سعيت لعامين ونيف للم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد.وعلي اليوم،وقد عقدت قمة برلين،وصدر القرار ٢٥١٠،وانطلقت المسارات الثلاثة رغم تردد البعض، ان أقر بأن صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد.لذا طلبت من الامين العام إعفائي من مهمتي آملا لليبيا السلم والاستقرار
السجن بضيق مساحته ذكر
والحرية بفضائها أنثى.
والجهل بكل خيباته ذكر
والمعرفة بعمقها أنثى.
والظلم بوحشيته ذكر
والعدالة بميزاتها أنثى.
والتخلّف برجعيته ذكر
والحضارة برقيها أنثى.
والمرض بذله ذكر
والصحة بعافيتها أنثى.
والموت بحقيقته ذكر
والحياة بألوأنها أنثى.(شوقي)
هل اقول ان بلدا يصدر ١,٣ برميل نفط يوميا لديه مئات من مدارس الصفيح وعشرات من المستشفيات المترهلة ولم ينفق مليما على صيانة منشآته بينما يخصص ٦٠ بالمائة من ميزانيته لمرتبات موظفيه ومئات الملايين اتعاب محاماة للخلافات في مؤسساته هو على هذه الحال بمجرد الصدفة؟
إخوتي الليبيين! لقد دقت ساعة الحقيقة والخيار لكم: فإما تحتكمون للعقل او للغريزة، وإما تبقون أسرى أحقاد الماضي او تبنون معا مستقبلا زاهرا لأولادكم، وإما تلهيكم الصغائر او تنقذون وطنكم من كبوته، وإما تفرقكم الفئوية او يضمكم الوطن الواحد الوسيع لجميعكم.
أخوتي الليبيين! اجمعت اليوم الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي على تبني توصيات ملتقاكم الوطني في غدامس. لا تضيعوا هذه الفرصة ولا تقفلوا هذه النافذة لبناء دولتكم الموحدة، المدنية، السيدة، القادرة، العادلة.
أتغيب للمرة الأولى منذ نحو عقدين ونيف، مع بعض من حنين، عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومهرجانها المثقل بالتشاور مع الزملاء وبلقاء الاصدقاء. إنما معايشة أهل العاصمة الليبية في محنتهم الراهنة، والسعي الحثيث لدرء الفتنة ووقف النار ولم الشمل واجب لا يفوقه اليوم آخر.
للمحبين اقول، ولغيرهم ايضا: لا! لم اتعرض لمحاولة اغتيال: الخبر مفبرك والصور المتداولة مزورة. متى سيفهم الدجالون القابعون في جحورهم ان الحقيقة التي يغتالون كل يوم هي وحدها التي تحررهم؟
كان اليوم يوم ملتقاكم في غدامس تخطون فيه معا معالم سبيل نحو دولة موحدة، قادرة، منصفة، مدنية، ديمقراطية.لكن الرياح راحت في مناح أخرى لم تكن السفن تشتهيها ولطخ الدم المسيرة. موقفنا لن يتبدل فإنما الحرب ما علمتم وذقتكم ولا حل، مهما اشتد العناد، الا سياسي.
والحق اني لست معجبا البتة بقدرة اللبنانيين الخيالية على تحويل المآسي والفضائح والجرائم الى مواضيع للتندر والفكاهة. ما هذا المجتمع المهووس بالmondanité السطحية بهدف تجنب مواجهة الفاجعه المؤلمة بالابتسامة الساخره؟ هي قدرة على البقاء ربما إنما بثمن باهظ جدا.
الإنفجار المدمر والآن الحريق المسمم. ولدت في بلد تتانتشه الذئاب، وينهشه اللصوص، ولا يقر القيمون عليه بأي معصية اقترفوها ولا بأي قباحة تحصل تحت أعينهم. وكأن الكرسي وجدت لتمتعهم بالجلوس عليها، وكأن مناصبهم تحصنهم ضد تحمل المسؤولية وتقيهم من أي شعور بالذنب.
رمضان كريم لكل أصدقائي المسلمين، ولأعزائي الليبيين خصيصا. فليكن شهرا للتفاهم والتلاقي والرحمة والتعاضد، وخصوصا للرأفة بالأبرياء والمدنيين واحترام سلامتهم، سيما في طرابلس وغزة واليمن وكل الأماكن المشتعلة الآن في منطقتنا.
يوم تكون السياسة خدمة الناس، وتوفير الأمن، وحماية الثغور، ورفع شأن الدولة بمواجهة الغرائز الفئوية، وتنافسا صحيا بين الأفكار والبرامج، يكون لها معنى وتجللها بعض مهابة. ويوم تنزلق لتصبح مجرد تناتش كراسي فهي تصيبني بملل شديد.
إحتكار ٤ طوائف تعتبر أنفسها "كبيرة" للحقائب الوزارية المهمة، لاسيما "السيادية"، بدعة بدأت عام ١٩٩٢، لا أساس له لا في الدستور ولا في العرف. الإصلاح يبدأ بتحرير الحقائب الوزارية كلها من أي تملك طائفي مدخلاً لتحرير غيرها من مناصب الدولة الدنيا والعليا ودفناً لهذا الابارتهايد المقنع.
فليكن ٢٠١٩ عام تلاقي كل الليبيين دون إستثتاء حول تسوية تاريخية تنهي تشتتهم، وتوحد مؤسساتهم، وتجدد قياداتهم، وتحل منطق الدولة مكان صراعاتهم، وتطوي صفحة السلاح الذي فرقهم، وتنهي خطر الإرهاب الذي يقض مضجعهم، وتوقف التدخلات الخارجية في وطنهم. هذا هدفنا وسنعمل عليه بإصرار الى جانبهم.
وكأننا، نحن العرب، عاجزون عن تصور دولة الا كمجرد وسيلة حكم لسلطة، والسلطة مجرد اداة تحكم لرجل. إنما للدولة منطق يتجاوز الأمرة العارية ومزاج من احتل منصب. فهي فوق العصبيات الجماعية كما الشهوات الفردية، وهي إطار ثابت بينما الأنظمة عابرة كما الأفراد.
يزور الامين العام للامم المتحدة ليبيا لتغليب الحل السياسي ودعم تآلف الليبيين في ملتقاهم الوطني.آمل من كل الليبيين الا يستقبلوه بالتصريحات العنترية ولا بالاستفزازات العسكرية، بل بالتأكيد على اختيارهم الواضح للسلم والتوافق والاستقرار وعلى نبذ الفرقة والاقتتال.
هناك الآن على الأقل سبع لوائح قيد التداول للمشاركين في الملتقى الوطني وقد يخترع البعض لوائح أخرى للتشويش والتخريب.أخوتي الليبيون أذكياء وسيتجاهلوها.هناك لائحة واحدة صحيحة لا غير وهي بحوزتي. والمشاركون يبلغون تباعا من قبل البعثة.اما العبث فمآله سلال المهملات.
هذا حسابي الشخصي على تويتر أكتب فيه ما يروق لي، حين يسمح وقتي الضيق، من عبر وأفكار وشعر وأغان. لا حساب لي غيره لا على تويتر ولا على فايسبوك. أما من اهتم بما نسعى اليه في سبيل إعادة الاستقرار الى ليبيا العزيزة، فأتمنى عليه متابعة حساب البعثة:
@UNSMILibya
ليتنا نلتزم جميعا بنقل التصريحات دون تحريفها. ليتنا نقرأها بتمعن قبل التعليق ايجابا او سلبا عليها. ليتنا نستلهم ثقافة التحاور فنحترم أنفسنا والآخرين، ففي تلك الثقافة خير عظيم.
آمل ان يكون العام الجديد عام عبور ليبيا من الانقسام للوحدة، ومن التنازع للوئام، ومن القلق للطمأنينة، ومن الترتيبات المؤقتة للمؤسسات الثابتة. وأتعهد ، وبعثة الأمم المتحدة، بالعمل الدؤوب في ذاك السبيل الى جانب الليبيين جميعا ودون أي استثناء.
أحيي أخوتي الليبيين في ذكرى إستقلال بلادهم، وآمل ان تلتقي في القريب كلمتهم، إذ ان الوحدة الوطنية هي أقوى ضمانة للسيادة، وتمتين أواصر الداخل أفضل علاج للتدخل الخارجي، والتمسك بالوطن الحاضن الجامع هي الحصانة الأفعل لحماية الثغور والذود عن التراب.
استمعت على غير عادة لسياسيي لبنان فوجدتهم في ٣ فئات:واحدة منشغلة بتبييض صورتها لابناء طائفتها،وثانية تغسل يديها من الخراب القادم وكأن توقع الانهيار ينفي مسؤوليتها عن وقوعه،وثالثة تحولت للتحليل كمراسل اجنبي.ولم أجد من يسأل عن الناس او يشير لسبل تقينا الكارثة. لبنان،فوق قهره، يتيم.
التقينا منذ نحو عقد ونيف وتصادقنا. كان وفيا لعائلته ولوطنه ولأصدقائه، حريصا، عقلانيا، صبورا على المصاعب، منفتح الذهن، عفيف اللسان. رحم الله محمود جبريل الذي لم توفره الجائحة اللعينة، وحمى ذويه من كل مكروه.
مبارك عيد الفطر لكل أصدقائي المسلمين، لمن هو قادر على التمتع بأجواء العيد وبهجته، إنما بالأخص لمن تحرمه النزاعات والحروب والهجرة القسرية من ذلك الحظ، آملا ان تصمت المدافع وان نعود جميعا للتعقل والتواد والتسامح.
الليرة بخير،والانهيار المالي لم يحصل، والمودعون يسحبون من حساباتهم دون قيود،وخط الفقر يتراجع،والدين العام صغير ويتضاءل،وميناء العاصمة لم يمسه سوء، والكورونا لم تصب لبنانيا واحدا، والمنطقة هادئة، فما الحاجة لحكومة في لبنان العائش بلا حكومة منذ ٣ أشهر؟ كلو تمام واللي عند اهلو عمهلو
كانت الفكرة (الواهمة؟) ان تلد حكومة من خبراء مستقلين تحكم لفترة محدودة وتطلق عملية الإنقاذ.اذا عادت الطوائف تتقاسم الحقائب،والاحزاب تسمي الوزراء،فما الحاجة لكذبتي الخبرة والاستقلالية؟ليعد السياسيون الى مقاعد الحكومة ويحملوا وزر أفعالهم عوض ان يتخفوا وراء دمى اختاروها ليتحكموا بها
أبلغ عزيزًا فى ثنايا القلب منزله
أنى وإن كنت لا ألقاه ألقاه
وإن طرفى موصول برؤيته
وإن تباعد عن سكناي سكناه
يا ليته يعلم أنى لست أذكره
وكيف أذكره إذ لست أنساه
يا من توهم أنى لست أذكره
والله يعلم أنى لست أنساه
إن غاب عنى فالروح مسكنه
من يسكن الروح كيف القلب ينساه
المتنبي
أعاد البرتقال الليبي الأنيق القوام، الجميل اللون، واللذيذ الطعم مذاقا عرفته في طفولتي وكدت أنساه : "أبو صره" طبعا، و"الشموطي" خصوصا وقد احتفظ في ليبيا بتلك النكهة الفريدة التي فقدها في غيرها من البلدان.
آمل بسنة أفضل لشعوب للعدل ظمأى، ولبلدان للإستقرار عطشى، ولأجيال جديدة تطمح لمستقبل أكثر يقينا، ولمنطقة على القلب عزيزة تبحث جاهدة عن طريق ثالثة بين الاستبداد والفوضى.
هل كتب علينا واحد من ٣ خيارات مرة: التسلط الفئوي، او التفكك المجتمعي، او حكم الخارج ام اننا قادرون على العبور لخيار آخر لاوطاننا يقوم على دولة قادرة وعادلة تتجاوز العصبيات وتؤالف بينها، وتمنع تغول المصالح وتعتمد على مواطنيها لكبح تدخل الخارج؟
حين أسمع ما يشبه قعقعة السلاح، افكر اولا بالمدنيين، بحقهم بالحياة، بمضمون القانون الدولي الذي يحرم المساس بهم، باحتمال حصول جرائم حرب ضدهم، وبواجب الحماية الذي لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهله دون ان يخسر نفسه.
هل غادر الشعراء من متردم والشامتون الشتامون من الصراخ؟ نتحدث في ثقافتنا عن حظر خطاب الكراهية. هذا سطحي. إنما ذلك الدفق من القدح والذم والردح والشتم، انما الكراهية نفسها، هي المسألة. اما آن الاوان للتعبير العقلاني عن الخلاف دون سيل العواطف السامة التي تغلفه؟
حين تباشر مشروعا جديدا سيهاجمك من فكر بالمشروع عينه ويسعى للاستئثار به، ومن يعمل لمشروع مناقض تماما، ناهيك عمن لا يريد أي تغيير في الوضع القائم مهما تفاقم سوءه. وعليك النضال على الجبهات الثلاث معا،
شاهدت الحلقة الأولى من برنامج "المئوية" على ام تي في. شعرت بقدر من الضيق، لا لتجزئة غير موفقة في المقابلة التي أجريت معي وحسب، وإنما خصيصا للمنظار الفئوي الضيق الذي هيمن على السردية فأفقدها صدقية التناول الشمولي الضروري في كتابة التاريخ واستذكاره.
كان السبسي من قلة من القادة الذين يجادلونك في الكتب التي يقرأون قدر إهتمامهم بالمسائل التي يعالجون، ممن تبنوا الحداثة سبيلا للتقدم دون التخلي عن ذرة من الإستقلالية، ممن حرصوا على إستقرار جيرانهم حرصهم على بلدانهم، وكان صديقا، صادقا، صدوقا. رحمه الله.
ليبيا بحاجة للأمن والسلم لا للصواعق والمتفجرات. يكفيها ما فيها. القرار الدولي بمنع تصدير السلاح واضح وصريح ولجنة الخبراء ستقوم بعملها بمهنية وتجرد لجلاء حقيقة اندروميدا وغيرها.
ليس الثأر عدلا بل هو تماما نقيضه. الانتقام تعبير عن غضب وحشي والعدالة هي حماية المجتمع ممن يمزقون اواصره. فلنرتق٬ معا الى مستواها ونستوثقها الحكم فيما يصيبنا من الآخر، فهي ضمانتنا الحقيقية السامية، وملاذنا المؤسسي، ومرآة انسانيتنا.
تمنياتي بعام أفضل لكل الصابرين في بلدان الشقاء، وهي عديدة فلا تُجمع في تغريدة. فلتكن السنة الجديدة مناسبة نعي فيها ان جل مآسينا من صنع أيدينا، وأن بدء الشفاء رحيل من فسد فأفسد، او تكبّر فتجبّر، او حكم فظلم، او استهان فخان، وأن علينا السعي لتولّي من يحمل هم الناس ويغلّب شأن الوطن.
أشكر السيد الأمين العام على قراره بإعادة الزميلة ستيفاني وليامس الى موقع المسؤولية في ليبيا لما أعرفه عن حنكتها، وعن قدراتها، وعن عزمها على استكمال ما بدأناه معاً، وأتمنى لها كل التوفيق في أداء مهمتها لما فيه الخير العميم لهذه البلاد العزيزة ولأهلها.
Il est une région du monde délaissée par les dieux qu’elle a elle-même enfantés, condamnée par les prophètes trop nombreux qui peuplent son histoire, incapable d’imaginer un avenir moins tragique que son passé et tout occupée à enterrer, à nouveau, ses propres enfants.
هنيئاً لليبيا التي تمكنت اليوم، على الرغم من الخلافات والعراقيل، من جمع مجلس ادارة مصرفها المركزي للمرة الاولى منذ سنوات ومن اعتماد سعر صرف موحد للدينار. لن اكتم بالمقابل حرقة اللبناني الضائع بين ٥ او ٦ أسعار مختلفة لعملته الوطنية المتهالكة. اوليسه يستحق قرارا مماثلا ينهي حيرته؟
في شهر آذارَ، في سَنَة الانتفاضة، قالتْ لنا الأرضُ
أسرارَها الدمويَّةَ. في شهر آذارَ مَرّتْ أمام
البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. وقَفْنَ على باب
مدرسة ابتدائية، واشتعلن مع الورد والزعترِ
البلديّ. افتتحنَ نشيد التراب. (محمود درويش)
فقد العالم اليوم رجلا نبيلا أمضى العمر حتى ساعته الأخيرة عاملا في سبيل السلم والوفاق وحل النزاعات. كان كوفي أنان دمث الخلق، رقيق الشعور، حذقا في التوسط، صبورا في وجه العقبات، حكيما في التعامل مع المتخاصمين، إنسانيا في رفقة الضعفاء، وصديقا صدوقا لأزمنة المصاعب كما لأيام الطمأنينة.
لنتذكر ان "الدولة المدنية" التي نستدعيها ليست حكما عسكريا، ولا مرجعية دينية تتحكم بالسياسة،ولا سلطة طائفية، ولا هيمنة جهوية، ولا تصدرا لقبيلة على غيرها، ولا تصرفا اعتباطيا لأصحاب المال بالشأن العام : هي آلية قرار لمن اختارهم الناس طوعا ليكونوا فيه ويحاسبوا على كل عمل يقدمون عليه.
رمضان كريم لكل أصدقائي المسلمين، ولأعزائي الليبيين خصيصا. فليكن شهرا للتحاب والتآخي، للتفاهم والتلاقي، وللحرص على حياة المدنيين وسلامتهم سيما في سبها ودرنا، والتماس الرحمة للأبرياء الذين سقطوا على أبواب غزة.
خطا الأخوة الليبيون اليوم خطوة كبيرة نحو تفعيل مؤسستهم التشريعية وتوحيد سلطتهم التنفيذية. نهنئهم بصدق على مثابرتهم ونبارك لهم اصرارهم على الخروج من حال التفتت والانسداد ونتمنى لهم استكمال المسيرة بالنخوة نفسها لتوحيد كل المؤسسات وإجراء الانتخابات في الموعد الذي توافقوا عليه.
قال صاحبي: بتنا بانتظار معجزة.قلت: سيطول انتظارك.فاللبنانيون لم يعودوا يثيرون كبير اهتمام ولا حتى شفقه، والدول القادره منهمكة بالجائحة وباثارها الاقتصادية والستراتيجية الفادحة، والدول المعدمة الساعية لعون خارجي لم تعد تحصى.الحل أوله داخلي يتطلب وعيا لهول الأزمة وشجاعة لمواجهتها.
علمني ابن خلدون سبل انتقال العصبية الى ملك. وأخذت عن مونتسكيو ان الملك الحديث يتم في تحوله الى دولة مثلثة السلطات. اما غرامشي فنبهنا الى كتلة المصالح التي تستند على الدولة الحديثة لتبرير هيمنتها. انما دولنا القائمة مزيج هجين فيها العصبية والملك والمصلحة معا.
“الكم ارزه العاجقين الكون” لم تظلل اجتماعات بايدن وماكرون على حد علمي. شوية تواضع با شباب! محنة بلدكم صنع ايديكم،وحلها في المكان عينه، لا في لقاءات الكبار ولا في احتفالياتهم.
في القدس، أَعني داخلَ السُّور القديمِ،
أَسيرُ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ بلا ذكرى
تُصوِّبُني. فإن الأنبياءَ هناك يقتسمون
تاريخَ المقدَّس... يصعدون إلى السماء
ويرجعون أَقلَّ إحباطاً وحزناً، فالمحبَّةُ
والسلام مُقَدَّسَان وقادمان إلى المدينة.(محمود درويش)
هل كان يحق لاميركا في بغداد ما لا يحق لروسيا في كييف، او للصين في تايوان؟ تحول غزو العراق الى سابقة تلهم دزينة من الدول القادرة باتت تتدخل بلا مسوّغ، تحرّك العسكر والمرتزقة، تسعى لتغيير الانظمة التي لا تواليها، ولانشاء مناطق النفوذ، متجاهلة القوانين والاعراف:انه زمن انفلات القوة.
لم يبق عنديَّ ما يبتزه الألمُ
حَسبي من الموحشاتِ الهمُّ والهرَمُ
لم يبقَ عندي كفاءَ الحادثات أسىً
ولا كفاءَ جراحاتٍ تضِّجُ دمُ
وحين تَطغَى على الحرّان جمرتهُ
فالصمتُ أفضلُ ما يُطوَى عليه فمُ
وصابرينَ على البلوى يراودهُم
في أن تضُمهم أوطانهم حلمُ
(الجواهري)
في يوم الأمم المتحدة، أتذكر الصديق المرهف الحس الوقاد الذكاء كوفي انان، وقد رحل عنا من اسابيع. وتغمرني سيماء وجوه سرجيو وناديا وريك وزملاء آخرين قتلوا في سبيل المنظمة في بغداد وفي غيرها من المدن. لتكن ذكراهم حافزا لنا جميعا لخدمة السلم والأمن والنمو اينما حملتنا الأقدار.
لا دواء للتشظي الذي يضرب المجتمعات العربية الا بتعزيز الروح الوطنية العابرة للعصبيات على تنوعها وبتقديم التضحيات التي يتطلبها إرساء السلم الأهلي وتحصينه.
تصادف اليوم ذكرى استقلال بلدٍ صغيرٍ تلاعب حكامه بمقدراته، وانصرف أهله عن واجب الاعتناء به، فما غدا استقلاله طيفاً من الماضي وحسب، بل بات مجرد وجوده موضع تساؤل.
ليس سقوط كابل بيد طالبان حدثا افغانيا وحسب، وليس قرار بايدن حدثا اميركيا وحسب، انما هذا فصل في تحول تاريخي متدرج يشي بصعود الحركات المحلية على حساب القوى الامبراطورية، وباعادة توزع النفوذ في النظام العالمي بين القوى الكبرى، وبعجز الغرب المتفاقم عن تصدير نموذجه للدولة الوطنية.
في عصر التلفزيون وتويتر، يؤدي الهوس برحيل المسؤولين الفاشلين للتوهم بأن الاتيان بحكّام ارقى اخلاقاً او اكثر كفاءةً يكفي لبناء دولٍ قادرة ومزدهرة. تغيير الاشخاص ضروري ولكنه لا يعوض عن الحاجة لتصور سياسات بديلة، وخطط عملية مغايرة، وسبل مبتكرة لمعالجة المشاكل المستعصية في مجتمعاتنا
كان التحريض على العصيان يعاقب بالسجن، ونشر الاخبار الكاذبة بالغرامة المالية. اليوم يعاقب رجل حرض ونقل اخبارا مختلقة ونشر الكراهية بحرمانه من التغريد على تويتر او فيسبوك. اصبح صاحب وسيلة التواصل هو القاضي والحكم.يا له من زمن سلمنا العدالة فيه لمليارديرات سيليكون فالي!
تهاني الصادقة للأخوة اليمنيين، وللزملاء في الأمم المتحدة، على الاتفاق المعقود في السويد، مع الأمل بتوصلهم الى حل نهائي لتلك الحرب المدمرة وبأن يقتدي بهم آخرون على طريق التوافق، والحرص على الأرواح البريئة، ووقف النزاعات الدامية بين أبناء الوطن الواحد.
هل هذه هي الحال في بلدك؟ النهبوقراطية نظام حكم يقوم فيه الحكام باستغلال مناصبهم للاستحواذ على موارد البلد على حساب مواطنيهم، وذلك من خلال الرشاوى والقومسيونات وحرف الاموال العامة لمصلحتهم او مصلحة ازلامهم، مما يمكنهم من تكديس الثروة واستعمالها للبقاء في تلك المناصب.
هناك مطبخ كريه للأخبار الكاذبة امتهن الدس والابتزاز آن له ان يتوقف: لم انتقل الى عمل جديد في اي مكان، ولا اؤيد طرفا عربيا على آخر ، ولم اقترب يوما من سوق النخاسة التي فيها يرتعون. ولن افاجأ ان تضرر المفترون الكارهون بالسم الذي ما انفكوا انفسهم ينفثون.
أحيي الخطوة الكبيرة الجديدة التي حققها الأخوة الليبيون نحو توحيد المؤسسات وعودة الاستقرار وبناء دولة موحدة سيدة ديمقراطية. وأخص العزيزة ستيفاني،وهي تغادر البعثة،بالتقدير والاعجاب لدورها المحوري الناجح بتنفيذ خلاصات برلين على مساراتها الثلاث. واتمنى لقيادة البعثة الجديدة التوفيق.
أعلنوا معاً الانفصال عن الناس، عن مآسي الوطن وعن بؤس المواطن. ذهبوا الى مطارح (طوائف وحصص ومرجعيات ومصالح وصلاحيات) يبدو أنها تهمهم لكنها لم تعد تعني شيئاً لمن عز عليه قوت أطفاله. ما عادوا جزءاً من الوطن ولا ولاة عليه. باتوا عالةً عليه لا فائدة له منهم الا منظر قفاهم وهم يغادرون.
How many times didn’t we hear: « Palestinians only understand force »? Well:that is clearly not true. The more you pound them, the more they stick to their rights and fight back.Why don’t you start talking to them in a language they understand better, that of justice and equity?
يومان منهكان الى جانب السيد الامين العام في القمة الافريقية بأديس أبابا. مناسبة مفيدة لزرع الأمل عند مختلف الأفرقاء بإمكانية خروج ليبيا من عثرتها ولتأكيد ضرورة عودتها دولة آمنة،سيدة،مستقلة على الرغم من المصاعب والعثرات لما فيه خير أبنائها وجيرانها على السواء
يجتاح العنف اليوم غير عاصمة عربية عشت فيها وصادقت أهلها. ألمس لدى جل المتقاتلين شغفاً بالسلطة -بما هي استحواذ قرار، ومصدر جاهٍ، ونبع إثراء مالي- ولكني الا أتبين توجهاً لبناء دولة، او لتحصين وطن، او لردع تدخل خارجي. فيتملكني الحزن إذ ولدت في بلد دفع غالياً ثمن هذا العبث وما زال.
ليس من ضرر للديمقراطية أسوأ من رفض نتائج الانتخابات ومن محاولة نسفها بالعنف.هذه امثولة العراق واثيوبيا اليوم، وقبلها دول عديدة تمرد الخاسرون فيها على حكم صندوق الاقتراع فتمزقت بلدانهم في حروب اهلية او انزلقت لحكم الفرد. المباراة التي تنتهي بتدمير الملعب يخرج الكل منها مهزومين.