قرأت الكثير من الرسائل الاعتذارية من يمنيين، وكأن الذنب ذنبهم. أعزائي، ذهبت إلى اليمن مدركةً حجم الخطر الذي يرسم معالم يومياتكم.لبنانية أنا، لا أبعد عنكم كثيراً على خارطة المآسي. كنتم خير أهل لي.
أقول لعدن وأهلها كل الوجوه تحت السهول تبسمت قالت عدن، أما صنعاء، أنت حوت كل فن وقلب.
من البارحة وأنا أتابع فرحة اليمنيين بفوز فريقهم بكأس غرب آسيا. احتفلوا بالفوز في شمال وجنوب ووسط اليمن كمن فاز بالمونديال. كانت فرحتهم جامعة ومبهجة، أكبر من الحدث قليلاً وأصغر من ما يستحقون فعلياً بكثير.
طمأنت هذه الصورة قلب أمي، وهذا كان الأهم حينها.
لكنها كاذبة.لم تعكس ما عانيت وأعاني منه. ٦ جراحات، واثنين على طريق. تعب نفسي يجتر نفسه يومياً.
كاذبة ولا أحبها.
لمَ أنشرها إذاً؟ لأقول شكراً لهذا البطل اليمني الذي أنقذني في مثل هذا اليوم من سنة بالظبط.
لولاك لما كتبت هذه السطور.
يشبهُ اليمنيون قهوتَهُمْ،
سمرٌ كالبُنْ،
روحهم خضراء كأغصانِها،
تميل ولا تنكسر
جريئون كحمرةِ الثمرةِ،لا تسقطْ
يعرفون مرَّ المذاقِ في الحياةِ ويقتحمون الحلوَ فيها.
يختلفون ربما على الكثيرِ، لكنهم يستيقظون كل يومٍ على رائحةٍ واحدةٍ توصلُ بيوتَهم بخيوطٍ من شتلٍ تنتمي لأرضٍ واحدة.
البارحة أجريت آخر مقابلة لي عن الوضع الإنساني في اليمن.الأخيرة بعد الثمانين، أجريتهم في عامي الماضي.لم أعتد يوماً المأساة الذي يختزنها هذا البلد الجميل. المسؤولية كانت تثقل أكتافي كل مرة،فكل منصات العالم متواضعة لتروي معاناة اليمنيين.لكم كل الأمنيات بواقع أجمل تستحقونه بجدارة. ❤️
استيقظت اليوم من ليلة أقل أرقاً من سابقاتها. تحسست عرقي فعرفت أن السموم تخرج من جسدي أيخرج الحزن والألم معها أيضاً؟ أتمنى! لا مكان لهم عندي. ممنونة أن الشظايا ركزت حيث ركزت فلم أمت. ممنونة لرؤية تيم يكبر عاماً البارحة.هذا ابني الذي لم ألده. ممنونة أنني حية بمن حولي ومعهم.
لا أحب صور المستشفيات على الرغم من أرشيفي الكبير منها، لكن هذه الصورة للاحتفال بدخولي بعد قليل إلى تاسع وآخر عملية جراحية لي إثر إصابتي البالغة منذ عامين.
اليوم يوم سعيد💙
أرتدي فستاناً طويلاً، ليس فيه ما يميزه.أسود واسع لا يضغط جراحي ويغطي الأجهزة التي تساعدني على المشي مع عكازاتي. مملٌ هو لكنه أجمل من البيجاما .أستمتع بالتفاصيل الصغيرة الآن كأن أخرج لأقابل الأطباء. أمارس الحياة ببطئ،تساعدني أمي بكل شيء، كطفلة أنا بين يديها، وما أطيب هاتين اليدين.
كيف حالي؟ بخيرٍ إلا. أشبه الوقت وأتكئ عليه. ساعاتٌ لأخذ أدويتي ومسكناتي. أيامٌ لأزيل قطبي وأفحص رئتي، أشهرٌ حتى أمشي. سأتعلم الصبر إذاً، مهمة أجلتها ٣٠ عاماً لكنها فرضت أخيراً علي. بس إذا اللي قالولها لفيروز إنه" الحب بيقتل الوقت" ما كذبوا عليها، حكون بخير بكم الدعم الذي ألقاه.
مفهوم الworking from home مفهوم معمول للغرب، هيك ماكسيموم بيكون الشخص ساكن مع شخص، مش بيت فيه أنا وإمي وبيي وتيم ويامن وولاد إختي وجهورنا والناطور وأهل البناية وعلي علوكة وأشرف كخة. 😩😂
كاليوم المدرسي الأول،أيقظ بابا ماما لتوصلني. قبلني هو وحضنتني هي عند باب المطار.كالذاهب إلى الجبهة وأنا العائدة منها، حملت معي ما سأحتاج حتى الزعتر. زينت وجهي، أخفيت سواد قلة النوم تحت عيني وتجاعيدي التي ازدادت مؤخراً. اليوم أعود إلى عملي بعد عامين هما الأصعب.
رفقاً بي يا دنيا♥️
خرجت من العم��ية الخامسة اليوم. بات الطاقم الطبي يعرفني جيداً، نتحدث ونضحك ويمسكون يدي عند الحاجة فأنا لست قوية طول الوقت. تعلمني التجربة أن الإحساس بالضعف كالقوة حقٌ علي. جسدياً، ما زال هناك شظيتان في جسمي. ستخاويا اللحم يقول الأطباء.
غريبٌ الوصف! كيف للدم والنار أن يكونا أخوين؟
عسيرة أهل اليمن، بيوم كنت عم بتمشى ببيروت أنا وابن اختي الزغير يامن وكان عيد الفطر أو الأضحى ما بقى ذاكرة. وقفني شب يمني عرفني وسحب كل شي في بجيبته مصاري وأصّر يعطيهم ليامن عيدية. ♥️
رفقاتي وخاصة الأجانب: يارا لازم تبلشي علاج نفسي/ ما تستهيني بالعلاج النفسي/ العلاج النفسي بأهمية العلاج الجسدي.
ستي: يارا عطيني الشظايا أعملك منهم عقد.
😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
يقال لي أنني محاربة. لا يعجبني الوصف كثيراً.ما زلت أتعلم كيف أختار معاركي، لكنها اختارتني الآن. هي الأقسى والأتفه. أنا في تحدٍ مع قدمي التي تعصيني فلا تتحرك ساكنة. أحدثها بطيب صباحاً وأنهكها طول اليوم بالتمرينات. اليوم استجابت للحظات ففرحت. أهذه الانتصارات الصغيرة التي يحكى عنها؟
من أشهر كان المشي حلماً، قال الأطباء أن إصابتي ستسبب عرجةً دائمة. واظبت على العلاج.٣ ساعات يومياً مع جسد ممزقٍ ب١٦ جرحٍ كبير. خرجت السوائل من جسدي دماً وقيحاً وعرقاً ودمع.اليوم أركض. جميلة الانتصارات. شكراً لأطبائي وأولهم حبيبي حسام الذي علمني المشي ولم يفلت يدي.
@Haddad_Hussam
أبكي بشكلٍ شبه يومي.كتبتُ كثيراً عن وضعي الصحي الجسدي ولسبب ما، أو عدة، للدقة، لم أتناول حالتي النفسية في العلن بعد الإصابة. اليوم سأشارك بعضاً منها على سبيل "الفضفضة" كما الحاجة الملحة للتذكير أنّ الصحة النفسية توازي تلك الجسدية.
خرجت من المشفى وقررت أن أمشي نحو البيت. قلت وإن تعبت هي فرصة لأموّه عن نفسي قبل عملية الغد. ليس بجديد أن البلد غير دامج لحاجات ذوي الاحتياجات الخاصة لكن شعبنا أيضاً لا يفكر إلا بنفسه. سيارات مركونة على كل رصيف دون أي اعتبار. خطأ درويش حين قال "الطريق إلى البيت أجمل من البيت نفسه"
مرّ على اليمنيين أكثر من خمس سنوات من الحرب. نعرف الكثير ربما عن ما خلفه النزاع مما شاهدنا وسمعنا وقرأنا في الإعلام، لكني عرفت عند وصولي إلى #اليمن ، أن "أشتي" هي المرادف المحلي ل"أريد" وتدل على الاشتهاء. وإن كان من جامع واسع بين اليمنيين اليوم هو أنهم يشتون العيش بسلام.
حسام، زوجي النبيل. كلانا كان في المستشفى اليوم، أنا أتعافى من عمليتي الأخيرة وهو إثر وعكة صحية. هي المرة الأولى التي لا يرافقني فيها حسام في عملياتي، يمسك يدي حتى أصل المصعد لأدخل غرفة العملية ويعود ويمسكها وأنا أستيقظ من البنج.
نشر زميلي "ماييك دينغ" هذه الصورة لنا مع الزميل "بيونغ ديت" من الوقت الممتع الذي أمضيته في جنوب السودان.
على فكرة أنا لست قصيرة بس هم أطول شعوب العالم.
All blood types are needed in hospitals in Beirut (AUBMC, HDF, etc) All those who can, please go to the emergency and donate blood.
الرجاء من كل من يستطيع التبرع بالدم التوجه إلى مستشفيات بيروت وضواحيها.
مطلوب دم من كل الفئات.
أول مرة بعمل بلوك. قاطع عليي كتير تعليقات بتنكتب عندي ما بحبها ونقد بلا داعي وأسئلة شخصية بتخرق مساحتي الخاصة وسخرية من إصابتي وتشكيك بنوايايي وكله تقبلته، بس شخص بده يلاقي مبرر للتحرش بالمرأة وطفلة بهالحالة فهون بصير فيه الأخ يبله لرأيه ويشرب ميته بعيد عني.
رأيت في طريقي إلى البيت المفرقعات في سماء صنعاء وما زلت أسمعها وأنا في غرفتي الآن.
مبروك للمحتجزين السابقين المفرج عنهم ولعائلاتهم! السعادة التي رأيت في وجوهكم اليوم، تمحي تعب اليوم المضني. فلترافق السعادة اليمنيين كلهم أينما حلوا فهم يستحقونها، وليكن اليوم البداية نحو الأجمل.❤️
وصلني تقرير الدكتور النفسي لحالتي بعد عامين من إصابتي،استوقفتني جملة مكتوبة بالفرنسية: حسها الفكاهي حزين.ضحكت وتذكرت الشيخ إمام يغني مساكين بنضحك من البلوة،زي الديوك والروح حلوة.وددت أن أخبره أننا كعرب لا نملك رفاهية الحزن، نتحايل على الجرح بضحكة، لنكمل. همٌ يبكي وهمٌ يضحك فعلاً!
دخلت إلى الغاليري في هاتفي، لاحظت أنني لم أعد أتصور. كل الصور والفيديوهات لتطور جروحي وندباتي وحركة قدمي.
عدت بالصور شهرين إلى الوراء، وجدتني ألهو وألعب وأضحك من قلبي، كما يقولون. كم قريبة هي الذكرى وكم بعيدٌ هو الإحساس.
أعلنت يارا خواجة زفافها، وهي التي غمرت بلطفها اليمنيين، أثناء عملها في الصليب الأحمر.
#خيوط تنتهزها فرصة لتهنئة يارا ورفيق دربها، وتتمنى لهما سعادة دائمة، وأن يرافقهما الحب والسلامة على طول مشوارها الزوجي والمهني.
@KhawejaYara
ليس للأمومة عمراً. اعتقدت أنني جاهزة لأكون أماً بنفسي عدت مرغمة طفلة بين يدي أمي.
ماما بعد الإصابة بكل قوة وحب حملتني، حممتني، ألبستني، أطعمتني،ساعدتني لأمشي، مسدت وجعي، مسحت دمعي وحضنتني.
أبكتني المرحلة ولم أعرف إن كان بسبب خزيي أم تعبها.
أنا ابنة أمي هلا الجميلة وهذا عيد يومي.
تحوّل كل من حولي إلى مريم نور، يقولون لي استمعي إلى جسدك، ماذا يقول لك؟ احترمي رغباته.
كيف أفهمه وهو لا يخاطبني سوى بلغة الألم، تلك التي لم أعهدها قبلاً. يعاملني كمن لم يمضِ معي العمر كله. بحكم الخبز والملح على أحدنا أن يتعلم لغة الآخر وكم أود أن يكون هو الذي يُقدم على التسوية.
في عامي الأخير وبعد كل ما عانيت كنت قد ظننت أنني فقدت حظي الحلو.
البارحة أدركت سذاجتي.
الحظ يا ست يارا هو أن ترقصي طوال الليل بعد أن كان المشي شبه مستحيل.
الحظ الحلو هو أن يأتي الأهل والأصدقاء من أكثر من ١٠ دول ليشاركوني فرحتي مع حسام حبيبي.
الحظ الحلو هو أن يكون حسام حبيبي.
أخذ لي هذه الصورة منذ ٤ سنوات صديقي الصحافي عبد الرحمن عرابي في مكتبي في بيروت.
سخر مني يومها أنني لا أتوقف عن العمل. فعلاً، أمضيت نصف عمري منكبة على عملي، فغاب عني الكثير من الحياة، لكن لا بأس أحببته كثيراً وأفتقدت الآن.
لا بأس، لنفسي حقٌ علي، سأوفيه وأعود.
أنا ما بعرف مرأة ما تم التحرش فيها بشي مرحلة من حياتها وعدة مرات.
لقمة مستساغة نحنا لكلاب مسعورة مدعومة من منظومة ذكورية حقيرة.
السيدة المصرية اللي واجهت متحرش المعادي شجاعة، لأن صدقوني عقد ما تكوني قوية عقد ما هالمواقف بتسلبك قوتك.
يعرف من يعرفني كم يد جريح حربٍ أمسكت، وعلى كم كتفٍ ربّت. أشعر بهم يعودون إليّ كالحصاد الذي لم ��درك أنني زرعت بذوره أصلاً. يعودون كالنسمة ساعة الاختناق. خذوا هذا "الكليشيه" منّي وصدّقوه: كونوا لبعضكم بعضاً سنداً. قلوبُ الناس بيوتٌ مشرّعة، فادخلوا برفق.
-ماذا فعلتِ بي؟ أنا أبكي كالأطفال عند الساعة الرابعة فجراً.
-رأيتِ رام الله.
هكذا أجابتني صديقتي التي أهدتني كتاب "رأيتُ رام الله"، الذي قرأته في يوم واحدٍ.
رحيل #مريد_البرغوثي المحب، الدمث والمتواضع خسارة للرواية والشعر وفلسطين ولنا.
لروحه ولروح رضوى عاشور الرحمة واللقاء ربما.
٣١ عاماً.أرفض.ليس لأن النساء يقف عمرهن عند سنٍ معين كما يدعي كثر، لكني لا أريد أن أحتسب عامي الأخير.مرٌ وباهت كألوان المستشفيات التي لم أخرج منها. كروح لبنان وهو يتهاوى. سألني صديقي بعد الإصابة إن وجدت معنىً مما حصل، قلت لا. الآن أقول حب الناس ودعمهم.
كان ممكن أن أموت لكني حييت.