لا شيء يضر بالعقل مثل توهم الإنسان بأن اتفاقه مع الأغلبية يعني بأنه يفكر ، ذلك الشعور بالاغتراب بين ما نعتقد انه الصواب عندما نعيش الانعزال و بين ما نتنازل عنه حين ننظم للحشود ، لذلك قال غوستاف :
" ينزل الفرد بعدة درجات في سلم الحضارة بمجرد انخراطه في جمهور منظم "
هذا المشهد السريالي هو الأكثر تعبير عن حقيقة العالم ، يعبر لك عن مأساة العالم حيث يناقش مجموعة من البشر في مصحة الأمراض النفسية في العراق المعضلة الوجودية للبشرية ، يتحدث الاديب و الفيلسوف العراقي خضير ميري حيث تم إيداعه تلك المصحة بقولة فكرة فلسفية عميقة بأنه لا يمكن عقلنة
من علامة النضج العميقة هو تصالح الإنسان مع كونه إنسان عادي ، يعرف بأنه قابل للرفض و التجاهل و في احيان كثيرة غير ملحوظ الوجود ، يهزم تضخم الانا و المقارنات ، مؤمن بأن تنافسه مع ذاته ، بأنه قابل للفشل والخوف والتردد ، يتقبلها حتى يتجاوزها ، ذلك التصالح هو تواضع لعمق الوعي بمفهوم
إذا أحببت إنسان في هذا العالم ، ساعده في أن يبقى نفسه ، الخطأ الوجودي الذي نرتكبه في هذه الحياة هو أننا نعتقد بأن الحُب يعني التملك ، اقبله كما هو ، ذلك يشعره بالوجود والحرية ، كل ما نسعى لتغييره ، لتملكه ، نحن لا نحبه ، نحن نحب أنفسنا و نشبع نرجسيتنا تحت شعار الحبّ
ما تراه هو ليس فيلسوف هو قاتل متسلسل ، قتل 13 إنسان ، ما يقوله ( ريتشارد ) هو ذات التفسير الذي قاله راسكولينكوف في رواية الجريمة و العقاب ، نفس الفكرة التي تبرر لبعض البشر بصفتهم غير عاديين تجاوز القانون و غالبا تكون جرائمهم مروعة و لهم منطقهم الخاص
عندما تنضج سوف تدرك بأن في هذا العالم أشياء كثيرة تثير السعادة والاكتفاء غير البشر ، أن تدرك بأن التجاهل هو أفضل ردود الأفعال ، أن تبقى الرغبة جامحة في المسير إلى حيث تنتمي ، إن التيه ليس الضياع - الضياع الحقيقي هو أن تتبع طريق الآخرين لكي تجد نفسك
عليك أن تعلم بأن الأبرياء
كورونا حسب طبيعة العقل
العلمي :
- تطور بيولوجي طبيعي لفيروس قديم
الديني :
- عقوبة إلهية
السياسي :
- هجوم بيولوجي على الصين
الأدبي :
- الحب في زمن الكوليرا
الفلسفي :
- صراع الاضداد بين الفيروسات واللقحات
الإقتصادي :
- تباطؤ النمو الاقتصادي
يتعافى الإنسان بالرحيل ، الرحيل عن المكان والأشخاص و المواقف ، يتعافى الإنسان حتى بقدرته على الرحيل من الحقائق والتصورات التي تقيده و تعصف به ، التعافي هو ألم اختياري ، لا أحد يتعافى دون أن يموت داخله عالماً قديم ويعيش عتمته ، يبصرها دون الأنوار الزائفة
في واحدة من أجمل ما قيل في تفسير الطبيعة البشرية ما قاله دوستويفسكي :
"المشاعر التي تغيرت بسبب الإدراك لا تعود ، المُدرك ليس كالغاضب، المُدرك لا يعود، لا يعود أبدًا"
ما يتغير بسبب الإدراك يكون تغير عميق و يكتسح كل انفعالات الإنسان لأنه استطاع تجاوز اصلب دروع النفس الا وهي
ذلك الصمت الذي يبدو على البعض ، ليس دليل على السكينة والسلام الداخلي بل قرروا الصمت و نقل المعركة إلى داخل عقولهم ، سيل لا يتوقف من الأسئلة والأفكار و زخم التناقض يحيل عقولهم إلى ساحة من المعارك التي لا نهاية لها ، تلك هي معاناة اليقظة الدائمة للوعي
لا تعتمد على أن الناس سوف
تصور بأن قراءة الكتب كفيل بمنحك المعرفة الحقيقية هي مجرد وهم ، إن أهم روافد المعرفة هو تحرر الإنسان من الآراء السابقة و الإرث الفكري ، شجاعة الشك ، الشعور بالتناقض ، العقل ضحية الاحتلال لا الحقيقة
من يقع رهينة الأفكار المتوارثة ينجذب لكل ما يزيد من قناعاته ، ومن يتحرر ينجذب إلى
لا تنتظر الوقت المناسب لأن تخبر الإنسان الجميل بأنه جميل ، لا تنتظر الوقت المناسب لأجل أن تعتذر لمن جرحته ، لا تنتظر الوقت المناسب لأن تتعلم ، لأن تحب ، لأن تغادر ، لأن ترفض ، عندما يطول الزمن تتكثف الأشياء و نتغير ، كل شيء قابل لأن يتغير فجأة دون مبرر و إلى الأبد بما فيهم انت
واحدة من أقوى الصفعات التي هزت الغرور الإنساني الزائف ما قاله هيرمان هيسة حين قال :
" إذا كرهت شخصاً فأنت تكره شيئاً فيه هو جزء من نفسك ، ماليس جزءاً من أنفسنا لا يزعجنا "
لطالما هرب الإنسان إلى كراهية الآخر لكي يتحرر من كراهية نفسه
الرغبة في الإنسحاب هي أكثر الرغبات اِتقاد داخل النفس البشرية ، تتعظم كلما ازداد وعي الإنسان ، كلما زادت الخيبات والآلام ، كلما انهار سقف التوقعات و اصطدام بقاع الحقيقة البغيض ، الإنسحاب من المكان الذي لم يعد يشبهنا ، الذي يتركنا في حالة من الدفاع الدائم عن قناعاتنا وحدود ذواتنا
يقول ليو تولستوي
" إنها العائلة، إما أن تصنع إنساناً أو كومة عُقد "
إذا أردت زراعة الفضيلة ، الخير ، المعنى داخل كل من يحيط بك ، اطفالك ، زوجتك ، حتى داخلك ، وحده الحرية و الثقة من يدفع بتلك القيم إلى النمو ، لا شيء يلحق الضرر بكل القيم مثل اللجوء إلى ممارسة القهر عليها ، تترك
لا تقع ضحية الإنتظار ، ذلك الفخ النفسي الذي يتركنا عالقين في الزمن والمكان والمواقف ، للحياة قانون غريب هو - ما أن تنتظر شيء حتى يتأخر ، احمي نفسك بالزهد واللاكتراثية ، افعل اي شيء لأجل نفسك و دعها تغادر ، أغلب البشر محبوس في انتظار أشياء لن تأتي و أن أتت نكون قد تغيرنا
متى تتغير حياة الإنسان
- سقراط : عندما يعرف انه لا يعرف
- سينكا : عندما يعرف حدود قدرته
- دويستوفسكي : حين يتألم وحيداً
- نيتشه : حين يتجاوز نفسه
- سارتر : عندما يؤمن بحريته
- فرانكل فيكتور : حين يلامس معنى لحياته
- شوبنهاور : عندما يتجاوز إرادته
- سيوران : عندما يموت
مصطلحات فلسفية وثقافية شائعة
1 / الليبرالية
فكر وفلسفة تستند على حجر أساس واحد وهو الحرية، هذه الفلسفة تنادي بالحرية والمساواة في كافة جوانب الحياة، بدءًا بالجانب السياسي وحرية التعبير عن الرأي، مرورًا بالجانب الديني وحرية المعتقد، مع حثها على فصل الدين عن السياسة
من علامات النضج أن لا يكون لك وجهة نظر في كثير من القضايا التي يتجادل حولها الناس ، الناس لا تهتم بوجهة نظرك بقدر الأهتمام بمعرفة رأيك ليسهل تصنيفك بدل فهمك
الطريق الأصعب هي ان تجبر عقلك على التفكير بطريقة جديدة ، تستطيع تجاوز كل الآلامك و عواطفك و ذكريات ، حياة الإنسان لا تتغير باندفاع الزمن بل من تغيير أفكاره ، هو امر شاق و لكن الرغبة هي من يمنح الفرد القدرة على تجاوز نفسه ، ذواتنا هي العقبة الحقيقية لا الحياة
طاليس :
من السماء تبدأ الفلسفة
سقراط :
من السؤال تبدأ الفلسفة
هيجل:
من الذهن تبدا الفلسفة
ماركس :
من الواقع تبدا الفلسفة
شوبنهاور :
من الرغبات تبدا الفلسفة
نيتشه:
من الهدم تبدا الفلسفة
هيوم :
من الأسباب الخفية تبدا الفلسفة
ديكارت :
من الشك تبدا الفلسفة
لا تعتمد على النسيان ، لحظة واحدة تستدعي عالم يظن الإنسان بأنه قد مات ، كل ماهو حقيقي يظل عالق بالروح ، هو كامن داخلنا ، مجرد كلمة او أغنية او رائحة نظرة تعيد بعث كل شعور داخلنا ،
من اجمل الشذرات الفلسفية التي تساعد الإنسان على فهم علاقاته بكل ما يحيط به من الموجودات تلك الفلسفة الرواقية التي تن�� على :
" كلّ شيء حولك غير مؤثّر ، حتّى تمنحهُ قيمة "
لا شيء يستطيع سلب سلامك الداخلي غير الطريقة التي تدير بها اهتماماتك في هذه الحياة ، إننا نخسر كثير من
أكثر الأشخاص إمتلاء بأنفسهم هم من خاضوا كل تحديات الحياة لوحدهم ، من دفعوا ثمن كل شيء من أرواحهم ، خرجوا من تلك المعارك و انفسهم مثخنة بالجراح والوحدة ، أولئك لا أحد يستطيع أن يضيف او يسلب منهم شيء ، يشعرون بالامتنان لأنفسهم التي لم تخذلهم فيما كل شيء في هذه الحياة يقايضهم
الحكمة الخالدة في هذه الحياة و الأكثر صعوبة هي تلك المقولة الرواقية التي تقول :
" كل شيء حولك غير مؤثر ، حتى تمنحهُ قيمة "
ما يؤثر علينا و يتحكم بنا هي كل ما نمنحه قيمة ، الأشخاص ، الأفكار ، المواقف ، الذكريات ، لا انتقائية في اختيار من نمنحه القيمة ، الأمر شديد التعقيد لأننا
مجموعة حقائق عن الحياة ، تبدو غير مريحة ولكنها واقعية لأنها جميعاً تحملنا مسؤولية حياتنا ، أغلب من حققوا لحياتهم قيمة و معنى هم من كان صراعهم مع أنفسهم ، من رفضوا لذة التخدير ، قبلوا بالالام والمسؤولية ، لذلك نستيقظ متأخرين
ليست قضيتك إصلاح العالم ، نصح البشر ، تصحيح أفكارهم و معتقداتهم ، قضيتك الأولى هي نفسك ، هي العالم بالنسبة لك ، حين نصلحها بكل مكوناتها العقلية والنفسية والروحية سيبدو العالم اكثر صلاحاً ، نحن لا نرى من العالم إلا بمقدار ما يوجد بنا ، الأنفس المعطوبة محجوب عنه الجمال والسكينة
داخل الإنسان رغبة دفينة في الهروب ، الهروب من عالمه القديم ، من أفكاره ، ذاكرته ، حتى من نفسه ، الهروب من إرث المكان و الانتماء ، بعيداً إلى هناك ، إلى ولادة جديدة على يد قابلة الروح ، حياة بلا امس ، بلا إنتظار ، بلا أمل ، تلك الرغبة تثور حين يسود السكون و ترتخي يد الكبرياء
تصالح مع الحياة ، بأن الحب وحده لا يكفي لأجل استمرار تدفق العلاقات ، الحب مهما بلغ يستنفذه سوء الفهم والرغبة في التملك والهيمنة ، الفهم والتجاوز هي من تبقى جذوة العلاقات ، أعمق العلاقات تنمو ببطء ، كل ما ينبثق من العقل يتوجس حتى يطمئن ، حين تطمئن الروح فإنها تتمدد
لا تصدق أولئك الذين يدعونك بأن تكون واضح ، الغموض قوة ، أحتفظ بشيء من أفكارك ، احوالك ، خططك ، معاناتك مغلفة بالغموض ، كل شيء يحيط به الغموض تسكنه القوة ، أحتفظ بشيء من نفسك لأجل لنفسك ، لأجل وحدتك ، انظر إلى سحر الكون ورهبة الموت و الفنون والرموز كلها تتلحف بالغموض
لا تتنازل عن حقك في الصمت ، في التأمل ، في البكاء ، في الجنون ، في الخيال ، في الرفض ، في الرحيل ، في التوقف ، في الاستسلام ، في المقاومة ، في ارتكاب الأخطاء ، في الشك ، في التمرد ، في العزلة ، في العودة الى نفسك ، في كل مرة نتنازل عن شيء يمنحنا الحياة يترك فجوة يسكنها الفراغ
ستعرف انك وحيداً حين لا يكون في حياتك إنسان تخبره بأنك لست بخير ، بأنك تنطفىء ببطء وصمت ، انك لم تعد تملك حتى خيار الاستسلام ، ستعرف حينها ما معنى الوحدة ، وأن إنسان واحد فقط يستمع لك بروحه يمنحك شعور بأنك حشد لا متناهي من البشر ، عرفت الآن لماذا ينطفىء البعض فجأة وإلى الأبد
لو كان للفلسفة أن تنطق لقالت:
لماذا تعيشون قلق الأشياء قبل أن تحدث ، لماذا تضاعفون الآلام الحياة بالتفكير في أشياء محتملة الحدوث ، لماذا تستنزفون سكينتكم في أشياء قد لا تحدث نهائياً و أن حدثت ستكون بشكل مغاير لتصوراتكم و لن تكونوا أولئك الأشخاص الذي فكروا يها كثير - كل شيء يتغير
الوعي لا يجلب السعادة ، بل قد يكون مصدر دائم للكآبة وخاصة إذا اتسعت الهوة بين وعي الفرد وبين واقعه ،الوعي قد يساعد الفرد في تفهم الكيفية التي يتم بها تشكل مظاهر المجتمع ولكنه يشعره بالاغتراب القسري عنه، إن الإغتراب بسبب الوعي قادم من داخل الفرد عندما يجد إنه يعيش في عالم لا يشبهه
يأتي زمن على الإنسان يكون غايته ان ينجو ، ينجو فقط من الايام ونفسه و حتمية الاختيارات ، لم يعد يبحث عن انتصارات على أحد ، يغفر ويسامح لأجل نفسه ، ذلك ليس يأس او اكتئاب بقدر ما هو حساسية عالية تجاة هشاشة الحياة
يقول دوستويفسكي :
" سيصل العالم إلى زمنٍ يُمنع فيه الأذكياء من التفكير حتى لا يسيئوا إلى الحمقى "
فيما يقول برتراند راسل :
" مشكلة العالم أن الحمقى والمتعصبين هم واثقون من أنفسهم دائما و أحكم الناس تملؤهم الشكوك "
إنه الفخ الذي يقع فيه البشر ، عندما يعتقد بأن الحياة تتوقف عند إنسان او موقف او فشل في الحياة من دراسة او عمل او زواج
أغلب من خلقوا لأنفسهم حياة لها معنى لا تخلو حياتهم من هزائهم و انكسارات و لكنهم كانوا مؤمنين بأن التجاوز هو إرادة الإنسان لا هبة الحياة ، لا تعتمد على النسيان
الحياة حياتك أنت ، لن يتألم احمد نيابه عنك ، عليك معرفة بأنك من سوف يواجه استحقاق اختياراتك ، و أنك لست بحاجة إلى أشياء كثيرة ، بل أشياء قليلة و صادقة ، و تجاوز من يضع شروط لأجل أن يبقى ، تأكد بأن من يحبك ، هو أحبك قبل أن يلتقيك ، هو فقط كان يجوب العالم لأجل أن يلتقي بك
لا تقع ضحية المثالية المفرطة و تعتقد بأن قول الحقيقة سوف يقربك من الناس ، الناس تحب و تكافئ من يستطيع تخديرها بالاوهام
منذ القدم و البشر لا تعاقب إلا من يقول الحقيقة ، إذا أردت البقاء مع الناس شاركها أوهامها ، الحقيقة يقولها من يرغبون في الرحيل
تصالح مع الحياة بأنك لن تنال كثير مما تستحقه و ان نصيبك فقط هو المحاولة ، تجاوز قضية الاستحقاق ، قضية العدالة ، تصالح بأن كثير من الأشياء سوف تتجاوزك إلى غيرك ، هذا العالم مركب بطريقة عصية على الفهم ، ولأجل ان تبقى الحياة مثيرة لابد أن يكتنفها الغموض ، أنها الحياة تصالح معها
أتعلم ما معنى أن يحبك إنسان قارئ للكتب و محب للفنون والموسيقى و السفر والتأمل - أتعلم بأنه اختزل جمال ما قرأ و ما سمع و شاهد من بشر و معالم و متاحف و خيال فيك و أنك تلك الوحدة الوجودية التي تجمعت فيها كل الشذرات الجمالية المتناقضة " أتعلم كم انت محظوظ " بل أنت من الناجين
وصف عميق ل غوستاف لوبون عن كيف ان الفرد عند انضمامه للجماهير يتخلى عن صفاته الخاصة لصالح ذلك الذوبان مما يدفعه لأن يفعل كل ما يخالف طبيعته حين قال :
" ينزل الفرد بعدة درجات في سلم الحضارة بمجرد انخراطه في جمهور منظم . قد يكون إنسانا مثقفاً عندما يكون فرداً منعزلاً ، لكنه بمجرد
هناك جسور في هذه الحياة عليك أن تخطوها بصمت دون تبرير لأحد ، دون أن تلتفت إلى الخلف ، تعبرها وأنت قادر على تحمل تبعاتها مهما كانت ، لا أحد سوف يحيا حياتك غيرك ، لا أحد ينوب عنك في تحمل معاناتك ، لطالما كان قلب الإنسان وحدسه يخالف كل حقيقة تلوح على الأرض ، نحن لا نصير غرباء عن
لا تقع ضحية " الوقت المناسب "
تلك الفلسفة التي تقوم على تجزئة الحياة إلى أشلاء متناثرة ، الوقت المناسب للحب و الزواج والدراسة والإنجاب و إنتظار الموت
الحياة هي روح متدفقة لا علاقه لها بالزمن ، كل لحظة لك عشها أبدية ، حتى اللحظة الأخيرة لا تتنازل عن حقك في الحياة مهما كان عمرك
من اجمل الفلسفات هي فكرة الفيلسوف سبينوزا عن الحُرية والعبودية حين اعتبر عدم تحكم الإنسان بإنفعالاته هي أشد انواع العبودية لأنه يحملها معه إلى كل مكان ، و تتعمق تلك العبودية بأن الإنسان يفعل الأسوأ فيما هو يعلم ما هو الأفضل لأنه لا يملك حريته العقلية التي تقدم المنفعه على الشعور
ستظل إنسان مرفوض ، توجه لك الاتهامات من كل صوب حتى تكون مثل الجميع ، في هذا العالم قد يكون جمالك العقلي او سمو نفسك هو تهمه يعاقبك الجميع عليها ، هناك ثمن يجب دفعه طوال الحياة لأجل أن تبقى انت
عندما لا تستهويك تلك الأماكن المزدحمة بالبشر و الأفكار ، تتجنب خوض معارك الجدل ، تترخي قبضتك عن قناعاتك ، تنمو داخلك متعة الصمت ، تؤمن بأن الجمال يسكن كل شيء ، أن الاعتياد هو لعنة العقل ، يكون تغيير عميق قد لامس روحك ، تغيير حدث ببطء و دون أن يشعر به أحد
هناك نظرية تنسب للعالم كارل يونغ يقسم فيها حياة الإنسان إلى أربع مراحل و ليس بالضرورة ان الإنسان يعيشها جميعها ، البعض قد يظل عالق في مراحلة فترة طويلة و قد يعود إلى مرحلة سابقة لأن الحياة والإنسان معقدة وكل إنسان حالة خاصة تبعاً لطبيعته والظروف و مقدار توازنه
- المرحلة الأولى :
أكبر خطأ يرتكبه الإنسان في حياته هو أن يعتمد على النور الذي يبثه الآخرون في طريقه لا على النور المنبعث من داخله ، هناك خطوات في هذه الحياة ، إن لم يكن النور يخرج من اعماقك ، لن تبصر شيء .
من علامات الوعي هي أن تتوقف عن تقديم النصح لاجل النصح ، الناس لا تغير مواقفها بسبب المعرفة بل تقودها الرغبات ، دع الناس تعيش تجاربها و تدفع ثمن قرارتها ، لدى كل إنسان قناعة بأنه مختلف ، بأنه سوف ينجو ، الناس تعرف ما يجب أن تفعل ، ولكنها تتجاوز الى ما ترغب
أصعب ما يعيشه الإنسان هو ما وصفه فرانس كافكا مُعبر عن تلك التي يتساوى فيها الصمت والكلام حين قال :
" ليس بإمكاني أن أجعلك تفهم , ليس بإمكاني جعل أي شخص أن يفهم ما يحدث بداخلي , ليس بإمكاني حتى تفسير الأمر لنفسي "
ثلاثة ارباع معاناة البشر أنهم وجدوا انفسهم في اوضاع لا يملكون خيار إلا أن يستمروا حتى لو انطفأت الرغبة ، دون أن يملكوا رفاهية التوقف و لا حتى الاستسلام ولا إستراحة محارب اكره على الحرب و لا أمل يلوح في الأفق
ما أصدق الفيلسوف نيتشه حين قال :
" نشعر بالألم لأننا دائمًا نرى الفارق بين ما نحن عليه وبين الصورة المثالية التي نريدها لأنفسنا "
كم يؤلم الإنسان بأن ذلك الإنسان الذي احبه قد غادره ، كم هو مُحزن ان يسكن الحنين لنفسه
يقول الفيلسوف والطبيب ابقراط شذرة فلسفية رفعية تنسحب على كل شيء في حياتنا عندما قال :
" قبل أن تشفي شخصاً ما ، أسأله عما إذا كان على استعداد للتخلي من الأشياء التي تجعله مريضاً "
جزء من معاناة البشر هو عجزهم عن التخلي ، عن التجاوز ، الإنسان طبيب نفسه
قال دويستوفسكي في رواية مذلون مهانون :
" الناس الطيبون لا ينتظرون أن يحسن أحد إليهم حتى يحسنوا إليه ، إنهم يحبون من تلقاء أنفسهم خدمة من هم في حاجة إلى هذه الخدمة . إن هناك أناسا طيبين كثيرين ، وإنما المصيبة أنك لم تلقي هؤلاء الناس حين كان يجب أن تلقيهم "
معاناة الإنسان ليست
عندما يدرك الإنسان متاخراً بأنه كائن مُستنزف بالضرورة ، يستنزفه ما يحبه و ما يكرهه ، يستنزفه الخوف والقلق والأمل و الإنتظار ، تستنزفه أشباه الحقائق و الحقائق و الأوهام ، تستنزفه الحياة والموت و ما بعد الموت ، يختار حينها اللامبالاة لعلها تحفظ له ما تبقى منه
المعرفة تراكمية ، كل معرفة ينعم بها الإنسان اليوم هي تراكم الأسئلة منذ مهد البشرية ، كل فكرة يقولها الإنسان هي عصارة جدل العقول عبر الأزمنة و العصور ، الخطأ ليس نقيض للصواب بل هما وجهان لمفهوم واحد هو المعرفة ، ارتكاب الخطأ في سبيل المعرفة ليس خطأ بل محاولة
90 % من أسباب السلامة النفسية هي أن تدرك بأن الكثير من القضايا التي تعكر مزاجك و تحرك الانفعالات السلبية هي في الحقيقة لا تعنيك و ليست قضيتك و موقفك لا يغير شيء ، قضيتك الحقيقية هي نفسك ، أكثر ما يستنزف الإنسان هو توهمه بأنه سوف يصلح العالم فيما هو عاجز عن إصلاح نفسه
فيما يبدو أن الناس لا تعرفك بل تعرف فكرتها عنك يقول نيكول ميكافي :
" كل شخص يرى ما تبدو عليه ، قليلون من يجربون حقيقتك "
من أراد ان يعرفك عليه تجاوز نفسه قبل ان يتجاوز وجودك الظاهر
يقول الفيلسوف شوبنهاور " الموهوب يؤثث عالمه الخاص والصغير حتى لو كان في الأماكن المقفرة لتدب بها الحياة ، بينما ذو العقل الصغير ينسجم مع الجميع لأنه يهرب من نفسه "
مأساة الحياة بأن كل شيء يأتي متأخراً ، تستنفزف الحياة أنفسنا وحين نجد من يستحق العطاء ، لا يبقى معنا إلا القليل مما نمنح و الكثير من الارتباب ، عالقين في الخيبات ، نهرم مبكراً
تذكر بأنك كائن محدود ، كل شيء داخلك قابل للنفاذ ، الحب والرحمة والتسامح والعطاء ، لا يستنفذ الإنسان
القوة الأكثر تأثير في حياتنا هي حالتنا النفسية وليست العقلية ، العقل يأتي متاخراً دائماً إلا أولئك الذين استطاعوا ترويض النفس ، الحالة النفسية هي منبع الندم والتهور و الأخطاء ، من يستطيع التأثير التحكم بها هو يستطيع توجيه تصرفاتك والتبؤ بأفعالك
الذين يعيشون حياة عميقة ، حياة حقيقية ، تستوطنها الكثير من القصص و العطاء و الألم مما لا يحتمله هذا العالم ، يميلون إلى الكتمان ، إلى الصمت ، لذلك يظن الكثير بأنهم لا يشعرون ، بأنهم لا شيء ، أولئك يلتزمون الصمت لأن الفارغين من تلك الحياة لا يمكن لهم فهمها او الشعور بها