يراهن بعضُ العمانيين وأهل الخليج العربي فيما يخص جارتهم الكبرى (الهند) على التاريخ كون هذا التاريخ لم يسجل أحداثَ غزوٍ من قِبَلها ومحاولاتِ هيمنةٍ واحتلالٍ عبر العنف والمواجهات العسكرية.
وهذه النظرة تفتقر إلى الإدراك الحقيقي لطبائع التاريخ والسياسة كونهما متحولان متغيران بوتائر
صورة محمد بن حسن الرمضاني (الخطاط) في وادي سرور وهو يقرأ واحدًا من كتب محمد بن سعيد المخلدي، رغم ضعف بصره يحارب من أجل القراءة وحتى الكتابة، النظارة لم تعد تجدي نفعًا فيخلعها ويلصق وجهه بالكتاب وكأنما يشم رائحة الحروف. الحروف والأسطر والكتب التي كانت لعقود طويلة قرينة نهاره
إلى الشيخ أحمد بن سعود السيابي
حين تهبنا الصدفة أحيانًا لقاءَ صديق وزميل من عهود الطفولة المعرفية والعمرية، نتذكر ذلك الماضي في ضوء الراهن المُعاش...
كانت اللقاءات المتقطعة بزميل الدراسة المبكرة أحمد بن سعود السيابي سواءً في مسجد الخور أو في المدرسة السعيدية في الفترة
الغربُ يتجاوزُ كل تلك الإدعاءات والهراء الليبرالي المتراكم البراق الذي يفتخر بتعدديته وبفرادته عن بقية أنظمة وأقطار العالم ها هو يتكشّف عن طورِ ما هو أسوأ من مكارثيةٍ جديدة كأنما يرفع عن كاهله ذلك الدَّين المتوَهَّم الثقيل الذي يحس به تجاه اليهود بدعمه المطلق للدولة الصهيونية
غطى رحيلُ كونديرا على رحيلِ واحدٍ من العقول العربية الخصبة الفذة، البروفيسور حليم بركات بجامعة جورج تاون بواشنطن، روائياً وعالم اجتماع. شكّلَ مع هشام شرابي وآخرين المركزَ الثقافي الفكري المؤثر في الأوساط الثقافية الأمريكية...
يبدو أن الموتَ في هذه البرهة موتٌ عربي بامتياز، فبالإضافة إلى الألوف التي تُحصدُ في جبهات الاقتتال الوحشي أو عبر الزلازل والفيضانات هناك الموت الفردي الذي يحصد الكُتّاب والمبدعين مرضًا أو كمدًا وحزنا، من غير هوادة ولا رحمة، خلال هذين اليومين رحل عن عالمنا هاني النقشبندي، إلياس
بمناسبة عيد الأضحى المبارك أهنئ الأهل والأخوة والأصدقاء في بلاد الطفولة والمصير، نهنئ الأمتين العربية والإسلامية رغم الأجواء المدلهمة القاتمة التي تسيطر، ونهنئ كافة أمم البشرية باستثناء القتَلَة والمجرمين وناهبي ثروات الشعوب والذين لا يقيمون وزنًا لأي معيارٍ أخلاقي أو قانوني أو
تغريبة القافر
رواية (تغريبة القافر) لزهران القاسمي، حول الإنسان والمصير، في تلك البيئة الجبلية العاتية، يقفر (الأثر) الخفي المتوارِي خلف حُجُبٍ وطبقات. رواية العطش الكبير المتوارَث عبر الأجيال، صوت الماء الذي يتبع، يصغي، القافر إلى انبلاجه وتدفقه كأنما في الحلم أو يتهادى ويتمرأى
رسائل الصيف مصبّات الأنهار
كنا نائمَين في الصحراء
حين مر البدو على أحصنتهم
قاصدين البئر.
نهضت المدينة على أجسادنا
لكن بقيت الإشارة
إشارتك باتجاه النبع
هي ما تبقي لي
من زاد للطريق.
"أحدّق في الأجيال اللاجئة
من جبروت الظهيرة
وفيالق الإبادة..
في عراق العباسييّن والشعراء
في قرطاجنّة هنيبل
يمن الحميرييّن والأقيال
عُمان اليعاربة والبحار
لا أرى إلا دخاناً يتلاشى
في ممر أحصنةٍ
وزفير طائرات"
البارحة أضعت تلفوني النقال نسيته في مكانٍ ما، تبيّن أنه في سيارة أحمد الرمضاني وبما أني لم أقتنِ تلفونا آخر كاحتياطٍ لازمٍ في مثل هذه الأزمات أحسستُ طوال اليوم كم أني مقطوع ليس عن العالم وإنما حتى عن عائلتي الصغيرة التي تتكون من أربعة أفراد وأني مقذوف خارج الزمن والمكان. أقول
وجهٌ ممطرٌ لـ((سرور))
لن يعود اليوم حطابوكِ ورعيانكِ
من الجبال،
ولن يعود الغجر حاملين فوانيسهم
على امتداد الهضاب،
وكذلك صائدُ الوعول وعرّاف المياه
لن يعودوا إلى بيوتهم هذا المساء،
فالسيولُ الكاسرة سدّت
منافذك الوحيدة
والبروق، بحيواناتها الجائعة تقصفُ الطرقات.
لكنْ وخلف التلال
في حياتك المليئة بالأرامل والجرحى.
كثيرون حاولوا قبلك
جاءوا من بلاد بعيدة
عبروا بحاراً مضطربة وأراض شعثاء
ألّفوا كتباً في علم الطبقات
والأرواح الصامتة.
حاولوا واجتهدوا
تحت ظلال الأشجار الباسقة
أو في الليالي القائضة كالجحيم،
لكنهم جميعاً لم يصلوا
الى عرين الأسرار
الذي
في كتابه الجديد (ليل المحطات والنجوم) عن (دار العين - القاهرة) يستقرئُ سيف الرحبي عبر محطات القطارات، المرافئ والمطارات ووسائل العبور التي تحمل البشر عبرها إلى المعلوم الملفع بهواجس الخوف من المجهول المباغت. وخلف ذلك وفي ثناياه رحلةُ الكائن في عبوره على هذه الأرض ذاهبًا في نهاية
في هذا الصباح الباكر منخفضِ الحرارة في مدارنا السرطاني، أقرأُ أن ضربةً صهيونيةً واحدة من بين ضربات عدة في أكثر من منطقة ومكان، على مدرسةٍ في غزة أودتْ بمائة شخصٍ مدني... أتذكرُ بعض كُتَّاب وفلاسفة الغرب في أعقاب الحرب العالمية، أبدوا خجلهم حد العار من الانتماء إلى الجنس البشري،
هذه القصائد الاحدى والثلاثون في ديوان سيف الرحبي الجديد ((جبال))، تشكل، في رأيي، خطوة الانعطافة الصعبة، في مسيرة هذا الشاعر الذي ظل يحاول الامساك بناصية الأرض، أرض وطنه، عبر عقدين من كتابة مختلفة، كتابة خاصة،كلفته متاعب حياة بأسرها.
إلا أن لهذه الانعطافة تمهيداتها، أعني أن سيف
(بيروت كانت الغيمة في حلكة الليالي)*
أمام بحركِ يا بيروت
إزاءَ أُفق المتوسِّط
والجبال المحيطة ترسل غيومَها وأشجارَها
هدايا لعيد ميلادٍ قادم.
ثمة امرأة جميلة تتنّزه بحزن على الشاطئ
صيّاد يصلّي
أمام بحرك يا بيروت
الذي اكتنز القرونَ، الحروبَ والحضارات
بكيتُ
أنا الذي لم
لا يسع الإنسان العربيّ وهو يعاني أمواجًا جارفةً من العذاب والتنكيل، من الخراب والفساد وكل أنواع الاحتلالات حتى من بلدانٍ أقلّ قيمةً من بلاده الشاسعة المترامية الأطراف والقدرات والثروات، لا يسعه إلا أن يتذكر تلك القصة (الديستوبية) التي كتبها ديستوفسكي على جدار زنزانته حيث حوار
أكان علينا أن نموت بالأقساط عبر رحيل الأصدقاء والأحبة في زمن الموت الفردي والجماعي العربي هذا.
أصدقاء يتواتر رحيلهم من عمرنا أصغر قليلاً أو أكثر لا يهم في مسيرة الزمان والمصائر القاسية.
فوجئتُ هذا الصباح برحيل محمد الغزّي هذا الإنسان النبيل والمثقف الكبير بتواضعٍ وبُعدٍ عن الصخب
في سياق الحديث عن صورة أبي حسن وهو منغمسٌ يكابدُ قراءةَ كتاب للمخلدي ضمن ذلك المناخ الطفولي الذي لا يعرف الفصل بين الواقعي أو ما كان كذلك وبين ما هو أسطوري.
غيومٌ كثيفةٌ تتدافع في أزمنةٍ متعاقبة تعبرها أجيالٌ ومصائر اختيارية وحتمية، أو كما يقول أبو مسلم الذي لا يصدأ ولا يحول (إلى
حشرة (الصروخ) أو الزيز
التي كانت بغنائها الصادحِ في أصيافِ عمانَ الآفلةِ
ها قد بدأ الصيف وبالكاد نسمع شذرةً من نبع ذلك النشيد المتدفق من ثنيات الصخور والأشجار الوارفة للقرى والسفوح
(الصروخ) الذي حار العلماءُ في إلغازِ حياته التي تنمو سبعة عشر عاما تحت سطح الأرض في العتم تتغذى
( بذلتهمُ نصحي بمنعرج اللّوى
فلم يستبينوا النصحَ إلا ضحى الغدِ)
دريد ابن الصمة
يذكرني هذا البيت والوقائع التي أمْلَتْهُ وإن اختلفت الأزمنة وطبيعة الأحداث والأمكنة، بنفرٍ من الأصدقاء والمعارف في أكثر من بلدٍ عربي من أولئك الذين كانوا قريبين على نحوٍ من الأنحاء إلى
انطلاقًا من كلمةٍ للكاتب والمترجم الفلسطيني انطوان شلحت في لقاء مع الكاتبة ليندا نصار، وهو من عرب فلسطين الداخل أو ٤٨ كما يطلق عليها بأن الصراعَ عبر التاريخ هو صراع سردياتٍ وخِطاباتٍ قبل أن يكون صراعا في الميدان العسكري والقتاليّ فإسرائيل بَنَتْ أسطورة استعطاف الغرب واستقطاب
أيتها الشمس التي كانت تطلع من خلف الجبال الشرقية لسرور
تجوب النهارَ بكامله، سماءً وقلوبًا عامرةً بنشوة الفرح والنور
أيتها الشمس القريبةُ البعيدةُ، لا تغيبي باكرًا
في ليالي الشتاء المظفورة بنداء الصفرد، بجنون الأطفال على السفوح المزهرة
لا ترحلي إلى بيتكِ في الأزل
نتوسلُ لخالقِ
أنا الذي حين أنظر في عينَيْ ناصر حين يداهمه المرض الأكثر لعنةً في حياتي وأرى في مرآتهما ذلك الخذلان لجموحه في اللعب والحياة أشعر بهشاشة وجودي وانكساري الأكيد، أنا الذي صمدتُ في أكثر المواقف دمويةً وقسوة.
إذن أي قدرة إلهية عظيمة وخارقة تجعلني أحتمل النظر إلى ملايين الأطفال في
إلى النسّاخ والراوية محمد بن حسن الرمضاني
حين أستعيد في هذه البرهة من الزمن والعمر، صوت علي بن منصور الشامسي السمائلي (الحباسي) وهو يقرأ بنغمه الموسيقيّ الرفيع وخامة صوته المخضلّة بنداء البراري والمياه حين يقرأ مختاراته المنتقاة بعنايةٍ فائقة من شعرِ الأسلاف الكبار أو المعاصرين
المبدعون العظماء في تاريخ البشرية مع غض النظر عن الأماكن والأزمنة من علماء مكتشفين وأدباء وشعراء وووو إلخ
هم عائلة واحدة تغذي أنسنةَ البشر والتآخي والمحبة مهما شطّت الأعراق والمسافات والفروق
نحو إنسانيةٍ كونيةٍ مشترَكة لا تطمح إلا للعدالة والجمال والنأي عن الكراهية والحقد
رحمة الله على الدكتور إبراهيم غلوم
كان من الأصدقاء ال��ليعيين الأكثر نزاهةً وبُعدًا عن الطائفية والشللية، كما كان يتّسم بعمقه الثقافي والفكري الشاسع والبعيد النظر
(العزلة وطن الأرواح المتعبة) الأرواح الجريحة التي طوّح بها النأيُ بعيدًا بين أمواجه المزبِدة الغامضة فوجدتْ في العزلة بعضَ أمانٍ وطمأنينة يمليها وطنٌ حقيقي.
العزلة ليست خيارًا قسريًّا، زنزانةً يدفع إليها الاكتئاب والقنوط بل الخيار الأكثر جمالًا وحريةً وضفافًا لامحدودة.
المكان
لا أستطيع أن أقول لكِ،
بعد كل هذه المسافة والمذابح:
إنني آلمتك كثيراً
لكنني أحببتك أكثر
لم يكن الفراق بيننا إلا الوجه الخفيّ لهذا الحب الذي لا يمحوه الزمان
في ذلك الغصن من شجرةِ القسوةِ الهائلة
أتذكركِ كل خلجة وثانيةٍ
وأقول:
إن العودة الموعودةَ حميدةٌ
إذا كنتِ هناك، بين تلك
مبارك العامري
في مثل هذه الأيام قبل أعوام قليلة رحل إلى بارئه الصديق الشاعر الناثر مبارك العامري أحد الرواد الحقيقيين لتأسيس الصحافة الثقافية في عمان. وقد كتبت إلى ابنه ووريثه الشعري والأخلاقي لبيد مبارك العامري اقتداءً بالسلف الأكبر لبيد بن ربيعة العامري صاحب المعلقة الأكثر
يد في آخر العالم
يد وحيدة تلوّح في البعيد
وحيدة من غير مسافرين
ولا أرصفة أو قطارات
يد وحيدة جاثمة بوحشتها
تلوّح في ليل الأجداث
وحيدة في غيمها الجريح
يد الشاعر أو القرصان
أو بائع اليانصيب
ووحيدة تحتفي بقدوم الغرقى
من محيط الهند
أو البحر العربي
محمولين على محفة طائر
بجانب إنجازه الأدبي الحاسم، ساهم المقالحُ في بناء اليمن الحديث مع النخب اليمينية الطليعية، بمؤسساته الأكاديمية والبحثية والفكرية، رحل الشاعر الكبير والصديق النقي بينما اليمن يتخبط وسط حروبه وأنقاضه وانهياراته التي لا يتبدّى لها أفقُ نهاية ولا حدود
إذ تصبح مقولة (عاديّة الشر) للفيلسوفة الألمانية حنة ارندت، أكثر إلحاحاً وفتكاً وهي تمتطي قمةَ سُلطة العالم إذ تصبح القاعدةَ والمَتنَ ويمسي (الخير) الهامشَ والاستثناء، ولا يكاد يكون مرئياً في جلبة الحروب والمصالح والصراعات المسلحة وتلك التي تخاض من غير سلاح ساطع في الظهيرة والليل.
النسب البيولوجي ليس كافيًا للصلة الروحية والإنسانية المُثلى، وربما يكون النقيض الفظ إزاء أصحاب العقول والمخيّلات النيرة الخصبة التي تخترق الحواجز والحدود الجاهزة المسبقة،
تبقى صلة الفكر المشترك والأحلام والطموحات الذاهبة صوب العدالة والنور والجمال،
في منزلي وسط عائلتي والمدينة، أصحو من نومي المؤرَّق بكواسر السباعِ البشرية، بالمظالم والحروب، بفيض الصحراء في لهب الظهيرة، بالحلم المُجهَض في الفرار إلى أعالي جبال البلقان، بلقاء الأصدقاء قبل أن يفرقنا هادم الحياة والملذات، بلقاءٍ أخير... أنا الذي ما زال يخوض حربَ شوارع في
تبقى للوضع العربي خصائصه وشروطه. أنا واحد من جيل أدبي عربي، وُلدنا حياة وأدباً من رحم هذه الأمكنة والجماعات العربية التي تربطها وشائج قربى بما دُعي بالعالم الثالث في معظم القارات. حملنا معها أحلام التجاوز للأوضاع الكارثية التي نعيشها، هذه الأحلام التي أثخنتها الجراحات والتجارب
في السابعة صباحًا أستيقظ مذعورًا على صوت عزان (بابا قوم، تصرخ كأنك في فيلمِ رعب طويل)، عزان ما زال على معرفةٍ محدودة بالكوابيس عدا كوابيس الأفلام ورعب الشاشات.
لا يعرف أن الحياة البشرية كابوسٌ مرتب بعناية واتقان جمالي ينسينا أنه كابوس.
وأن العلاقات بين الأفراد والجماعات فقدت
من يوقف هذا الهيجان في الأعماق
آه، لو صوتكِ، صوتكِ فقط
خفقة نسيمه تصلني عبر المسافة
نسيم البحيرة المسحورة
التي غرقتُ فيها أخيرا
خفقة الجناح المُتعب.
لهدأت عواصفي قرب الضفاف .
سُليمة الأزدي
السهامُ التي انطلقت في بطن ذلك القفر المعتم،
الغليظ العتمة، من قوس سُليمة الأزدي
باتجاه والده مالكٍ
وباتجاه مُقلة التاريخ
ليستْ سهام غدرٍ وخيانة
بل سهامُ محبة
في ذلك الليل القصيّ من شبه الجزيرة...
رغيانُ جمالٍ وهديرُ بحار
مواقدُ تسفوها الرياحُ بشدة
كان هُناك
إلى صديق قديم
ذلك الصديق الذي يُجسِّد جزءًا رئيسًا في تلك الحبكة من أصدقاء الماضي، الذين اقتسمتُ وإياهم ليلَ المدن، الشوارع والمقاهي والمحطات، في الخضمّات الكثيفة لهذا الليل العماني قريبًا من الميناء وسوق السمك بمطرح، تدفقتْ أشلاءٌ وأيقوناتٌ من ذلك الماضي وأولئك الأصدقاء الذين
وأنا ذاهب من مسقط إلى دبي أقطع الشارع الجديد المتاخم لخط الباطنة بمُدُنِه المتعددة أشهرها (صحار) وقُراه وبساتينه المشرقة في ضياء البحر. ليسلمك إلى الحدود مع دولة الإمارات ومن ثم مدينة دبي... تذكرت الدكتورة رفيعة غباش من ضمن جمعٍ من وجوهِ تلك المرحلة المضيئة بطفولة العمر والأفكار
من غير كلمة أو تلويحة وداع
يختفي المشهد بكامله
كأنما ابتلعته الأرض
أو اختطفته عنقاء الجبال
وبما يشبه هذيان النائم
وسط تهاويل السفوح
تطوي الحياة موجتها
تحت قدم التيه.
دوائرُ الغيومِ ورسومها التي ما درستْ في الذاكرة منذ قرون، أتذكرها حين تصعدُ من منابع الوادي تنمو وتتمدد على المساحة الزرقاء في سماء القرية.
أتذكرها غيمةً غيمةً وأشلاء سحبٍ متفرقةٍ، أتذكرها كما أتذكر أسراب النخيل والطيور، نخلةٌ بفسائلها الطالعة من الجذور الضاربة في الغيوم والمطلق،
كان يصرخُ وسط أشلاء العائلة والحطام،
صرخته تزلزل السماوات السبع والأرض، الجنةَ والجحيم، لكنها لا توقظ ضمير أولئك البشر السادرين في غيّهم، في فجور الدم المعربد بأرجاء المجزرة
أدلة الأعاصير في مدلهمِّ المحيطات
نواخذة (صور وجلفار)
من بحر العرب إلى بحر الصين
يُدوزنون إيقاعَ الموج والنجوم
يقفرون الأثر لحيتان تائهةٍ في القفار
من غير هدفٍ واضحٍ على الأرجح عدا لذّةِ اختراقِ مجهولِ الأعالي والأعماق
البارحةَ غادروا الأجداثَ منتشرين في الشواطئ والبلدات
شاهدوا
برحيل المعلم شوقي أبي شقرا ولبنان غارق في مناخٍ كارثيٍّ يمضي صُعُدًا إلى مجهول أكثر خطورةً (سنمر بأيام غير مسبوقة في وحشيّتها) يحدثني عقل العويط، أسأل ما هو الأكثر؟. المآسي تتناسل في العيون والحُفَر المظلمة. برحيل أبي شقرا الشاعر الناثر الكبير وأحد المؤسسين الحقيقيين لمجلة (شعر)
"علينا أن نشكر الكابوس الذي يكشف لنا أننا نستطيع أن نخلق الجحيم"
إذا كان (بورخيس) وأمثاله يحمدون الكابوس الذي يتخلل بعض لياليهم ونهاراتهم كما يخترق شخوصَ مُتَخَيَّلِهم في الإبداع الرفيع، فكيف سيكون الأمر لأولئك الأفراد والجماعات الذين يرفسون في متاهةٍ تتناسل عبر اللحظات والأيام
وسط نيرانِ الحرائق والدخان ثمة معسكر لاجئين في العراء الدامي.
المطر ينهمر بغزارةٍ، الأطفالُ يتقافزون منتشين بزائر الرحمة الغريب، قلوبُ رجالٍ ونساءٍ ترتجف رعبًا من هول الانفجارات، الأطفال في أفراحهم خارج مدار الحرب، طيورٌ لا لونَ لها تُحلّق بين المعسكر والبحر القريب.
هذا المشهد
أتأمل هذا الخشب الذي كان يُصنع في (صُوْر) ويترحل على متنه العمانيون إلى افريقيا وبلاد الهند والسند
مقدرةُ التحمل والصبر الأسطوري المتبادلة بين البشر وهذه السفن الشراعية وسط بهيم الليل والعواصف المحملة بالخطر الجاثم بشبح النهايات
يبدو أن مواجهة ظلام النفس الداخلي، هواجسه وهوامه وقلقه العاصف تجعل الكثير من البشر يهرب نحو أحداث الخارج التي غالباً ما تأخذ زخم إثارتها من دمويتها وعنفها الوحشي، كالنزاعات والحروب الطاحنة التي تصل حد الإبادة والاجتثاث حتى ولو لم تكن هناك مبادئ إنسانية وقناعات راسخة مع الحق
الأودية في مواسم الهبوط والسَيَلان من رؤوس الجبال عبر الشِّعاب ومنعرجاتها، إلى السفوحِ ومن ثم في مجراها الذي حفرته عبر آلاف السنين الضوئية في رحلتها هذه إلى فضاء البحر بجهاته المختلفة.
تُشَكّل هذه الوديان أو الأودية في ذاكرة العمانيين ولاوعْيِهم الفرديّ والجمعيّ معينًا من حيوية
كتب لي صديقٌ من تلك البلاد التي تشهد كل هذا الخراب وهذا التدمير منذ عقود وسنين طويلة، البلاد التي علَّمت البشرية منذ فجرها الأول أبجديات الحضارة والمدنية، أنني الآن لا يهمني كل هذا التهريج الأيديولوجي والسياسي بين الأطراف المتصارعة التي لا تعني لي ولشعبي شيئا، ما يهمني وأرى في
آه، لا تنظروا إلى الغيوم التي تتكاثف في أرجاء سماء القرية أو البندر وفي التخوم
لا تنظروا إليها كي لا تنبت لها أجنحة وتحلق مبتعدة تمطر في البعيد:
هكذا كان يردد أولئك البشر الذين قذفهم القدر وسط الجبال قريباً من الصحراء والبحر
حنينهم الجارف إلى المطر، بعد السنيّ العجاف، يسبقهم إلى
إلى حصة وفاطمة لوتاه
(ذكرى المرأة المستحيلة)
كانت ترقب العصور من أعلى قمم الغيب
وتعجن الأرز مع اللحم بالمسافات والغيوم وجبةً للجوارح التائهة في خلاء الفلوات
كانت تحنُّ على الذئاب التي تربَّت معها في المهاجع والطيور في الأعشاش وتحميها من عصف الأعاصير
كانت تذهب بعيدًا في سبْرِ
محاولة رسم لوحة لمدينة على وشك الأفول.
كيف تستطيع الكتابةَ عن مدينة
أنت الذي توهّمت الكتابة كثيراً
كيف؟
عن أيامها الخصيبةِ
وسِنينها العجاف
عن بشرها السارحين في بريّة الله
طلعةََ كل صباح
مندفعين إلى أحلام الجنّةِ
وطفولةِ الجحيم.
ها أنت تقف الآن حائراً
مرتبكاً وفارعاً
أمام لوحتك
شجرة الوادي التي أضحت مخضوضرة بعد الأمطار الأخيرة تؤمها الفراشات والطيور من كل جنس ولون
شجرة وحيدة
وكأنما في حقل شاسع
أو بحر من غير ضفاف
من فرط غبطتها بالحرية والجمال
الجمال الذي توارى أزماناً خلف أقنعة القسوة والجفاف
أيتها الأرض، الصّبِخة العاقر .
كيف ينبت في أحشائك عشبٌ، حتى لو زرعتْه بيدها الآلهة؟
أيتها الموسيقى، أيتها الجبال، جمالك الذي لا ينضب.
في الصباحات المفعّمة بسقوط النيازك ونعيق الغربان
والحرارة المحتشدة كنذير بركان .
تطوفوا بنا الأزمنة
كأنك الوصيَّ الوحيدَ
على عرش الأبديّة .
في فيلم «أماديوس«
السماسرة والعَوَز يفترسان أعماقه الشفيفة
بينما الطائر نفسه في الشجرة المجاورة
كأنما يقرأ كل منا في الآخر عزلة عريقة
ربما تذكر مثلي شجرة الفرصاد في بيتنا القديم
ربما حط رحْلَه ذات دهر على أغصانها
وخاطب الربّ في سمائه البعيدة.
الصديق الشاعر عبد الإله الصالحي أخبرني أنه مصدوم أيما صدمة لم ولن يختبر مثلها بغياب أمه
فهو مفطور الفؤاد محطَّمٌ ولولا الصبر والعزيمة لما قام من فراشه ومارس الحياة والعمل الذي تفرضه مدينة مثل باريس.
أخذتُ في تعزيته وفيما قلت على عجل:
حين رحلتْ والدتي أُصبتُ فعلا بصدمة كبيرة
(أخرجت دفتر الاتصالات الذي تراكمت فيه الأسماء والأرقام فاكتشفت فيما يشبه الفجاءة الصاعقة بأن الكثير من تلك الأسماء الصديقة الحميمة قد رحل إلى بارئه وأبديته. يرحل الأصدقاء بفعل الأوبئة والكمد والحزن العميق حدّ الكآبة السوداء أو المسار الطبيعي للموت والغياب تاركيننا لوحشة المدينة
على هذا الليل أن ينقضي، على هذا الليل الكاسر أن ينقضي بفيالقهِ الهائجةِ، بحشراته بكوابيسه،
أن ينقضي وإن كان الصباحُ المُنتَظَرُ ليس بأمثلَ منه.
عليه أن يتصرَّمَ وينقضي وعليكَ أن تحشدَ كلَّ دفاعاتك ومتاريسك إزاء عدوانه الوحشيّ الذي توارثته السلالة حتى استقرّ ناصبًا خيامَه في
الطائر ينقر على النافذة كعادته كل صباح
أنظرُ إلى تلك الكينونة التي من رهافة وأثير
أراه يتكاثر إلى طيور كثيرة تملأُ الفضاء المحتشد بالغبار والغضب
حشود طيورٍ ومخلوقات قدمت من كل جهات الأرض
لا تحمل في مناقيرها غصن السلام القادم
بل طليعة تدميرٍ وانتقام
ماذا يعملُ الأب، ماذا تعمل الأم الثكلى؟ أمام أبنائهم القتلى، أبنائهم الغرقى عراةً
هل يحجبُ الشمسَ الحارقةَ عن أجسادهم المُسجاة، هل يمنع البردَ الضاري ويدثرهم بأسمال جسده الممزق.
لا جنازةَ لا قبورَ في انتظارهم ولا مشيعين لا شيء لا شيء عدا هذا الفراغ المحتشد بالأشباح والغياب.
غسان كنفاني وما تبقى لكم*
«أكان من الضروري أن ترتطم بالعالم على هذه الصورة الفاجعة؟»
من رواية «ما تبقّى لكم»
لا أعرف لماذا دوماً هذه العبارة الكثيفة كغابة الحزن العربي، تطفح على سطح الذاكرة وتعرش فيها؟ وهل يأخذ هذا السؤال مشروعيته، رغم بداهته، في هذه المرحلة بالذات ؟ هل كان
(أوروبا وأمريكا ممكن تبصق عليها وعلى حضارتها إلا إسرائيل، بقرة الوعي الأوربي المقدسة)
كلمة تبصق تعبر عن حالة الغليان والغضب إزاء الإبادات المتمادية والتي ربما تنتقل بعض معالمها إلى لبنان المضروب دومًا بلعنة الجغرافيا والانقسامات والتبعية.
أقيم بهذه الرحلة الباريسية وسط المناطق
يتطلّعون إلى الحياة من خلف الزجاج والنوافذ، ينظرون إلى الكائنات بكل أنواعها، في مقدمتها بالطبع الكائن المختار، البشريّ الأرقى رغم ع��ر المظالم والإبادات، حطّة السلوك التي تخجل منها كائنات الغريزة متمازجًا مع رفعةِ خطابٍ تبشيريٍّ كاذب.
ينظرون إلى الحركة وتنوُّعِ الحيوات، مُسَمَّرين
غراب الحنين
ما لهذا الغراب لا يكف عن النعيق والنواح ليل نهار؟ أليس من سلالة الغربان والغُداف التي تنام بطبيعتها على جذوع وغدران النخيل والأشجار. وهناك في العالي تبني أعشاشها وتبيض وتفرخ. والتي هي من أكثر السُلالات قٍدماً في تاريخ الأرض السحيق. إذ استثنينا (الصقر) الصقر الفرعوني
بدايةَ انحسارِ لهبِ الصيف نبدأ بالخروج نحو الداخل الحجري لِعُمان، مع شروق أول قرية لسلاسل البلدات المتآخية مع جبالها منذ القِدم.
قرية (الجفنين) تتبعها (المريرات)، (فنجا)، (بدبد)، (سرور) وإلى آخر المدى إلى الصحراء اللامتناهية والبحر.
ثمة غدير يلمع في الوادي وحيدًا من غير أواصر
الذين غادرونا نحو الأبدية نحاولُ الهروبَ دائماً من إلحاح حضورهم من أجل استمرار سوية المعيش
إنها خيانةٌ ضمنية
ضريبةُ الاستمرار الأكثر قسوةً من الغياب نفسه أحيانًا
لكنهم يكسرون الحصار ويزوروننا في الأحلام باستمرار
عبداللطيف وجوسلين اللعبي، عيسى مخلوف، وسيف الرحبي بجلسة خاصة في باريس، علاقة صداقةٍ ممتدة عبر الزمان رغم انقلاب الأحوال وتصدّع الأمكنة، هذا الزمان الذي يطل برأسه مثل (تجاعيد الأسد) وفق عنوان رواية لعبداللطيف اللعبي.
كل العالم والكائنات في عبورٍ دائم وليس الخلودُ إلا أحدَ تجلياتِ الوهم البشري في رعبه المتجذر في كينونته ولا وعيه واقعاً ومناماً
لذلك يحاول خلق علاماتٍ راسخة للبقاء والديمومة، عبر الإنجاب والأعياد القارة التي تتوارثها الأجيال عبر القرون لتخفيف مسيرة الزمان الثقيلة على الأجساد
على وقعِ حدث رحيل أحد أكبر كُتّاب القرن العشرين وكل الأزمنة الألباني إسماعيل كاداريه أمس الأول ننشر هذا المقال الذي كُتب منذ فترة طويلة نسبيًّا:
(قصـــر الأحلام)
هذا عنوان رواية من روايات الكاتب الألباني الشهير “إسماعيل كاداريه” الذي عرفه العالم، وعرف إنجازه الإبداعي الهائل
كل شيء يرتطم بنقيضه في هذا الكون والأكوان الأخرى ربما، ليُولَد الجديدُ ومعه ديمومة الحياة والاستمرار. صراع الأضداد في الديالكتيك الهيجلي. هذا المسكين (هيجل) ظل عقودًا رأسه في الأرض ورجلاه في الأعلى مشقلبًا معذبا، لاعب جمبازِ المنظومات الفلسفية الكبرى وخاتمها حسب بعض الماركسيين
بكاؤكِ حطّم قلبي ياوسام ولم أستطع النوم
التاريخ البشري ليس إلا تاريخ الدموع والألم وما تبقى لحظاتٌ قصيرةٌ عابرة
تعازيَّ وعائلتي لك ولأسرتك الكريمة
أنتِ التي أعطيتِ حياتك للمرضى والمنكوبين وثقيلي الأحمال وفْق عبارةٍ للسيد المسيح
عمرو بن قميئة
ألهذا يا عمرو بن قميئة
سافرتَ في دجنّة الصحراء
مع الملك الضّلّيل
وحيداً من غيرِ أدلّةٍ
ولا حاشيةٍ ولا خيل؟
ملكٌ مهزومٌ
ويتيمٌ ضائع
كانت الرومُ أبعدَ من سُهيل
وكان الدرب دونك
فبكيت
أنَّبكَ الملك الشاعر
لأنك لم تكن تطالب
باستعادة مُلكٍ مندثرٍ
أو حالماً بثروةٍ
كنتَ
عبدالقادر الحصني من تلك الكوكبة المضيئه في الذاكرة أيام الشام ودمشق الآفله.
يصدق عليها قول الشاعر الشهير ( لِلَّهِ دَرُّ عِصابَةٍ نادَمتُهُم
يَوماً بِجِلَّقَ في الزَمانِ الأَوَّلِ
يَسقونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيهِمُ
بَرَدى يُصَفِّقُ بِالرَحيقِ السَلسَلِ)
تجدونه في جناح دار العين للنشر والتوزيع 4M1
بالإضافة إلى بعض الإصدارات السابقة:
- رحلة إلى جبال سراييفو
- صالة استقبال الصواري
- نشيد الأعمى
- قطارات بولاق الدكرور
@elainpublishing
#معرض_مسقط_الدولي_للكتاب_2024
في كتابه الجديد (ليل المحطات والنجوم) عن (دار العين - القاهرة) يستقرئُ سيف الرحبي عبر محطات القطارات، المرافئ والمطارات ووسائل العبور التي تحمل البشر عبرها إلى المعلوم الملفع بهواجس الخوف من المجهول المباغت. وخلف ذلك وفي ثناياه رحلةُ الكائن في عبوره على هذه الأرض ذاهبًا في نهاية
وحيداً كان يشرب دموعَ الكون من بشرٍ وحيواناتٍ جريحةٍ في الغابة
من عربٍ وعجَمٍ بدْوٍ وحضرٍ ومن فرنجةٍ وأولئك الذين بلا هُويات ولا أسماء ولا ألقاب
يشرب صديقي الشاعرُ دموعَ هذا الكونِ الشاسعِ الجريح
وحيدًا يشرب هذه الدمع المُتدفقَ في منفاه الواقع خارج الأرض والسماء
خارج الجنة
غيب الموت أمس الأول الكاتب اللبناني الكبير ألياس خوري بعد معاناة مريرة طويلة مع المرض.
ألياس الذي صحبناه كتابة وقراءة متعددة المنابع والآفاق والمصبات الخصبة دائما، منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي.
هذا المقال ( ألياس خوري شهادة الحرب اللبنانية) المكتوب وقت صدور روايته (الوجوه
كل فرحٍ يعقبه حزن والعكس وفق ما هو متداول، بعد فرحِ اليمامة وأَلَقِها أخرج من المنزل، أتطلع إلى شجرة (الشريش) أو النيم التي كانت خضراء شديدة الخضرة حد الزرقة بأمواج أوراقها وأغصانها في فناء البيت وقد انحسرت وتَعرَّت من كل أثوابها القشيبة؛ هكذا أغصانًا عاريةً كئيبةً: أسأل زوجتي إن
إلى الشاعر الصديق حسان عزت
أين المفرّ
وقد ذهب بنا الزمان مذاهبَ شتّى في القسوة والعدم الأقصى والخراب؟.
لا الإقامةُ في وطنِ الأسلاف تُشفي غليلَ مُغترِبٍ بل تقذف به إلى اغترابٍ أكثر فتكاً ونأياً عن المحيط والعائلة والذات، ولا الترحلُ الحر في المدن والأصقاع يُشفي عدا نسيانٍ عابرٍ
بورتريه لفتحي عبدالله
من مدينة العاشر من رمضان إلى وسط البلد
تلك المسافة التي تقطعها يومياً عبر الميكروباص
بعيداً عن الحشد في غيبوبة بين أطيافك الشعرية الأثيرة والأشباح.
تقطع الفيافي والمجرات حتى تصل إلى (زهرة البستان) و (ريش)
هناك (الشيشة) التي تلتهب بالسِّجال العبثي والذكريات
"بدايات لا تنتهي
صدمة البدايات
محنة المخيّلة
أي الطرق تسلك
في البحث عن الكنز الخبيئ بين الكلمات
هذه الغابة التي تسرح فيها النمور طليقةً
من غير سياج
سَحَرة يطيرون في ظلام دامس
معسكرات اعتقال ومحميّات ذرية
خزانة الملابس التي تحسبها مغارة مليئة بالقتلى
أو كهفا تفقس فيه الآزال
مدن