وثائقي: حكمة "الصدمة" (التجربة المؤلمة) The Wisdom of Trauma
استغرق العمل هذا الوثائقي اربع سنوات، و هو رحلة مع الطبيب الفيلسوف قابور ميت Gabor Mate لإستكشاف لماذا يواجه العالم و المجتمع الغربي تحديدا كل هذه الأبوئة و الأمراض النفسية و العصبية و الجسدية؟
أنكدَ العيش—بعبارة إبن القيّم—من ليس لقلبه مستقرٌ يستقر عنده، ولا حبيبٌ يأوي إليه، ويسكن إليه.
و لهذا يُعرَّف الحزن بأنه حُبُّ بلا مأوى.
الحزن مجرد حُبُّ بلا مأوى
نحن نُزهر بشكل استثنائي حينما نلمس من نُحب.
لهذا غياب العلاقات الاجتماعية الحميمية و الحرمان من اللمس،
لا يشعرك فقط بالعزلة و تزايد مخاطر الاصابه بالاكتئاب ، بل له أضرار كذلك على صحة الجسد.
لماذا نتوق إلى اللمس؟
تجيب الطبيبة النفسية جان شينودا بولين:
«التوق إلى اللمس هو تذكير
يقول الشاعر الروماني أوفيد Ovid في كتاب (فن الهوى):
«أكره عناقا لايمنح فيه كل من الشريكين نفسه للآخر تماما، لا أريد إمرأة تمنحني المتعة كواجب بل أحب أن أرى عشيقتي تستمتع بعينين مرتعشتين» و يضيف «رغبة النساء أشد من رغبتنا وتنطوي على قدر أكبر من العنف و الغواية»
في إحدى مقالاته الخالدة بعنوان «تحية إلى تحية (كاريوكا)» (١٩٩٠) ذكر إدوارد سعيد أن «جوهر فن الرقص الشرقي—يستوي في ذلك مع فن مصارعة الثيران—لا يتمثل في كثرة الحركات التي تقوم بها الراقصة بل في قلتها، جوهر الرقص الشرقي يتمثل في احداث الاثر عن طريق الايحاء»
*رغم اهتمام الغرب في
هناك دراسات نشرها الطبيب النفسي الاسكتلندي ر. د. لينج R D Laing عام ١٩٦٧ في كتابه (Politics of Experience) ترى أن الجنون قد يكون بوابة إلى مستويات عليا من الوعي و الإفراط في الإدراك، أو ما أسماه hypersanity، وهي أحد أصعب الأحاسيس التي تداهم الإنسان عندما يدرك بعمق كل ما يحيط به
يقال أن الألم العظيم يجعل الذهن متقداً و يفتح بوابة الوعي، وقد يقود أحيانًا إلى الانتحار أو الجنون. ربما لأن بحثنا المستمر عن المعنى و الراحة من المعاناة يحفزنا على التخلي عن نماذجنا العقلية و قناعاتنا الراسخة التي نعتقد أنها جذر الألم ، و إستبدالها برؤى فلسفية و روحية جديدة قد
أتذكر قبل سنوات في دردشات جانبية مع زملاء دراسة أمريكان إعترف البعض أنه بشكل عام عندما يرغب في خوض علاقات "عابرة" يفضل الخروج مع النساء اللاتي يعانين من مشاكل في تقدير الذات self-esteem issues او مشاكل مع أبائهن daddy issues و السبب أن تلك الفئة من السيدات سهلات الوصول و شبقات
«لا ينضج المرء بالنصائح، لا ينضج بالمواعظ، لا ينضج بتجارب الآخرين..ينضج المرء حين يقطع الفقدان جزءًا من قلبه، وينحني ظهره من خذلان أحبّائه، وتتهاوى طاقته، ويصبح هشًّا بجسد هزيل من الرّكض في الطرق الخاطئة—ينضج المرء حين تقتطفه الحياة من جذوره»
خوسيه ساراماغو (٢٠١٠-١٩٢٢)
يرى ابن عربي في "فصوص الحكم" أن الحب في أصله هو "من باب حنين الكل إلى جزئه وحنين الشيء الى نفسه"، فالمرأة تحنّ للرجل لأنه أصلها والرجل يحنّ للمرأة لأنها مشتقة منه، "هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدة"، والحنين في أصله هو عودة إلى الكمال، فكلاهما ناقص دون الآخر، فالرجل يُلطّف برقة المرأة
لن يستطيع الرجل سبر أغوار ذاته و الإقتراب من جوهر كينونته مالم يملك شغفاً أستثنائياً بالمرأة، فالمرأة هي "الأصل" و الكينونة الأجمل في هذا الوجود—أو بعبارة إبن عربي «النفس الكلية» من حيث كونها أول النفوس—لهذا يقول في (الفتوحات المكية): «من عرف قدر النساء وسرهن لم يزهد في حبهن، بل
«معظم الناس نسخ ردئية من بعضهم البعض . أفكارهم آراء شخص آخر ، و حياتهم محاكاة لحياة شخص آخر ، و أشواقهم مجرد إقتباسات»
أوسكار وايلد Oscar Wilde
مفكر و شاعر آيرلندي، رسالة (من الأعماق)
«الحب الآيروسي هو أحد أعلى أشكال البصيرة»
كينيث ريكسروث
شاعر و مترجم أمريكي
*قد تكون الأديبة و الفيلسوفة آيان راند من أكثر الكتاب ربطاً بين ثيمة الحب الآيروسي و التَّبَصُّر في الآخر، تقول : «أخبرني ما يجده الرجل جذابا جنسيا وسأخبرك بفلسفته الكاملة في الحياة. أرني المرأة التي
يقول شمس الدين التبريزي : "الوقت مجرد وهم ما تحتاجه هو أن تعيش هذه اللحظة بالذات هذا هو كل ما يهم."
أجمع أهم الحكماء و الفلاسفة أن الوقت مجرد "وهم" و أننا نعيش في سلسلة من لحظات آنية —كل ما نشهده هو دوامة من المعلومات تحدث في أذهاننا—الفضاء و الوقت مجرد أدوات يستخدمها العقل
الفيلسوف البريطاني الآن دون بوتون Alain de Botton مؤسس مشروع «مدرسة الحياة» يعلق على ظاهرة صناعة «التنمية البشرية» و كتب «تطوير الذات»
«أدبيات التنمية البشرية صنعت عالماً بحيث أصبحت الحياة العادية غير كافية ، و هذا جنون، هذا نوع من تعذيب الذات»
"المطر يقلّل من شعوري بالوحدة. كل المطر عبارة سحابة تنهار ، وتسح قطعها المهشّمة فوقي. تجعلني أشعر بالأمان لمجرد معرفة أنني لست الشيء الوحيد الذي ينهار ، أن أشياء أخرى في الطبيعة أيضاً يمكن أن تنهار."
Lone Alaskan Gypsy ( A Tundra Tale)
ترجمتي بتصرف
الجسد يخزن ذكريات التجارب المؤلمة و الصدمات النفسية السابقة كآثار imprints و ردود فعل إرتكاسية reflexes كلما تقادم بها الزمن دون الوعي بها زادت رسوخاً ... الجسد لا ينسى.
تقول الشاعر الصومالية نارية وحيد:
«إعتذر لجسدك.
ربما هذا هو المكان الذي يبدأ فيه الشفاء»
«الأقنعة التي نرتديها أمام العالم ، نخلعها من أجل الحب ، وإذا كان الحب لا يستطيع أن يخترق أقنعتنا و يرانا على حقيقتنا، فإنه ليس حرياً أن يكون حبا من الأساس»
فيديريكو غارسيا لوركا
شاعر و فنان أسباني
نحن نسافر لنقترب أكثر من معرفة كنه ذواتنا الحقيقية، لنغوض في أعماقنا ونتجاوز الحدود العاطفية والمادية:
إبن عربي:
”السفر هو معبر لذواتنا الحقيقية.“
أنتوني بورداين:
”السفر يدور حول ذلك الشعور الرائع بالتأرجح في المجهول.“
شيماماندا نغوزي أديشي:
”أعتقد أنك تسافر للبحث وتعود إلى
كيف يؤثر ألم الرفض العاطفي و النبذ الاجتماعي على أجسادنا؟
الألم الذي يسببه الرفض العاطفي و النبذ الإجتماعي لشخص ما ليس مقتصراً على الجانب النفسي، بل هناك من الدلائل العلمية ما يؤكد أن ألم الرفض العاطفي و النبذ الاجتماعي يؤثر على أجسادنا بشكل مباشر.
تؤكد الطبيبة النفسية د.
نحن لا نحب المحبوب لذاته ، بل نحب تصوراتنا عن ذواتنا التي أسقطناها على المحبوب، و ربما أبو الطيب المتنبي كان يدرك هذه الحقيقية بشكل حدسي حين قال:
«خليلُكَ أنتَ، لا مَن قلتَ خِلّي
وإن كثُر التجمّلُ والكلامُ »
أما الأديب البرتغالي فرناندو بيسوا فيختزل هذه الفكرة بجملة رشيقة في
إيريك فروم Erich Fromm:
"الأشخاص الذين يبدون طبيعيين هم المرضى ، والأشخاص الذين يبدون مرضى هم الاصحاء — الأنسان المتكيف تمامًا مع مجتمع مريض هو في الواقع إنسان مريض."
عندما تلتقي خواطر الفلاسفة على "معنىً ما" ينبغي أن نتأمل:
كرشنامرتي:
"ليس مؤشر على الصحة (النفسية) أن تكون متكيف مع مجتمع مريض للغاية"
إيريك فروم:
"الأنسان المتكيف تمامًا مع مجتمع مريض هو إنسان مريض"
آلدوس هكسلي:
"تكيف الإنسان الطبيعي مع مجتمع غير طبيعي هو مؤشر على مرض عقلي"
ذكر جون لينون أن جدته كانت توصيه: «لا تقل أنك مريض ، بل قل أنك تتعافى ، حالك موكلٌ بكلماتك (تقصد البلاءُ موكَّلٌ بالمنطق)»
و في رواية (الفقراء) لدوستويفسكي يقول: «إن كل ما يقع لنا يناسب حالتنا النفسية ، فإذا كان المرء شجي النفس معتكر المزاج ، فلا تقع له إﻻ أحداث مزعجة»
كلما أرتقيت في سلم المكانة الإجتماعية و إقتربت من التميز في حياتك، كلما فقدت عدد من الأصدقاء و أصبحت أكثر عزلة. أحيانا يحبك الناس عندما تكون عادياُ، لأن ذلك يجعلهم يشعرون بالإرتياح. و لكن عندما تسعى وراء التفوق، فإن ذلك يزعجهم—كن مستعداً لفقدان بعض الأشخاص خلال رحلتك في الحياة.
مبدأ زاهافي Zahavi Principle إختزله د. روبرت فورد (أنتوني هوبكنز) في هذا المشهد من مسلسل Westworld:
”قرأت نظرية ذات مره أن العقل البشري مثل ريش الطاووس ، مجرد عرض مسرف حتى يجذب له رفيق تزاوج ، كل من الفن و الأدب و حتى أعمال موزارت و شكسبير و مايكل آنجلو مجرد طقوس جذب للتزاوج“
مبدأ زاهافي يفترض أنه في مرحلة التودد (الاصطفاء الجنسي)، لكي تكون الإشارات التي يرسلها الذكور للاناث «صادقة»، لا بد أن تكون (مُكلفة) و إلا بإمكان أي شخص أن يقلّدها ، كالطريقة اللتي يفرد فيها الطاووس ذيله، رقصات الطيور أو الأشكال الهندسية اللتي ترسمها بعض الأسماك للتودد للأنثى
↓
تعتبر مقطوعة "The Windmills of Your Mind" للموسيقار الفرنسي الشهير ميشيل ليجراند Michel Legrand أحد أكثر أعماله غموضاً، هناك شيء لا يمكن تفسيره مخفي في موسيقى هذه المقطوعة، ن��م تائه غير مستقر يحاول إستثارة معنىً ما في وجدان المستمع، معنىً يفهمه كل مستمع بطريقته الذاتيه الخاصة.
«لقد إستغرق الأمرُ مني سنوات عديدة لأستفرغ كل القذارات التي تم برمجتي عليها عن نفسي - وكدتُ أصدِّقها - قبل أن أتمكن أخيراً من السير على الأرض كما لو كان لي الحق في أن أكون هنا»
جيمس بالدوين
روائي و ناقد اجتماعي أمريكي
فقط عندما نتصالح مع ذواتنا و نحن في عزلتنا حينها فقط سنتمكن من مصاحبة الآخرين دون إستغلالهم كوسيلة للهرب من أنفسنا.
————————
مقطوعة "العزلة Solitude" لـــ جورج ديليرو
تؤكد د. "جين مان" Jenn Mann، الخبيرة في العلاقات أن: "تمضية الوقت في العراء هي طريقة رائعة للتواصل مع جسدكم"، مشيرةً إلى أنه في الوقت الراهن بات معظم الناس منقطعين عن أحاسيسهم الجسدية نظراً لاهتزاز صورة الجسد والشعور بالعار، من هنا أكدت أن "التعري يقلل من العار ويسهل عملية قبول
"القلق هو شبح يطاردك، أما الإكتئاب فهو الوحش الذي يمسك بك."
فيرناندو بيسوا Fernando Pessoa
*يري الكاتب و الفيلسوف النرويجي "بيتر فيسل زابفه" Peter Wessel Zapfe أن الإنسان العاقل - Homo sapiens - يمتلك وعي متطور أكثر من اللازم وهو ما يميزه عن غيره من الكائنات الحية وهذا الوعي
«أحيانا يتطلب الأمر أن يسلك الإنسان مسارا خاطئا في الحياة حتى يعرف المسار الصحيح .. أحيانا يتطلب الأمر أن ينكسر القلب حتى ندرك أن ما نستحقه أعظم بكثير مما ارتضيناه لأنفسنا»
ماندي هيل
كاتبة أمريكية
بعد اعلان بايدن أن أمريكا أمة مثلية و مشاهدة الوثائقي المهم ماهي المرأة What is a Woman تبادرت الي ذهني فكرة الدكتور عبدالوهاب المسيري عن «البُعد المعرفي للشذوذ الجنسي» التي ترى أن غياب ( الغائية ) و الحياة بدون معنى يؤدي إلى جميع أشكال الإنحرافات الفكرية و الشذوذات الجنسية و
"لا ينبغي أن نشعر بالخزي من دموعنا؛ لأن دموع الإنسان تشهد أنهُ كان لديه أعظم هبة، وهي الشجاعة في أن يعاني."
فيكتور فرانكل (١٩٠٥ - ١٩٩٧)
طبيب نفسي نمساوي
"حين يبكي المرء فينبغي أن يكون وحيداً، ليس لأن الدموع ضعف بل هي أشبه ما تكون بالصلاة، المنافقون يستعرضون صلواتهم، والدجالون
الحياة تعاش بالإنغماس في اللحظات البسيطة العابرة كما لوكانت كل لحطة هي الخلود.
يقول عالم الميثولوجيا الأمريكي جوزف كامبل:
❞...تجربة الخلود هو أن تعيش اللحظة الراهنة بكل تفاصيلها—الخلود هو (الآن)...❝
«الحب كالموت ، يأتي بدون إستئذان ، ثم يغيّر كل شيء» كما ذكر جبران خليل. أما الممثلة الأمريكية جوان كروفرد فترى أن «الحب نار لكن لن تعلم أبدا إن كانت ستدفئ قلبك أم ستحرق بيتك»
«أفضل مؤشر لفهم شخصية المرء هو تأمل أسلوب تعامله مع صنفين من الناس: أولئك الذين لا يملكون له نفعا إن أراد منهم قضاء حاجة ما؛ وأولئك الذين لا يملكون مقاومته إن أراد إلحاق الأذى بهم.»
بولين فيليبز (١٩١٨ - ٢٠١٣)
إعلامية أمريكية و كاتبة العمود المشهور "عزيزتي آبي"
حينما سُئل الفيلسوف ديفيد بوم ما إذا كانت "الرغبة في التنافس" هي حالة ضعف إنساني أجاب: "ليست ضعف، بل خلل في الفكر"
التنافس بين الأفراد، المنظمات أو الأمم خلل في الفكر الإنساني.
نحن نعيش في "كون تشاركي" participatory universe و الحالة الأصلية للفكر هي "التماسك" coherence
يقول د. علي شريعتي:
"المرأة التي تقضي سنة تتحدث بشأن جهازها و تساوم في مهرها والجواهر التي تهدى إليها و فخامة حفل الزفاف، لا تزال جارية بالمعنى الكامل للكلمة."
أما القاضية الأمريكية الراحلة روث بادر غينسبورغ فتذكر فلسفتها في إختيار الشريك في مذكراتها: "أردت أن أكون مستقلة
هناك دراسة تشير إلى أن: حركات الجسد اليومية مرتبطة بالإبداع
و السبب برأيي أن الوجود في حالة حركة، تغيّر و إبداع مستمر...فعندما "نتحرك" فنحن بالضرورة ننسجم مع هذه الحركة الكونية "الإبداعية"—لهذا الإبداع مرتبط بالحركة.
*أيضاً عندما "تعشق" فإنك تبدع ، لإن العشق حالة حركة "داخلية"
اذا تزاحمت الأفكار في رأسك، لا تقاومها، فقط راقبها .. راقبها وكأنّك منفصلٌ عنها.. لا تحكم عليها ولا تقاوِمها.. دعها تمرّ وكأنّها غيومٌ عابرة!
و اسأل: من أي جائت تلك الفكرة؟ ولماذا الآن؟ و هذه الخاطرة العابرة ماذا تريد؟
اللذة و الألم .. وجهان لعملة واحدة:
في كتابه "العلم المرح" يقول نيتشه إن اللذة و الألم مرتبطان بقوة معًا، ومن يريد أكبر كمية ممكنة من المتعة عليه أن يقبل بكمية تساويها من الألم والوجع.
« إذا قررت تقليل درجة الألم البشري فأنت أيضًا تقلل قدرة البشر على الشعور بالمتعة و السعادة»
اللمس هو أول حاسة نتواصل بها مع العالم و آخر حاسة تتركنا عند إقترابنا من براثن الموت، كتبت الناقدة و الكاتبة الكندية الشهيرة مارجريت أتوود في روايتها «السفّاح الأعمى» «اللمس يأتي قبل البصر، قبل الكلام» ، «إنها اللغة الأولى و الأخيرة، وهي دائمًا ما تقول الحقيقة»
الهوس بالتقاليد ينبع من الخوف من المجهول، و تقديسها يحرم الإنسان الاقتراب من جوهر كينونته لأنها تعفيه من عناء إكتشاف الذات، لهذا يقول أدونيس:"«المعنى ليس وراءنا بل أمامنا، لانملكه بل نتجه نحوه»
مفارقة هذا التعليق أنه صادر من مختص في "علم السلوك وعلاقته في الصحة العامة" يحاول أن يختزل قرار عقلاني مصيري ذو أبعاد ثقافية، إجتماعية، إقتصادية، نفسية، قيل عنه الكثير، إلى مجرد "شوية عقد مع مزيج من خيبات الأمل"!—ليس بالضرورة أن نتفق مع صاحب قرار عدم الإنجاب و لكن من غير المهني
«كن حذراً مما ترغب فيه بشدّه، فبمجرد حيازته و الحصول عليه تتغير مشاعرك تجاهه و تتلاشى رغبتك فيه»
جاك لاكان (١٩٠١-١٩٨١)
طبيب نفسي فرنسي، احد اهم اعمدة التحليل النفسي وأكثرهم إثارة للجدل بعد فرويد و بونغ، و صاحب النظرية اللغوية التي اظهرت العلاقة بين النفس و اللغة.
في مقالتها «الإنجاب للاختلاف» تقرر الفيلسوفة ماريانا آليساندري أن الإنجاب يعني مواجهة النتيجة العرضية المخيبة للآمال في الحياة، وهي الاختلاف؛ حيث تسرد قصة معركتها مع ابنها حول تناول اللحوم، وتخليها عن فكرة الابن المثالي، وميلها إلى إ��كانية إظهار الحب لمن نحب من دون قتله أو
سكوت غالواي: أسوأ نصيحة يمكن أن تسديها للشباب هي: "لاحق شغفك"
و هي نفس النصيحة المهنية التي أعطاها المستثمر المعروف مارك آندرسن للشباب: "لا تلاحق شغفك. إحتمال أن يكون شغفك غبي و عديم الفائدة أكثر من اي شيء يمكن أن تتوقعه. شغفك ينبعي أن يكون هوايتك التي تمارسها في وقت فراغك"
”أعمق أنواع النمو الروحي لا تحدث و أنت تقرأ كتاب أو تتأمل ، بل تحدث في براثن المعاناة و الصراع ، و أنت غاضب، خائف، محبط — تحدث و أنت غارق في رتابة تكرار الماضي، ثم فجأة تدرك أن لديك خيار“
فيرونيكا توجاليفا
كاتبة و معالجة أمريكية
"أفضل طريقة لمنع السجين من الهرب هي التأكد من أنه لا يعرف أبدًا أنه في السجن"
فيودور دوستويفسكي
من كتاب "مذكرات من منزل الاموات"
نشؤ فكرة ديستوبيا "وهم حرية الإختيار" بدأت مع جورج أورويل "شرطة الفكر ستراقبك" ثم ميشيل فوكو "السجون ليست مجرد مساحات مادية، بل هي أيضا بنى
يقال أن الألم العظيم يجعل الذهن متقداً و يفتح بوابة الوعي، وقد يقود أحيانًا إلى الانتحار أو الجنون. ربما لأن بحثنا المستمر عن المعنى و الراحة من المعاناة يحفزنا على التخلي عن نماذجنا العقلية و قناعاتنا الراسخة التي نعتقد أنها جذر الألم ، و إستبدالها برؤى فلسفية و روحية جديدة قد
«أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام، لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد»
ميلان كونديرا (١٩٢٩ - ٢٠٢٣)
'حفلة التفاهة'
«الطريقة الوحيدة لبلوغ الحقيقة هي أن يكون المرء، من دون أيِّ وسيط، تلميذ الحقيقة نفسها.
يحتاج المرء إلى فهم ذاته بعمق ، ليس بحسب الفلاسقة، رجال الدين، علماء النفس أو المجتمع ، ولكن بحسب علاقته مع الوجود، يجب أن يفهمها كما هي. الطبيعة الإنسانية معقدة، كلما فهمت ذاتك أكثر ، كلما
كلما كان االمرء أكثر إستيعابا لجانبه المظلم ( "الظل" أو "الأنا السفلى" حسب تعبير كارل يونغ) و أستطاع دمجه مع شخصيته الواعية، كلما كان أكثر أتساقا في تعامله مع ذاته و الآخرين.
يقول كارل يونج:
«أفضل طريقة للتعامل مع الجانب المظلم للآخرين هو الوعي بجانبك المظلم .... كل شخص يحمل
كلما تزايد تأقلمك مع المجتمع تناقصت حريتك.
يقول نعوم تشومسكي:
"البرمجة الإجتماعية الأدلجة الثقافية عميقة جداً لدرجة أن المثقفين يعتقدون أنهم موضوعيين!"
تقول الروائية الانجليزية جورج ايليوت (١٨١٩ - ١٨٨٠): "آلةالكمان ، مثل الصوت البشري ، قادرة على إنتاج العديد من النغمات التي يمكنها التعبير عن و إستثارة كل طيف من أطياف المشاعر الإنسانية"
هنا آلة الكمان تستحضر دلع، غنج و شقاوة الإنثى.
العقل أسير برمجة البيئة ، وما تكرر على العقل تقرر في سلوكه و أستقر في شعورة، و لكن متى يصبح "العقل" مؤهلاً لإستقبال "البصيرة"؟ بحسب الحكيم كرشنامرتي، عندما يتحرر العقل من البرمجة البيئية ( الثقافية و الاجتماعية)، حينها يصبح الإنسان واعياً لحركة أفكاره، يرى ويكتشف أن هذا الانقسام
يذكر المحلل النفسي البريطاني آدم فيليبس في كتابه "Promises, Promises" ثلاث قدرات سلبية يحتاجها الإنسان لينمو وينضج:
تجربة كونه مصدر إزعاج
تجربة الضياع
وتجربة أن يكون عاجزاً بلا حول ولا قوة.
لا أعتقد أن أخداً يملك الحق أن يتشدّق بالفضيلة و يدّعي العفه ما لم يتعرض للفتنة ويتم إختباره في لحظة أختيار حر. هذه الفكرة ربما ألمح إليها مؤسس علم النفس الايجابي مارتن سيليجمان : «كانت مهمة حياتي هي استكشاف ما يختار الناس فعله بكل بحرية عندما لا يكونوا مضطهدين أو تحت أي ضغوط
«نحن لا نحيا بحق إلا حينما نحب»
جون هوير أبدايك (١٩٣٢ - ٢٠٠٩)
ناقد فني أمريكي
كيف يعبر الرجل عن مشاعره تجاه من يحبها بجنون؟
▪«أحبك كما أنت وكما ستكونين وكما لم تكوني من قبل»
إرنست همنغواي
▪«إن كنت أعرف شيئا عن الحب فإنما هو بفضلك»
هيرمان هسه
▪«أحبك ليس لما أنت عليه
ترى عالمة الإجتماع إيفا إيلوز في كتابها "نهاية الحب: سوسيولوجيا العلاقات السلبية" أن الفكر الغربيّ يكشف عن وجود أزمة عميقة في بنية فكر "الحداثة" و"ما بعد الحداثة" كانت إحدى تجلياتها تَحُوُّل المجتمع البشريّ من مجتمع إنسانيّ إلى مجتمع استهلاكيّ يقدّس الاستهلاك مما أدى إلى نشوء
تقول شيرين الفقي، الباحثة البريطانية في الشؤون الجنسية، إن «ما يحدث في العلاقة الحميمة ينعكس بشكل ما على مسرح أكبر في السياسة والاقتصاد والدين والعادات، لذ إذا أردت أن تعرف الناس انظر إلى غرف نومهم»
كتاب: ''الجنس و القلعة''
«أن تحب امرأة لفضائلها فهذا لا معنى له لجدارتها واستحقاقها له ، دون أن يكون لك عليها فضل ، لكن أن تحبها لرذائلها فذاك هو الفضل الحقيقي، أن تحب امرأة رغم رذائلها يعني أن تدنس كل فضيلة من أجلها وتضحي باستقامتك وتنسى احترامك الثمين لذاتك، هذا هو قمة الإجلال للحب»
آين راند
من رواية
اذا اردت ان تعرف الجوهر الحقيقي للناس اختبرهم في مواقف اجتماعية صعبة...و اختلق مشاكل تحتوي على معضلات أخلاقية و سيظهر لك معدنهم الحقيقي.
يقول المثل الأنجليزي : «أحياناً عليك أن تعكر صفو المياه لتصطاد السمك» و يقابله المثل السوري : «انكشه وشوف مأجحشه»
في سياق حديثة عن عقدة مادونا و العاهرة Madonna-Whore Complex وصف سيجموند فرويد الرجال بأن لديهم هذه الرغبة المعقدة التي يتشوقون فيها إلي شريكة جنسية تكون فاسقة (عاهرة)، في حين أنهم لا يستطيعون إرضاء أو حب الشريك الخجول المحترم (مادونا)
أما الطبية النفسية هيلين سينجر كابلان التي
تَقول غادَة السّمان: «كل الذين يكتمون عواطفهم بإتقان، ينفجرون كالسيل إذا باحوا» و قيل «يكتم الإنسان غضبه في قلبه، ويظنّ أنه اختفى، فيظهر فجأة في الوقت الخطأ، وللأسباب الخطأ، وللناس الخطأ، إنها رذيلة عدم خوض المعارك في وقتها»
*كتمان الغضب، و عدم القدرة على التنفيس، و إيجاد
من أبرز مزايا شخصية نيتشه أنه كان يكره شرب الكحول وربط السعادة الفردية باجتناب شرب الكحول مستبدلاً الماء بالكحول، عادًّا أن السعادة لا تأتي بالهروب من المشاكل من خلال الإنغماس في الكحول (و المخدرات) ، بل بتهذيبها و بتغيير سمة اتجاهها نحو مصلحة ، و أن نسعى إلى التمسّك بالقلق
❞أنا ضد الحكمة ، الحكمة أكثر شيء مقزز بإمكانك تخيله [...] أحتقر هذه النوعية من الكتب التي تخبرك كيف تعيش، كيف تجعل نفسك سعيداً، الفلاسفة ليست لديهم أخبار جيدة لك لهذا العالم، يجب أن تصدق أن المهمة الأولى للفلسفة هي جعلك تفهم عمق القرف الذي تعيشه❝
سلافوي جيجيك
فيلسوف سلوفيني
«يجب على المرء أن يتعلم كيف ينغمس في كل ما يفعله، في الاستماع إلى الموسيقى ، في قراءة كتاب، في التحدث إلى شخص. يجب أن يكون النشاط في اللحظة الآنية هو الشيء الوحيد الذي يسنحوذ على كامل تركيزه»
إريك فروم
Erich Fromm
عالم نفس و فيلسوف إنساني
فنان دمج بين "أفعى تأكل ذيلها" (أو أوروربورس) مع أسطورة سيزيف ، فأصبح المعنى صراع الإنسان الأبدي المتأصل في الحياة لمعرفة الذات عبر الذات نفسها من خلال دورة الطبيعة اللانهائية و المتكررة بين الوجود والعدم.
وجودنا دائماً في توتر بين، ما أسمته سيمون دي بوفوار ،"الوجود للآخرين" و "الوجود لذاتك". إذا كنت تميل إلى أن تكون فقط للآخرين و تتماهى معهم ، فسوف تفقد ذاتك ، بينما الكثير من الانغماس في الوجود لذاتك يعتبر منتهى الأنانية والنرجسية ، لأنك حينها ستفقد الأفكار المهمة التي يكشفها لك
الناس لن تتمكن من خوض حوارات مثمرة عن شيء هو جزء من هويتهم و منظومتهم القيمية، لأنهم حينها سيكونوا بالضرورة متحزبين (منحازين). لهذا كانت من أهم شروط الحوار البناء هو "تعليق" أنظمة معتقداتنا، تصوراتنا المسبقة، و إنحيازاتنا قبل الشروع في أي حوار.
يقول الفيلسوف ديفيد بوم:
القلق الوجودي existential angst:
القلق الوجودي يتعرض له كثير من الناس في رحلة الحياة هذه الظاهرة كتب عنها الفيلسوف الدينمركي الوجودي سورين كيركجارد في كتاب The Concept of Anxiety — و أطلق عليها سارتر مصطلح Absurdity of the world حيث عبر عنه بذلك الشعور الإنساني بالنقص في
كلمتان لاتينيتان Solvitur ambulando ترجمتها: "تُحل بالمشي"
يرى بعض الفلاسفة أن فن المشي لا ينبغي يتعلق بهدف أو رغبة في الوصول إلى وجهة معينة ، بل أن يمارس من أجل التجربة الجماليّة الخالصة التي لا غرض منها ، فكما يقول إيمانويل كانط فإنّ ابتداع وتقدير الجمال متمثل في «الغائيّة من
من الأمور الملفتة التي يركز عليها مسلسل الخلافة succession هو انعكاس وحشية الرأسمالية على العلاقات الاجتماعية و الأسرية، وربما كان هذا سببًا رئيسياً في تفكك أسرة لوجان روي؛ حيث لا ذكريات لأبناء روي (كيندال، رومان، شيف) مع والدهم، جميع إجتماعاتهم العائلية لا تخلو من أحاديث
«أجمل الناس الذين عرفتهم في حياتي هم أشخاص ذاقوا طعم الهزيمة و مرارة المعاناة وفهموا معنى الكفاح وعبء الخسارة، ورغم كل ذلك وجدوا سبيلا للخروج من تلك الأهوال. هؤلاء الأشخاص لديهم فهم و تقدير للحياة يملؤهم رحمة وعطفا وحبا عميقا، جمالهم لم يأتِ من العدم»
إليزابيث كوبلر روس (١٩٢٦ -
نجاحك في هذه الحياة يتحدد إلى حد كبير بــــــــــــــ:
1. قدرتك على التحدث
2. قدرتك على الكتابة
3. جودة أفكارك
تأثيرك في هذه الحياة يعبّر عنه بهذه المعادله:
I = f(K,P,T)
K= حجم معرفتك
P= مدى ممارستك لهذه المعرفة
T= موهبتك (ولا يعوّل كثيراً على الموهبة)
عندما يكون الشخص موهوب ذو قدرات عالية ولسبب ما لم يستثمر موهبته بالشكل الصحيح أو ينجز شيء ذو قيمة يتحول إلى قنبلة موقوتة—هذا الصنف من الناس يصبح أكثر مرارة من الشخص العادي الذي لم يحقق شيء في حياته، و هي الفكرة التي إختزلها شكسبير برشاقة في عبارته الشهيرة: "الزنابق التي تتفاقم
تقول المحللة النفسية هيلاري هينديل في كتابها (ليست دائماُ الكآبة) أن لفت نظر الناس إلى أن مشاعرهم تتحكم بهم دون وعي منهم بحدوث ذلك من شأنه أن يساعدهم إلى حدٍّ كبير في التعامل معها، وتحكي قصة مريض لها تخلص من آلام مزمنة في معدته بمجرد أن سمح لنفسه بالحزن.
يقول شوبنهاور في هذا
«لكي تحب بحق عليك ان تكون حراً، ليس من الشخص الآخر فحسب، بل من ذاتك نفسها. لانك في حالة الانتماء للاخر تتغذى نفسياً من خلاله و تتعلق به، و التعلق بالضرورة ينتج القلق، الخوف، الغيرة و الشعور بالذنب. وطالما انه يوجد خوف فلن يكون هناك حب حقيقي»
كرشنامرتي Krishnamurti