أخطر حاجة عملتها ثورة ديسمبر هي إنها جندت وتظل فاعلة في تجنيد الأذكياء والمخلصين من أبناء وبنات الشعب السوداني للعمل العام وبالذات من مواليد التسعينات والألفينات! دي هدية الثورة دي للسودان. الفضاء العام حيتملي بي ناس عيونهم مليانة وأهلهم تعبوا في تربيتهم في قادم السنين!
يقال أن من اللحظات الفارقة في نهضات الشعوب لحظة دقيقة تتملكها فيها روح تأسيسية كتلك التي تملكت اليابانيين بعد نكزاكي وهورشيما وتملكت الألمان بعد الحرب العالمية؛ الشعب السوداني الثائر في لحظة ليست بعيدة عنها لا لشيء سوى إنه قريبا من أدراك سر تلك اللحظة: الروح الجماعية!
يا اخوانا النظام الحالي دا ضعيف جدا؛ نحن الما قادرين ننظم نفسنا عشان فعلا نقدر نغير فيهو: طالما تنظيمنا ما مؤسسي وما بيسمح لينا غير التفاعل اللحظي مع الحراك الموسمي فما حيحصل شي. نحن حنكون راجين حظ كويس بس. درجة تنظيمنا ووعينا الثوري ما بتوصلنا لي مرادنا!
في رايي لحدي حسع ديسمبر دي كما اكتوبر وإبريل فشلت؛ لأنو ثوراتنا لاتعدو أن تكون انتفاضات قاعد تنجح في تغيير شاغل جهاز السلطة لكن ما قاعد تنجح في تغيير طبيعة جهاز السلطة. التغيير دا محتاج إنو القوى المدينية البتقوم بالثورات تنظم قاعديا نفسها مناطقيا ووظيفيا بمعزل عن القوى السياسية.
الزول ولا قريب حيتفائل بي اتفاقيات سياسية في السودان. كان حقت سلام ولا وثائق دستورية ولا تحالفات سياسية. بي بساطة لأنو العمليات السياسية في السودان منفصلة بي درجة كبيرة عن العمليات الاجتماعية، ولأنو لي درجة كبيرة مصالح الفاعلين السياسيين منفصلة عن مصالح القواعد الاجتماعية.
ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام! ما ممكن نكون بارعين جدا في إسقاط الدكتاتوريات وفاشلين جدا في بناء الديمقراطيات. لأنو التغيير ما مجرد اجتجاج؛ لكنو تنظيم وإنتاج خطاب. مفروض لجان المقاومة دي كلها تعمل أنظمة أساسية وتنتج قيادتها عبر عملية ديمقراطية. من هنا نبدأ!
الطبقة السياسية دي بي حريتها وتغييرها وكيزانها وحمدوكها وحراكاتها المسلحة كل المطلوب منها إنها ما تودينا على انهيار مؤسسات الدولة والحرب الأهلية الشاملة. لو قدرت على دا كتر خيرها وبارك الله فيها!
زي ما الحركة الإسلامية بتتحمل فشل الإنقاذ، الحرية والتغيير بتتحمل فشل الانتقال. هي الجابت الحكومة وهي الممكن لو كانت مؤسسية تقدر تغيرها. وفشل التأسيس من الاستقلال هو فشل الطبقة السياسية السودانية بأكملها. والمسؤول عن الفشل دا هو الاجتماع والثقافة السودانية. المطلوب تغيير عميق!
بداية الحل في إنو الناس تتخلى عن فكرة شعب عظيم يقوده أقزام دي. أنا بدعي إنو الحاصل للسودان دا حاليا أحسن شي كان ممكن يحصل ليهو. دي إمكانياتنا كشعب بي بساطة. الناس الطوال البيجيبو السودان السمح دا ما بيجوا صدفة ولا في عمليات اجتماعية قاعد تنتج فيهم بي قصد ومنهجية.
أكبر إشكال إنو تكون داير الدولة تخوض ليك معاركك الفكرية والثقافية. نحن أمورنا في السودان دا ما حتزبط إلا لمن نترك ما للدولة للدولة وما للمجتمع للمجتمع. لو في أي سودان جديد مفروض يقوم فهو رهين بي وجود دولة تقف على مسافة واحدة من مواطنينها دا الشرط الضروري لإدارة التنوع.
أي زول بيتكلم عن تغيير اجتماعي وحدة القياس الزمني بتاعتو أقل من ٥ لي ١٠ سنين دا زول متفاعل ما فاعل، وبالضرورة ما جادي. الفعل شي والفرجة شي تاني. بمستوى الوحدة الزمنية دي، أنا متفائل بي تحولات اجتماعية كبرى حتحصل في السودان. بس يا ريت السياسيين الفي ديل ما يفرتقو السودان قبل كدا.
حين تستنسخ أمة تاريخ فشلها ثلاث مرات في غضون ٦٠ عام فقط، فهذا يشي بأن المشكلة تتعدى الفاعل السياسي الذي يسرق الثورة إلى الفاعل الاجتماعي الذي يصنعها. ستظل ثورات السودان انتفاضات حتى يلاحقها تغيير اجتماعي عميق يستهدف قيم ومعرفة وأدوات الفاعل الاجتماعي في الأساس. Dig Deeper!
ما بتقدر تلوم الطبقة السياسية السودانية على فشلها في التأسيس لأنو انت ما بتقدر تلوم الموية على إنها بتتبخر في ١٠٠ درجة مئوية. الطبقة السياسية منتجة كليا في حقل الصراع الصفري لوراثة دولة ما بعد الاستعمار. اللوم على القوى الحية اللي كلما عملت ثورة وقفت مستمتعة بسرقتها.
في مشكلة حقيقية في العقلية المسيسة بتاعتنا كمجتمع: يا اخوانا نستفيد من جو الحريات الحاصل دا ننظم نفسنا في المجتمع المدني؛ مشاكل الحكومة ملحوقة وما حتتحل قريب. ماف مجهود اتعمل في السودان دا بيجيب لينا في السلطة ناس يعبروا بينا!
قاعد أصحح في مقالات الفلسفة لي طلاب السنة الأولى في جامعة St Andrews في كورس عنوانه العقل والعالم. جميل إنك تكون شايف مفكرين ومفكرات بيصنعوا تحت عينيك. عقول فاهمة ناقدة ذات أفكار واضحة ودقيقة وما عندها كبير. وبتتحسر لمن تشوف إنو ماف مطبخ بينتج عقول في بلدك بي طريقة منهجية زي دي!
في ناس شايفين خط الصراع في السودان بين الطبقات، في ناس شايفينو بين المركز والهامش. أنا شايفو بين القواعد والنخب المعاد إنتاجها في مجال دولة ما بعد الاستعمار. يعني بين قواعد المدينة والأحزاب السياسية؛ بين القواعد القبيلة والإدارة الأهلية؛ بين قواعد الهامش والحركات المسلحة.
زي ما بيقول أحد الأصدقاء سلطوية النخب العسكرية للجيش السوداني مهدد للديمقراطية بينما الدعم السريع مهدد للدولة. الإجماع على الدولة كأحد أهم معالم السودان الجديد لابد أن يبدأ من الإجماع على تجاوز مشكلة الدعم السريع؛ بالإدماج الكامل في الجيش أو الحل والتسريح.
طبعا قيادة الدعم السريع غالبا حتطلع تقول قتل الشهيد بهاء وتعذيبو كالعادة سلوك أفراد مدسوسين. انتو يا لو اي قتل بيرتكبو الدعم السريع بيعملوا أفراد مدسوسين دا دليل كافي على فشل المنظومة دي. الدعم السريع دا أكبر مهدد لما تبقى من الدولة السودانية.
محتاجين نأكد حاجتين لو داير نمشي لي قدام: الأولى، إنو المشكلة البتواجهنا دي فعليا بدت من ١٨٢١ وهي ناتجة من ارتطام واقع الحداثة الجابو الاستعمار مع الواقع المحلي للمجتمعات السودانية. الحاجة التانية، إنو عمليتنا السياسية من ١٩٥٦ ما منتجة لأنها ما كانت معنية بفك تناقضات الارتطام دا.
@UN_Spokesperson
@antonioguterres
The original source of this story is fake as it belongs to an FFC controlled facebook page who have not handle it to the current authority. The statement should be revised!
الفكرة بتاعت إنو نحن لو عملنا موكب كبير ومعانا ميثاق الانقلاب حيسقط دي ما عارفها بقت فكرة صالحة وممكنة كيف! على أي حال مؤكد، وإن شاء الله، يوم ٣٠ يكون يوم كبير عشان يقدر يخلينا نشوف الواقع حيكذب الفكرة دي ولا حيصدقها! يا الله تطلع صح وأكون أنا الما جيت!
الحديث عن ذهاب للانتخابات قبل انجاز استحقاقات الانتقال في الدولة السودانية وإنجاز مطلوبات التأسيس المؤجلة من ١٩٥٤ حديث قاصر برأيي. السودان محتاج تأسيس دولتي يجاوب على احتكار الدولة للعنف، وتأسيس ديمقراطي يجاوب على سؤال الدستور وتأسيس تنموي يجاوب على سؤال التحول الصناعي.
مقولة وحدة قوى الثورة دالة في إسقاط الانقلاب وليست دالة في إنجاح الانتقال لأن القوى المطلوب توحيدها كانت موحدة ولم تنجح وحدتها في إنجاح الانتقال. من نجح مرارا في إسقاط الدكاتوريات وفشل تكرارا في إنجاح الانتقالات عليه اجتراح مقولات قادرة على تجاوز ما فشل فيه وليس إنجاز ما نجح فيه.
مالك عقار جا يعدلها طبزها! يعني كيف البرهان يقابل تقدم زيها زي أي قوى سياسية تانية؟! أنت عارف إنو الناس ديل ما زي أي قوى سياسية تانية! ديل الجناح السياسي لمليشيا إرهابية داخلة معاك في حرب مفتوحة بدالة إعلان أديس أبابا وحاجات تانية حامياني!
عموما افتكر الناس مفروض تتحاشى الحكاية الماشة بتاعت تسمية الثورة دي ديسمبر-إبريل! الثورة دي رأس رمحها هو ٣٠ يونيو. التسمية دي دايرة عن قصد تختزل الذاكرة بإهمال حقيقة إنو جزو كبير من نضال السودانيين في الثورة دي كان ضد سلطوية عساكر مجلس السيادة!
في مليون وثيقة سياسية اتعملت في السودان دا كلها بتتبل وبيتشرب مويتها؛ لأنها دايما بتعبر عن تحالفات حد أدنى مكتوبة وليست مصنوعة بين فاعلين سياسيين ما عندهم أدنى ثقة في بعض؛ بأسهم بينهم شديد وما فيهو خطوط حمراء. محتاجين وثائق مصنوعة ما مكتوبة عبر مؤتمرات قاعدية للجان والنقابات.
لن ينفتح مستقبل سياسي جديد للسودان الإ على أكتاف مقولة مفادها أن الطبقة السياسية السودانية استنفدت أغراضها بالكامل. المطلوب من القوى الثورية أن تنتظم في حركة مدنية اجتماعية تعيد تعريف السياسة في فضاء الجغرافيا السودانية. لأنو المطلوب ما تغيير أحزاب ولكن تغيير بنية.
في السودان دا نحن ما مفروض نتكلم عن تحول ديمقراطي بس؛ مفروض دايما وأبدا نصحبو بي كلام عن التحول التنموي. فالمنعطفات الاقتصادية من أهم أسباب ابريل وديسمبر. والتحول التنموي في جوهرو هو التحول الصناعي عبر خطة طويلة المدى. النقابات مفروض تكون هي أهم صانع لهذه الخطة وأهم حارس ليها.
ياخ لو نحن حاسين انو الثورة اتسرقت، حقو نسأل دا حصل لي؟ الإجابة البسيطة إنو نحن ما قدمنا شي غير المرقة والرجعة وكتابة الواتساب والفيسبوك. نحن ما منظمين كفاية كمجتمع عشان ثورتنا ما تتسرق. حقو لجان المقاومة تسأل شنو المطلوب يحصل عشان بيناتها ومرقاتها دي تعمل فرق؟
من أبيخ الأفكار محاولة التعالي على فكرة الوطنية باعتبارها فكرة مرتبطة بي جغرافيا ما صنعناها. السودان دا لكن ما أي شي غير الإنسان الموجد في الجغرافيا السودانية دي؛ الحدود دي قيمتها العملية هي انها الفضاء المؤسسي المن خلال بتخدم الإنسان دا؛ وقدر ما الجغرافيا دي تمتد بتمد الخدمة.
قيمة ديسمبر ما في إنو يجي قطاع حكومي يزبط أمورنا دا أحد ما قدمنا سبتو؛ قيمتها كانت إنها تسمح بي تخلق وجود اجتماعي جديد في القطاع المدني يخلي جية قطاع حكومي يزبط أمورنا تحصيل حاصل! فالحكومة، (بن نبي) ليست إلا آلة اجتماعية تتغير تبعا للوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه وتتنوع معه!
ديسمبر أكبر ضربة للسودان القديم وأوسع بوابة للسودان الجديد؛ بذرتها ستظل حية بحياة ومعاناة القوى الاجتماعية الأنجزتها؛ خيار إنو البذرة دي تبقى شجرة ولا لأ يتوقف على سؤال إنتاج المعرفة المكافئة وإيجاد التنظيم المكافئ لمصالح القوى الديسمبرية.
ميزة تسقط تالت هو التبشير بالحاجة لي ثورة جديدة. في ظني لن تنجح ثورة في السودان لو بقت داير تعالج مشكلة ما بدت سنة ١٨٢١ ولا داير تقترح حل ما ركن أصيل فيهو مسألة التحول الصناعي. قيمة تسقط تالت كفكرة إنها دعوها للنظر في إنو مشكلة السودان أولا بنيوية، وثانيا أنها لم تبدأ عام ١٩٨٩.
في السودان دا نحن قبل اي وصف ندي للدولة الدايرينها محتاجين في البداية دولة؛ الدولة بالتعريف هي الجهاز البيحتكر العنف MONOPOLY OF VIOLENCE. في الإطار دا قوات الدعم السريع هي أكبر مهدد للدولة السودانية وأحد أهم مؤشرات ضعف مقدرات الجيش السوداني هو إنو ما قادر يتجاوز المهدد دا!
طبعا أكبر وهمة أطلقوها مدعي الجذرية إنو مواثيق لجان المقاومة دي عبارة عن "برامج" وهي أهم من التنظيم عشان التنظيم مفروض يجي في إطار برنامج. مواثيق اللجان دي أصلا ما برامج؛ دي وثائق تكتيكية داير تعالج سؤال الانتقال ما وثائق نظرية واستراتيجية عن طبيعة ودور اللجان.
أهم مؤشر واقعي لإعلان سقوط دولة ما بعد الاستعمار في السودان هو نشوء حكم محلي تنموي ديمقراطي. دا أول دليل على إنو الدولة تحولت من دولة ترعى مصالح نخب مستعمرة لدولة ترعى مصالح شعبها.
أبرز سمة لي ديسمبر بالنسبة لي هو الانفصال الواضح بين مصالح القوى الاجتماعية العملت الثورة والقوى السياسية العبرت عنها. مصلحة الأولى، بحسب منطق فعلها، في دولة مدنية حديثة ديمقراطية تنموية، ومصلحة الثانية، بحسب منطق فعلها، في نسخة جديدة من الدولة المابعد استعمارية.
@_hudsonc
As an American have you ever thought to negotiate ISIS or El-Gai’daa? Likewise, our war with UAE’s RSF as Sudanese nation and state is zero/sum. As a free nation we have no moral or rational grounds whatsoever to negotiate with terrorism or compromise our sovereignty.
الواحد كان بفكر إنو في حد أدنى من الحكمة الجمعية ممكن يكون تراكم لدى الطبقة السياسية السودانية يجعلها تستغل انتقال ديسمبر كانتقال حقيقي نحو دولة مدنية حديثة. انعدام هذا الحد الأدنى من الحكمة الجمعية يشي بأن هناك خللا عميقا في ميكانيزمات انتخاب الفاعل السياسي في المجتمع السوداني.
عقلانيتك كمواطن بتتطلب إنو تقيمك يكون للمواقف ما الأشخاص ولا المؤسسات. كدا أنت بتبقى حافز بنيوي بيخلي الأشخاص والمؤسسات في العمل العام يطوروا مواقفهم. تجربة الحرية والتغيير من أسوأ ما حدث في السياسة السودانية لكن نقدها لتجربتها بغض النظر عن الدوافع والمآلات من أفضل ما حدث فيها.
المشكلة الأساسية لقادة الحرية والتغيير وجزو كبير من الناس الفوق ٤٠ سنة انهم قايلين الديسمبريين والديسمبريات ديل شفع، قصر، يافعين. أي زول يعمل underestimation للناس ديل بيركب الركبة الواااااحدة دي. انا الناس الحارسين الثورة دي ما عارف عددهم كم، لكن ديل أقوى ناس في السودان دا.
صرخة دكتور ياسر يوسف الرئيس التنفيذي لجمعية الأطباء في أمريكا، سابا، لا بد أن تُسمع ويُرجع صداها في المجتمع السوداني. "استثمارنا الرئيسي يجب أن يكون في المنظمات المنتخبة ديمقراطيا: أي استثمار غير كدا نحن لن نحصد منه إلا هشيم". وفعلا نحن أربعة سنين ما حصدنا ولن نحصد إلا الهشيم.
درس التاريخ وعبرته، بعد فشل الانتقال الخامس في السودان، هو أنه لن ينجح انتقال سياسي تقوده النخبة السياسية المُعاد إنتاجها في الصراع السلطوي على دولة ما بعد الاستعمار! رفعت الأقلام وجفت الصحف! أو هكذا أدعي! على الجماهير الثورية أن تنتج قيادتها وتتولى التعبير عن نفسها من غير وكيل!
الدولة دي في النهاية مؤسسات، وعليه، السؤال هو: هل الناس حظها من المؤسسية بيأهلها لي أنها تستحق دولة مؤسسات؟ لن تنال في شأنٍ ما إلا بقدر ما قدمتّ له! إذا جايبين صفر في المجتمع ما نكوس لي الواحد في الدولة. تاني ماف خواجة بجي بيستعمرنا وعليه السؤال دا مواجهين بيهو نحن قدام روحنا!
الدولة المدنية الحديثة ��لتنموية الديمقراطية اللي بتلبي أشواق الثائرين ما كان عندها قاعدة اجتماعية مكافئة ليها من الاستقلال. القاعدة الاجتماعية المطلوبة موجودة لكن ما حاضرة لأنها لم تنظم نفسها ولم تنتج خطابها وفنها ومؤسساتها الاعلامية والمالية والمعرفية.
أكبر تحدي حيواجه السودان دا في المستقبل هو أزمة الخطاب؛ المفاهيم السياسية في البلد دي بتتلاك وتتعجن وتتقزم بي صورة ما طبيعية! إلا نتكلم لغة جديدة تاني!
أكبر عدو أمام مستقبل السودان والثورة الجميلة دي هم الناس البيستسهلوا الح��جات؛ الناس المستعدين يتحاوزوا الأسئلة الكبرى بتاعت المؤسسية والتأسيس، ليس على مستوى الدولة فحسب ولكن على مستوى الكتلة الثورية نفسها. ديل الدايرين يطلعوا إعلان سياسي بي نقاش فيسبوك قبل يوم ١٩ عشان الجو سخن.
للناس المشوا ينظموا القبائل: أكسبوا زمنكم! القبيلة دي ما بتعمل ثورة ولا بتصيغ التاريخ السياسي. دي جزو من البنية الخاملة ما البنية الفاعلة. فما تجروا هوا، دا تحالف هش والناس ديل برحبوا بي أي قادم وببيعوا بي شلن. دي خطوة ضد التاريخ. صحيح هي واقع لكن حقو نعمل على تجاوزه ما تكريسه.
وجود حمدوك ما حقو يعبّش على الناس الاقتصاد السياسي للسلطة الحالية. نحن حاليا في مرحلة زي لمن برهان فضّ الاعتصام وقرر يعين حكومة ويعمل انتخابات بعد سنة. الناس طلعت في ٣٠ يونيو لأنو ديك سلطة عسكرية. ودا الحاصل حسّ بس رئيس وزراء السلطة السلطة العسكرية دي حمدوك.
إذا في حاجة واحدة السودانيين ما مفروض يحتفلوا بيها فهي الاستقلال لأنو لم نستقل بعد؛ زي ما قال الشاعر: قول لي سألتك بالقبيل رفعوا العلم؛ رفعوه ليه فضل الألم؛ في كل شبر دمعات ودم! فرحتنا هل كانت وهم؟! حتى ثوراتنا كلها؛ اكتوبر؛ ابريل وديسمبر؛ مشاريع لم تكتمل بعد!
الدولة الجابها الاستعمار فيها مشكلتين هم جذر التناقضات البتأدي للدورة الخبيثة. الأولى إنها حديثة. بمعنى العمليات الاجتماعية الأنتجتها ما مرت علينا؛ والتانية إنها استعمارية؛ مستبدة واقتصادها ريعي. تأكد تماما دا الشي الوراء صفوف البنزين والعيش البنقيفا للمرة المليون في تاريخنا.
زول سؤال شرعيتو ما أجاب عليهو بينو وبين الجماهير البدعي تمثيلها؛ بجيب من وين شعور الاستحقاق البيحدد بيهو مصير بلد؟! كيمان اليقين بالاستحقاق دي بتتوزع في ياتو سوق فكر؟ سوق الفكر السلطوي: فكر السودان القديم. لو بتقاوم بس ما تتهيكل لكن لو داير تتصدر لتأسيس بلد ما تتغردن لينا!
لو أصلو الهدف دولة حديثة وطنية ديمقراطية تنموية، فالسودان دا محتاج نظام اجتماعي جديد كشرط للنظام السياسي الجديد دا. المسألة دي داير الروح الثورية لشباب وشابات ديسمبر تترجم لي عمل تنظيمي مؤسسي في النقابات ولجان مقاومة الأحياء. دي القاعدة الاجتماعية المطلوبة للسودان الجديد.
إخراج الجيش من الانتقال يتطلب كشرط ضروري وليس كافي وجود أجسام مدنية استيعابية مكتملة الشرعية لإدارة الانتقال ليس من شأنها أن تشغل جهاز السلطة كالنقابات مثلا. وجود أحزاب سياسية ما دون غيرها في تحالف ما لإدارة الانتقال هو ما يكسب وجود الجيش "مشروعية" وإن كان جزما لا يكسبه "شرعية".
ديسمبر أهدت للعالم العندو مشاكل بتشبهنا دروس كويسة في السلمية وطول النفس الثوري وتنويع الأساليب الثورية. الدرس الأخير الفضل هو قدرة الجماهير الثورية في إنها تتنظم قاعديا وتعبر عن نفسها ديمقراطيا بمعزل عن الطبقة السياسية. الحمد لله في بشريات كويسة في إنو الشوط بتاع التنظيم دا بدا!
الكلام عن إنو تنظيم المجتمع المدني للنقابات والتنسيقيات بياخد زمن ما سليم. لو اتكونت منصات من أجسام شرعية بأوزان صفرية قادت تنسيق العمل الثوري الجماعي البنائي دا بي ديدلاين، وعملت بالتنسيق مع الأجسام الراغبة في الشرعنة جداول زي حقت تجمع المهنيين بننجز بأسرع وأزبط ما يكون.
يكرهون البناء القاعدي لأنهم يخافون على تصواتهم المُدعى بأنها "جذرية" وقياداتهم "الفوقية" من إرادة القواعد. الجذرية الحقّة اليوم في عدم المساومة بالمرّة على القيم التأسيسية ليس فقط على مستوى الدولة المُراد وصول الثورة لها ولكن على مستوى القواعد القائمة بالثورة نفسها!
الناس الشغالة على إعلانات سياسية جاية بي فوق دي حقو يسألوا قيمة إعلان الحرية والتغيير الليلة شنو؟ رغم إنو كان إعلان لحراك سياسي ثوري أسقط نظام الانقاذ، لكنه عجز عن أن يؤسس دولة على إثرها. في وثائق جميلة جدا كُتبت عبر تاريخ السودان لكن مشكلتها الأساسية إنها كانت مكتوبة ما مصنوعة!
الدولة كجهاز خدمي قضيتها تحفظ حق الإنسان داخل جغرافيتها في الحياة وتوفر ليه المنتجات والخدمات البتحررو من ذل المادة عشان يعيش زي ما يحب! فالوطنية في جوهرها ما اي شي غير الالتزام بالتعاقد الاجتماعي في شكل مبادلة الحقوق والواجبات لأجل خدمة إنسان الجغرافية المعينة دي!
الأعياد الحقة بالنسبة لي هي اللحظات التي استعيد فيها كإنسان الشعور بإمكانية الفعل في التاريخ. لو بلغنا ٣٠ يونيو الجاي وعندنا ١٩٦ تنسيقية لجان مقاومة منتخبة في كل محليات السودان فدي لحظة بالنسبة لي حتكون شرخ في الزمن السوداني. دا فعلا لحظة نمشي ننوم مدام ديل ولادنا. عيد مبارك!
في تلاتة مواقف مختلفة من التطبيع: ١/الموقف من التطبيع من حيث المبدأ؛ ٢/الموقف من التطبيع معطى ضروريتو للرفع من قائمة الدول الراعية للارهاب؛٣/الموقف من التطبيع معطى إنو محوري للرفع من قائمة الدول الراعية للأرهاب ومعطى الآلية غير المؤسسية التم بيها وانعدام خطة محكمة للتعامل معاو.
دول ما بعد الاستعمار ما دول صناعية، ففرز المجتمعات لي طبقات موجود لكن ما بيفسر الصراع؛ الدولة الما بعد استعمارية جهاز مادي ضخم بيخلي تحكم النخب السياسية البتسيطر عليهو أكبر من تحكم تحكم النخبة الاقتصادية. عشان كدا بتتنوع النخب الاقتصادية بتنوع النخبة السياسية ما العكس.
السياسي السوداني، لو ما مؤدلج بزيادة لمن ينوم بليل، قد يكون نفسو في دولة ما مختلفة كتير من الدولة الدايرها الثائر. لكن سلوكه السلطوي، واللي هو ابن البنية السياسية، ما بيوصل أصلا للدولة دي. فزيما ما بتلوم الموية لو اتبخرت في مية مئوية، ما تلوم سياسي سوداني لو أفشل انتقال.
الإسلاميين فقدوا الخطاب والتنظيم والسلطة. ومن غير التلاتة ديل هم مجرد قاعدة اجتماعية معزولة ما قوة اجتماعية حقيقة. فقدان الخطاب تحديدا سببه إنو الشعار الإسلامي (لوحده) لم يعد كافيا لتحريك الكتلة المحافظة اجتماعيا بعد تلاتين سنة. لكن للأسف في السودان التجربة السياسية لا تورث حكمة.
نهايةً لا يصح إلا الصحيح؛ أمورنا ما حتزبط إلا نعمل الحاجات الصح! اللجان ترجع لي قاعدتها وتجي كلجان شرعية منتخبة؛ النقابات التسييرية تمشي ترجع لي جمعايتها العمومية! الناس ترجع للمؤسسية والشفافية والديمقراطية والقاعدية؛ بعد تشوفها في روحا حتشوفها في بلدها؛ لأنو فاقد الشيئ لا يعطيه!
أكبر خطأ ارتكبتو الحرية والتغيير كان إنو العقل السلطوي منعها من هيكلة نفسها ومأسسة قنوات تواصلها مع الجماهير تحت عنوان ضرورات المرحلة. ذات العقل السلطوي قائم على إعادة إنتاج نفسه في بعض عضوية لجان المقاومة لمنع هيكلتها ومأسستها وفق ذات الحجة. السودان القديم فكرة والفكرة لا تموت!
الخطوة الأولى في إحداث أي اختراق في الاجتماع السياسي لثورة ديسمبر تتطلب أن تعي جماهيرها أنها قواها المدنية تكالبت على الثورة بأكثر من تكالب العسكر وفلول النظام البائد. فتحويل الفشل لآخرين ليس مجديا ولا يمكن للهلال أن ينتصر على المريخ فترى جماهير المربخ أن سبب هزيمتها هو الهلال.
المطلوب من الخطاب هو الإجابة على سؤال ما يجب فعله: بالإجابة على أسئلة ماذا ولماذا وكيف؟! انتخاب الكتلة الثورية لخطاب ما باعتباره الخطاب "الصحيح" هو يعني حسم إجابة ما "يجب فعله"! وإذا تجاوزت الكتلة الثورية "سؤال الوحوب" فالأسهل بكل المقاييس سيكون الإجابة على "سؤال الإمكان"!
أي زول بعد دا حيدّعي وصلاً بليلى لجان المقاومة زي ما عمل حمدوك الليلة! الحل شنو؟! اجتماعات جمعية عمومية وإجازة النظام الأساسي وإجراء الانتخابات في الهواء الطلق! أنت داير شرعية تخت بيها صباعك في عين أي فاعل سياسي!
يفقد الإنسان نبله تجاه أفكاره حين يسعى لإنزالها جبرا على الناس. وكثير من سياسيي ومثقفي السودان عبر تاريخه بعد الاستعمار أثبتوا، ولا يزالون يثبتون، أنهم ليسوا نبلاء تجاه أفكارهم.
واحد من المتحدثين بإسم اللجان قال "نحن" تنظيمات حركية رشيقة ما بنعمل مؤتمرات قاعدية!! أولاً، بناء على ذات منطق الحركية والرشاقة دا يا حبيب ما حقو تعمل لينا إعلان ولا ميثاق سياسي، خليك شغال في الشارع مواكب! تانياً "إنتو منو؟" الحرية والتغيير فكرة والفكرة لا تموت!
في "ميثاق مقاومة" بيحدد أجندة المقاومة للحراك الحالي تحديدا، وفي "ميثاق لجان المقاومة" كإطار عام تأسيسي للدولة السودانية ما بيعالج الواقع السياسي بي تفاصيل لكن بيخت مبادئ تأسيسية بعد تتحقق "المقاومة" بتكون فقدت معناها؛ وفي "إعلان سياسي" بيحدد طبيعة الانتقال القادم إجرائيا.
لجنة المقاومة بتستمد شرعيتها من الجمعية العمومية المقاومة في الحي، لجنة التغيير والخدمات بتستمد شرعيتها من الدولة والوالي ممكن يحلها؛ اللجنة دي شكل مشوه للحكم المحلي. لكن لجنة الحي ولا مجلس الحي هو جهة تشريعية بتستمد شرعيتها من الدولة بتقوم بعد إجازة قانون حكم محلي.
عدم مصلحة أحزاب قحت في عمل مجلس مركزي مؤسسي يتحمل مسؤوليات الانتقال التخطيطية والتنفيذية، وترحيلهم المسؤولية كليا للحكمومة، بما يزيد حيز مناورتهم ونفوذهم في المساحة البينهم وبين الحكومة، انقلب عليهم أخيرا: الحكومة بقت مركز قوة منفصل عندو حاضتنو ومصالحو، وهم مجرد توابع أو معارضة!
الإمتاع والإبداع في البناء القاعدي للمجتمع المدني! يا سلام على مكاملة التنظيم على أساس العمل مع المستوى المحلي. الفعل الثوري الديسمبري دا غاية في الجمال؛ ثورة حالة من البسالة ألف شكل وألف صورة!
إذا مجتمع المدينة عجز عن إنو يعمل انتخابات بناء قاعدي لتنظيمات السكن والعمل أنا ما عارف نظرية احتلال المحليات دي حتشتغل كيف مع مجتمع الريف. طبعا الخيال الأصفر مصور لمدعي الجذرية إنو الصراع في السودان بين المدينة والريف. بينما الصراع في السودان قاعد squarely في المدينة.
سردية القوى الثورية ومعرفتها ومهاراتها وأدواتها ما مكافئة لي مصالحها. المطلوب سردية ومعرفة ومهارات وأدوات مكافئة لمطالب القوى الحديثة في دولة ديمقراطية تنموية مدنية حديثة. الفكرة زي لمن تجيب لي زول عمره سنتين لعبة لي زول عمره ستة سنين. العندنا ما قدر مطالبنا!
الانتقال في دولة معقدة زي السودان محتاج علاقة الجماهير الثورية مع المعبرين عنها تكون علاقة تمثيل حقيقي للمصالح وليس مجرد توازيها، عشان قيادة الثورة ما تتباع في سوق السياسة السوداء. فاحتمال انو زول مصعد ديمقراطيا في نقابة من منشأته ولا في تنسيقية مقاومة من حيو يبيعك تؤول للصفر.
البيقول إنو أساليب المقاومة السلمية دي بالجد بقت فعل من الطبيعة الثانية Second Nature للكتلة الثورية هو حجم التعليقات البي الـأيموجيز حقت الضحكات في بيانات أجهزة السلطة!
الشرط الضروري لميلاد الحزب الثوري، الحزب البوصل الثورة للدولة، وكحد أدنى بيودينا لي سودان صناعي فيهو رفاه اجتماعي الزول المولود فيهو في ام دافوق والمنشية عندهم نفس الضمانات الاجتماعية، هو تنظيم المصالح دي نفسها. تنظيم المصالح دي بيحصل بالبناء القاعدي للتنسيقيات والنقابات.