كاتب وباحث،من كتبه:ديكور العويل، الهوية السودانية، محمد عابد الجابري،عنف النخبة- دراسات في التحليل الاجتماعي والفلسفي والنقد الأدبي، معد ومقدم برنامج (الوراق).
شكرا #ثمانية
@thmanyah
وأبو مالح
#فنجان ينبغي أن نشد على يد صديقنا الأستاذ عبد الرحمن أبو مالح
@abumalih
وهو يعمل على مشروع معرفي حقيقي، وهو (أن نعرف بعضنا البعض) وهذه الحلقة التي استضاف فيها الدكتور علي عبداللطيف أحميدة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة نيوإنقلند الأمريكية للحديث
الحمد لله نجوت من رصاصة طائشة كادت أن تصيبني في غفلة و على سطح البيت مساء الأمس والحمد لله على كل شيءٍ
ربنا يسلم كل البلد ويجمع الاحبة ويلم شمل المفقودين، ويشفي الجرحى ويربط على قلوب المكلومين .. اللهم انك قادر على كل شيء رحيم بعبادك..
مجموع الأوهام السودانية:
- وهم القبيلة: نحن الساس ونحن الرأس.
- وهم "الاقطاع": جدي نصف الخرطوم دي كانت حقتو.
- وهم الأسرة: جدي هاجر من مكة للسودان من زمن الفونج.
- وهم المعرفة: أهلي كانوا شيوخ دين في المهدية.
- وهم المدينة: احنا سكنا هنا زمااان والحلة دي كانت خلا.
كيف تفشل الدول؟!
بسبب تجذر علاقات القُربى فشلت الدولة السودانية في بناء المؤسسات، ذلك أن الشرط سيادة القانون لا الرابطة الاجتماعية، لذلك أعاق المجتمع قيام المؤسسة، وخضعت الدولة لاعتبارات ضد القانون، وتفشى مفهوم "الشُلة" في دوائر السلطة والتي هي أقوى من الدولة بسبب قانون المصلحة.
التناقض في الشخصية السودانية:
على الرغم من احتشاد الأغاني السودانية بالعاطفة المرهفة، والأحاسيس النبيلة تجاه الآخر، والرقة منقطعة النظير في وصف الحبيبة والاشتياق المر إليها، والأذى الذي يقع للفرد عند فراقها، إلا أن هذا الفرد ذاته في سلوكه العام لا يجسد هذه العاطفة المتفجرة!.
العيد، الحزن المكلوم على بلادي :
أتكفي المواساة حزناً على بلادي؟، وقد تعلمنا أن للشعوب ابتلاءات من صنع الناطقين باسمها، وبعيداً عن التحليل،فالقلب مثقل بعذابات الأطفال والأمهات وهم يعيشون العيد في الخوف وشر الحاجة، وحزننا رصيد ليوم انتصار الإنسان على طمع العالم، لأهلي حزني وفرحي.
جيل المعلمين الذين عملوا في الخليج:
عظيم الاحترام لجيل المعلمين الذين صنعوا صورتنا النبيلة في وجدان الأحبة في الخليج، كانوا رجالاً يؤمنون بقيمهم السمحة التي غرستها التربية السودانية الأصيلة فقدموا نماذج رسالية جعلتهم ذكرى عظيمة عند جيل من العرب وبسببهم نحصد احتراماً حتى الآن.
لماذا يخرّب المرتزقة مدينتنا؟
ابن خلدون يجيب:
"فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب.. فطبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس، وأن رزقهم في ظلال رماحهم.. وكلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه".. المقدمة:ص (١٩٤-١٩٥).
السودان أصل البشرية، وليكن!
دراسة علمية أشارت إلى السودان باعتباره موطن بشري قديم، والخواجه طبعاً تشكل له هذه الاكتشافات إضافة علمية يستطيع الاستفادة منها، وبالطبع يشعرنا بشيء من التفوق، لكنه شعور تعويضي عن بؤس الواقع، فالأهم هو ما نحن عليه اليوم، وقد يختلف معي البعض وهذا حقهم.
الحل للسودان في الإنتاج المستمر:
كثير من أمراضنا الاجتماعية سببها العطالة، تخيل مجتمع يعيش أفراده في عمل مستمر متى سيجدون الوقت للوقوف عند انتماءاتهم القبلية أو العرقية؟، وستكون المصلحة قبل العاطفة المؤقتة طريقهم لتحسين حياتهم.
إن العمل حل حقيقي لمشاكل المجتمعات المتعددة ثقافياً.
النقاشات على الطريقة السودانية تعاني من مشكلة أن الجميع يريد إحراز النصر لأجل إرضاء ذاته، وليس النصر لصالح الحقيقة والتي من الممكن جداً ألا تكون في جانبك.
السودان من البلدان التي تملك كادر بشري مشهود له في المنطقة وكثير من المؤسسات الدولية بالدقة والتفاني، وحسن السلوك والإخلاص في العمل، والتركيز على الإنجاز، لماذا تتبخر كل هذه القدرات والعبقريات داخل السودان؟!
التصفيق للحمقى:
مع الاعتذار من آلان دونو هذا ليس فقط عصر التفاهة الذي تهيمن فيه السطحية ويتقدم صفوفه عدد كبير من الحمقى، فللحقيقة صديقنا الفيلسوف هذا عصر الجهل المقدس، حيث أي محاولة للوصول للعمق يتصدى لها جمهور من العابثين بالضحك المركب، عصر عقيدته "كن تافهاً لتحصل على التصفيق".
نحن الـ جيل الانتقالي:
من التلفزيون إلى الدش، من كرة الشراب إلى الفيفا، من السينما إلى النت، من حفلات البارتي إلى النظام العام، من جوابات الحب المزركشة إلى الايموجي، من النوم تحت السماء إلى الإختباء في الغرف، ما جعل وعينا يرتبك في المواكبة، وما بات ممكناً العودة بالزمن..
المجتمعات هي المجتمعات، في جوفها الخير والشر:
إن السبب وراء الدهشة التي أصابتنا جراء سلوك بعض السودانيين في الحرب، وما صاحب ذلك من جشع وطمع.واستغلال لحاجة الناس في ظل ظروف عصيبة نعيشها، مصدر هذه الدهشة احتفاظنا بصورة مثالية عن المجتمع، والظن بأن المجتمعات تعيش فيها الملائكة فقط.
دون نقد ذاتي جذري مدفوع الكلفة ومعلن لن تكون الأحزاب السودانية جديرة بإدارة المشهد السياسي، وإن امتنعت ستظل عبئاً ثقيلاً، وأكثر ضرراً بالحاضر والمستقبل..
جوهرة، وهذا ما ينبغي أن تكون عليه الرفقة:
عند وصولي بيت العلاّمة الكبير بروفيسور عبد الله الطيب، قلت للراحلة جوهرة الطيب حواري معك عن جوهرة وليس عن عبد الله، وحقيقة تشابكت حياتهما بصورة هي النموذج العالي لما ينبغي أن تكون عليه الرفقة في الحياة،سيدة عظيمة وإنسانة استثنائية.
لماذا تتحرك مشكلاتنا في شكل دائري؟
تتبع التاريخ الاجتماعي للسودان يثبت أننا نتعلم من أخطاءنا بصعوبة والسبب في ذلك حالات الإنكار المستمر للحقيقة، والاكتفاء بالدغمسة وتصور الأشياء على مقياس الهوى طمعاً في التخلص منّ المسؤولية، والحل مواجهة الذات لإعطابها والتواضع المستمر لنفهم.
ما ضرنا لو فهمنا أن الشعوب تنهض عندما تتحول طاقاتها من الكلام في السياسة إلى العمل على توظيف المعرفة لصالح الإنسان ورفاهه المادي والمعنوي، عندها فقط سيصبح الجميع بناة للوطن وينتقلوا من خانة انتظار التغيير عبر العنف إلى وضع قواعد سلمية للاختلاف..
لماذا تنزلق المجتمعات نحو الهاوية؟
الحداثة في مجتمعات لم تصل بعد مرحلة من التنوير تسمح لها باستقبال المتغيرات بثبات فتعيد استيعابها داخل منظومتها القيمية هو السبب وراء الانزلاق القيمي، ولكل مجتمع خصوصيته التي يحتمي بها في ظل هذا الطوفان، والحل في المعرفة وليس المنع والتخويف.
من القائل؟ وليس ماذا قال!:
من عيوب الشخصية العربية اهتمامها البالغ بمصدر الفكرة لا الفكرة ذاتها، وهذا يعود إلى طبيعة تكوينها الذي يعطي الفكرة قوتها لا من فاعليتها بقدر مصدرها الذي ينبغي ألا يكون عادياً أو معاصراً، وهذا هو السبب خلف عدم قدرتها على التقدم نحو المستقبل..
في نقد السوداني:
يعاني العقل السوداني من غياب مفهوم "الإنسان" مجرداً من أية لاحقة، فالإنسان في هذا ال��قل لا وجود له دون تقييده بسلاسل الانتماءات الضيقة على شاكلة: "القبيلة،الجهة،اللون…إلخ" ووسط هذه الضحالة المقلقة تضيع حقوق الأفراد.
والحل: قومية إنسانية نتساوى عندها سودانيون.
في نقد العقل السياسي السوداني:
هناك تغلغل متبادل في عقل النخبة السودانية بين السياسة والمصلحة، وهذا الشعور المسيطر عليها يتأسس على اعتقاد بل إيمان أنها أفضل من شعبها، وينبغي أن تحصد ثمار موقعها، وهذا يفسر لك لماذا يُمدح السياسي المتقشف كأن الأصل في عمله أن يتمتع بالامتيازات.
الجهل بالآخر وقود التوترات الاجتماعية:
مصدر كل صراع اجتماعي صورة مستبطنة عن الآخر، صورة مصنوعة بعناية التمثيل المزيف، الرغبة في العبث، والمدخل الصحيح لخفض حدة التوترات الاجتماعية، هو نشر فضيلة "احترام الآخر،واحتماله" - الآخر - الذي لا نعرفه إلا كما نريد له أن يكون لا حقيقة وجوده.
أزمة الوعي بالحياة والإنسان:
ما من عبارة أشد فراغاً من قولنا: الأزمة السياسية.. لأن الحقيقة السياسة جزء صغير من النشاط الاجتماعي، لذا فإن الأكثر دقة قولنا: "أزمة العقل السوداني" أزمته في صياغة رؤيته نحو العالم ونحو ذاته، ففي كل ركن من حياتنا توجد أزمة وعي.
والحل في مواجهة الذات.
السودان: من بدأ الحرب؟
من مشكلات العقل السوداني أنه ينفق جهده في البحث عن المقدمات لا النتائج، يشغله إثبات وجهة نظره لا الحقيقة الماثلة أمامه، وهو بهذه الطريقة في التفكير المعّوق لا قبض على المجرم، ولا استطاع إنقاذ الضحية من الموت..!
في التسعينيات ظهر المثقف المتقهوج يقرأ حميد، ويحلم بصباح سيحكم أفلاطون فيه المدينة، باليوم الذي يقدل فيه الرفاه كامبراطور رزين، ونشيد بلاده (نورا)، ويرتدي شعبه قمصان من قصب إمعاناً في اشتراكية بضفائر، هو ذاته المتقهوج انتهى إلى أربعيني مصاب بحموضة معدة سببها مهرجان القهوة والشوق.