلَيلٍ..سوف يأتي النور فجرا
أيها المكسورُ قل لي.. هل يديم الله كسرا!
يا عزيز القلب مهلاً .. إنَّ بعد العسـرِ يُسرا
أقسمتُ باللهِ إني لا أكلمها
لأنها لا تفي بالعهد والذممِ
وإن أتتْ تدّعي حبًا سأهجرها
ولن أبالي بما ألقاهُ من ألمي
فما لبثتُ سوى يومٍ وليلتهِ
ورُحتُ أسأل عن كفارة القسمِ
سأل التلميذ شيخه: "كيف تبردُ نار النفس؟"
قال: بالاستغناء، استغنِ يا ولدي فمن تَركَ مَلَكْ.
قال التلميذ: "وماذا عن البشر؟"
قال: هم صنفان من أراد منهم هجرك وجد في ثقب الباب مخرجاً، ومن أراد ودّك ثقب في الصخرة مدخلًا.
تأمّل في الحياةِ ترى أموراً
ستعجبُ إن بدا لك كيف كانتْ
فكم مِن كُربةٍ أبكتْ عيوناً
فهوّنها الكريمُ لنا فهانتْ
وكم مِن حاجةٍ كانت سراباً
أرادَ اللهُ لُقياها فحانت
وكم ذُقنا المرارة مِن ظروفٍ
برغمِ قساوةِ الأيامِ لانتْ
هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ
فإن زيّنتِها بالصبرِ زانتْ
والله ما مالَ الفُؤاد لغيركم
وإني على صبر الزمان صَبورُ
بعُدتُّم ولم يَبعُد عن القلب حبُّكم
وغِبتم وأنتم في الفؤادِ حضورُ
فَجُودُوا بِوَصلٍ؛ فَالزمانُ مُفرّقٌ
وأطولُ عُمْرِ العَاشِقينَ قَصِيرُ
والذي كَحَّلَ جفنيـْك بما
سَجـدَ السّحرُ لديه واقتربْ
والذي أجرى دموعي عِنْدما
، عِنْدَما أعرضتَ من غير سببْ
ضَعْ على صدِريَ يُمْناكَ فما،
أجــدرَ المـاءَ بإطفاء اللّهبْ
يا من هواه أعزّه وأذّلني
كيف السبيلُ إلى وصالك دُلّني
وتركتني حيرانَ صبًا هائمًا
أرعى النجومَ وأنتَ في نومٍ هني
جادَ الزمان وأنت ما واصلتني
يا باخلاً بالوصل أنت قتلتني
إذا عرضت لي في زماني حاجةٌ
وقد أشكلت فيها عليّ المقاصدُ
وقفتُ بباب اللهِ وقفةَ سائ��ٍ
وقلتُ: إلهي، إنني لك قاصدُ
ولستَ تراني واقفاً عند باب من
يقولُ فتاهُ: سيدي اليوم راقدُ
⁃الأمام المكودي
ليت الأطفال لايموتون..
ليتهم يُرفعون إلى السماء مؤقتًا ريثما تنتهي الحرب
ثم يعودون إلى بيوتهم آمنين.
وحين يسألهم الأهل محتارين: "أين كُنتم؟"
يقولون مرحين: "كنا نلعب مع الغيوم"
- غسان كنفاني