ماذا نُغنّي غداةَ الجرح يا وطني؟
أنشودة الأرض أم تغريبة الزمنِ؟
ماذا نسمّي صلاة الغائبين إذا
عادوا جميعاً وعادَ اليُمنُ لليمنِ؟
وأين أين يفرُّ الآن منهُ غداً
وقد رأى الأمس رأي العينِ في الكفنِ؟
بل كيف إن لم تسعني دمعتي نَدَماً؟
وكيف كيف تعودُ الروحُ للبدنِ؟
#عبدالرحمن_حسن
أحبة الشّعر ..
صدر لي اليوم ديوان (صيغةٌ أخرى للترابْ)
عن دار تكوين العالمية للنشر والتوزيع
والذي أهديه لكل عشّاق ومحبّي الشّعر في الوطن العربي مع خالص محبتي وأمنياتي لكم بقراءة ماتعة تليق بأرواحكم النقية وذائقتكم العالية #عبدالرحمن_حسن
اللوحة بريشة الفنانة المبدعة/علياء رمضان
أغنية للحب
الحب أعمى لايراكَ ولا يُرى
هو أنت حين تكون شيئاً آخرا
هو هاهنا أو هاهنالك واحدٌ
وحيثما وجَّهت قلبك كبَّرا
الحب حبلُ الله بين عبادهِ
ووثيقةٌ بين الثريا والثرى
الحب أول نطفةٍ مُنيت بها
هذي الحياة فأسفرت عنها الورى
الحب أشعرُ شاعرٍ جاريتُهُ
بل إنه أولى قصائد عبقرا
عبثاً تحاولُ لا لعلّ ولا عسى
وكأنَّ قلبكَ في الحقيقةِ قد رسى
عبثاً ترفرفُ في السماءِ محلقاً
ويداكَ أقربُ ما تكونُ إلى الأسى
لم تختلفْ رغمَ النهايةِ مُوجعٌ
فصداكَ منكَ إليكَ عادَ مُكدَّسا
لمّا سألتُكَ عن غيابكَ قلتَ لي:
لا شيء يبدو في الغيابِ مُقدّسا
قفْ حيثُ أنتَ الآن ظُلّكَ
(فهرسةُ جُرحٍ فلسطيني)
قصائدي كلُّها حمراءَ ترتجفُ
وأحرفي فوقَ ما تبدو وما أصِفُ
فباطنُ الحرفِ فيها ظاهرٌ
ودمي في حَيْرةٍ مِنْهُ
لا يجري ولا يقفُ
ماذا أُسمّي جحيماً لا تُفهْرِسُهُ
مِنْ شدّةِ البوحِ
أقلامٌ ولا صُحُفُ؟
لا ماءَ لا زادَ لا مأوى
فأينَ تُرى؟
ينجوا من القتلِ طفلٌ
وأنا أُحبُّكِ أنتِ أنتِ تطرُّفي
وإليكِ مِنكِ تلهُّفي وتصوُّفي
سأظلُّ أكتبُ في هواك قصائدي
ويظلُّ حرفي ما استطاعَ لكِ وفي
وكما يكون الحبُّ سوف أكونني
وكما بدأتِ القلبَ لا تتوقفي
فأنا الهوى أنا الظلالةُ والهدى
وأنا الملاذ إذا غزتكِ مخاوفي
👇
#عبدالرحمن_حسن
#بوابة_الشعراء
وأعرفُ "لا حياة لمن تنادي"
ولكنْ كيفَ أبرأُ من فؤادي؟
وكيفَ أقولُ أنّي صرت منّي
بلا حزنٍ يسمّيني وحادي؟
وكيف أساومُ المعنى وهلْ لي؟!
من المعنى سوى ما للمدادِ
أنا لا أدخلُ التأويلَ حيّاً
ولا أُحصي الفراغ بكلِّ وادي
ولكنّي إذا استقبلتُ قلبي
وناداني إلى روحي مُنادي
دخلتُ
من أيّ جرحٍ ياحبيبي نطلعُ؟
إنّ السبيل إلى القصائدِ موجعُ
أوكلّما خطّتْ حروفي خطوةً
خطّتْ بظهر البين نحوك أربعُ؟
وانفضّ من حولي الكلامُ وأقبلتْ
من كل حولٍ حولَ عيني الأدمعُ
وتوجّس المعنى توارى في دمي
وارتدّ من نارٍ لأخرى مضجعُ
لا آخرٌ للحب كيف سننتهي؟
لا أولٌ للقلب أين سنرجعُ؟
عفا اللهُ يا صنعاءُ عنكِ تكلَّمي
وقولي لهم ما لم يقلْ ها هُنا فمي
عفا اللهُ يا صنعاءُ ليسَ لأنّني
انتصرتُ ولا كوني هُزِمْتُ لتُهْزمي
ولكنْ لأنَّ الحبَّ ليسَ لهُ يدٌ
ولا في يدي أحلى من الشِّعرِ أو دمي
أنا والصَّدى وجهانِ أنّى وجدتُهُ
تنبأتُ سطراً مِنْ أسايَ وعلْقمي
إلى معناكَ من معناكَ تَتْرا
ومن نارٍ إلى أُخرى وأُخرى
ومن جرحٍ طفيفٍ في الحنايا
إلى أن تلفِظُ الأنفاسُ شِعْرا
وعمّا شهقتين يفرُّ طيرٌ
إلى مالستُ أدري - أنتَ أدرى
وينبت من خرير الروح نايٌ
وينفض عن غبار الوقت ذكرى
فسبحان الذي أوحى لروحي
وسبحان الذي بالحبّ أسرى
#عبدالرحمن_حسن
يكادُ ولا تحالفهُ الظروفُ
ويوشِكُ ثمّ تسبِقُهُ الحروفُ
يحاولُ والمدى رتقاً وأنّى
سيمضي سوف تدركهُ الحتوفُ
كأنّ خطاهُ قُدّت من عذابٍ
فظلّت حولَ دمعتهِ تطوفُ
كأن الأرض مذ خُلقت كنصٍّ
يأولُها الكسوفُ أو الخسوفُ
فقد تأبى القصيدةُ ذات سرٍّ
وقد تدنو كما تدنو القطوفُ
#عبدالرحمن_حسن
ردّدي ما شئتِ جرحي أونشيدي
ردّديني من وريدي للوريدِ
ردّدي ردّي أمانينا التي
لم نكنها كي تكوني ما تريدي
واصرخي قولي معي ياأنت يا
آخر الأحلام في الأفق الشريدِ
ردّدي ردّي عليّ الآه ردّي
النوى للحب للشوق العنيدِ
وامنحيني نجمةً أوقُبلةً
بسمةً أوشمعةً في يوم عيدي
#عبدالرحمن_حسن
وأنا أحبُّكِ أنتِ أنتِ تطرُّفي
وإليكِ منكِ تلهُّفي وتصوُّفي
سأظلُّ أكتبُ في هواكِ نهايةً
لبدايتي كي لا أجفَّ وأكتفي
وكما ختمتُ الدربَ سوف أعيدُهٌ
وكما بدأتِ القلبَ لا تتوقفي
فانا الهوى وأنا الضلالةُ والهدى
وأنا اليقينُ إذا غزاكِ تخوفي
وأنا أنا نبضٌ يلاحقُ حتفَهُ
أو قبلةٌ
حتى النهايةُ يا أبي لا ترحمُ
مذ كُنتَ والدنيا كأنك تعلمُ
أن الحياةَ وإن بدت لك حُلوةٌ
ليست حياةً فالحياة العلقمُ
مذ كن شجاعا يابني ولم أزل
في هذه الدنيا أثورُ وأحجمُ
لا تلتفت للموت جرّب مرّةً
أخرى وأخرى علّ موتك يهزمُ
جرّب حياتي في مماتك كي ترى
كم أنّ موتكَ في حياتي مؤلمُ
لاأنتِ أنتِ في الغياب ولاأنا
في غربة النايات بعدكِ من أنا
آمنتُ بالمكتوب فيكِ ظلالةً
وكفرت بالاشواق دونكِ مؤمنا
أن الذي منح الحياة لوردةٍ
لن يألُ حباً أن يضمّ شتاتنا
فكتبتُ ماتملي عليّ غياهبي
وسخِرت من حربِ المنيّةِ والمنى
والله ما ذُرفتْ هنالك دمعةً
إلا تداعت دمعتين لها هنا
لا دمي أغلى ولا قلبي نبيْ
كلُّ ما في الأمرِ أنّي كوكبي
كلّما حرّكتُ غيماً أو دنا
من يدي نجمٌ توارى غيهبي
كلّما موْسَقْتُ حرفاً دنْدنتْ
خلفَهُ ريحٌ من الأمسِ الأبي
كلّما في الحبّ أنّي كلّما
آنَسَتْ روحي بلادي صِحتُ بي
لم أمتْ من أجلِ ما ماتوا ولا
عِشْتُ من أجلي ولكنْ مُتُّ بي
لا وقتَ للكأس صُبي الخمرَ في رأسي
من أول التيه حتى آخر الكأسِ
قالت حبيبي لقد أسرفتَ قُلتُ لها
لا تُفزعي الحُلمَ غُضّي اليوم عن أمسِ
قالتْ أحبكَ قُلتُ الحزنُ علّمني
أن لا أغامر إلّا في مدى الحدسِ
قالت وماذا أُسمّي النهدَ بعد يديك
إنْ نَجَتْ صُدفةً من نفسها نفسي
#عبدالرحمن_حسن
خذني لها أو أعدني بين أوردتي
أنّى اتجهت بدتْ صنعاءَ من جهةِ
خذني لصنعاءَ من صنعاءَ إن لها
في القلب قلباً ولي قلبان من سعتي
كم قال لي الدربُ يوماً ما ستذكرني
لكنه لم يفسّرْ قيدَ أُنْمُلتي
كم قال لي لا تُربّي الدمعَ أسئلةً
كي لا تخوضَ الرؤى زحفاً على الشّفةِ
#عبدالرحمن_حسن
لروح والدي الذي توفي صائمافي طريقه الى المسجد لاداءصلاة المغرب
من الدنياعلى عجلِ
إلى فردوسك الأزلِ
رحلت ولم تودعنا
لكي نبقى على أملِ
صدقت ولم نصدقنا
فمازلنا ولم تزلِ
أبي والموت معركةٌ
فهل قاتلت يابطلي؟
هل استنصرتني أبتي
أم استسلمت للأجلِ؟
فرد وقال مبتسما
وهل للموت من قِبلِ؟
الساعة الآن إلا(الآن) في آنٍ
الساعةُ الآن صفرٌ والمدى داني
الساعةُ الآن إلا أنتِ لو عبرت
من دون أن تدركيني إنني فاني
واللحظةُ الآن غيبٌ لوكفرتُ بها
فسوف أخسر فيها كلَّ أيماني
هل أُعلن الآن حسب الخوف في وطني
موتي بعيداً وحسبي منه عصياني
#عبدالرحمن_حسن
فلتمنحي الورد وقتاً حين تحملني
عيناكِ في رحلةٍ منّي إلى العبقِ
لا تتركي قبلةً تغفو على وترٍ
كالذنبِ بين الاغاني دون معتنقِ
لا تتركي سجدةً للسهو في شفتي
إلّا بقدرِ إلتفات الروحُ للرمقِ
إني تركتُ الأرضَ ثكلى دون آخرةٍ
كي تتركي وطأةَ الاشواقِ في الطرقِ
#عبدالرحمن_حسن
يطاردُ الفقرَ في عينيهِ يسكتُهُ
بكسرةِ الحرف حتى يَنطقَ الجسدُ
منْ يرتدي منْ؟ فهذا الثوبُ مُنذُ أسىً
كأنّهُ الجِلدُ أو ما دونَهُ الجَلَدُ
من يُسكتُ الجوعَ؟ من يُنسيهَ فطرتهُ؟
من يطعمُ النارَ شيئاً دونهُ الكبِدُ؟
أخافُ من فرطِ ما سالتْ محابِرُهُ
بحثاً عن الصبحِ أن يُستنفدَ
(ممَّا افْتراها)
لمْ يكنْ دربي ولا كانتْ خطاها
كانَ سهواً طائشاً ممَّا افْتراها
كانَ يا ما كنتُ إلَّا خُطوةً
بينما أمشي إلى حتفي وراها
كانَ يا ما كانَ قلباً شارداً
في يدِ المعنى وحدساً في رؤاها
ثمَّ دارَ الصمتُ حولي دورةً
حين ذابَ الكونُ فيها أو تماها
ثمَّ تاهَ القلبُ تاهَ
تعالي قد مللتُ الحرف وحدي
وأوشكَ أن يكون بدون معنى
تعالي قد ملأتُ الشعر نزفاً
وأشواقاً وأسفاراً وحُزنا
تعالي لا أريدُ الحب حدساً
وضرباً من خيالٍ كفَّ عنّا
هبيني قُلتُ أنّ الشّعر أنتِ
فهل يُغني؟وهل ما قُلتُ أغنى؟
تعالي فكرةٌ تُفضي لأخرى
ونورٌ يملأُ الأرجاء أمنا
#عبدالرحمن_حسن
وقوفاً على ما ليسَ إلّا مُوَدِّعا
وقفنا لكي نروي دماءاً وأدمُعا
عشيقاً ومعشوقاً بظلِّ قصيدةٍ
على ضفَّتيْ نايٍ بكيناهما معا
ولو أنّ حتفاً ما أفاقَ لدلّنا
وألقى علينا ما هُنالِكَ مصْرعا
ولو أنّ عصفوراً تكلّمَ دوننا
لأفشى; ولو جازَ السماعُ لأسمعَ
ولو أنّ أهل العشْقِ قاسُوا
(الصياد والحورية)
وأناأحاولُ سوفَ أُخفقُ دون شكْ
قل لي بربك أنتَ أنّى كانَ لَكْ
وكأنّ من أفضى لسيفكَ لمْ يجِدْ
غمداً لهُ إلا الفؤاد فأغمدَكْ
فوحقّ من فَتَنَتْ عيونُكَ في الهوى
مازال ينقصني الهلاك لأكْتُبَكْ
فهل القصيدةُ في المكيدةِ؟أم ترى
أنّ المكيدةَ في القصيدةِ منكَ لكْ؟
👇
وعليكَ وحدكَ أن تُحاولَ مصرعكْ
إني هنا وحدي أراكَ وأسمعكْ
لا..لاتحاول أن تغيب للحظةٍ
إني هنا جمرٌ يُقلبُ مضجعكْ
فأنا وإن كنتُ القريبُ مفارقٌ
وأنا وإن كنتُ البعيدُ هنا معكْ
والله لوكان الخيال لهُ يدٌ
لنفختُ من روحي وروحِك أدمعكْ
لكنني رغم المسافة شاعرٌ
لاأنتهي إلا لأبدأ مطلعكْ
قليلاًمن الليل مايهجعُ
فما ناء إلا دنى مصرعُ
على بعد غيبين من دهشةٍ
ومن قاب وحيين قد يسمعُ
فكم كابد الآه في أسرها
وكم أنجبت أدمعاً أدمعُ
وكم راود الليل عن سرهِ
وكم حال دون الرؤى مطلعُ
إلى أين؟ليس لهُ آخرٌ
ومن أين من أين؟لامرجعُ
وهل يعلم النهركيف انتهى
وأين جرى وابتدى المنبعُ
أوْجسْتُ حُبَّاً من قداسةِ ما جرى
فبسطْتُ للأوراقِ صحويَ والكرى
قسَّمتُ قلبي في الجهاتِ كطائرٍ
مِنْ طيرِ إبراهيمَ كي أتطهَّرا
ودعوتُهنّ كما أمرتَ مُسلِّماً
يأتيْنني ونظرتُ ماذا قد أرى؟
فرأيتُني من كلِّ شطرٍ آتياً
وكأنَّ لي في كلِّ شطرٍ آخرا
يا أيُّها الوطنُ الذي لا ذنبَ لي
من
.
ما لمْ يكنْ أنتِ فالخوفُ الذي ألقى
ـ يا أمَّ موسى ـ هو الحبُّ الذي أبقى
إيّاكِ إيّاكِ والتجديفُ في عدمٍ
والبحثُ عنْ ضحكتي في أُمّةٍ حمقى
فطفلكِ الغيبُ لا نردٌ ولا حجرٌ
في الأرضِ تدري بمن يشقى ومن يرقى
وحظُّكِ الآنَ نِصْفٌ لو قذفتِ بهِ
في اليمِّ والنّصفُ حظُّ الماءِ والغرْقى
ردّدي ما شئتِ
جرحي أو نشيدي
ردّديني من وريدي للوريدِ
رددي رُدّي
فإمّا أن يريدَ الّذي كنّا
وإمّا أن تريدي
ردّدي ردّي عليّ الآه
من داخلي
يا نار كوني من جليدي
ردّدي
يا حب
يا إنسان
يا آخر الأحلام
في الحرف الشريدِ
ردّديني
فكرةً
أو قبلةً
بسمةً أو شمعةً
في يوم عيدي
#صيغة_اخرى_للتراب
...
وقفْتُ على ما لا أعيهِ ولا يعي
كأنِّي على قبري وقفتُ بمصرعي
وقفتُ وما لي في الوقوفِ على دمي
حبيبٌ ولا ذِكرى فعُدتُ بأدمعي
وأطلقتُ حزني في الفراغِ كنهدَةٍ
تنهَّدتُها سهواً ولم تدرِ أضلعي
ولولا يدٌ مُدَّتْ منَ الغيبِ خِلسةً
لما عادَ بي وحيٌ ولا عُدتُ بي معي
#عبدالرحمن_حسن
نامو عميقاً قبل أن يتفردسوا
وتأرجحت أحلامهم فتوجسو
نامو وخلف الليل ليلٌ آخرٌ
والخوف أعزل والسماء مسدسُ
وأمامهم ما لن يعود كأنهم
والموت يسبقهم بفرضٍ آنسو
لم يضبطوا ساعاتهم لم يعلموا
أن المؤذن في السماء فعسعسو
وتشبثو بالحلم حتى استنفدتْ
كل النجوم وأردفتها الأنفسُ
#ضحايا_الزلزال
لنا مالهذا الليل في الشوق أحيانا
وفي السرّ والنجوى وفي البوح أحيانا
لنا مالهذا الليل في الغيب قافيةٌ
تُطِلُّ على الأحباب(أرضاً وإنسانا)
هنا تُقلِعُ الأشواق من كل نافذة
هنا تَهبِطُ الأشواق وجداً وحرمانا
هنا مدرج العشاق حبرٌ على ورقٍ
وشتّان مابين المحبين شتّانا
#عبدالرحمن_حسن
عفا الله يا أمّي سألقاكِ ضاحكاً
وتلقينني حُبلى فبُشْرى لمقْدَمي
وطوبى لقلبٍ كلّما قلتُ أطبقتْ
عليهِ الليالي قبّلَ الصبحُ مبسمي
كأنّي تعقبتُ النجومَ فلم أجدْ
سهيلاً فتابعتُ المسيرُ على دمي
وقلتُ لهذا الليلِ ما شاءَ إنّني
أعوذُ بهِ من شرّ ما قالهُ فمي
فقولي أنا صنعاءُ ما كلُّ
مزّقَ المعنى وأخفى حدسَهُ
كي يرى وجهاً لوجهٍ عكسَهُ
لم يكن في الماءِ إلّا واهماً
أو مجازاً لم يُسمِّي قوسَهُ
لم يكن في الريحِ إلّا واحداً
عندما كانوا جميعاً هجسَهُ
ليس من ألقاهُ حرفٌ في الصدى
كالذي في النارِ ألقى نفسَهُ
إنّ كأساً كان يرويها النّدى
لن تساوي ذاتَ نشوى
(بقايا نزوح)
وصنعاءُ التي سكنتْ قروحي
تنوءُ الآنَ من بوحٍ لبوحِ
وتفتحُ صدرها للموتِ فيها
وتستجدي السماءَ دمي وروحي
فصنعاءُ التي ألِفتْ شقائي
ستألفُ ما تبقى من نزوحي
وصنعاءُ التي عشقتْ أساها
ستبكي في غياهبِها طموحي
وتتركُ لي الغناءَ دماً مُراقاً
وأسئلةً تفتّشُ عن شروحِ
(مدرجُ العشَّاق)
توارى قليلاً عنْ مداهُ وأنْشدا
ونادى ولا شيءٌ تداعى سوى الصَّدى
على رِسلِهِ في الغيبِ غابَ كنجمةٍ
ومن شُرفَةٍ ما مِنهُ عادَ مجدَّدا
تنحَّى عنِ الأسماءِ كانَ ولمْ يكنْ
سوى نطفةٍ في الغيبِ حينَ تسرمدا
تجلَّى كثيراً كمْ تجلَّى وكمْ رأى؟
وللوردِ رأيٌ غيرَ ما
مرّةً أُخرى من الّلا أخرياتي
هاأنا أنجو ببعضٍ من رفاتي
هاأنا أُدعى لموتٍ آخرٍ
في بلادي غير موتي في الشتاتِ
هل سأنجو؟_ربّما أو ربما
لم يعد في الموت وقتٌ للنجاةِ
ربما للصبح رأيٌ آخرٌ
غيرُ هذا_عندما يأتي سآتي
هاأنا أنتِ وها أنتِ أنا
هل عرفنا الموت الا بالحياةِ؟
#عبدالرحمن_حسن
هُوَ الآنَ حرٌّ لا عليهِ ولا لَهُ
هو الآنَ من حوْلي وقد كُنتُ حولَهُ
هو الآنَ يَطْوي حكمةً ما بحِكمةٍ
ومَنْ مِثْلُهُ يَشقى بما ليسَ مِثْلَهُ
هو الآنَ يُنسى بعدَ نهرينِ ظامِئاً
وقد علَّمَ الأسماء أنْ سِرْنَ قبْلَهُ
فهلْ ضلَّ حيّاً أمْ لموتٍ مؤجّلٍ
وعمرينِ نتلو في سُدى الرّوحِ
(مشهدٌ من قطاعِ غزّة)
فزِعتُ من الدماءِ فقلتُ صُبِّي
عليَّ الحزنَ يا صنعاءُ صُبّي
لقد جفّت دمائي في عروقي
وما جفَّ المصابُ فمَنْ لقلبي؟
ومن إلّا الحروفَ إذا تساوتْ
دماءُ الشعرِ في قلبِ المحبِّ
وهل لقصيدةٍ أن تفتديني
إذا سقطَتْ بها وسقطْتُ قربي؟
خذيني منكِ يا صنعاءُ إنّي
تماماً كما لو أنَّني أنتَ يا أبي
وما الجبُّ الا الحبُّ لولا غياهِبي
ولولا النّوى ما كنتُ صدّقت غربتي
وحطّمتُ خلفَ الامنياتِ مراكبي
تماماً كما لو أنَّهُ الأمس حينما
رأى من رأى شمساً على ظهرِ قاربِ
فلمْ أقصصِ الرؤيا على الماءِ إنّما
تذكّرتُني في الغيبِ أرعى كواكبي
#عبدالرحمن_حسن
مالي أرى في يديك الحرف يرتعدُ
هل هزَّك الشوقُ أم أوحى إليكَ غدُ
مالي أرى الخوف في عينيك محتشداً
حيناً وحيناً أرى ظلّاً ..(ولا أحدُ)
قد كُنتَ قبلَ الهوى(طيراً) بلا وطنِ
واليوم(كالريح) لاروحٌ ولا جسَدُ
ياأيها الشعر ماذا ظلّ فيك له
إن لم يجد فيك مايرجوا ويفتقدوا
#عبدالرحمن_حسن
مذ كانتا رتقاً وكنتَ مريدا
حتى انفتقت من التراب وريدا
مذ قال ربك للملائكة اسجدوا
حتى اهبطوا منها هبطتَ نشيدا
وصعدتَ حين صعدتَ شعباً أعزلاً
ترك الحروفَ على السيوف شهودا
هل فاض قلبُك أم تفردس مائهُ
أم طاب وحيك فارتقيتَ بعيدا
ماذا أقولُ ولا رثاء لشاعرٍ
مثل المقالح:بل أقولُ شهيدا
(الحُلمُ منْ أعلى)
نَنْسى ونقْسو
فقد ننسى وقد نقسو
وكلُّ يومٍ لنا منْ جرحِهِ كأْسُ
نُرتِّبُ الحُلمَ منْ أعلى لهاويةٍ
وهوَّةً ..هوَّةً
تصطادُنا النفْسُ
كأنَّنا حينَ لا نهوى نَضِلُّ
فإمَّا أنْ نحبَّ
وإمَّا أنَّنا رِجسُ
كأنّنا لا نعي في الحبِّ سَكْرَتَنا
ولا نرى ما يراهُ
أرى في سماءِ اللهِ طيراً أبابيلا
لها منذُ عامِ الفيلِ لم ترمِ سجّيلا
أرى جنّةً تدنو من الأرضِ كلّما
تجلّى لها طفلٌ تنبّّأتُ تنزيلا
أرى يا أبي شعباً من النورِ حاملاً
على جنبهِ عرشاً ونعشاً وإكليلا
أرى هل أرى إلّا حتوفاً تأجّلتْ
وحدساً قديماً زادهُ الغيبُ تأويلا
عزيزٌ على
ها أنا وحدي وعن وجهي غريبُ
ها أنا منّي إلى ما لا .. أغيبُ
ها أنا والشّمسُ تأتي من سدىً
والدُّجى بالقربِ من منفىً يؤوبُ
ها أنا والأمسُ منْ حولي ففي
كلِّ يومٍ لي مع الذكرى نصيبُ
هل تَرى يا حرفُ ما لا قد أرى؟
- ربّما فالجرحُ تفشيهِ الندوبُ
إنّني كالصّفرِ إلّا واحداً
في يدِ
نصف القصيدة في خيالكَ تسبحُ
والنصفُ جرحٌ مايزالُ يراوحُ
فإلى متى ستظلُ غوراً في دمي
كالحرف لا عذبٌ ولا هو مالحُ
وإلى متى سنظلّ نحتضن الأسى
وكأنّ مذبوحاً يراودُ ذابحُ
ياشعرُ ياوجع الخيال ألاترى؟
إني وأنك يا ابن جنبيَ كادحُ
لارابحٌ في الحب دون خسارةٍ
لاخاسرٌ في الحب إنّكَ رابحُ
(كواكب ومواكب)
تماماً كما لو أنّني أنتَ يا أبي
وما الجبُّ إلّا الحبُّ لولا غياهبي؟
ولولا النّوى ما كنتُ صدقتُ غربتي
وحطّمتُ خلفَ الأمنياتِ مراكبي
تماماً كما لو أنّهُ الأمسُ حينما
رأى منْ رأى شمساً على ظهرِ قاربِ
فلم أقصصِ الرُّؤيا على الماءِ إنّما
تذكّرتُني في الغيبِ أرعى
لا أعرفُ إلَّا الشِّعرَ
ولا يمكنُ أنْ أتصوَّرَ هذا العالمَ
إلَّا منْ نافذةٍ لمجازٍ
أو منْ لغةٍ تتسبَّبُ بالفوضى
أو فستانٍ لفتاةٍ نسِيتْ أرجلَها في أوجِ الرقصِ
وظلَّتْ تركضُ تركضُ خلفَ الحدسِ
لا يمكنُ أنْ أتنفسَ منْ رئةٍ تستنسخُ أنفاساً
أو يستنشقُ منها لصٌّ
أو يتصبَّبُ منْها
أرى في سماءِ الله طيراً أبابيلا
لها مُنذُ عامِ الفيلِ لم ترمِ سجّيلا
أرى يا أبي شعباً من الحدسِ حاملاً
على جنبهِ عرشاً ونعشاً وإكليلا
أرى! هل أرى إلّا حُتوفاً تأجّلت
وحدساً قديماً ربّما ضلّ تأويلا؟
فما قالهُ للنّاي أوصى لهُ بهِ
وما لم يقلهُ الماءُ مازالَ إنجيلا
#عبدالرحمن_حسن
كأنّنا يا ابن أمّي رغم غُربتنا
لم نبتعد ضِفّةً عن أعينِ اليمنِ
لم نختلف مرَّةً أونتّفق أبداً
إلّا على حِكمةٍ في هذه المحنِ
كأنّنا هاهنا أو ها هناك هنا
لم نتخذ دون هذي الأرض من وثنِ
هل يعرف الموت كم أفنى وكم سَفكتْ
يدُ الردى من دم الأجيالِ في وطني؟
#عبدالرحمن_حسن
#بوابة_الشعراء
وقفتُ على الديار وما وقفتُ
عليها باكياً -لا- بل ضحكتُ
وواريتُ الإيابَ خلعتُ وجهي
وراء قصيدةٍ ثكلى وعدتُ
وواصلتُ الغيابَ بكل شوقٍ
وروضتُ الحنينَ بما استطعتُ
وراودتُ المسافةَ جئتُ نصفاً
ونصفاً عاد بي من حيث جئتُ
ومن حيث انتهيتُ بدأتُ غيباً
كأنّي لم أكن إلّا وكنتُ
#عبدالرحمن_حسن
كيف يعرى القلبُ إنْ لم يرتدي
خوفَهُ نبضاً وتعرى أنمُلي؟
هل دمي في الحبّ أزكى من دمي
في يدِ المعنى لأنسى مقتلي؟
مَنْ أنا في الشّكّ إلا مَنْ أنا؟
في يقينٍ محضِ أو محضٍ جليْ!
يا بناتَ الريبِ في تلك الرؤى
هيئي للسيرِ عمراً وارحلي
يا سماواتي التي علّقتُها
فوق أنفاسي تجلّي وانزلي
(المسكوتُ عنه)
أنا وابنُ كونيْ والمكانُ وأكذِبُ
إذا قلتُ أنّي جئتُ أو سوفَ أذهبُ
أنا والجنونُ المحضُ النصُّ .. أو دمي
وما أشْبهَ الإثنينِ والنَّردُ يلعبُ
ونبضٌ منَ الرًّكْضِ الأليفِ يقولُ لي
ترجّلْ قليلاً لا عليكَ ستُغلَبُ
سيغْتالكَ الإنسانُ فيكَ مخافةً
عليكَ فلا تحزنْ