ما رأيت أعجب من مسلمٍ يودّع عامًا لا يخصّه ! ، وينتظر رأس سنة لا تعنيه !
سلو الله أن يبلغنا رمضان ، وأن يسلمنا له ، وأن يتقبّله منّا !
لكم في شهور دينكم القيّم ما تفرحون به ، وتنتظرونه ، كونوا متّبعين ، لا مقلدين !
من النّاس من تحسن إليه وتبره، فلا يزال بك حتى تهجره، إذ يمتحن صبرك بإساءاته، فلا يستبقي ودًّا، ولا يحفظ معروفًا، ولا يجازي بإحسان.
فإن قليته ارتاحت نفسه واطمأنّت؛ لأنّه يظنّ أنّك فاعل ذلك به، فيبتدرك بما يزعم أنّك مبيّته.
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدّق ما يعتاده من توهّمِ ..
إذا أردت أن تهون الدنيا في عينيك ، وتزول من قلبك ؛ فأكثر من القراءة في كتب الحديث .
فإن العيش مع سيرته صلى الله عليه وسلّم ، وصحبه الكرام تقرّر في نفسك الغاية التي خلقت لها ، وتقفك على حقيقة الحياة الدنيا الزائلة .
لقراءة الحديث بركة لا يُلقّها إلا ذو حظٍّ عظيم .
ولو لم يكن للانشغال به من فضل إلا عبادة الله على بصيرة ؛ لكفى وأربى على الغاية ؛ فكيف وكلّ حديث يجعلك تتمثّل حياة سيّد الخلق محمد صلى الله عليه وسلّم ، فتزيد له محبّة ، وشوقًا ، وإعظامًا ، وامتنانًا .
اليوم الاثنين،وفيه تعرض الأعمال على الله تبارك وتعالى.
وهو الثالث عشر من شهر رجب المحرّم.
فلا يُعرضنّ عملك على الله جلّ جلاله وأنت تقلّد وتحتفل عن جهل وعمه.
ولا تظلم نفسك في الشهر الحرام؛ فتحيي أعياد الضالين.
إن لم تك صائمًا معظمًا لحرمات الله ، فلا أقلّ من أن تكون طائعا منيبا.
إذا استقر في يقينك أن ما بك مقدّر لك ، أوقعه عليك خالقك ، وبيده وحده رفعه ؛ تطمئن نفسك ، ولا ينصدع قلبك ، وتتوجّه إلى ربّك تبارك وتعالى بكليّتك توحيدًا ، وتوبةً ، وإذعانًا ، وصبرًا .
من الناس من يظهر لك خلاف المودّة دون سبب ، والحقّ أنه لا يكرهك ، ولكنه يرى فيك كمالًا من وجهٍ ما يذكّره بنقصه ، وقدرةً تذكره بعجزه ، وحقيقة تذكره بزيفه .
فلا تلتفت لمن كانت خصومته في الأصل مع نفسه !
قد تجهد في طلب أمرٍ تحبّه ، وتظنّ في وقوعه الخير لك ، ويصرفه الله تعالى عنك فتألم ، ويقع في قلبك أنّك قد حُرمتْ .
ثم تدرك بعد حينٍ أنّ الخير كلّ الخير كان في منعك ممّا أردتَ ، والرّفق كلّ الرّفق في صرفه عنك ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
إذا كان عندك ما تنقم به على أحد؛ فأمامك أمران لا ثالث لهما إن كنت ذا مروءة:
المواجهة، وهذا خيار القويّ الواثق.
أو الترك بالكليّة، وهذا خيار المسالم؛ لأن الاختباء والتعريض بالكلام، والحديث في الغيبة مسلك الدنيء الوضيع.
واعلم أن للخصومة عند النبلاء شرفٌ لا يقدر عليه إلا كريم النفس.
《من تخلّى ملك ، ومن تعلّق هلك》
إذا أعيتك الحيل في نيل مطلوب وتصرّمت أيام عمرك في ملاحقته ، ولم تدركه ؛ فخلّه .
اتركه وامض ، فلعلّ الله لم يكتبه لك ، أو لعلّ ما نلته منه لا مزيد عليه .
لا تذهب نفسك عليه حسرات ، فرحمة ربّك أوسع لك ، وبعض المنع عطاء ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
#الدكتورة_خديجة_الحديثي_في_ذمة_الله
ومضت ابنة سيبويه البارة ، لا أعرف نحوية قبلها ، ولا بعدها . اللهم اجعل ما تركته علما نافعا لا ينقطع أجره عنها ، واجزها خيرا عن كل منتفع بعلمها وكتبها ، واجمعني بها ووالدي في مستقر رحمتك .
#صباح_الخيرᅠ
تخبطك في علاقاتك ؛ يعكس تخبطا عميقا جدا في مسار حياتك🙂
اجلس مع نفسك ، وحدد ما مبادئك التي لا يسعك التنازل عنها ؟ ، ما هدفك ؟ ، وما أولوياتك ، ثم ابن على ذلك مسارك في حياتك التي منها علاقاتك بأشكالها المتنوعة .
لا تكن هائما على وجهك ، تأتي بك كلمة ، وتجفل بك أخرى .
الانسجام في العلاقة يظهر منذ اللحظات الأولى.
فإذا لم يكن هناك تناغم وارتياح فعلى الطرفين أن يفكرا مليًّا قبل المضي في الطريق معا.
طول العشرة قد يفضي إلى ضرب من التعوّد في أفضل صوره ؛ لكنه لن يخلق حبّا وارتياحًا ، ولا أسوء من أن يمضي المرء ما بقي ما حياته يسمع عن مشاعر لم يجربها !
إنّ من أعظم ما يبتلى به المرء تكدير النعم .
وذلك بأن يكون للمرء من النعيم ما لا يكون لغيره ، لكنه مظلم النفس ، منطفئ القلب ، لا تتنعم روحه بشيء .
ولو كان لغيره عشر ما عنده ؛ لفرح واغتبط ، وشكر وحدّث بأنعم ربّه .
فالعبرة ليست بما يملكه الإنسان ، بل بما يسعده ، ويُوزعه الشكر .
اللهمّ بلّغنا رمضان بلاغ توفيق وعمل وقبول ، واجعلنا ممّن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابا ، ويدرك ليلة القدر فيه ، ويُجاب دعاؤه ، وممّن يتمّ عدّته في خير حال .
إيّاك والجدل
وإيّاك ثم إيّاك ومجادلة مكابر ؛ ليس الحقّ من غاياته .
ولن يكون الحقّ غاية لمتنطع همّه الانتصار لنفسه في المعارك الكلامية ، ولو أسس انتصاره هذا على الباطل ، ومخالفة الدين والعرف .
" فأعرض عنهم وقل سلام " .
لن يستقيم لامرئ أمر قلبه وللدّنيا فيه مكان . ولن تشرف تطلّعاته وللفناء سطوةٌ على روحه . ولن يعلو إلّا إذا تحرر من قيود المتع الزائلة ، وجعل حياته بُلغة للدّار الآخرة .
#يوم_الجمعة
إذا ظلمك أحدهم ، فلا تذهبن نفسك في الدعاء عليه حسرات ! ، فربما حملك هذا على أن تستعدي عليه بدعائك ، وأنت لا تشعر .
ارفع أمره لله تعالى بيقين ، فإنه نعم الوكيل ، وانصرف لحياتك ، ولشأنك ، وليأتينّك نبأه بعد حين !
إذا أيقنت أن الدنيا فانية ، وأنها ممرّ لا مقرّ ، وأنّك صائرٌ إلى مستقرٍّ بعدها ؛ هانت في عينيك ، وأعانك ذلك على ترتيب أولوياتك .
فكن كيّسًا ، ودن نفسك ، واعمل لما بعد الموت ، فهناك الحياة ، إمّا نعيم مقيم ، وإمّا الأخرى !
اللهمّ اجعل همّنا الآخرة ، ووفّقنا لكلّ لما يرضيك عنّا .
سل الله تعالى دائمًا التوفيق والهدى والتسديد ، فإنّك لن تفعل خيرًا ، ولن تستديم طاعة إلّا بتوفيق من الله جلّ جلاله .
وإيّاك والعجب بعملك ، أو ازدراء غيرك لما هم عليه من تقصير أو معصية ، وسل الله تعالى لهم الهداية ولنفسك العافية .
قوة الشخصية لا تعني أن ترد على كل كلمة،أو أن تسكت كل ناعق،أو أن تختلف مع كل مخالف،ولا تعني رفع الصوت،وحفظ مفردات السباب والشتائم .
قوة الشخصية في أيسر معانيها:ألا تهزمك الأحداث،وألا يفتّ عضدك الناس،وأن تضمن هدفك بنبل غايتك،وأن يُخشى صمتك أكثر من كلامك !
احرص على الدعاء لنفسك خاصة ، وللمؤمنين عامة بالثبات .
ولا تظهر ازدراء ، أو شماتة بعاصٍ ، أو ضال ؛ فإن القلوب بيد الله تبارك وتعالى وحده .
《 وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا 》 .
يا مقلّب القلوب ، ثبّت قلوبنا على دينك .
ما تتابعه ، وتصرف له من وقتك سيظهر في فكرك وسلوكك . فلا يغرنّك حسّ النقد الذي يلازمك وأنت تتابع من لا يعنيك ، ويضرّك ولا ينفعك ، فإنه زائل مع الاعتياد ، وإنّ ما تلزمه مؤثرٌ فيك شئت أم أبيت.
لقد أمرنا بغضّ البصر ، فكيف إذا تجاوز الأمر إطلاق البصر إلى أن يكون متابعة يومية؟!
فتنبه.
تعيس ذاك الذي يحاسب العباد في تعاملاتهم معه حسابًا عسيرًا ؛ إن أحسنوا إليه أحسن إليهم بالقدر نفسه فلا يزيد ، وإن أساؤوا ردها لهم وزاد .
ولا يكون هذا إلا من نفس مريضة جانحة للشرّ ، معرضة عن الخير والفضل .
احرص أن تكون متفضلا ، وصاحب يد عليا ، شاكرًا لله ، ثم لخلقه ، قليل العتاب .
ما رأيت داء كالحسد والغيرة !
وما رأيت عداوة أشد استحكامًا في النفس ممّن يكرهك حسدًا ، مع كامل علمه ويقينه بأنّك خيرٌ منه.
ليته يعلم أن الله تعالى هو المعطي الوهاب ، وبأن الكره والحسد لن يورث صاحبه إلا الحسرة والندامة ، وبأن المكر السيء لن يحيق إلا بأهله ، وبأن الله غالب على أمره!
الإسلام لا يتجزأ،فهو ليس بوعظٍ فقط ،ولا هو في المظهر فقط ،ولا في جانبٍ واحدٍ من جوانب الحياة الكثيرة.
إنّه يشمل حياة الإنسان بكلّ ما فيها؛يشمل سلوكه الظاهر،ومعتقداته التي يبطنها.
هو ما استقرّ في القلب،وصار أثره ظاهرًا على الجوارح،والحركات،والسكنات،والخطرات،وكل اللفتات.
استحضار الغاية من خلقك يصلك بما يعينك على تحقيقها (كتاب الله تعالى ، وسنة نبيهﷺ) ، وبهذا تستقيم حياتك ، وتترتّب أولوياتك ،ويطمئن قلبك ،وتسكن نفسك .
وبعدك عن تحقيق هذه الغاية يفضي بك إلى تفرّق السُبل ،والتشتت ،والضياع ،والهلاك .
توفيت خديجة رضي الله عنها،وفاطمة رضي الله عنها،وعائشة رضي الله عنها في رمضان.فاطمة رضي الله عنها لثلاث خلون منه ، وعائشة رضي الله عنها لسبع عشرة بقين منه .
ودفنت خديجة رضي الله عنها في مكة بالحجون ، ودفنت فاطمة وعائشة رضي الله عنهما ليلا في البقيع .
السير : ٢ /١١٢، ١٢٨، ١٩٢
مأكلك، ومشربك، وملبسك، ومسكنك، ومقتنايتك لن تزيد قيمتك، والاستزادة من كلّ هذا وحده لن يعدو بك قدرك.
قيمتك الحقيقية في إدراكك العميق لسبب خلقك في هذا الدنيا، والعمل بمقتضاه، في علمك وعملك به، في عقلك وأحكامك واستنباطاتك، في إنسانيتك وحبّك الخير.
كلّما بعد الإنسان عن ربّه ؛ زاد شتاته ، ويأسه ، وتفرّق نفسه ، واضطراب إدراكه وفهمه ، وتعلّقه بالمخلوقين .
فتتقلّب حالاته ، وآراؤه ، وتتناقض مواقفه ومعتقداته ، وتُضرب عليه الذلّة .
الإيمان بالخالق تبارك وتعالى هو وحده سبيل النجاة في هذه الدنيا ، وسبيل الحياة الطيّبة .
اليوم أول أيام الأشهر الحرم .
فضع هذا نصب عينيك ،قال تعالى :《فلا تظلموا فيهن أنفسكم》،قال قتادة في تفسير ذلك : "إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا ، من الظلم فيما سواها ، وإن كان الظلم على كل حال عظيما ، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء"
ولا أظلم للنفس من انتهاك حرمات الله.
من أراد أن يدرك عظمة النبي صلى الله عليه وسلّم،ويفهم معنى ( تبليغه الرسالة ، ونصحه للأمّة ) فليقرأ كتب الحديث ؛ فإنّ فيها -والله - حياة للقلب،ويقظة من الغفلة،ومعرفة بسيرة خير خلق الله،وصحابته الأخيار.
إن فاتك إدراك زمنهم؛فلا يفوتنّك العيش مع سيرتهم ، والتأسي بهداهم.
قديمًا كان الوالدان يربيان،وكذا الجد والخال والعم ،والجار ،والمعلم، وجماعة المسجد.
كانت المجتمعات إذ ذاك صغيرة، والأعراف واضحة بيّنة.
واليوم مع الانفتاح الذي نعيشه ؛ يتعاظم دور الوالدين في التربية ،فالقضية ليست إشباع جوع ،وكساء ظهر ؛إنها إعداد فرد يحوطه دينه ،وقيمه ما دامت حياته.
#عيد_أهل_مكة
اللهم لا تخرجنا من مكة ، ولا تنزعنا منها ، ولا تبعدنا عنها ، وارزقنا فيها ، وأهلنا لجوار بيتك المعظم ، واجعل لنا فيها دارا ورزقا ومقاما وقرارا ، وبارك لنا يا كريم ..🕊🕋
إذا لاح لك أنّك على مشارف فراقٍ
فأحسن قبل صرمك ما استطعت ، وابذل خيرًا ما وسعك الأمر ، واترك أثرًا طيّبا ، ولا تنس الفضل .
وكن على يقينٍ بأنه لن يكون إلّا ما قدّره الله عليك ، ولن يملك مخلوق من أمرك إلّا إنفاذ قدر الله فيك .
"من الأدب الردّ على كلّ جزء من الرسائل، وليس الردّ على آخر رسالة، أو على الجزء الذي
يهمّك، من يكتب لك عشرة موضوعاتٍ فهو ينتظر عشر إجابات، ومن ينسكب لك كاملًا
فاحتوِه كاملًا، وإذا لم يكن لديك ردٌّ فاعلمه بذلك أيضاً، لكن لا تختر طريق التجاهل أبدًا"
نقلًا عن كاتبه مع التصويب.
ماوسعكم الأمر لا تتركوا أبناءكم أسرى لهواتفهم، يتلقفون منها الغث دون السمين، اقتربوا منهم حاوروهم، أعيدوهم إلى واقعهم. أعمارهم تمضي في متابعة هذا وذاك، دون اكتساب أي قيم أو مهارة أو نفع.
اقتربوا منهم وانتشلوهم من وحدتهم، فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته.
تأنف نفسي ممّن فاكهة مجلسه أخبار الناس ما أتوا وما تركوا ، متصيّدًا أخبارهم ، هاتكًا سترهم ، متلذذًا بكشف خباياهم .
فمثله لا مروءة له ، ولا يعصمه من الدنيّة خلقٌ ، ولا دينٌ ولو تزيّا بهما .
" يخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ "
هؤلاء هم المنافقون ، وما أكثرهم في كلّ زمان . تفضحهم المواقف ، وتستنطق سريرتهم المصالح ؛ لذا تأمّل الأفعال لا الكلمات ، لتكن منهم على بيّنة .
طيّب القلب لا يكره دون سبب ، ولا يجفو دون علّة ، ولا يقصي دون ذنب ، ولا يهجر دون موجب ، ولا ينأى دون إساءة ، ولا يترك إلّا وقد طابت نفسه ، ولم يعد للعذر في ساحات قلبه متّسع .
فاحذر من بطيء الغضب الذي يعفو ، ويسامح ، ويحلم ولا يعاتب ؛ لأنه إن فعل صرم ولم يلتفت .
لا تخضع أحكام الدين لعقلك القاصر ؛ تسلم .
وإذا قيل لك : قال الله تبارك وتعالى ، وقال رسوله صلى الله عليه وسلّم ؛ فقل سمعتُ وأطعتُ .
واعلم أن السنة ثاني الوحيين ، وأنّك ملزم بالإيمان بها ، متعبّد باتباعها ، فاتبع ، ولا تبتدع ، ولا تنكر ؛ فتهلك .
النحو علم تراكمي ، كالحساب تماما ، فيه أصول لابد أن تُتقن ، ولا يمكن تجاوز هذا بحال .
لبّ النحو وجوهره : هو بيان أثر العامل في المعمول ، فكيف يتقن النحو من يجهل عمل العامل؟!
إن فاعل هذا في تعاطيه للنحو كمن يدرس الفيزياء وهو يجهل مبادئ الرياضيات .
قد يكون الفقد مؤلمًا أوّل الأمر ، لكنه كسائر المشاعر الإنسانية قابل للتعوّد ، والحكمة تقتضي ألّا تأمن من عرّضك للشعور بفقده ، وهو قادر على ألّا يفعل .
لا تجعله في مكانه السابق إن عاد ، وأبق بينك وبينه مسافة تقيك غدره .
الاشتغال بالمعالي يقيك الانحدار، وبناء نفسك يشغلك عن هدم الناس، ومعرفة ما أوجبه الله عليك يعصمك من تتبّع أخبار الخلق، ونقلها إلى المجالس.
العمر قصير، والحياة زائلة، وستُحاسب على مثقال الذرة، فاعتن بما ينجيك تصب الخير كلّه.
إن لم يكن علمك مؤثرًا في فعلك عبادةً ، ومعاملة ؛ فإنّه بلا شكّ حجة عليك ، ومُرْدِيْكَ !
فلا خير في علمٍ لا يثمر عملًا ، ولا خير في عملٍ لم يُرد به وجه الله تبارك وتعالى .
《عن أنس بن مالك قال : رمى أبو دجانة بنفسه يوم اليمامة إلى داخل الحديقة ؛ فانكسرت رجله ، فقاتل وهو مكسور الرجل حتى قتل - رضي الله عنه -》
سير أعلام النبلاء : ١ / ٢٤٤
يأسرني كثيرًا الحديث عن أهل الصفة ، أضياف الإسلام الذين لا يأوون على أهل ، ولا مال ، ولا على أحد .
انقطعوا لطلب العلم ، والعبادة ، والجهاد في سبيل الله ، وعاشوا فقراء زاهدين ، همهم الآخرة .
اللهم ارضَ عنهم ، واحشرنا معهم ، واجمعنا وإيّاهم بنبيّك صلى الله عليه وسلّم .
#ماهو_انجاز_المشاهير
استغلال المغفلين ، وجمع قطعان من المتابعين ، والعيش على نفقتهم ، وإخراج جيل يلهث خلف المظاهر ، بعيد عن العمق ، بعيد عن الواقع ، لا يعمل للآخرة ، يلهث خلف التقليد .
ما كان لله تعالى فهو باقٍ.
كتاب سيبويه،ليس له سند إلا من طريق الأخفش ، وما زال باقيًا ، يطّوف حوله أهل العربية حتى اليوم.
ابن حزم حرّقت كتبه ، وما زال النقل عن الباقي من آثاره حتى الساعة.
ابن تيميّة ، تُحقّق كتبه وتُطبع ، وتغرّد حسابات باسمه.
فسبحان الله العظيم .
لن تكون نبيلًا ولا فاضلًا ما لم تكن صاحب مبدأ.
أصحاب المبادئ فقط هم الذين لا تحني ظهورهم المصالح، ولا يعبث بنقائهم النفاق والتلوّن، ولا يخدش مروءتهم التزلّف، ولا يكسرهم استجداء رضا الناس.
لن تكون ذا كرامة ما لم تكن صاحب مبدأ.
إذا هممت بترك حرام،أو عزمت على استقامة فلا تتراخَ،واعزم،وتوكّل،ولا تسوّف،ولا تتدرّج، وتذكّر قول الحقّ تبارك وتعالى:" والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا".
لمّا بلغ المؤمنين أن القبلة تغيّرت؛تحوّلوا إليها وهم ركوع !،وما انتظروا أن تنقضي صلاتهم، هذا هو الامتثال،وهذه هي الطاعة.
كان لأبي بكر رضي الله عنه ثلاث بنات
عائشة أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم
وأسماء زوج الزبير ابن العوام حواريّ النبي صلى الله عليه وسلم
وأم كلثوم زوج طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنّة ، وقد كانت يده شلّاء ممّا وقى بها النبي صلى الله عليه وسلّم يوم أحد.
كان عمر - رضي الله عنه - يقول :
ما هبّت الصَّبا إلّا وأنا أجد ريح زيدٍ .
يعني أخاه زيد بن الخطاب ، وقد كان أسنّ من عمر - رضي الله عنهما - وأسلم قبله ، واستشهد قبله يومِ اليمامة .
عظيمٌ ذلك الأثر الذي يتركه أحدهم في قلبك وعقلك قصدًا أو غير ذلك، وتمرّ السنون وما تركه ينمو في قلبك، ويؤثّر في مسارك، ويكبر أثره الطيّب فيك وهو لا يعلم.
ادعُ لكلّ من كان له في حياتك ذلك الأثر قلّ أو كثر؛ سواءً أكان معك أو غادرك؛ اعترافًا بفضله، وحفظًا لجميله.
آخر من مات من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أم سلمة رضي الله عنها 《عُمّرت حتى بلغها مقتل الحسين ، الشهيد ، فوجمت لذلك ، وغشي عليها ، وحزنت عليه كثيرا . لم تلبث بعده إلا يسيرا ، وانتقلت إلى الله》
السير : ٢ / ٢٠٢
نظرتْ إليكَ بحاجةٍ لم تقضِها
نظر السقيم إلى وجوه العوّدِ
كم مكالمةٍ خرجنا منها ( بحاجة لم نقضها ) ، وكم علاقة انتهت وفي نفوسنا ( حاجة لم نقضها ) ، وكم من العمر تصرّم ولنا ( حاجة لم نقضها )..
أعزّ مطلوب هذه الحاجات التي لا تُستجدى ، حاجات نكدتْ عند من لا تُرجى إلا منهم،
ولله حكمة.
كلّ ما تنفق فيه أيّام عمرك ، وتتصرّم فيه أوقاتك لن يصحبك إلى قبرك ، ولن يؤنسك ، ولن يزيل وحشتك ؛ إلّا ما كان لله من أعمال صالحة ، فرضتَ لها نصيبًا من حياتك . فتنبّه .
رافع بن خديج رضي الله عنه ..
《استصغر يوم بدر ، وشهد أحدًا والمشاهد ، وأصابه سهمٌ يوم أحد ، فانتزعه ، فبقي النصل في لحمه إلى أن مات ، وقيل إن النبي ﷺ قال : أنا أشهد لك يوم القيامة》
السير : ٣ / ١٨١
تخلّص من العلاقات التي تستنزفك ، التي تأخذ منك ولا تعطيك ، وتهدمك ولا تبنيك . صل ما أمر الله به أن يوصل ، ثم ادفع بالتي هي أحسن ، واهجر الهجر الجميل ، وأدّب إن لزم الأمر !
في مثل هذا اليوم التاسع من شهر شوال انتقل والدي إلى رحمة الله
عمر الحدث عقد من الزمان، ولكن ألمه يتجدد، فغياب الأب لا يعوّضه شيء، ومكانه لا يسدّه أحد.
اللهمّ ارحمه، واغفر له، وتجاوز عنه، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيين والصّدّيقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقا.
《واعلَم أنَّ ما أصابَكَ لم يكُن ليُخطِئَك وما أخطأكَ لم يكُن ليُصيبَكَ》
أصل إيماني عظيم،من وعاه فقد وعى الخير كله.ومن أجلّ ثمرات الاعتقاد به؛أن تأمن الحزن على ما فات،والقلق ممّا هو آت.
ابذل السبب،وقدّم ما في وسعك، وادع الله تبارك وتعالى،وتوكّل عليه،فلن يكون إلا ما قدّره لك.
إنّ التساهل في بعض العادات قد يحيلها على مرّ الأيام إلى عبادات. فعلى المرء أن يكون شديد الحرص والعناية بتنقية معتقده ممّا قد يشوبه، ولا معين له على ذلك كاتباع السنّة في شأنه كلّه
《وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا》الحشر: 7.
من العجب هاهنا ، أعني في هذا التطبيق ، أن أحدهم يكتب سؤالًا بيّنًا يريد جوابه ، فترى في الردّ على ما كتبه تجارب ، ودعاء ، وإعلانات تجاريّة ، وربما رأيتهم يشتجرون ، ويتخاصمون ، ويستعدي كلٌّ منهم متابعيه ! .
تجد كلّ شيء ؛ لكنك لا تجد لسؤاله الأوّل جوابًا !
فسبحان الله !
أحسن إليهم حتى النهاية ، اخرج من العلاقة دون أن تخسر مبادئك ، عاملهم بما أنت له أهل ، لا بما يستحقون .
وتأكد لا أمرَّ في الدنيا من وجع التفريط ، ولا أقسى من الندم .
إيّاك والعجلة في الردّ على ما يصلك في وسائل التواصل الاجتماعي إذا كنت منفعلًا خاصة . يفوتك الردّ في حينه ، ولا أن توجب على نفسك الاعتذار .
أرجئ الردّ حتى تذهب عنك سَورة الغضب ، وستجد أن الأمر أيسر ممّا كنت تراه .